المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الكهرومغناطيسية electromagnetism
13-12-2018
The Mole
8-8-2016
التاريخ الرسمي والواقع !
5-6-2020
الحب
7-10-2014
Christoffel-Darboux Identity
19-1-2019
إِبْراهِيمُ مع أبيه آزر ؟
9-10-2014


التمثيلُ في الآية (56-60) من سورة النحل  
  
1889   03:34 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص172-175.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

قال تعالى : { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ * وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }[ النحل : 56ـ60] .

تفسيرُ الآيات

إنّ الله سبحانه هو الواجب الغني عن كلّ مَن سواه ، قال سبحانه : { يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إلى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيد }[ فاطر : 15] فلا يصحّ وصفه بما يُستشمُّ منه الفقر والحاجة ، لكنّ المشركين غير العارفين بالله كانوا يصفونه بصفات فيها وصمة الفقر والحاجة ، وقد حكاها سبحانه في غير واحد من الآيات ، فقال : { وَجَعَلُوا للهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعامِ نَصِيباً فَقَالُوا هذا للهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَمَا كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إلى اللهِ وَمَا كانَ للهِ فَهُوَ يَصِلُ إلى شُرَكائِهِمْ سَاءَ ما يَحْكُمُون }[ الأنعام : 136] .

فقد أخطأوا في أمرين :

أ : فرز نصيب لله من الحرث والأنعام ، وكأنّه سبحانه فقير يجعلون له نصيباً ممّا يحرثون ويُربّون من أنعامهم .

ب : الجور في التقسيم والقضاء ، فيعطون ما لله إلى الشركاء دون العكس ، وما هذا إلاّ لجهلهم بمنزلته سبحانه وأسمائه وصفاته .

وقد أشار إلى ما جاء تفصيله في سورة الأنعام على وجه موجز في المقام ، وقال : { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفتَرُون } .

ونظير ما سبق أنّهم كانوا يبغضون البنات ويجعلونها لله ، ويحبّون البنين ويجعلونهم لأنفسهم ، وإليه يشير سبحانه بقوله : { وَيَجْعَلُونَ للهِ البَناتِ سُبحانهُ وَلَهُم ما يَشتَهُون } ، والمراد من الموصول في { ما يَشتَهُون } هو : البنون ، وبذلك تبيّن معنى قوله سبحانه : { لِلّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوء } أي : أنّ المشركين المنكرين للآخرة يصفونه سبحانه بصفات السوء التي يستقبحها العقل ويذمّها ، وقد عرفت كيفية وصفهم له فوصفوه عند التحليل بالفقر والحاجة والنقص والإمكان ، والله سبحانه هو الغني المطلق ، فهو أعلى من أن يوصف بأمثال السوء ، ولكنّ الموحِّد يصفه بالكمال : كالحياة ، والعلم ، والقدرة ، والعزّة ، والعظمة ، والكبرياء ، والله سبحانه عند المؤمنين { هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }[ الحشر : 23ـ 24] ، ويقول سبحانه : { وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }[ الروم : 27] ، وقال : { لَهُ الأَسماءُ الحُسْنى }[ طه : 8] .

ومنه يظهر جواب سؤال طرحه الطبرسي في ( مجمع البيان ) ، وقال : كيف يمكن الجمع بين قوله سبحانه : { وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى } وقوله : { فَلاَ تَضْرِبُوا للهِ الأََمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُون }[ النحل : 74] ؟

والجواب : إنّ المراد من ضرب الأمثال هو وصفه بما يدلّ على فقره وحاجته ، أو تشبيهه بأُمور مادية ، وقد تقدّم أنّ المشركين جعلوا له نصيباً من الحرث والأنعام ، كما جعلوا الملائكة بناتاً له ، يقول سبحانه : { وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الّذينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمن إنَاثاً }[ الزخرف : 19] ،  ويقول سبحانه : { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِنّة نَسَباً }[ الصافات : 158] ، إلى غير ذلك من الصفات التي يتنزّه عنها سبحانه ، فهذا النوع من التمثيل أمر محظور ، وهو المراد من قوله : { فَلاَ تَضْرِبُوا للهِ الأَمْثالَ } .

وأمّا التمثيل لله سبحانه بما يناسبه : كالعزّة ، والكبرياء ، والعلم ، والقدرة إلى غير ذلك ، فقد أجابَ عليه القرآن ولم يرَ فيه منعاً وحظراً ، بشهادة أنّه سبحانه بعد هذا الحظر أتى بتمثيلين لنفسه ، كما سيتضح في التمثيل الآتي .

وربّما يُذكر في الجواب : بأنّ الأمثال في الآية جمع ( المِثْل ) بمعنى ( النِد ) ، فوِزان قوله : { فَلاَ تَضْرِبُوا للهِ الأَمْثالَ } كوِزان قوله : { فَلا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَاداً }[ البقرة : 22] ، ولكنّه معنى بعيد ؛ فإنّ المَثَل بفتح العين يُستعمل مع الضرب ، دون المِثْل بسكون العين بمعنى الند ، فلم يشاهد اقترانه بكلمة الضرب .

ويقرب ممّا ذكرنا كلام الشيخ الطبرسي حيث يقول :

إنّ المراد بالأمثال الأشباه ، أي : لا تُشبّهوا الله بشيء ، والمراد بالمَثل الأعلى هنا الوصف الأعلى الذي هو كونه قديماً قادراً عالِماً حيّاً ليس كمِثله شيء .

وقيل : إنّ المراد بقوله : { الْمَثَلُ الأَعْلَى } المَثلُ المضروب بالحقّ ، وبقوله : { فَلاَ تَضْرِبُوا للهِ الأَمْثالَ } الأمثال المضروبة بالباطل (1) .

وفي الختام نودُّ أن نشير إلى نكتة وهي : أنّ عدّ قوله سبحانه { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } من قبيل الأمثال القرآنية لا يخلو من غموض ؛ لأَنّ الآية بصدد بيان نفي وصفه بصفات قبيحة سيئة دون وصفه بصفات عُليا فأين التمثيل ؟

إلاّ أن يقال : إنّ التشبيه يُنتزع من مجموع ما وصفَ به المشركون ، حيث شبّهوه بإنسان له حاجة ماسّة إلى الزرع والأنعام ، وله بنات ونسبة مع الجن إلى غير ذلك من أمثال السوء ، فالآية بصدد ردّ هذا النوع من التمثيل ، وفي الحقيقة سلب التمثيل ، أو سوق المؤمن إلى وصفه سبحانه بالأسماء الحسنى والصفات العليا .

________________

1 ـ مجمع البيان : 3/367 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .