أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-02
423
التاريخ: 2024-02-23
841
التاريخ: 2024-02-10
848
التاريخ: 2024-02-17
968
|
روى الكاتب اللاتيني أبوليوس قصة من أجمل القصص القديمة عن كيوبيد وبسوخي، فقال: كان لأحد الملوك ثلاث بنات تُسمَّى صغراهن بسوخي (ومعنى اسمها بالإغريقية، إما «روح» أو «فراشة») وكانت أجملهن. ومن فرط جمالها كانت إذا سارت في الطريق نثر الناس الأزهار أمامها، ومن شدة إعجاب الناظرين بها، أهملوا مذابح فينوس. غضبت ربة الحب إذ رأت أن بسوخي قد خلعتها من مركز محبة الناس لها. فصمَّمت على أن تعاقب تلك الفتاة ذات الجمال الخارق الساحر، فاستدعت ابنها كيوبيد، وأمرته بأن يُعِدَّ وسيلة لانتقامها. أمرته بأن يذهب إلى بسوخي، ومعه شيء من الماء من نافورة معينة في حديقة فينوس، فيوحي إلى تلك الفتاة بواسطة ذلك الماء بأن تحبَّ شخصًا وضيعًا. فطار كيوبيد لتنفيذ هذه المهمة، ولكنه ما إن أبصر بسوخي راقدة في نومٍ لذيذ، حتى ندم على قبوله ما كلفته به أمه. ومع ذلك فقد أخذ ينفذ رسالته، وعندما انحنى فوقها جرح نفسه بأحد سهامه، ولكنه لم يكترث لجرحه، وأخذ يعمل على إبطال مفعول المياه السحرية، فصب عليها عقارًا حلوًا من قارورة أخرى، وطار. منذ ذلك الوقت لم يلتفت أحدٌ ما إلى بسوخي رغم جمالها، وتزوجت أختاها أميرَيْن عظيمَي السلطان، ولكن ما من أحدٍ جاء يطلب يد بسوخي. وأخيرًا استشار والداها وحيًا فأخبرهما بأن يرسلا ابنتهما إلى قمة جبل، حيث خُصِّص لها بيت يأتي إليها فيه وحش من مولد إلهي ويتزوجها. فبكى الوالدان بدموعٍ سخينة، ولكنهما ألبساها لباس العُرس، وصحباها إلى صخرةٍ منعزلةٍ، حيث يوجد بيت وضيع، وتركاها هناك لتلقى مصيرها. هبت الريح الغربية فجأة، فحملت بسوخي برفقٍ إلى وادٍ عطر الأريج، حيث يوجد قصر عظيم وسط الزهور، ويرتكز سقفه على أعمدة من الذهب الخالص، فدخلت بسوخي القصر مدهوشة، فقد التقت عيناها في كل خطوة بأعجوبة جديدة. وبينما هي تسير وسط الأبهاء العالية، سمعت صوت فتاة تخبرها بأنه قد خُصِّص لخدمتها عدةُ خدم غير مرئيين، على استعدادٍ لتلبية أوامرها فورًا. وشاهدت مائدة زاخرة بكل ما لذَّ وطاب من صنوف الطعام مُعدَّة لها. وبينما هي تتناول الطعام، شنَّفتْ أذنيها نغمات موسيقية حلوة، وعندما ذهبت لتنام وجدت مخدعها حجرة فخمة الزخارف، تنتظم العديد من مناظر مغامرات الآلهة. وبينما هي في دهشةٍ بالغةٍ لكل ما شاهدته غلبها النعاس، فاستسلمت للنوم. وفي منتصف الليل أيقظها صوت عذب. قال ذلك الصوت: «إنني زوجك يا بسوخي. وهذا البيت وكل ما فيه مِلكٌ لك، ولكن على شرطٍ واحد: ألا تحاولي رؤية وجهي بحالٍ ما». وعلى هذا كان أثناء الليل فقط، تلتقي بسوخي مع زوجها. ورغم أنها سمعت صوته، فإنها لم تلمح وجهه إطلاقًا. ظلت بسوخي سعيدة مدة طويلة، ولكنها مع مرور الشهور، اجتاحَتْها الرغبة الشديدة في أن ترى والديها وأختيها، وجعلتها تلك الرغبة تذوي. وأخيرًا لاحظ زوجها وجودَ شيء غير عادي يضايق زوجته، فسألها فأخبرته في تردُّدٍ بأنها تتحرق شوقًا إلى رؤية أُسرتها، ولو لمدةٍ قصيرة. بقي زوجها صامتًا بعض الوقت، وأخيرًا وافق على السماح لها بالذهاب إلى بيت أبيها لفترةٍ قصيرة. استعدَّت بسوخي لرحلتها فَرِحةً جَذْلى، وأخذت معها كثيرًا من الهدايا الجميلة. ومرةً أخرى حملتها زفيروس برفق إلى الصخرة التي كان والداها قد تركاها عندها. فنزلت بسرعةٍ إلى أسفل الجبل، وبعد فترةٍ قصيرة بلغت قصر والدها، فرحب بمقدمها والداها مدهوشَيْن، وامتلئا بهجةً وسرورًا؛ لأن ابنتهما ما برحت على قيد الحياة، وسُرَّت أختاها لرؤيتها، فأخبرتهما بأن زوجها يزورها ليلًا، وأنها لم تبصر وجهه أبدًا. ووصفت لهما القصر الرائع الذي تعيش فيه، والخدمة السريعة التي تقوم بها حوريات القصر غير المرئيات. وبينما هي تحكي لأختيها طريقة حياتها، اشتعلت نار الغيرة في قلبَيْهما وملأهما الحسد، وأبدتا شكهما في صحة روايتها، وحاولتا بكل ما لديهما من حولٍ وطَوْل وقوة إقناع، أن تُدخلا في روع شقيقتهما أن زوجها وحش حقًّا، ونصحتاها بأن تزود نفسها بمصباحٍ زيتي لترى في نوره منظر زوجها على حقيقته، كما أشارتا عليها بأن تُعِدَّ سكينًا حادةً لتذبحه بها إن كان وحشًا. رفضت بسوخي في أول الأمر أن تهتم بارتيابهما، ولكنهما أفلحتا أخيرًا في التأثير عليها، واعتزمت أن تعمل بنصحهما. فلما عادت إلى قصرها حملت معها مصباحًا وسكينًا. وعاد زوجها إليها كالمعتاد، فلما عرفت أنه غارق في النوم، أضاءت المصباح في هُدوء، وانحنت فوقه. ولدهشتها وسرورها رأت أمامها شابًّا رائع الجمال. وفي الحال صارت محبتها له عظيمة جدًّا، ولكنها قبل أن تُبعِد المصباح عن وجهه سقطت نقطةُ زيت ساخنة من الآنية فوق كتفه، فأيقظت ذلك الإله النائم. فأدرك كيوبيد لتوِّه ما حدث، وبدون أن ينطق بكلمةٍ واحدةٍ نشر جناحيه الأبيضين، وطار من القصر. عرفت بسوخي أن كيوبيد قد هجرها إلى غير رجعة، فامتلأت يأسًا، ولامت نفسها وندِمَت، حيث لا ينفع الندم على ارتيابها الدنيء، فألقت بنفسها في نهرٍ رغبةً في أن تموت، ولكن رب النهر أبى أن يقتل شيئًا جميلًا كهذا، فلفظها إلى الشاطئ. فظلت مدة طويلة هائمةً على وجهها تضرب في الفيافي والقفار غير عابئة بوعورة الطريق، ولا بما ينالها من تعبٍ، حتى وصلت أخيرًا إلى معبد لفينوس، فاعتزمت الدخول في خدمة تلك الربة. وكانت فينوس تعلم بزواج ابنها من بسوخي، وما برح الحقد يتأجَّج في قلبها ضدَّ هذه الفتاة، فأخبرتها بواسطة فم كاهنتها أنها إذا أرادت أن تكون محبوبة، فعليها القيام ببعض الأعمال الشاقة. وكانت فينوس تعتقد تمامًا أن بسوخي لن تستطيع إنجاز تلك الأعمال، إلا أن بسوخي وافقت في لهفةٍ على أن تقوم بأي عملٍ يُفرض عليها، وسألت عما يجب عليها أن تفعله. فرضت عليها فينوس أول عمل: كان في مخزن واسع بالمعبد كومة كبيرة من الحبوب المختلفة مختلطة معًا: القمح والفول والعدس والخشخاش والشعير والذرة العويجة، وكثير من أنواع الحبوب الأخرى اللازمة لإطعام حراس المعبد ويمام فينوس. قالت فينوس في صيغة الأمر: «افرزي هذه الحبوب، كل نوع في كومة منفصلة، على أن يتم هذا العمل عند مجيء الظلام». ما كان لبسوخي أن تستطيع إنجاز هذا العمل في عشرة أيام، ولكن كيوبيد الذي ما زال يراقب بسوخي سرًّا، كلف النمل بالقيام بذلك العمل، فأطاعته جميع أمة النمل، وشرعت على الفور تعمل دائبة. فلما بدأت جحافل الظلام تنتشر على الكون، كان كلُّ نوع من الحبوب كومةً مستقلة. عادت فينوس لترى ماذا فعلت بسوخي، فإذا بها تجدها قد أنجزت أول أوامرها، فحنِقَت؛ لأنها أدركت أنها لم تفعل ذلك بمفردها، وفرضَتْ عليها العمل الثاني. (أحضري لي ثلاث خصلات من صوف الأغنام ذوات البريق الذهبي الموجودة في ذلك الحقل). ذهبت بسوخي إلى الحقل تجر قدميها في بطءٍ، وهي تسير على جانب النهر، فهمست لها أعواد البوص النامية هناك، وأمرتها بالانتظار؛ لأن تلك الأغنام كانت بالغة التوحش. ألحت أعواد البوص على بسوخي بقولها: «انتظري حتى ينتصف النهار، ثم انظري إلى الشُّجَيرات». أطاعت بسوخي النصيحة، وبعد الظهر وجدت خصلات من الصوف الذهبي مُعلَّقةً فوق الشجيرات التي احتكَّت بها الأغنام أثناء مرورها إلى جانبها. فأخذت هذه الخصلات، وعادت بها إلى فينوس. وفي الصباح التالي أمرتها فينوس في خشونةٍ بالعمل الثالث: «اذهبي إلى بروسربينا ملكة هاديس، وأحضري لي عُلبة من المرهم الذي تستعمله للاحتفاظ بجمالها الإلهي». كان ذلك العمل فظيعًا ويبدو مستحيلًا، ولكنها قامت به، فدخلت إلى العالم السفلي من خلال كهف، وتوسلت إلى خارون أن ينقلها في قاربه عبر نهر ستوكس. فلما صارت هناك استمالت إليها بروسربينا بأن أخذت تستدرُّ عطفها، متضرعةً أن تعطيها علبة من ذلك المرهم الثمين. فلما أخذت العلبة اجتاحتها رغبةٌ ملحة في أن تفتح العلبة، وترى ما بداخلها، ولكنها ما إن فتحتها حتى وقعت على الأرض في نومٍ عميقٍ يشبه نوم الأموات. لم يقاوم كيوبيد لهفته إلى الطيران إليها على الفور وإنقاذها. فأيقظها من سُباتها، وتوسل إلى ملك السماء أن يساعده في قضيَّته. فتدخل جوف في الأمر، ورجا فينوس في أن تقبل تلك الفتاة زوجة لكيوبيد، بعد ذلك حمل ميركوري بسوخي إلى أوليمبوس، حيث أكلت تلك الفتاة من الأمبروسيا الإلهية، وصارت خالدة. ولما حان الوقت، ولدت للحب والروح ابنة سُميت «السرور».
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|