المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

بركة بن محمد بن بركة
24-8-2016
قانون نيوتن الثالث في الحركة
2024-01-04
الخرائط التقليدية
20-12-2020
تقنيات الهجوم المحتملة على خدمات ومعلومات الحكومة الألكترونية
16-8-2022
المؤقت الذاتي Self - Timer
8-12-2021
خطاب أبي بكر دراسة وتحليل
22-3-2016


معراجه (صلى الله عليه واله وسلم)  
  
1513   05:52 مساءاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص 168-176
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / النبي محمد (صلى الله عليه وآله) /

في معراجه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال اللّه سبحانه:

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} [الإسراء: 1]. وهو في الجملة من‌ ضروريات الدين و منكره خارج عن ربقة المسلمين و لذا قال الصادق عليه السّلام: ليس منا من‌ أنكر أربعة المعراج، وسؤال القبر، و خلق الجنة و النار، والشفاعة. و قال الرضا عليه السّلام: من لم يؤمن بالمعراج فقد كذب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلّم. والذي عليه الإمامية أنه كان ببدنه‌ الشريف لا بالروح فقط و في اليقظة لا في المنام، وإلى السماء لا إلى المسجد الأقصى ‌فقط، والأخبار الواردة بذلك عن العترة الطاهرة متكاثرة متظافرة مذكورة في مظانها. وروى علي بن إبراهيم القمي في تفسيره عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن‌ هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: جاء جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل بالبراق إلى‌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلّم، فأخذ واحد باللجام و واحد بالركاب و سوى الآخر عليه ثيابه فتضعضعت‌ البراق فلطمها جبرائيل ثم قال اسكني يا براق فما ركبك نبي قبله و لا يركبك بعده مثله، قال‌ فرقت به و رفعته ارتفاعا ليس بالكثير و معه جبرائيل يريه الآيات من السماء و الأرض، قال ‌فبينما أنا في مسيري إذ نادى عن يميني مناد يا محمد فلم أجبه و لم ألتفت، ثم نادى مناد عن يساري يا محمد فلم أجبه و لم ألتفت إليه، ثم استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كل زينة الدنيا فقالت يا محمد انتظرني حتى أكلمك فلم ألتفت إليها، ثم سرت فسمعت ‌صوتا أفزعني فجاوزت به فنزل بي جبرائيل فقال صلّ فصليت، فقال أتدري أين صليت ‌فقلت لا فقال صليت بطيبة و إليها مهاجرتك، ثم ركبت فمضينا ما شاء اللّه ثم قال لي إنزال ‌فصل فنزلت فصليت، فقال لي أتدري أين صليت فقلت لا فقال صليت بطور سيناء حيث‌ كلم اللّه موسى تكليما، ثم ركبت فمضينا ما شاء اللّه ثم قال لي أنزل فصل فنزلت و صليت ‌فقال لي أتدري أين صليت فقلت لا فقال صليت ببيت لحم و بيت لحم بناحية بيت المقدس ‌من حيث ولد عيسى بن مريم عليه السّلام، ثم ركبت فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس‌ فربطت البراق بالحلقة التي كانت الأنبياء تربط بها، فدخلت المسجد و معي جبرائيل إلى‌ جنبي، فوجدنا إبراهيم و موسى و عيسى و ما شاء اللّه من أنبياء اللّه فقد جمعوا إلي و أقيمت‌ الصلاة، ولا أشك إلا و جبرائيل سيتقدمنا فلما استووا أخذ جبرائيل بعضدي فقدمني‌ و أممتهم و لا فخر، ثم أتاني الخازن بثلاثة أواني اناء فيه لبن و اناء فيه ماء و أناء فيه خمرو سمعت قائلا يقول ان أخذ الماء غرق و غرقت أمته، و إن أخذ الخمر غوي و غويت امته، وإن أخذ اللبن هدي و هديت أمته، قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأخذت اللبن و شربت منه فقال لي جبرائيل‌ هديت وهديت أمتك، ثم قال لي ما ذا رأيت في سيرك، فقلت ناداني مناد عن يميني، فقال‌ لي أو أجبته، فقلت لا و لم ألتفت إليه، فقال داعي اليهود و لو أجبته لتهودت امتك من‌ بعدك، ثم قال لي ما ذا رأيت فقلت ناداني مناد عن شمالي، فقال لي أو أجبته، فقلت لاو لم ألتفت إليه، فقال ذاك داعي النصارى و لو أجبته لتنصرت أمتك من بعدك، ثم قال ما ذا استقبلك، فقلت لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كل زينة الدنيا فقالت يا محمد انتظرني حتى أكلمك، فقال لي أفكلمتها، فقلت لم أكلّمها و لم ألتفت إليها، فقال تلك‌ الدنيا و لو كلمتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة، ثم سمعت صوتا أفزعني فقال لي ‌جبرائيل تسمع يا محمد قلت نعم، قال هذه صخرة قذفتها على شفير جهنم منذ أربعين عاما فهذا حين استقرت، قال فما ضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى قبض. قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فصعد جبرائيل و صعدت معه إلى سماء الدنيا و عليها ملك يقال له‌ إسماعيل و هو صاحب الخطفة الذي قال اللّه عزّ و جل:{إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [الصافات: 10] . وتحته سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك، فقال يا جبرائيل من هذا معك، فقال محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال وقد بعث، قال نعم ثم فتح الباب فسلمت‌ عليه و سلّم علي و استغفرت له و استغفر لي و قال مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح، وتلقتني الملائكة حتى دخلت سماء الدنيا فما لقيني ملك إلا ضاحك مستبشر حتى لقيني ‌ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقا منه كريه المنظر ظاهر الغضب، فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء إلا أنه لم يضحك و لم أر فيه الاستبشار مما رأيت ممن ضحك من الملائكة، فقلت من هذا يا جبرائيل فإني فزعت منه، فقال يجوز أن تفزع منه فكلنا نفزع منه إن هذا مالك خازن النار لم يضحك قط و لم يزل منذ ولاه اللّه جهنم يزداد كل يوم غضبا و غيظا على ‌اعداء اللّه و أهل معصيته فينتقم اللّه به منهم، ولو ضحك إلى أحد كان قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك و لكنه لا يضحك، فسلمت عليه فرد السلام علي و بشرني‌ بالجنة، فقلت لجبرائيل و جبرائيل بالمكان الذي وضعه اللّه مطاع ثم أمين ألا تأمره أن يريني‌ النار، فقال له جبرائيل يا مالك أر محمد النار، فكشف غطاء و فتح بابا منها فخرج منها لهب ساطع في السماء و فارت و ارتفعت حتى ظننت ليتناولني مما رأيت، فقلت يا جبرائيل ‌قل له فليرد عليها غطاءها فأمرها فقال ارجعي فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه، ثم ‌مضيت فرأيت رجلا آدم جسيما فقلت من هذا يا جبرائيل، فقال هذا أبوك آدم فإذا هو يعرض عليه ذريته فيقول ريح طيبة من جسد طيب ثم تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سورة المطففين‌ على رأس سبع عشرة آية: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 18 - 21]‌ إلى آخر الآية، قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسلمت على أبي آدم و سلّم علي‌ واستغفرت له و استغفر لي، وقال مرحبا بالابن الصالح و النبي الصالح و المبعوث في الزمن ‌الصالح، ثم مررت بملك من الملائكة جالس على مجلس و إذا جميع الدنيا بين ركبتيه و إذا بيده لوح من نور فيه كتاب ينظر فيه لا يلتفت يمينا و لا شمالا إلا مقبل عليه به كهيئة الحزين‌ فقلت من هذا يا جبرائيل، فقال هذا ملك الموت دائب في قبض الأرواح، فقلت يا جبرائيل أدنني منه فسلمت عليه و قال له جبرائيل هذا نبي الرحمة الذي أرسله اللّه إلى العباد فرحب بي و حياني بالسلام و قال البشر يا محمد فإني أرى الخير كله في أمتك، فقلت‌ الحمد للّه المنان ذي النعم على عباده ذلك من فضل ربي و رحمته عليّ، فقال جبرائيل هو أشد الملائكة عملا، فقلت أكل من مات أو هو ميت فيما بعد هذا يقبض روحه، فقال‌ نعم، قلت و تراهم حيث كانوا و تشهدهم بنفسك، فقال نعم، فقال ملك الموت ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها اللّه لي و مكنني عليها إلا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء و ما من دار إلا و أنا أتصفحه كل يوم خمس مرات و أقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم لا تبكوا عليه فإن لي فيكم عودة و عودة حتى لا يبقى منكم أحد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كفى‌ بالموت طامة يا جبرائيل، فقال جبرائيل إن ما بعد الموت اطم و أطم من الموت. ثم مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيب و لحم خبيث، يأكلون اللحم‌ الخبيث و يدعون الطيب فقلت من هؤلاء يا جبرائيل، فقال هؤلاء الذين يأكلون الحرام ‌ويدعون الحلال و هم من أمتك يا محمد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم رأيت ملكا من‌ الملائكة جعل اللّه أمره عجبا نصف جسده النار و نصفه الآخر ثلجا، فلا النار تذيب الثلج ‌ولا الثلج يطفئ النار و هو ينادي بصوت رفيع و يقول سبحان الذي كف حر هذه النار فلا يذيب الثلج و كف برد هذا الثلج فلا يطفئ حر هذه النار، اللهم يا مؤلف بين الثلج و النار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين، فقلت من هذا يا جبرائيل، فقال هذا ملك و كله اللّه بأكناف ‌السماء و أطراف الأرضين و هو أنصح ملائكة اللّه لأهل الأرضين من عباده المؤمنين يدعو لهم بما تسمع منذ خلق، وملكان يناديان في السماء أحدهما يقول اللهم أعط كل منفق‌ خلفا، والآخر يقول اللهم أعط كل ممسك تلفا. ثم مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشفر الإبل يقرض اللحم من جنوبهم و يلقى في‌ أفواههم فقلت من هؤلاء يا جبرائيل، فقال هؤلاء الهمازون اللمازون، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام ترضخ رءوسهم بالصخر فقلت من هؤلاء يا جبرائيل، فقال هؤلاء الذين ينامون عن ‌صلاة العشاء، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم و تخرج من أدبارهم فقلت ‌من هؤلاء يا جبرائيل، فقال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم‌ نارا و سيصلون سعيرا، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم‌ بطنه فقلت من هؤلاء يا جبرائيل، قال هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم ‌الذي يتخبطه الشيطان من المس، وإذا هم بسبيل آل فرعون يعرضون على النار غدوا و عشيا يقولون ربنا متى تقيم الساعة، قال ثم مضيت فإذا بنسوان معلقات بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبرائيل، فقال هؤلاء اللواتي يورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم، ثم قال رسول‌ اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اشتد غضب اللّه على امرأة أدخلت على قوم في نسبهم من ليس منهم فاطلع على ‌عورتهم و أكل خزائنهم. قال ثم مررنا بملائكة من ملائكة اللّه عز و جل خلقهم اللّه كيف شاء، ووضع وجوههم‌ كيف شاء، ليس شي‌ء من أطباق أجسادهم إلا و هو يسبح اللّه و يحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتمجيد و البكاء من خشية اللّه تعالى فسألت جبرائيل ‌عنهم، فقال كما ترى خلقوا إن الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلمه قط و لا رفعوا رءوسهم إلى ما فوقها و لا خفضوها إلى ما تحتها خوفا للّه و خشوعا، فسلمت عليهم فردوا علي إيماء برءوسهم لا ينظرون إلي من الخشوع، فقال لهم جبرائيل هذا محمد نبي الرحمة أرسله اللّه إلى العباد رسولا و نبيا و هو خاتم النبوة و سيدهم أفلا تكلمونه، قال فلما سمعوا ذلك من جبرائيل أقبلوا علي بالسلام و أكرموني و بشروني بالخير لي و لأمتي. قال ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان فقلت من هذان يا جبرائيل قال ابنا الخالة يحيى و عيسى، فسلمت عليهما و سلما علي  واستغفرت لهما و استغفرا لي و قالا مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح، وإذا فيها من الملائكة و عليهم‌ الخشوع قد وضع اللّه وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك إلا يسبح اللّه و يحمده بأصوات‌ مختلفة. ثم صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجل فضل حسنه على سائر الخلق كفضل قمر ليلة البدر على سائر النجوم فقلت من هذا يا جبرائيل، فقال هذا أخوك يوسف، فسلمت‌ عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و قال مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح ‌والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في ‌السماء الأولى و الثانية و قال لهم جبرائيل في أمري ما قال للآخرين و صنعوا فيّ مثل ما صنع ‌الآخرون. ثم صعدنا إلى السماء الرابعة و إذا فيها رجل فقلت من هذا يا جبرائيل، فقال هذا ادريس عليه السّلام رفعه اللّه مكانا عليا فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي ‌فإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات فبشروني بالخير لي و لأمتي، ثم رأيت ‌ملكا جالسا على سرير تحت يده سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك‌ فوقع في نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه هو، فصاح به جبرائيل فقال قم فهو قائم إلى يوم ‌القيامة. ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلا أعظم منه‌ حوله ثلة من امته فأعجبني كثرتهم فقلت من هذا يا جبرائيل، فقال هذا المحبب لقومه‌ هارون بن عمران فسلمت عليه و سلّم علي و استغفرت له و استغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات. ثم صعدنا إلى السماء السادسة و إذا فيها رجل آدم طويل كأنه من سمرة لو ان عليه‌ قميصين لنفذ شعره فيهما و سمعته يقول يزعم بنو اسرائيل اني أكرم ولد آدم على اللّه و هذا رجل أكرم على اللّه مني فقلت من هذا يا جبرائيل، فقال أخوك موسى بن عمران فسلمت‌ عليه وسلّم علي و استغفرت له و استغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في‌ السماوات. ثم صعدنا إلى السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلا قالوا يا محمد احتجم و أمر امتك بالحجامة، وإذا فيها رجل أشمط الرأس و اللحية جالس على كرسي‌ فقلت يا جبرائيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار اللّه، فقال هذا يا محمد أبوك إبراهيم و هذا محلك و محل من اتقى من امتك ثم قرأ رسول ‌اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلّم: { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68]. فسلمت عليه و سلّم علي و قال مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح‌ والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات ‌فبشروني بالخير لي و لأمتي. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و رأيت في السماء السابعة بحارا من نور يتلألأ يكاد تلألؤها يخطف بالأبصار، و فيها بحار مظلمة و بحار ثلج ترعد فلما فزعت و رأيت هؤلاء سألت‌ جبرائيل، فقال ابشر يا محمد و اشكر كرامة ربك و اشكر اللّه ما صنع إليك، قال فثبتني اللّه ‌بقوته و عونه حتى كثر قولي لجبرائيل و تعجبي، فقال جبرائيل يا محمد تعظم ما ترى إنما هذا خلق من خلق ربك، فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى و ما لا ترى أعظم من هذا من‌ خلق ربك، إن بين اللّه و بين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى اللّه أنا و إسرافيل ‌وبيننا و بينه أربعة حجب، حجاب من نور، و حجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، وحجاب من ماء، قال و رأيت من العجائب الذي خلق اللّه و سخر به علي ما أراده ديكا رجلاه في تخوم الأرض السابعة و رأسه عند العرش، وملكا في ملائكة اللّه تعالى، خلقه اللّه ‌كما أراد رجلاه في تخوم الأرض السابعة ثم أقبل مصعدا حتى خرج في الهواء إلى السماء السابعة و انتهى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه إلى قرب العرش، وهو يقول سبحان ربي ‌حيث ما كنت لا تدري أين ربك من عظم شأنه، وله جناحان في منكبيه إذا نشرهما جاوز المشرق و المغرب، فإذا كان في السحر نشر جناحيه و خفق بهما صرخ بالتسبيح يقول: سبحان اللّه الملك القدوس سبحان اللّه الكبير المتعال لا إله إلا اللّه الحي القيوم، وإذا قال‌ ذلك سبّحت ديوك الأرض كلها و خفقت بأجنحتها و أخذت بالصراخ، فإذا سكت ذلك ‌الديك في السماء سكتت ديوك الأرض كلها، ولذلك الديك زغب أخضر و ريش أبيض‌ كأشد بياض رأيته قط و له زغب اخضر أيضا تحت الريش الأبيض كأشد خضرة رأيتها قط. لا قال صلّى اللّه عليه و آله وسلّم ثم مضيت مع جبرائيل فدخلت البيت المعمور فصليت فيه ركعتين و معي‌ أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد و آخرون عليهم ثياب خلقان فدخل أصحاب الجدد وحبس أصحاب الخلقان، ثم خرجت فانقاد لي نهران نهر يسمى الكوثر و نهر يسمى ‌الرحمة فشربت من الكوثر و اغتسلت من الرحمة، ثم انقادا لي جميعا حتى دخلت الجنة وإذا على حافتيها بيوتي و بيوت أزواجي، وإذا ترابها كالمسك، وإذا جارية تنغمس في‌ أنهار الجنة، فقلت لمن أنت يا جارية، فقالت لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت، وإذا بطيرها كالبخت، وإذا رمانها مثل الدليّ العظام و إذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمائة سنة و ليس في الجنة منزل إلا و فيه فتر منها فقلت ما هذه يا جبرائيل، فقال‌ هذه شجرة طوبى قال اللّه: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد: 29]. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلما دخلت الجنة رجعت إلي نفسي فسألت جبرائيل عن تلك البحار و هولها و أعاجيبها فقال: هو سرادقات الحجب التي احتجب اللّه تبارك و تعالى بها، ولو لا تلك الحجب لتهتك نور العرش و كل شي‌ء فيه، و انتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا الورقة منها تظل أمة من الأمم‌ فكنت منها كما قال اللّه تعالى: { قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9] ، فناداني ربي تبارك وتعالى : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]. فقلت: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]. فقال اللّه: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]. فقلت:{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]. فقال ‌اللّه لا أؤاخذك، فقلت: {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 286] فقال اللّه لا أحملك فقلت:{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286]. فقال اللّه تبارك وتعالى قد اعطيتك ذلك لك ‌ولأمتك.

قال الصادق عليه السّلام: ما وفد إلى اللّه تبارك و تعالى أحد أكرم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلّم‌ حين سأله لأمته هذه الخصال. فقال رسول اللّه: يا رب اعطيت أنبياءك فضائل فأعطني، فقال اللّه تعالى وقد أعطيتك كلمتين من تحت عرشي: لا حول و لا قوة إلا باللّه و لا منجا منك إلا إليك، قال و علمتني الملائكة قولا أقوله إذا أصبحت و أمسيت اللهم إن ظلمي‌ أصبح مستجيرا بعفوك، وذنبي مستجيرا بمغفرتك، وذلي مستجيرا بعزتك، وفقري أصبح‌ مستجيرا بغناك، ووجهي البالي أصبح مستجيرا بوجهك الباقي الذي لا يفنى، وأقول ذلك‌ إذا أصبحت و أمسيت. ثم سمعت الأذان فإذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة، فقال اللّه أكبر اللّه أكبر فقال اللّه صدق عبدي أنا أكبر، فقال أشهد أن لا إله إلا اللّه أشهد أن لا إله إلا اللّه، فقال اللّه صدق عبدي أنا اللّه لا إله غيري، فقال أشهد أن محمدا رسول اللّه أشهد أن محمّدا رسول اللّه، فقال اللّه صدق عبدي إن محمدا عبدي و رسولي أنا بعثته و انتجبته، فقال حي على الصلاة، فقال صدق عبدي دعا إلى فريضتي فمن مشى إليها راغبا فيها محتسبا كانت كفارة لما مضى من ذنوبه، فقال حي على الفلاح، فقال اللّه تعالى هي‌ الصلاح و الفلاح و النجاح. ثم أممت الملائكة في السماء كما أممت الأنبياء في بيت ‌المقدس، ثم قال ثم غشيتني صبابة فخررت ساجدا فناداني ربي إني قد فرضت على كل نبي ‌قبلك خمسين صلاة و فرضتها عليك و على امتك فقم بها في أمتك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلّم‌ فانحدرت حتى مررت على ابراهيم عليه السّلام فلم يسألني عن شي‌ء حتى انتهيت إلى‌ موسى عليه السّلام فقال ما صنعت يا محمد، فقلت قال ربي فرضت على كل نبي كان قبلك ‌خمسين صلاة و فرضتها عليك و على امتك، فقال موسى يا محمد إن امتك آخر الأمم ‌وأضعفها و إن ربك لا يرد عليك شيئا و إن امتك لا تستطيع أن تقوم بها فارجع إلى ربك ‌فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت إلى ربي حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى فخررت ساجدا ثم قلت فرضت علي و على أمتي خمسين صلاة و لا أطيق ذلك و لا امتي فخفف عني فوضع ‌عني عشرا فرجعت إلى موسى فأخبرته، فقال ارجع لا تطيق فرجعت إلى ربي فوضع عني‌ عشرا فرجعت إلى موسى فأخبرته، فقال ارجع و في كل رجعة أرجع إليه أخرّ ساجدا حتى ‌رجع إلى عشر صلوات فرجعت إلى موسى و أخبرته، فقال لا تطيق ارجع فرجعت إلى ربي ‌فوضع عني خمسا فرجعت إلى موسى و أخبرته فقال لا تطيق، فقلت قد استحييت من ربي‌ و لكن أصبر عليها فناداني مناد كما صبرت عليها فهذه الخمسة بخمسين كل صلاة بعشر، ومن همّ من امتك بحسنة يعملها فعملها كتبت له عشرا و إن لم يعمل كتبت له واحدة، ومن ‌همّ من امتك بسيئة فعملها كتبت عليه واحدة و إن لم يعملها لم أكتب عليه، فقال ‌الصادق عليه السّلام: جزى اللّه موسى عن هذه الأمة خيرا.

وروى الإربلي في كشف الغمة عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قد سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج، فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب عليه السّلام ‌فألهمت أن قلت يا ربي أنت خاطبتني أم علي عليه السّلام فقال يا أحمد أنا شي‌ء ليس كالأشياء ولا أقاس بالناس و لا أوصف بالأشياء خلقتك من نوري و خلقت عليا من نورك فاطلعت‌ على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب من علي بن أبي طالب عليه السّلام فخاطبتك بلسانه ‌كيما يطمئن قلبك.

واعلم أن المشهور أن المعراج وقع قبل الهجرة و قيل إن المعراج وقع مرارا و يؤيده‌ ما رواه الصدوق و الصفاد عن الصادق عليه السّلام انه عرج برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة و عشرين مرة و اللّه العالم.

 

 

 

 

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.