المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17420 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التمثيلُ في الآية (107-109) من سورة التوبة  
  
1547   03:53 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص143-145 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

 قال تعالى : { وَالذّين اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنينَ وإِرْصاداً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ أن أَرَدْنا إِلاّ الحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ * لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَومٍ أَحقُّ أن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أن يَتَطهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ المُطَّهّرين * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ على تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ على شَفَا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدي القَومَ الظّالِمين } [التوبة : 107ـ 109] .

تفسيرُ الآيات

( الضرار ) : هو إيجاد الضرر عن عناد .

( الإرصاد ) : بمعنى الإعداد .

( البنيان ) : مصدر بَنى .

و ( التقوى ) : خصلة من الطاعة يُحترَز بها عن العقوبة ، والواو فيه مبدّلة من الياء ؛ لأنّها من وقيتُ .

( شفا ) : شفا البئر وغيره ، جُرفُه ، ويُضرب به المَثل في القرب من الهلاك .

 ( الجُرف ) : جرف الوادي جانبه الذي يتحفّر أصله بالماء ، وتجرفه السيول فيبقى واهياً .

قال الراغب : يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه ، أي يذهب به ، جرف هار البناء ، وتهوّر : إذا سقطَ ، نحو : انهار .

ذكر المفسّرون : إنّ بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء ، وبعثوا إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أن يأتيهم ، فأتاهم وصلّى فيه ، فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غُنْم بن عوف ، فقالوا : نبني مسجداً فنصلّي فيه ولا نحضر جماعة محمد وكانوا اثني عشر رجلاً ، وقيل : خمسة عشر رجلاً ، منهم : ثعلبة بن حاطب ، ومعتب بن قشير ، ونبتل بن الحرث ، فبنوا مسجداً إلى جنب مسجد قباء ، فلمّا فرغوا منه ، أتوا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وهو يتجهّز إلى تبوك .

فقالوا : يا رسول الله ، إنّا قد بنينا مسجداً لذي العلّة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية ، وإنّا نحبّ أن تأتينا فتصلّي فيه لنا وتدعو بالبركة !

فقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( إنّي على جناح سفر ، ولو قدِمنا أتيناكم إن شاء الله فصلّينا لكم فيه ) ، فلمّا انصرفَ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إلى تبوك نزلت عليه الآية في شأن المسجد .

إنّ الآية تشير إلى الفرق الشاسع بين مَن بنى بنياناً على أساس مُحكم ، ومَن بناه على شفا جُرف ، فالأول يبقى عبر العصور ويحتفظ بكيانه في الحوادث المدمّرة ، بخلاف الثاني فإنّه سوف ينهار لا محالة بأدنى ضربة .

فالمؤمن هو الذي يعقد إيمانه على قاعدة محكمة وهو الحقّ الذي هو تقوى الله ورضوانه ، بخلاف المنافق فإنّه يبني إيمانه على أضعف القواعد وأرخاها وأقلّها بناءً وهو الباطل ، فإيمان المؤمن ودينه من مصاديق قوله : { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ على تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ } ، ولكنّ دين المنافق كمَن { أَسَّسَ بُنْيانَهُ على شَفَا جُرُفٍ هارٍ } فلا محالة ينهار به في نار جهنّم .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .