أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-01
1033
التاريخ: 27-11-2014
1832
التاريخ: 11-10-2014
1414
التاريخ: 27-11-2014
1879
|
قال تعالى : { لَهُ دَعْوَةُ الحَقّ وَالّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيءٍ إِلاّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إلى الماءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَمَا دُعاءُ الكافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلالٍ} [الرعد : 14].
تفسيرُ الآية
تقدّم الظرف في قوله : { لَهُ دَعْوَةُ الحَقّ } لأجل إفادة الحصر ، ويؤيّده : ما بعده من نفي الدعوة عن غيره .
كما أنّ إضافة الدعوة إلى الحقّ من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة ، أي الدعوة الحقّة له ؛ لأَنّ الدعوة عبارة عن توجيه نظر المدعو إلى الداعي ، والإجابة عبارة عن إقبال المدعو إليه ، وكِلا الأمرين يختصان بالله عزّ اسمه ، وأمّا غيره فلا يملك لنفسه ضرّاً ، ولا نفعاً ، ولا موتاً ، ولا حياة ، ولا نشوراً ، وعند ذلك كيف يمكن أن يجيب دعوة الداعي .
فالنتيجة : إنّ الدعوة الحقّة التي تستعقبها الإجابة هي لله تبارك وتعالى ، فهو حي لا يموت ، ومُريد غير مُكرَه ، قادر على كلّ شيء ، غني عمّن سواه .
وبذلك يُعلم أنّ الدعوة على قسمين : دعوة حقّة ، ودعوة باطلة ، فالحقّة لله ودعوة غيره دعوة باطلة ، أمّا لأنّه لا يسمع ولا يريد ، أو يسمع ولا يقدر ، وأشارَ إلى القسم الباطل بقوله : { وَالّذينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجيبُونَ لَهُمْ بِشَيءٍ } ، وقد عرفتَ وجه عدم الاستجابة .
ثمّ إنّه سبحانه استثنى صورة واحدة من عدم الاستجابة ، لكنّه استثناء صوري وهو في الحقيقة تأكيد لعدم الاستجابة ، وقال : { إِلاّ كَباسِط كَفَيّه إلى الماء لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ } .
فدعوة الأصنام والأوثان وطلب الحاجة منهم ، أشبه بحال الظمآن البعيد من الماء كالجالس على حافة البئر ، والباسط كفّه داخل البئر ليبلغ الماء فاه ، مع البون البعيد بينه وبين الماء .
قال الطبرسي : هذا مَثل ضربه الله لكلّ مَن عبدَ غير الله ودعاه رجاء أن ينفعه ، فإنّ مَثله كمَثل رجل بسط كفّيه إلى الماء من مكان بعيد ليتناوله ويُسكن به غُلّته ، وذلك الماء لا يبلغ فاه لبعد المسافة بينهما ، فكذلك ما كان يعبده المشركون من الأصنام لا يصل نفعها إليهم ولا يستجيب دعاءهم (1) .
وربّما تُفسّر الآية بوجه آخر ، ويقال : لا يستجيبون إلاّ استجابة الماء لِمن بسطَ كفّيه إليه يطلب منه أن يبلغ فاه ، والماء جماد لا يشعر ببسط كفّيه ولا بعطشه وحاجته إليه ، ولا يقدر أن يجيب دعاءه ويبلغ فاه ، وكذلك ما يدعونه جماد لا يحسّ بدعائهم ، ولا يستطيع إجابتهم ، ولا يقدر على نفعهم (2) .
والظاهر رجحان الوجه الأول ؛ لأَنّ الآلهة بين جماد لا يشعر ، أو مَلك ، أو جن ، أو روح يشعر ، ولكن لا يملك شيئاً ، فهذا الوجه يختص بما إذا كان الإله جماداً لا غير .
ثمّ إنّه سبحانه يقول في ذيل الآية : ( وَمَا دُعاءُ الكافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلالٍ ) ، فإنّ الضلال عبارة عن الخروج عن الطريق ، وسلوك ما لا يوصِل إلى المطلوب ، ودعاء غيره خروج عن الطريق الموصِل إلى المطلوب ؛ لأَنّ الغاية من الدعاء هو إيجاد التوجّه ثمّ الإجابة ، فالآلهة الكاذبة إمّا فاقدة للتوجّه ، وإمّا غير قادرة على الاستجابة ، فأيّ ضلال أوضح من ذلك .
________________
1 ـ مجمع البيان : 3/284 .
2 ـ الكشّاف : 2/162 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|