المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Least Upper Bound
19-9-2018
البواثق (جفنة)
22-11-2015
Health and Safety Officer
20-10-2015
فضل قراءة سورة البقرة
2024-03-14
Semantic and formal nonisomorphism
2024-08-14
Allylic Substitution
28-8-2018


الإمام عليٌّ (عليه السلام) يؤدّي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  
  
1237   01:04 صباحاً   التاريخ: 2023-12-12
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص400-405
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أخرج أحمد باسناده عن حنش عن علي قال : " لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا النبي أبا بكر رضي الله عنه فبعثه ليقرأ على أهل مكة ثم دعاني النبي فقال لي : أدرك أبا بكر ، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فأذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم ، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر رضي الله عنه إلى النبي فقال : يا رسول الله نزل فيّ شئ ؟ قال : لا ،ولكن جبرئيل جاءني فقال : لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك "[1].

وروى باسناده عن أنس بن مالك " أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث ببراءة مع أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه ، فلما بلغ ذا الحليفة قال : لا يبلّغها إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي ، فبعث بها مع علي "[2].

باسناده عن زيد بن يثيع[3]: " سألنا علياً رضي الله عنه بأيّ شئ بعثت ؟ يعني يوم بعثه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مع أبي بكر رضي الله عنه في الجحفة قال : بعثت بأربع : لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عهد فعهده إلى مدتّه ، ولا يحجّ المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا "[4] .

قال سبط ابن الجوزي : " ذكر أهل السير : إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث أبا بكر رضي الله عنه يحجّ بالناس سنة تسع من الهجرة ، وقال له : إنّ المشركين يحضرون الموسم ويطوفون بالبيت عراة ولا أحبّ أحجّ حتى لا يكون ذلك ، وأعطاه أربعين آية من صدر سورة براءة ليقرأها على أهل الموسم ، فلما سار دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً فقال له : أخرج بهذه الآيات من صدر براءة ، فإذا اجتمع الناس إلى الموسم فآذن بها ، ودفع إليه ناقته العضباء فأدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذ منه الآيات ، فرجع أبو بكر إلى رسول الله فقال : بأبي أنت وأمي هل نزل فيّ أو في شأني شئ ؟ فقال : لا ، ولكن لا يبلّغ عني غيري أو رجل مني .

وذكر أحمد في الفضائل : " إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال له : إنّ جبرئيل جاءني فقال ، ابعث علياً ، فلما كان يوم النحر قام علي عليه السّلام في الناس فأذن بصدر براءة كما أمره رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم .

وذكر أحمد في الفضائل بإسناده إلى أبي سعيد الخدري : " إنّ علياً لما قرأ صدر براءة الآيات التي أخذها من أبي بكر في الطريق نادى : ألا لا يدخل الجنة إلاّ نفس مسلمة ، ولا يقرب المسجد بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عهد فأجله إلى مدّته ، فقال بعض الكفار : نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمّك . فقال علي : لولا أن رسول الله أمرني أن لا أحدث شيئاً حتى آتيه لقتلتك "[5].

وروى الخوارزمي الخبر عن زيد بن يثيع وعن أنس . . . وقد تقدّما[6].

وروى الشنقيطي عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " عليٌ منّي وأنا من عليّ ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ[7]. . .

وسبب هذا الحديث مشهور ، فهو في تبليغ خاص لسورة براءة خاصة ، إذ قد جاء جبرئيل بالوحي لرسول الله بذلك فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك أي من آل بيتك ، فقد أخرج أحمد بن حنبل عن علي : أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين بعثه ببراءة قال : يا رسول الله ، إني لست باللسن ولا بالخطيب ، قال : ما بدّلي إنّ أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت ، قال : فإن كان ولا بدّ فاذهب أنا قال : انطلق فإن الله يسدّد لسانك ويهدي قلبك ، قال : ثم وضع يده على فمي .

وأخرج أحمد أيضاً عن علي قال : " لما نزلت عشر آيات من براءة . . . "[8].

وروى ابن عساكر باسناده عنه : " إنّ النبي جمع قريشاً ثم قال : لا يؤدّي أحدٌ عني ديني إلاّ عليّ "[9].

وروى بإسناده عن ابن عبّاس : " إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : لا يؤدّي عني إلاّ أنا أو علي بن أبي طالب "[10].

وباسناده عن أبي بكر " إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بعثه ببراءة إلى أهل مكة ، وانه لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة ، وإن من كان بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مدة فأجله إلى مدته وإن الله عزّوجلّ برئ من المشركين ورسوله ، قال : فسار بها ثلاثاً ، ثم قال لعلي : ألحقه فرده وبلغها أنت قال : ففعل ، فلما قدم أبو بكر على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بكى ، وقال : يا رسول الله حدث في شئ ؟ قال : ما حدث فيك إلاّ خير ، ولكن أمرت أن لا يبلغه إلاّ أنا أو رجل مني " .

وباسناده عن جميع بن عمير ، قال : " كان ابن عمر في مسجد المدينة فقلت له : حدّثني عن علي ، فأراني مسكنه بين مساكن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم قال : أحدثك عن علي ؟ قال : قلت نعم ، قال : فان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث أبا بكر بالكتاب ، ثم بعث علياً على أثره فأخذه منه فقال : ما لي يا علي ، أنزل في شئ ؟ قال : لا ، فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يا رسول الله أنزل في شئ ؟ قال : لا ولكنه انما يؤدي عني أنا أو رجل من أهل بيتي ، وإن علياً رجل من أهل بيتي "[11].

وباسناده عن ابن عبّاس ، قال : " بينا أنا مع عمر بن الخطاب في بعض طرق المدينة يده في يدي إذ قال لي : يا ابن عبّاس ، ما أحسب صاحبك إلاّ مظلوماً ! فقلت : فرد إليه ظلامته يا أمير المؤمنين ! قال فانتزع يده من يدي ونفر مني يهمهم ، ثم وقف حتى لحقته ! فقال لي : يا ابن عبّاس ، ما أحسب القوم إلاّ استصغروا صاحبك ، قال : قلت : والله ما استصغره رسول الله حين أرسله وأمره أن يأخذ براءة من أبي بكر فيقرؤها على الناس . فسكت "[12].

وروى القندوزي بإسناده عن حبشي بن جنادة رضي الله عنه ، قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ، رواه الترمذي ، ورواه أحمد أيضاً عن حبشي بن جنادة وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح "[13].

دلالة الحديث

ويدلّ وهذا الحديث على فضيلة عظيمة ثابتة لأمير المؤمنين عليه السلام قطعاً ، ولعلّه من هنا اضطرّ البخاري لأنْ يذكره في عنوان باب مناقبه عليه السلام من كتابه المسمّى ب‍ ( الصحيح ) . . . بل إن ذلك من خصائصه الموجبة لأفضليّته ، ولذا أدرجه النسائي في كتابه في ( خصائصه ) بأسانيد متعدّدة ، ونصّ على ذلك ابن حجر في شرح البخاري ، بل ذكره ابن عباس في مناقبه العشر التي نصّ على أنها ليست لأحد غيره .

وبالإضافة إلى دلالته على الإمامة والولاية المباشرة بعد رسول الله من باب الأفضليّة ، فإنّه يدلّ على ذلك من جهة وروده بعد أمر النبيّ بإرجاع أبي بكر - إذْ بعثه بسورة التوبة - وقيامه هو بهذه الوظيفة دونه .

 

[1] مسند أحمد ج 1 ص 151 ، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 384 الحديث 183 .

[2] مسند أحمد ج 3 ص 212 ، ورواه السيوطي في الدر المنثور والآلوسي في روح المعاني ج 3 ص 268 ، والنسائي في الخصائص ص 20 ، والقسطلاني في ارشاد الساري شرح صحيح البخاري ج 7 ص 142 ، وابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 38 ، ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ج 2 ص 377 الحديث 872 .

[3] ( يُثيع ) تاريخ البخاري : ج 3 ص 408 رقم / 1356 .

[4] مسند أحمد ج 1 ص 79 .

[5] تذكرة الخواص ص 37 .

[6] المناقب الفصل الخامس عشر ص 101 .

[7] قال الشنقيطي : " رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وقال الترمذي : حديث حسن وفي بعض نسخه حسن صحيح " .

[8] كفاية الطالب ص 31 .

[9] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 85 الحديث 137 .

[10] ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ج 2 ص 378 ، الحديث 874 .

[11] المصدر ج 2 ص 386 ، الحديث 885 .

[12] المصدر ج 2 ص 387 ، الحديث 886 .

[13] ينابيع المودة الباب السابع ص 54 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.