أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
2054
التاريخ: 9-05-2015
1877
التاريخ: 2023-04-16
3079
التاريخ: 2023-08-27
998
|
وما فيها مِن الآيات في الأئمَّة الهُداة ، منها :
قوله تعالى : { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } ([1]) .
معناه : إن نشأ نُنزِّلُ عليهم مِن السَّماء آيةً وعلامةً تُلجِئُهُم وتضطرُّهُم الى الايمان .
وقوله : { آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ } أي : فَضلَّ أصحابُ الأعناق لتلك الآية خاضعين ، فحذفَ المُضاف إليه ، وأقامَ الُمضاف مقامَهُ ؛ لدلالة الكلام عليه ([2]) .
وتأويله : قال محمّد بن العبَّاس ([3]) : حدَّثنا عليّ بن عبد الله بن أسد ([4]) عن إبراهيم بن محمّد ([5]) عن أحمد بن معمر الأسديّ ([6]) عن محمّد بن فُضيل ([7]) عن الكلبي ([8]) عن أبي صالح ([9]) عن ابن عبَّاس ، في قوله عزَّ وجلَّ : { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } قال :
هذه نزَلت فينا وفي بني أُميَّة [ 195 ] يكونُ لنا عليهم دولة فتذلُّ أعناقهم لنا بعد صعوبةٍ ، وهوانٍ بعد عزّ ([10]) .
وقال أيضاً : حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عليّ ([11]) قال : حدَّثنا أبي ، عن أبيه ، عن محمّد بن إسماعيل ([12]) عن حنَّان بن سدير ([13]) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سألته عن قوله عزَّ وجلَّ : { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } قال :
( نَزَلَت فِي قَائِمِ آلِ مُحَمَّدِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِم ، يُنَادَى بِاسمِهِ مِنَ السَّمَاءِ ) ([14]) .
وقال أيضاً : حدَّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يُونس ([15]) عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سألته عن قول الله عزَّ وجلَّ : {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } قال :
( تَخضَعُ لَهَا رِقَابُ بَنِي أُمَيَّةَ ، قال : ذَلِكَ بَارِزُ الشَّمسِ ، قال : وَذَلِكَ عَليُّ بِن أبي طَالِب (عليه السلام) يَبرَزُ عِندَ زَوَالِ الشَّمسِ ، وَتُرِكَت الشَّمسُ عَلَى رُؤوسِ النَّاسِ سَاعَةً، حتَّى يَبرزَ وَجَهُهُ ، وَيَعرِفَ النَّاسُ حَسَبَهُ وَنَسَبَه .
ثُمَّ قَالَ : إنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَيَختَبِئُ الرَّجُلُ مِنهُم الَى جَنبِ شَجَرَةٍ ، فَتَقُولُ : خَلفِيَ رَجُلٍ مَن أُمَيَّةَ [ 196 ] فَاقتُلُوه ) ([16]) .
وقال أيضاً : حدَّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يُونس ، قال : حدَّثنا صفوان بن يحيى ، عن أبي عثمان ، عن مُعلَّى بن خُنيس ([17]) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :
( قَالَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ : انتَظِرُوا الفَرَجَ فِي ثَلَاثٍ ، قَيلَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : اختِلَافُ الشَّامِ بَينَهُم ، وَالرَّايَاتُ السُّودِ مِن خُرَاسَان ، وَالفَزعَةُ مِن شَهرِ رَمَضَانٍ .
فَقِيلَ لَهُ : وَمَا الفَزعَةُ فِي شَهرِ رَمَضَان ؟ قَالَ : أمَا سَمِعتُم قَولَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي القُرآنِ : {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } قَالَ : إنَّه تَخرُجَ الفَتَاةَ مِن خِدرِهَا ، وَيَستَيقِظُ النَّائِمُ ، وَيَفزَعُ اليَقظَانُ ) ([18]) .
وقوله تعالى : { فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ } ([19]) .
تأويله : ذكره الشَّيخ المفيد ( رحمه الله ) في كتابه الغَيبَة ([20]) بإسناده عن رجاله ، عن المفضل بن عمر ([21]) عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال :
( إذَا قَامَ القَائِمُ (عليه السلام) تَلَا هَذِهِ الآيَة مُخَاطِبَاً لِلنَّاسِ : { فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ } ) ([22]) .
[ 197 ] معنى :{فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً} فذلك حقيقةٌ ، لأنَّ الله تعالى وهب له حُكمَا عامَّاً في الدُّنيا ، لم يَكِلهُ لأحدِ قبله ولا لأحدٍ بعده وعليه تقومُ السَّاعة .
وقوله : { وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ } على سبيلِ المجازِ ، أي : جَعلني مِن أوصياءِ سيِّد المُرسَلين ، وخاتَم أوصياءِ خَاتَم النَّبييِّن صلَّى اللهُ عليهم أجمعين صلاةً دائمة في كُلِّ عصرِ وكُلِّ حينٍ مُتواتِرَة الى يومِ الدِّين ([23]) .
وقوله تعالى : { وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ } ([24]) .
معناه : إنَّ إبراهيم (عليه السلام) سأل ربَّه أن يجعلَ له لِسان صِدقٍ ، أي : وَلَدَاً ذَا لِسَانِ صدقٍ ، لَفظُ لِسانِه الصِّدق أبداً ، والمُرادُ : أن يكونَ مَعصوماً في الآخرين ، أي : في آخِر الأُممِ ، وهي أُمَّة النَّبيِّ (صلى الله عليه واله وسلم)([25]) .
ورُوي عن أبي عبد الله (عليه السلام) : ( أنَّه أرَادَ بِهِ النَّبيَ (صلى الله عليه واله وسلم)) ([26]) .
ورُوي عنه (عليه السلام) ( أنَّه أرَادَ بِهِ عَلِيَاً (عليه السلام) ) ([27]) .
قال : ( إنَّهُ عُرِضَت عَلَى إبرَاهِيمَ وُلَايَةُ عَليّ بِن أبي طَالِب ، قَالَ : الَّلهُمَّ اجعَلهُ مِن ذُرَّيَتِي ، فَفَعَلَ اللهُ ذَلِكَ ) ([28]) .
وقد تقدَّم هذا المعنى في تفسير سورة مريم ، في قوله عزَّ وجلَّ : { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً } ([29]) [ 198 ] وهو : عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) .
وعلى هاتين الرِّوايتين ، فالفضلُ فيهما لعليٍّ (عليه السلام) مِن غيِر شكٍّ ولا مِريَة ؛ لأنَّه كان الُمرادُ به النَّبيّ (صلى الله عليه واله وسلم)فقد قال : ( وَالفَضلُ يُهدَى لَكَ يَا عَليّ ) .
وإن كان هو المُراد ، فالفَضلُ له على كُلِّ التَّقادير ؛ لأنَّه البشيرُ النَّذير ، نظيرٌ ونفسٌ ، وأخٌ مُواسٍ له ، ووزيرٌ وعَونٌ ، وناصِرٌ ومُؤيدٌ وظهيرٌ ، فصَلواتُ اللهِ السَّميعِ البصير عليهما ، وعلى المعصومين مِن ذُرِّيتهما ، الأوَّلُ منهم والأخير .
وقوله تعالى : { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } ([30]) .
تأوبله : قال محمّد بن العبَّاس : حدَّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ([31]) عن محمّد بن الحسن الخثعمي ([32]) عن عبَّاد بن يعقوب ([33]) عن عبد الله بن زيدان ([34]) عن الحسن بن أحمد بن أ بي عاصم ([35]) عن عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن ابي طالب ( عليه الصَّلاة والسَّلام ) ([36]) عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال :
( نَزَلَت هَذِهِ الآيَة فِينَا ، وَفِي شِيعَتِنَا ؛ وَذَلِكَ أنَّ الله سُبحَانَهُ يُفَضِّلُنَا، وَيُفَضِّلُ [ ويُفَضِّلُ شِيعَتُنَا ، حَتَّى إنَّا لَنَشفَعُ وَيَشفَعُونَ ، فَإذَا رَأى ذَلِكَ مَن لَيسَ مِنهُم ، قَالُوا : { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَQ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } ] ([37]) ) ([38]) .
[1] الشعراء : 4 .
[2] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 383 .
[3] وهو المؤلف نفسه .
[4] لم تعثر له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر ، وورد في بعض رواياتنا .
[5] مضت ترجمته .
[6] مجهول ، وقع في إسناد بعض مروياتنا ، ينظر : معجم رجال الحديث ، الخوئي : 3/134 ( 976 ) .
[7] مضت ترجمته .
[8] هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، أبو المنذر ، عالم مشهور ، له كتب كثيرة ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 434 ( 1166 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 289 ( 3 ) ، الرجال ، ابن داود : 201 ( 1678 ) .
[9] كنية مشتركة بين كثير من الرواة ، معجم رجال الحديث ، الخوئي : 22/204 ( 14400 ) .
[10] مختصر بصائر الدرجات ، الحسن بن سليمان الحلي : 206 ، الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي : 13/90 .
[11] مضت ترجمته .
[12] ابن بزيع ، أبو جعفر ، ثقة ، صالح ، كثير العمل ، له كتب ، روى عن الامام الكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام) ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 330 ( 893 ) ، 344 ( 5130 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 135 ( 669 ) .
[13] ابن حكيم بن صهيب ، أبو الفضل ، كوفي ، له كتاب ، روى عن الامام الصادق والكاظم c ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 146 ( 387 ) ، الفهرست ، الطوسي : 119 ( 254 ) ، الرجال ، ابن داود : 287 ( 26 ) .
[14] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 383 .
[15] مضت ترجمة جميع رواة سند هذه الرواية .
[16] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 384 .
[17] مضت ترجمة جميع رواة هذا السند .
[18] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 384 .
[19] الشعراء : 21 .
[20] ليس للشيخ المفيد كتاب في الغيبة .
[21] أبو عبد الله ، كوفي ، طُعِنَ فيه ، له كتب ، روى عن الامام الصادق والكاظم c ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 416 ( 1112 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 407 ( 1 ) ، معجم رجال الحديث ، الخوئي : 19/317 ( 12615 ) .
[22] الغَيبَة ، النعماني : 174 ح 10 ، تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 384 .
[23] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 384 .
[24] الشعراء : 84 .
[25] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 385 .
[26] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 385 .
[27] تفسير القمي : 2/123 .
[28] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 385 .
[29] مريم : 50 .
[30] الشعراء : 100 ـ 101 .
[31] أبو جعفر ، كوفي ، من رواة العامة ، كثير الحديث ، حافظ ، واسع الرواية ، ثقة ، ينظر : تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي : 3/253 ( 1295 ) ، لسان الميزان ، ابن حجر : 5/280 ( 965 ) .
[32] مضت ترجمته .
[33] مضت ترجمته .
[34] كوفي ، ثقة ، لم ترد له ترجمة في مصادرنا ، ينظر : سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 14/436 ( 243 ) .
[35] لم نعثر له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر .
[36] له كتاب ، روى عن الامام الصادق (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 295 ( 799 ) ، الرجال ، الطوسي : 257 ( 3643 ) ، الرجال ، ابن داود : 149 ( 1172 ) .
[37] ما بين المعقوفتين إضافة من المصدر اقتضاها السياق .
[38] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 386 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|