أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2015
4806
التاريخ: 21-12-2015
4777
التاريخ: 3-12-2015
4636
التاريخ: 2023-04-04
6085
|
تفسير قوله تعالى : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
قال تعالى : {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3].
يؤمنون": أصل لفظة «إيمان» من "أمن"، وسر إطلاق الإيمان على العقيدة هو أن المؤمن يخلص عقيدته من الريب والاضطراب والشك التي هي آفات العقيدة، ويصونها ويؤمن عليها. من هذا الباب يقال لرسوخ واستقرار العقيدة في القلب "إيمان" لكن العلم وحده غير كاف لبلوغ هذا الإيمان؛ فقد يكون الإنسان عالماً بشيء إلاً أنه ليس بمؤمن به: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النمل: 14].
لابد للاعتقاد العلمي أن يخالط روح الإنسان المعتقد العالم وقلبه، ويتجلى في أوصافه النفسانية، وأعماله الجسمانية، كي يكون إطلاق الإيمان عليه صائباً. وعلى هذا الأساس، لا يصح إطلاق كلمة المؤمن على من لا تتعدى عقيدة الحق لديه لقلقة اللسان: {مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} [المائدة: 41] ، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2] ، . فالعقد العلمي، الذي هو قضية ذهنية ومعقولة، ما لم يتبعه عقد آخر يربطه مع روح العالم فهو ليس بإيمان.
«الغيب»: هو ما لا يمكن إدراكه بأي من الحواس العادية أو المسلحة، وهو في مقابل الحضور والشهادة، وله مصاديق جمة. وإذا ما طبق عنوان الغيب، في البحث الروائي للمفسرين الشيعة، على الإمام المهدي عج فإنه من قبيل بيان المصداق وليس تفسير المفهوم، ومن باب المثال لا الحصر. وهو يستند إلى النص المقبول لدى الإمامية، وإن لم يقبل به الباقون. وبناء عليه، فإن ما قاله الالوسي تأسيا بالإمام الرازي من انه: «زعمت الشيعة أنه القائم وقعدوا عن إقامة الحجة على ذلك»(1). ليس بصواب.
الإيمان بالغيب يكون إما بالاستناد إلى «البرهان العقلي"، او إلى «الدليل النقلي» (في الموارد التي يكون فيها النقل حجة)، أو أحياناً بالاستناد إلى «الوجدان الكشفي". ومثلما أنه لتقويم البرهان العقلي أو النقلي هناك معيار خاص تقاس به صحة البرهان المذكور، فإن للمشاهدة معياراً خاصاً أيضاً يعرض عليه الكشف المشار إليه لتبين صحته.
بعض أهل الباطن ينظرون إلى البرهان النظري دائماً بما أنه في معرض الدخل والقدح والعيب والنقص ، وانطلاقاً من ذلك يقولون: من كان من أهل البرهان (لا العرفان أو الوجدان) فلن يخالط الإيمان قلبه قط (1). إلاً أن إطلاق مثل هذا التصور غير صحيح؛ إذ أنه وإن لم يكن البرهان الحصولي صنو العرفان الصحيح الحضوري، لكنه ليس صحيحاً أن جميع البراهين هي حتماً في معرض النقد والقدح.
____________
1. راجع رحمة من الرحمن، ج 1، ص56.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|