أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-13
811
التاريخ: 2023-11-04
1037
التاريخ: 2023-10-30
941
التاريخ: 2024-09-24
283
|
وكان قد قام في الكنيسة الأرثوذكسية منذ عهد ثيودوروس الأستوديتي في القرن التاسع من قاوم تدخل الفسيلفس والحكومة في شئون الكنيسة، بل من قال بوجوب تقيد الفسيلفس بالأنظمة الإكليريكية، وكانت غيرة هؤلاء على الكنيسة قد اشتدت إلى درجةٍ أدتْ بهم إلى اللجوء إلى العنف في سبيل الدفاع عن حرية الكنيسة واستقلالها، ولم يتطلب هؤلاء الغيورون من الإكليروس علمًا وافرًا أو ذكاءً مفرطًا، ولكنهم أوجبوا عليهم سيرةً طاهرة وتقشفًا صارمًا، فنالوا إعجاب الرهبان وتأييدهم — في غالب الأحيان — وكان من الطبيعي جدًّا أن يقول غيرُهُم من أبناء الكنيسة بالتعاون بين الدولة والكنيسة، وهؤلاء هم المعتدلون، وأصر هؤلاء على وجوب تضلع الإكليروس العالي من العُلُوم الدينية والزمنية ليحسنوا الدفاع عن الكنيسة جمعاء ويحفظوا حرمتها، واشتد الخلافُ حول هذه المبادئ واتسع حتى شمل جميع المؤمنين، فكنت ترى البيتَ الواحدَ مقسومًا على نفسه، بحيث يختلف فيه الأبُ مع ابنه والابنةُ مع أُمِّها والكنة مع حماتها (1). ووقف الغيورون إلى جانب البطريرك أرسانيوس في نزاعه مع ميخائيل الثامن، فعرفوا بالأرسانيوسيين، وانضم إليهم مَنْ شَدَّ أزر الشاب الأعمى يوحنا الرابع، وكَثُرَ الجدل واشتد الحماس وعَلَتْ الحرارة، فلجأت الحكومة إلى الجلد والسجن والنفي، وغير ذلك، وقضتْ ظروفُ ميخائيل السياسية بمفاوضة البابا في أمر اتحاد الكنيستين، فضج الغيورون وأعلنوا مقاومتهم وسخطهم، ثم جاء أندرونيكوس الثاني فألغى الاتحاد، ولكن الغيورين ظلوا معاندين، ووسعوا نطاق عملهم فتدخلوا في السياسة. واشتد نُفُوذ الغيورين والرهبان في النصف الأول من القرن الرابع عشر، فسيطروا على الإكليروس العلماني، وهيمنوا على البطريركية المسكونية ولا يزالون (2).
.................................
1- Pachymeres, G., I, 314
2- Troizky, J. E., Arsenius and the Arsenites, 99–101, 178–522; Quot. by Vasiliev, A., Byz. Emp., 661–664
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|