الإمام علي (عليه السلام) وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) |
1744
12:58 صباحاً
التاريخ: 2023-12-03
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015
3891
التاريخ: 23-01-2015
4471
التاريخ: 2-5-2016
3497
التاريخ: 30-01-2015
3453
|
وكذلك الأحاديث في وصايته له ، فإنّها واردة عن عدّة من الأصحاب ، وقد تقدّم بعضها ، ومنها ما نذكره هنا :
روى الخوارزمي باسناده عن بريدة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " لكل نبي وصيّ ووارث ، وإنّ عليّاً وصيّي ووارثي "[1].
وبإسناده عن أمّ سلمة زوج النبّي قال : " وكان لها مولى خصّها وربّاها ، وكان لا يصلّي صلاة إلاّ سبّ علياً وشتمه فقالت له : يا أبة ما حملك على سب علي عليه السّلام ؟ قال : لأنه قتل عثمان وشرك في دمه ، فقالت له : أما انّه لولا إنك مولاي وربيّتني وإنّك عندي بمنزلة والدي ما حدثتك بسرّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولكن اجلس حتى أحدّثك عن علي وما رأيته : قد أقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان يومي وإنما كان نصيبي في تسعة أيام يوم واحد ، فدخل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو مخلّل أصابعه في أصابع عليّ عليه السّلام واضعاً يده عليه ، فقال : يا امّ سلمة أخرجي من البيت وأخليه لنا ، فخرجت ، وأقبلا يتناجيان وأسمع الكلام ، ولا أدري ما يقولان ، حتّى إذا أنا قلت قد انتصف النهار وأقبلت فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : لا تلجي وارجعي إلى مكانك ، ثم تناجيا طويلا حتى قام عمود الظهر فقلت : ذهب يومي وشغله علي ، فأقبلت أمشي حتى وقفت على الباب ، فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : لا تلجي ، فرجعت وجلست مكاني ، حتى إذا أنا قلت قد زالت الشمس الآن يخرج إلى الصلاة ، فيذهب يومي ، ولم أرقط أطول منه ، أقبلت أمشي حتى وقفت على باب الدار ، فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : نعم فلجي ، فدخلت وعلي عليه السّلام واضع يده على ركبتي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قد أدنى فاه من أذن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وفم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على أذن علي عليه السّلام يتساران ، وعلي يقول : أفأمضي وأفعل ؟ والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : نعم . فدخلت وعليّ معرض وجهه حتى دخلت وخرج ، فأخذني النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأقعدني في حجره ، فالتزمني فأصاب منّي ما يصيب الرجل من أهله من اللطف والاعتذار ، ثم قال لي : يا أم سلمة ، لا تلوميني ، فإن جبرئيل أتاني من الله تعالى بأمر أن أوصي به عليّاً من بعدي ، وكنت بين جبرئيل وعلي وجبرئيل عن يميني وعلي عن شمالي ، فأمرني جبرئيل أن آمر علياً بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة ، فاعذريني ولا تلوميني ، إنّ الله اختار من كل أمّة نبياً ، واختار لكلّ نبي وصياً ، فأنا نبي هذه الأمة وعليّ وصيّي في عترتي وأهل بيتي وأمّتي من بعدي ، فهذا ما شهدت من عليّ الآن . يا أبتاه فسبّه أو دعه .
فأقبل أبوها يناجي الليل والنهار ويقول : اللهم اغفر لي ما جهلت من أمر علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فإن وليّي ولي علي وعدوي عدو علي ، فتاب المولى توبة نصوحاً وأقبل فيما بقي من دهره يدعو الله أن يغفر له "[2].
وروى أحمد باسناده عن أنس بن مالك ، قال : قلنا لسلمان : " سل النبي من وصيّه ؟ فقال له سلمان : يا رسول الله ، من وصيك ؟ فقال : يا سلمان من كان وصيّ موسى ؟ فقال : فقلت يوشع بن نون ، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : فإنّ وصييّ ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب "[3].
وروى الحمويني باسناده عن ابن عبّاس ، قال : " كنا نتحدّث إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهده إلى غيره . وفي رواية أخرى : ثمانين عهداً "[4].
وروى ابن عساكر باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس ، قال : " كنت جالساً مع فتية من بني هاشم عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ انقضّ كوكب ، فقال النبي : من انقضّ هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي ، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكواكب قد انقض في منزل علي ، قالوا : يا رسول الله قد غويت في حبّ علي ، فأنزل الله تعالى[5] : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) إلى قوله ( وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى ) "[6].
وروى عن أبي أيوب الأنصاري : " إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لفاطمة : أما علمت إنّ الله اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً ، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك ، فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصياً "[7].
وروى محمّد بن رستم باسناده عن أبي هريرة عن سلمان ، عن رسول الله : " إنّ وصيّي وموضع سرّي وخليفتي على أهلي وخير من أخلّفه بعدي علي بن أبي طالب "[8].
وروى السيد شهاب الدين أحمد باسناده " عن أنس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ أخي ووصيّي ووزيري علي بن أبي طالب "[9].
وروى الحضرمي باسناده " عن أنس إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : وصيّي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب "[10].
وروى القندوزي الحنفي باسناده عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه : " أيّها الناس ، أنا إمام البرية ووصيي خير الخليقة وأبو العترة الطاهرة الهادية ، أنا أخو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووصيّه ووليّه وصفيّه وحبيبه ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيّد والوصيين ، حربي حرب الله ، وسلمي سلم الله ، وطاعتي طاعة الله وولايتي ولاية الله ، وأتباعي أولياء الله ، وأنصاري أنصار الله "[11].
وبإسناده عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " إنّ الله قد فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي وفرض عليكم طاعة علي بعدي ونهاكم عن معصيته ، وهو وصيّي ووارثي وهو مني وأنا منه ، حبه ايمان وبغضه كفر ، محبه محبي ومبغضه مبغضي ، وهو مولى من أنا مولاه وأنا مولى كل مسلم ومسلمة ، وأنا وهو أبوا هذه الأمة "[12].
وبإسناده عن جعفر الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين علي عليهم السّلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يا علي أنت أخي ووارثي ووصيّي ، محبّك محبّي ومبغضك مبغضي ، يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة ، يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الآخرة ، من عرفنا فقد عرف الله عزّوجل ومن أنكرنا فقد أنكر الله عزّوجلّ "[13].
وروى ابن حجر باسناده عن ابن عمر قال : " بينما النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جالس ذات يوم ، إذ هبط عليه جبرئيل الروح الأمين فقال : يا محمّد ربّ العزة يقرئك السلام ويقول : انه لما أخذ ميثاق النبيين أخذ ميثاقك وأنت في صلب آدم ، فجعلك سيّد الأنبياء وجعل وصيّك سيّد الأوصياء علي بن أبي طالب "[14].
وروى القندوزي الحنفي بإسناده عن أبي أيوب الأنصاري قال : " إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مرض فأتته فاطمة رضي الله عنها وبكت ، فقال : يا فاطمة إنّ لكرامة الله إيّاك زوجك من هو أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً ، إنّ الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم فجعلني نبياً مرسلا ، ثم اطلع اطلاعة ثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إليّ أن أزوجه إياك وأتخذه وصيّاً ، يا فاطمة منّا خير الأنبياء وهو أبوك ، ومنّا خير الأوصياء وهو بعلك ، ومنّا خير الشهداء وهو حمزة عمّ أبيك ، ومنّا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو جعفر ابن عمّ أبيك ، ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وهما ابناك ، والذي نفسي بيده منّا مهدي هذه الأمة وهو من ولدك "[15].
وباسناده عن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السّلام قال : " كان عليّ عليه السّلام يرى مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت ، وقال له : لولا إنّي خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة ، فإن لم تكن نبيّاً فإنك وصيّ نبي ووارثه ، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء "[16].
دلالة الحديث
أقول : أدلّة وصاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم متظافرة ، ورواياتها أشهر من أن ينكرها أحد ، فمن ذلك ما ذكره العلامة الحلّي قائلا : " روى الجمهور بأجمعهم عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال لأمير المؤمنين عليه السّلام : أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني . وهو نص في الباب "[17].
وروى عن مسند أحمد عن سلمان أنه قال : " يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من وصيّك ؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم يا سلمان من كان وصي أخي موسى ؟ قال : يوشع ابن نون قال : فإن وصيّي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام "[18].
وروى أيضاً من كتاب ابن المغازلي الشافعي باسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " لكل نبي وصي ووارث ، وإن وصيّي ووارثي علي بن أبي طالب "[19].
ومن القوم من يشكك في ثبوت الوصية لعلي عليه السلام ، مع تلك الأحاديث الكثيرة التي يرويها أعلام القوم كأحمد والطبراني وابن عساكر وأبي نعيم والبغوي والخطيب وغيرهم ، مستندين إلى ما يروونه عن عائشة من أنها زعمت أنّ النبي صلّى الله عليه وآله قد توفي على صدرها ولم يوص إلى علي بشئ .
هذا ، وقد أجاب علماؤنا عن ذلك بوجوه :
الأول : إن الأحاديث في وصيّته إلى علي في شتّى أموره كثيرة جداً وأسانيدها صحيحة بالاتفاق .
والثاني : إنه لا يشترط أن تكون الوصيّة في الساعات الأخيرة من عمره حتّى يقال ذلك .
والثالث : إنّ أصل دعوى وفاته على صدرها غير صحيحة ، بل إنه قد توفي في حضن علي .
والرابع : إنّ عائشة في مثل هذه الأمور متّهمة فلا يجوز الأخذ برأيها .
[1] المناقب الفصل السابع ص 42 ، ورواه ابن المغازلي في المناقب ص 201 الحديث 238 ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 5 الحديث 1021 ، والكنجي في كفاية الطالب ص 260 .
[2] المناقب الفصل الرابع عشر ص 89 .
[3] الفضائل ( المناقب ) ج 1 ، الحديث 172 ، مخطوط ، ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 43 مع فرق يسير ، والكنجي في كفاية الطالب ص 292 .
[4] فرائد السمطين ج 1 ص 361 .
[5] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 10 ، الحديث 1023 .
[6] سورة النجم : 1 - 7 .
[7] ترجمة أمير المؤمنين ص 296 .
[8] تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص 186 مخطوط ، ورواه عن أبي سعيد عن سلمان ص 185 .
[9] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 409 ، مخطوط .
[10] وسيلة المآل ص 239 .
[11] ينابيع المودة الباب الخامس عشر ص 81 .
[12] ينابيع المودة ، الباب الحادي والأربعون ص 123 .
[13] المصدر .
[14] لسان الميزان ج 1 ص 480 .
[15] ينابيع المودة الباب الثالث والسبعون ص 436 .
[16] المصدر ص 80 .
[17] منهاج الكرامة ، المنهج الثالث ، الحديث الخامس ص 103 مخطوط .
[18] كشف الحق ونهج الصدق ، الحديث الرابع والخامس ص 101 ص 102 .
[19] نفس المصدر السابق .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|