يتعلق معظم المواضيع التي تخص كيمياء جو الأرض، والتي تجري مناقشتها في هذا الكتاب، بالتروبوسفير . ففي هذه المنطقة، تؤدي تغيرات درجة الحرارة، التي تجعل الهواء أدفأ وأقل كثافة عند سطح الأرض، وأبرد وأكثر كثافة عند الارتفاعات العالية، إلى تيارات حمل ورياح تسبب حركة مستمرة للهواء. والجزيء الذي ينطلق من سطح الأرض يرتفع عادة إلى أعلى التروبوسفير خلال يوم واحد أو يومين. لذا فإن أي مادة غازية تبقى مدة طويلة في التروبوسفير تخضع إلى مزج جيد، وهذا يجعل التركيب العام للجو السفلي متجانساً. وتتضمن تلك الغازات جميع الغازات الرئيسية المدرجة في الجدول1.2. إلا أن ثمة اختلافات محلية في التراكيز تميّز الأجناس المتفاعلة فيزيائياً أو كيميائياً، ويمثل بخار الماء أجناس كثيرة ضئيلة التركيز أمثلة جيدة لتلك الاختلافات. ونظراً إلى مع قابلية تلك الغازات للتفاعل، لا تبقى مستقرة مدة طويلة، بل تمتزج جيداً وعلى نحو متجانس ضمن تركيب التروبوسفير.

وثمة أمثلة أخرى في الجدول 2.2 على كيفية اعتماد مكونات هواء التروبوسفير على الموقع. يسلّط الجدول الضوء على خصائص معينة لهواء التروبوسفير عدد من المواقع، منها تلك المواقع المفتوحة فوق المحيطات، والمناطق القارية الواسعة، والمناطق المدنية والمدارية، ومنطقة القطب الشمالي.

النقطة الرئيسية 2.2 تتبع تغيرات درجة حرارة الغلاف الجوي وتركيبه عند الارتفاعات المختلفة التفاعلات التي تُحدّدها طاقة الأشعة الشمسية عند تلك الارتفاعات. وفي التروبوسفير، تكون هيئة تغيرات درجة الحرارة على نحو يجعل الغلاف الجوي عادة جيد المزج، ويجعل تركيبه الكيميائي ثابتاً نسبياً، باستثناء ما يخص الأجناس القصيرة الأجل.