المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Reactivity of Halogen Elements (decreases down the group)
20-12-2018
Oral and nasal airflow
7-6-2022
الترجيح
9-8-2016
الشكر وكماله
2023-04-30
Kolmogorov-Arnold-Moser Theorem
31-8-2021
هل دعاء التوسل فيه شرك ؟ وكيف ضمّن علماؤنا كتب الأدعية أمثال هذا الدعاء اذا كان الامر كذلك ؟
2023-04-02


الإمام علي (عليه السلام) وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  
  
1744   12:58 صباحاً   التاريخ: 2023-12-03
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص387-393
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

وكذلك الأحاديث في وصايته له ، فإنّها واردة عن عدّة من الأصحاب ، وقد تقدّم بعضها ، ومنها ما نذكره هنا :

روى الخوارزمي باسناده عن بريدة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " لكل نبي وصيّ ووارث ، وإنّ عليّاً وصيّي ووارثي "[1].

وبإسناده عن أمّ سلمة زوج النبّي قال : " وكان لها مولى خصّها وربّاها ، وكان لا يصلّي صلاة إلاّ سبّ علياً وشتمه فقالت له : يا أبة ما حملك على سب علي عليه السّلام ؟ قال : لأنه قتل عثمان وشرك في دمه ، فقالت له : أما انّه لولا إنك مولاي وربيّتني وإنّك عندي بمنزلة والدي ما حدثتك بسرّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولكن اجلس حتى أحدّثك عن علي وما رأيته : قد أقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان يومي وإنما كان نصيبي في تسعة أيام يوم واحد ، فدخل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو مخلّل أصابعه في أصابع عليّ عليه السّلام واضعاً يده عليه ، فقال : يا امّ سلمة أخرجي من البيت وأخليه لنا ، فخرجت ، وأقبلا يتناجيان وأسمع الكلام ، ولا أدري ما يقولان ، حتّى إذا أنا قلت قد انتصف النهار وأقبلت فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : لا تلجي وارجعي إلى مكانك ، ثم تناجيا طويلا حتى قام عمود الظهر فقلت : ذهب يومي وشغله علي ، فأقبلت أمشي حتى وقفت على الباب ، فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : لا تلجي ، فرجعت وجلست مكاني ، حتى إذا أنا قلت قد زالت الشمس الآن يخرج إلى الصلاة ، فيذهب يومي ، ولم أرقط أطول منه ، أقبلت أمشي حتى وقفت على باب الدار ، فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : نعم فلجي ، فدخلت وعلي عليه السّلام واضع يده على ركبتي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قد أدنى فاه من أذن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وفم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على أذن علي عليه السّلام يتساران ، وعلي يقول : أفأمضي وأفعل ؟ والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : نعم . فدخلت وعليّ معرض وجهه حتى دخلت وخرج ، فأخذني النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأقعدني في حجره ، فالتزمني فأصاب منّي ما يصيب الرجل من أهله من اللطف والاعتذار ، ثم قال لي : يا أم سلمة ، لا تلوميني ، فإن جبرئيل أتاني من الله تعالى بأمر أن أوصي به عليّاً من بعدي ، وكنت بين جبرئيل وعلي وجبرئيل عن يميني وعلي عن شمالي ، فأمرني جبرئيل أن آمر علياً بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة ، فاعذريني ولا تلوميني ، إنّ الله اختار من كل أمّة نبياً ، واختار لكلّ نبي وصياً ، فأنا نبي هذه الأمة وعليّ وصيّي في عترتي وأهل بيتي وأمّتي من بعدي ، فهذا ما شهدت من عليّ الآن . يا أبتاه فسبّه أو دعه .

فأقبل أبوها يناجي الليل والنهار ويقول : اللهم اغفر لي ما جهلت من أمر علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فإن وليّي ولي علي وعدوي عدو علي ، فتاب المولى توبة نصوحاً وأقبل فيما بقي من دهره يدعو الله أن يغفر له "[2].

وروى أحمد باسناده عن أنس بن مالك ، قال : قلنا لسلمان : " سل النبي من وصيّه ؟ فقال له سلمان : يا رسول الله ، من وصيك ؟ فقال : يا سلمان من كان وصيّ موسى ؟ فقال : فقلت يوشع بن نون ، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : فإنّ وصييّ ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب "[3].

وروى الحمويني باسناده عن ابن عبّاس ، قال : " كنا نتحدّث إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهده إلى غيره . وفي رواية أخرى : ثمانين عهداً "[4].

وروى ابن عساكر باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس ، قال : " كنت جالساً مع فتية من بني هاشم عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ انقضّ كوكب ، فقال النبي : من انقضّ هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي ، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكواكب قد انقض في منزل علي ، قالوا : يا رسول الله قد غويت في حبّ علي ، فأنزل الله تعالى[5] : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) إلى قوله ( وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى ) "[6].

وروى عن أبي أيوب الأنصاري : " إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لفاطمة : أما علمت إنّ الله اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً ، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك ، فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصياً "[7].

وروى محمّد بن رستم باسناده عن أبي هريرة عن سلمان ، عن رسول الله : " إنّ وصيّي وموضع سرّي وخليفتي على أهلي وخير من أخلّفه بعدي علي بن أبي طالب "[8].

وروى السيد شهاب الدين أحمد باسناده " عن أنس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ أخي ووصيّي ووزيري علي بن أبي طالب "[9].

وروى الحضرمي باسناده " عن أنس إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : وصيّي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب "[10].

وروى القندوزي الحنفي باسناده عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه : " أيّها الناس ، أنا إمام البرية ووصيي خير الخليقة وأبو العترة الطاهرة الهادية ، أنا أخو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووصيّه ووليّه وصفيّه وحبيبه ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيّد والوصيين ، حربي حرب الله ، وسلمي سلم الله ، وطاعتي طاعة الله وولايتي ولاية الله ، وأتباعي أولياء الله ، وأنصاري أنصار الله "[11].

وبإسناده عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " إنّ الله قد فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي وفرض عليكم طاعة علي بعدي ونهاكم عن معصيته ، وهو وصيّي ووارثي وهو مني وأنا منه ، حبه ايمان وبغضه كفر ، محبه محبي ومبغضه مبغضي ، وهو مولى من أنا مولاه وأنا مولى كل مسلم ومسلمة ، وأنا وهو أبوا هذه الأمة "[12].

وبإسناده عن جعفر الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين علي عليهم السّلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يا علي أنت أخي ووارثي ووصيّي ، محبّك محبّي ومبغضك مبغضي ، يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة ، يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الآخرة ، من عرفنا فقد عرف الله عزّوجل ومن أنكرنا فقد أنكر الله عزّوجلّ "[13].

وروى ابن حجر باسناده عن ابن عمر قال : " بينما النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جالس ذات يوم ، إذ هبط عليه جبرئيل الروح الأمين فقال : يا محمّد ربّ العزة يقرئك السلام ويقول : انه لما أخذ ميثاق النبيين أخذ ميثاقك وأنت في صلب آدم ، فجعلك سيّد الأنبياء وجعل وصيّك سيّد الأوصياء علي بن أبي طالب "[14].

وروى القندوزي الحنفي بإسناده عن أبي أيوب الأنصاري قال : " إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مرض فأتته فاطمة رضي الله عنها وبكت ، فقال : يا فاطمة إنّ لكرامة الله إيّاك زوجك من هو أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً ، إنّ الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم فجعلني نبياً مرسلا ، ثم اطلع اطلاعة ثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إليّ أن أزوجه إياك وأتخذه وصيّاً ، يا فاطمة منّا خير الأنبياء وهو أبوك ، ومنّا خير الأوصياء وهو بعلك ، ومنّا خير الشهداء وهو حمزة عمّ أبيك ، ومنّا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو جعفر ابن عمّ أبيك ، ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وهما ابناك ، والذي نفسي بيده منّا مهدي هذه الأمة وهو من ولدك "[15].

وباسناده عن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السّلام قال : " كان عليّ عليه السّلام يرى مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت ، وقال له : لولا إنّي خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة ، فإن لم تكن نبيّاً فإنك وصيّ نبي ووارثه ، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء "[16].

دلالة الحديث

أقول : أدلّة وصاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم متظافرة ، ورواياتها أشهر من أن ينكرها أحد ، فمن ذلك ما ذكره العلامة الحلّي قائلا : " روى الجمهور بأجمعهم عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال لأمير المؤمنين عليه السّلام : أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني . وهو نص في الباب "[17].

وروى عن مسند أحمد عن سلمان أنه قال : " يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من وصيّك ؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم يا سلمان من كان وصي أخي موسى ؟ قال : يوشع ابن نون قال : فإن وصيّي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام "[18].

وروى أيضاً من كتاب ابن المغازلي الشافعي باسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " لكل نبي وصي ووارث ، وإن وصيّي ووارثي علي بن أبي طالب "[19].

ومن القوم من يشكك في ثبوت الوصية لعلي عليه السلام ، مع تلك الأحاديث الكثيرة التي يرويها أعلام القوم كأحمد والطبراني وابن عساكر وأبي نعيم والبغوي والخطيب وغيرهم ، مستندين إلى ما يروونه عن عائشة من أنها زعمت أنّ النبي صلّى الله عليه وآله قد توفي على صدرها ولم يوص إلى علي بشئ .

هذا ، وقد أجاب علماؤنا عن ذلك بوجوه :

الأول : إن الأحاديث في وصيّته إلى علي في شتّى أموره كثيرة جداً وأسانيدها صحيحة بالاتفاق .

والثاني : إنه لا يشترط أن تكون الوصيّة في الساعات الأخيرة من عمره حتّى يقال ذلك .

والثالث : إنّ أصل دعوى وفاته على صدرها غير صحيحة ، بل إنه قد توفي في حضن علي .

والرابع : إنّ عائشة في مثل هذه الأمور متّهمة فلا يجوز الأخذ برأيها .

 

[1] المناقب الفصل السابع ص 42 ، ورواه ابن المغازلي في المناقب ص 201 الحديث 238 ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 5 الحديث 1021 ، والكنجي في كفاية الطالب ص 260 .

[2] المناقب الفصل الرابع عشر ص 89 .

[3] الفضائل ( المناقب ) ج 1 ، الحديث 172 ، مخطوط ، ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 43 مع فرق يسير ، والكنجي في كفاية الطالب ص 292 .

[4] فرائد السمطين ج 1 ص 361 .

[5] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 10 ، الحديث 1023 .

[6] سورة النجم : 1 - 7 .

[7] ترجمة أمير المؤمنين ص 296 .

[8] تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص 186 مخطوط ، ورواه عن أبي سعيد عن سلمان ص 185 .

[9] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 409 ، مخطوط .

[10] وسيلة المآل ص 239 .

[11] ينابيع المودة الباب الخامس عشر ص 81 .

[12] ينابيع المودة ، الباب الحادي والأربعون ص 123 .

[13] المصدر .

[14] لسان الميزان ج 1 ص 480 .

[15] ينابيع المودة الباب الثالث والسبعون ص 436 .

[16] المصدر ص 80 .

[17] منهاج الكرامة ، المنهج الثالث ، الحديث الخامس ص 103 مخطوط .

[18] كشف الحق ونهج الصدق ، الحديث الرابع والخامس ص 101 ص 102 .

[19] نفس المصدر السابق .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.