أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-18
1156
التاريخ: 2023-10-05
1022
التاريخ: 2024-07-03
580
التاريخ: 2023-10-18
801
|
من الشعراء المنشدين الذين تُمكن رؤيتهم في إلوسيوم، شاعرٌ ابن أبولو نفسه، كان له مع الموت قصة فذة؛ إذ كان من بين القليلين الذين زاروا هاديس وهم أحياء. هذا الشاعر هو أورفيوس، الذي ولدته الموزية كاليوبي لإله الشمس. أهداه أبولو القيثارة ولقَّنه كيفيةَ استعمالها، وسرعان ما برَع في العزف عليها، حتى طار صيتُه، واشتهر بأنه واحد من عظماء شعراء الإغريق المنشدين. سُحِر بموسيقاه ليس البشر وحدَهم، بل ووحوش الحقول المفترسة أيضًا، تلك التي لانت أثداؤها بالنغمات التي وقَّعها على قيثارته. ومما يقال عن عزفه إن الأشجار والصخور تأثَّرت بها، وحاولت أن تتحرك من مواضعها، وتسير خلف صوتِ أنغامه الشجية. كانت يوريديكي فتاة حسناء فاتنة تعيش في تراقيا، أحبَّها أورفيوس، فوافق الجميع على زواجهما، فعاشا في سعادةٍ عظمى مدة سنة أو سنتين، وبينما كانا يسيران في أحد المراعي لدَغَ ثعبانٌ يوريديكي. وقبل إمكان إسعافها ماتت بين يدي زوجها، فبخَعه الحزن وحطَّم قلبه، فصار يعبر عن حزنه بالبكاء الحار، والعويل المر، والرثاء المستمر. وأخيرًا قرر أن يتبع زوجته إلى مناطق بلوتو المفزعة. فوجد مغارة في أحد أركان بركان، فدخل إليها، ومر خلال عدة ممرات مظلمة وحُفَر وَعْرة، إلى أن وصل أخيرًا إلى مملكة هاديس. وكان قد أخذ معه إلى هناك قيثارته الإلهية، فشرع يعزف عليها. فلما رنَّتْ موسيقاه العجيبة خلال جنبات تارتاروس، توقف سيسيفوس وإكسيون، ولم يشعرا بعذابهما المستمر، ولمدة لحظة خفَّتْ حدة ظمأ تانتالوس وجوعه. مر أورفيوس خلال سُحب الأشباح التي تبعته في هدوءٍ ساحر، ولما وصل إلى عرش بلوتو وبروسربينا، انحنى أمامهما، وبمهارةٍ سحريةٍ قدم طلبَه بمصاحبة موسيقى قيثارته. وانحدرت الدموع على خدي بلوتو، وتذكرت بروسربينا، وهي تبكي حقول صقلية المليئة بالأزهار. توسل أورفيوس إلى بلوتو، قائلًا: «امنحني أن تعود زوجتي معي ثانية.» وتساقطت دموع الحزن ساخنةً على وجنتَيْه، وهو يتضرع بقوله هذا. لم يستطع بلوتو نفسه أن يقاوم مثل هذا التوسل، فاستجاب لتضرع أورفيوس. غير أنه صَحِب هذه الاستجابة السخية شرطٌ أُعلن عندما مثَلَتْ يوريديكي أمام بلوتو، وأعيدت إلى ذراعي أورفيوس. قال بلوتو بلهجة الأمر: «لا تنظر خلفك أثناء مغادرتك هاديس، فإن خالفت هذا الأمر خطفت يوريديكي منك ثانية، وصارت من رعيتي مرةً أخرى «. وعَدَ الزوجان بلوتو بالطاعة، وخرجا في رحلتهما السعيدة إلى أرض الأحياء من جديد. فقاد أورفيوس زوجته بمحبة خلال الطريق الخطر، قادها خلال الكهوف المظلمة والطرق غير المنتهية، وبجانب هُوَّات سحيقة وأمواهٍ خطرة. وأوشكت هذه الرحلة المليئة بالأخطار أن تنتهي عندما وصلا إلى ممرٍّ طويلٍ لا يمكنهما السير خلاله إلا واحدًا واحدًا. فسار أورفيوس في المقدمة يتعثر فوق الصخور التي في طريقه، وبدَتْ نهاية الطريق أمامه، وكان بوسعهما أن يُبْصِرا ضوء الشمس المبارك. في تلك اللحظة المشئومة تغلب القلق على أورفيوس، وتملكه الخوف من أن تكون يوريديكي قد سقطت أثناء تعثُّرها في الطريق، أو أن أحد مخلوقات العالم السفلي المفزعة قد أمسك بها واحتجزها، فألقى نظرة خاطفة وراءه، فألفى يوريديكي خلفه تسير في أمان، ولكنها بمجرد هذه النظرة، اختفتْ وسُحبت ثانيةً إلى مملكة بلوتو، وهي تصيح صيحاتٍ مفزعة. كما حاول أورفيوس أن يرجع، ولكنه وجد الطريق خلفه مسدودًا بصخرةٍ صلبةٍ ضخمة. لم يعُدْ يجد طريقًا بعد ذلك إلى العالم السفلي. صارت الحياة عديمة القيمة لأورفيوس بعد ذلك، فطفِقَ يجول وهو في أشد حالات الاكتئاب من بلدٍ إلى آخر، ومن دولةٍ إلى أخرى ينتظر أن يموت، وذات مرةٍ حاولتْ إحدى فرق المايناد التابعة لباخوص أن تغريه على الاشتراك معهن في العربدة المخمورة، فرفض رفضًا باتًّا، فغضبن وقذَفْن الحجارة على رأسه، ولكن موسيقى قيثارته سحرت الحجارة، فسقطت إلى جانبه مبتعدة عن رأسه، فلم يصبه منها أيُّ أذى. فلما رأت المايناد ذلك، أخذن يصرخن بأعلى أصواتهن المرعبة التي طغَتْ على صوت موسيقاه، فأصابته الحجارة من كل جانب، فسقط جريحًا ومات متأثرًا بجراحه البالغة، ومرة أخرى ذهب إلى هاديس، حيث انضم إلى يوريديكي. فوضع جوبيتر قيثارته بين النجوم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|