المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تفسير سورة طه  
  
4860   02:52 صباحاً   التاريخ: 2023-11-04
المؤلف : تحقيق : د. اقبال وافي نجم
الكتاب أو المصدر : تفسير ابن حجام
الجزء والصفحة : ص183-206
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-16 479
التاريخ: 2024-09-10 331
التاريخ: 9-05-2015 2228
التاريخ: 2024-07-02 645

{طه  مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}  ([2]).    

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( كَان رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) [ 134 ] إذَا صَلَّى يَقُومُ عَلَى أصَابِعِ رِجلَيهِ حتَّى تَدمَى ، فَأنزَلَ اللهُ : يَا مُحَمَّد بِلغَةِ طَي ، يَعنِي الأرضَ ) ([3]) .

وقوله تعالى : {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي  وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي  وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي  يَفْقَهُوا قَوْلِي  وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي  هَارُونَ أَخِي  اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي  كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً  وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً  إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً}  ([4]).    

ما وَرَدَ في مَعنى تأويله : قال محمَّد بن العبَّاس ([5]) حدَّثنا محمَّد بن الحسن الخثعمي ([6]) عن عبَّاد بن يعقوب ([7]) عن عليّ بن هاشم ([8]) عن عمرو بن حارث ([9]) عن عمران بن سُليمان ([10]) عن حصين التَّغلبي ([11]) عن أسماء بنت عُميس ([12]) قالت :

رأيتُ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) بأزاءِ ثُبير ([13]) وهو يقولُ : ( أشرِق ثُبَيراً ، اشرِق ثَبَيراً ، اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ مَا سَألَكَ أخِي مُوسَى ؛ أن تَشرَحَ لِي صَدرِي، وَأن تُيَسِّرَ لِي أمرِي ، وَأن تُحلِلَ عُقدَةً مِن لِسَانِي ، يَفقَهوا قَولِي ،  وَأن تَجعَلَ لِي وَزِيرَاً مِن أهلِي ، عَلِيَّاً أخِي ، أشدُد بِهِ أزرِي ، وَاشرِكُه في أمرِي ؛ كَي نُسَبِحكَ كَثيرَاً ، وَنَذكُرُكَ كَثيرَاً ، إنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرَاً) ([14]) .

ويُؤيده ما رواه أبو نُعيم الحافظ ([15]) بإسناده عن ابن عبَّاس ، قال : أخذَ النَّبيُّ (صلى الله عليه واله وسلم) بيَد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ونحن بمكَّة ، وصلَّى أربع ركعات ، ثُمَّ رَفع يديه الى السَّماء ، وقال [ 135 ] :

( اللَّهُمَّ ، إنَّ نَبِيكَ مَوسَى بِن عَمرَانَ سَألَكَ ، وَقَالَ : {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي  وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} ([16]) الآية ، وَأنا مُحمَّد نَبِيُّكَ ، أسألُكَ رَبِّ : إشرَح لِيَ صَدرِيَ ، وَيَسِّرْ لِي أمرِي ، وَأحلُلْ عُقدَةً مِن لِسَانِي ، يَفقَهُوا قَولِيَ ، وَاجعَل لِي وَزيرَاً مِن أهلِي ، عَليّ بِن أبِي طَالِب أخِي ، إشدُد بِه أزرِي ، وَأشرِكهُ في أمرِي ) .

قال ابن عبَّاس : فسَمِعتُ مُنادياً يُنادي : قد أُوتيتَ ما سألت .

اعلم : انَّ بهذا المُستغنى على النَّاصبين ، اختصَّ مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمَنزِلَة الرَّّفيعة مِن خاتم النَبييِّن ، مَنزِلَة هارون مِن موسى مِن دون العالمَين ، ولهذه المنزِلَة منَازِل ، منها :

قوله : {وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي }  ([17]) .

والوزيرُ : هو الُموازِر ، وَالمُعَاضِد ، وَالمُعاوُن ، وَالُمسَاعِد ، وكذلك كان مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) .

وقوله : {مِّنْ أَهْلِي } ([18]) .

وهذا ظاهرٌ ؛ لأنَّه ابن عمِّه أبي طالب ، أخي أبيه لأبيه وأُمِّه .

وقوله : ( عَلِيَّا أخِي ) وهو أخوه ظاهِراً يوم الموآخاة ([19]) وباطِناً في النُّور المسطور ، وفي الطَّهارة والعِصمَة .

وقوله : {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي } ([20]) .

أي : قوّي به ظهري ، وكذلك كان لِرسول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) ظَهراً وظَهيراً ومُؤيِّداً ونَصيراً .

وقوله تعالى : {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } ([21]) .  

أي : في إبلاغِ رسالتي الى قومي ، وكذلك كان أميرُ المؤمنين (عليه السلام) في إبلاغ الرِّسالة في زمن النَّبيِّ (صلى الله عليه واله وسلم) كسوُرة براءة وغيرها ، وبعده [ 136] بالوصيَّةِ إليه والى وُلدِه ، ولو لاه ما حصَل التَّبليغ ، وبذُريَّته الطَّيبيِّن ، والمنزِلة الجليلة التي شَرفَت على المنازِل كُلِّها ؛ الخِلافة في الحياة والممات.

وهارون (عليه السلام) كان خليفة موسى في حياته ، ولو كان حيَّاً لكان هو الخليفة ، لكنَّه تُوفِّي قَبلَه ، ولهارون مِن موسى منازِلَ أُخر ، ليس هذا موضع ذكرها .

ومِنَ الأمور التي شارك فيها أميرُ المؤمنين رسول الله ( صلوات الله عليهما ) غيره مِن الانام ، وهي منازل ومواطن لم يُسمِّها موسى ولا هارون ، ولا احد مِن الأنبياءِ والرُّسل (عليهم السلام) .

ولمِا رواه الشَّيخ أبو جعفر الطًّوسي ( رحمه الله ) عن رجاله ، مُسندَاً عن الفضل بن شاذان ([22]) يرفعه الى بُريدة الأسلمي ([23]) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لعليّ (عليه السلام) :

( يَا عَليّ ، إنَّ اللهَ تَعَالَى أشهَدَكَ مَعي سَبعَ مَواطِن ، أمَّا أوَلهنَّ : فَلَيلَةَ أُسرِيَ بِي الَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ لِي جَبرَئيلُ : أينَ أخُوكَ ؟ قلتُ : وَدَّعتُهُ خَلفِي ، قالَ : فَادعُ اللهَ فَليَأتِكَ بِهِ ، فَدَعوتُ اللهَ ، فإذَا أنتَ مَعي ، وإذا المَلائكَةُ صُفُوفٌ وُقُوفٌ .

فقُلتُ : مَن هَؤلَاءِ يَا جَبرَئيل ؟ فقَالَ : هَؤلَاءِ المَلَائِكَة ، يبَاهِيهُم اللهُ بِكَ ، فَأُذِنَ لِي ، فَنَطَقتُ بِمَنطِقٍ لَم يَنطُق الخَلَائِقُ بِمِثلِه ، نَطَقتُ بِما خَلقَ اللهُ [ 137 ] وَبِمُواخَاتِه لَهُ يَومَ القِيَامَةِ ..

الموطن الثَّاني : أتَانِي جَبرَئيلُ ، فَأسرَى بِي الَى السَّماءِ ، فَقالَ لي : أينَ أخوكَ ؟ قُلتَ : وَدَّعتُهُ خَلفِي ، قَالَ : فَادعُ اللهَ ، فَليَأتِكَ بِه ، فَدَعوتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإذَا أنتَ مَعِي ، فَكَشَطَ اللهُ لِي عَن السَّمَاوَاتِ السَّبعِ وَالأرَضِينَ السَّبعِ ، حتَّى رَأيتُ سُكَّانَهَا وَعُمَّارَهَا ، وَمَوضِعَ كُلِّ مَلَكٍ مِنهَا ، فَلَم أرَ مِن ذَلِكَ شَيئَاً إلَّا وَقَد رَأيتَه .

الموطِن الثَّالِث : ذَهبتُ الَى الِجنِّ وَلَستَ مَعِي ، فَقَالَ لي جَبرَئيلُ : أينَ أخُوكَ ؟ قُلتُ : وَدَّعتُه خَلفِي ، فَقَالَ : ادعُ اللهَ فَليَأتِكَ بِه ، فَدَعوتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإذَا أنتَ مَعِي ، فَلَم أقُل لَهُم شَيئَاً ، وَلَم يَردُّوا عَلَيَّ شَيئَاً إلَّا وَقَد سَمِعتَهُ وَعَلِمتَه كَمَا سَمِعتُه وَعَلِمتُه .

الموطن الرَّابع : إنِّي لَم أسال الله شَيئَاً إلَّا أعطَانِيهُ فِيكَ إلَّا النُّبوَّة ، فَإنَّه قالَ : يَا مُحمّد خَصَصتُكَ بِهَا .

الموطِن الخامس : خُصِصنَا بِلَيلَةِ القَدرِ ، وَلَيست لِغَيرِنا .

الموطِن السَّادس : أتانِي جَبرَئيلُ ، فَأسرَى بِي الَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ لِي : أينَ أخوكَ ؟ فقُلتُ : وَدَّعتُهُ خَلفِي ، قَالَ : فَادعُ اللهَ ، فَليَأتِكَ بِهِ ، فَدَعوتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإذَا أنتَ مَعي ، فَأذَّنَ جَبرَئيلُ ، وَصَلَّيتُ بِأهلِ السَّمَاوَاتِ جَمِيعَاً وَأنتَ مَعي .

الموطِن السَّابع : إِنَّا نَبقَى حِينَ لَا يَبقَى أحدٌ ، وَهَلَاكُ الأحزَابِ بِأيدِينَا ) ([24]) .

فمعنى قوله : ( نَبقَى حِين لَا يَبقَى أحدٌ ، وَهَلَاكُ الأحزَابِ   [ 138] بِأيدِينَا ) دليلٌ على أنَّهما يَعودَانِ الى الدُّنيَا ، ويَلبثَان فيها ما شاء اللهُ .

ورُوي عن الأئمَّة (عليهم السلام) في حديث الرَّجعة : ( ثُمَّ يَبقَيَانِ حِينَ لَا يَبقَى أحدٌ مِن الخَلقِ ) ([25]) .

وقوله : ( هَلَاكُ الأحزَابِ بِأيدِينَا ) والاحزاب ، هم : إحزابُ الشَّيطانِ وأهلُ الظُّلمِ والعُدوانِ ، فعَليهِم لعنةُ الرَّحمن ، ما كرَّ الجديدان، واطَّرَد الخافقان .

ومما وردَ في الأُمور التي شارك أمير المؤمنين (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فيها ، وإِنَّ أمرَه أمرُه ، ونهيَه نهيُه ، وأنَّ الفضلَ جرى له كما جرى لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ولرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الفضلُ على جميعِ خلقِ اللهِ عَزَّ وجلَّ ، فيكون هو كذلك ، وهو ما رواه الشَّيخ ( رحمه الله ) في أماليه ([26])  عن رجاله ، عن سعيد الأعرج ([27]) قال :

دخلتُ أنا وسُليمان بن خالد ([28]) على أبي عبد الله (عليه السلام) فابتدأني ، فقال :

( يَا سَعِيد ، مَا جَاءَ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عَليُّ بِن ابي طَالِب (عليه السلام) يُؤخَذُ بِه ، وَمَا نَهَى عَنهُ يُنتَهَى عَنهُ ، جَرَى لَه مِنَ الفَضلِ مَا جَرَى لِرسُول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) وَلِرَسُول اللهِ الفَضلُ عَلَى جَمِيعِ الخَلقِ .

العَائبُ عَلَى أمِيرِ المُؤمِنينَ (عليه السلام) فِي شَيءٍ ، كَالعَائبِ عَلَى اللهِ وَعَلَى رَسول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) وَالرَادُّ عَلَيهِ فِي صَغيرٍ أو كَبيرٍ عَلَى حَدِّ الشِّركِ ، واللهِ ، أميرُ المُؤمِنينَ بَابُ اللهِ الَّذِي لَا يُؤتَى إلَّا مِنهُ ، وَسَبَبُهُ الَّذِي مَن تَمَسَّكَ بِغَيرِهِ هَلَكَ ، وَكَذَلِكَ جَرَى حُكُم الأَئمَّة (عليهم السلام) وَاحِدٍ بَعدَ وَاحِدٍ ، جَعَلَهُم أركَانَ الأرض ، وَهُم الحُجَّةُ البَالِغَة عَلَى مَن فَوقَ الأرضِ ، وَمَا تَحتَ الثَّرَى .

أمَا عَلِمتَ أنَّ [ 139 ] أميرَ المُؤمِنينَ (عليه السلام) كَانَ يَقولُ :

أنَا قَسِيمُ اللهِ بَينَ الَجنَّةِ وَالنَّار ، وَأنَا الفَارُوقَ الأكبَرُ ، وَأنَا صَاحِبُ العَصَا وَالمِيسَم ، وَلَقَد أقرَّ لِي جَميعُ المَلَائكَةِ وَالرُّوح بِمِثلِ مَا أقَرُّوا لِمُحَمَّدِ (صلى الله عليه واله وسلم) .

وَلَقَد حَمَلتُ مِثلَ حمولَةِ مَحمَّدٍ ؛ وَهيَ حمولَة الرَبِّ ، وَإنَ مُحَمَّدَاً يُدعَى فَيُكسَى فَيَنطِقُ ، وَأنَا أُدعَى فَأُكسَى ، وَأُستَنطَقُ فَانطِقُ .

وَلَقَد أُعطِيتُ خِصَالَاً لَم يُعطَهَا أحدٌ قَبلِيَ ؛ عُلِّمتُ الَمنَايَا وَالقَضَايَا ، وَفَصلُ الخِطَابِ )  .

وقوله تعالى : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى } ([29]) .

تأويله ذكره عليّ بن إبراهيم ( رحمه الله ) في تفسيره ([30]) قال : رُوي عن العَالِم (عليه السلام) أنَّه قال :

( نَحنُ أُولو النُّهَى ، أخبَرَ اللهُ نَبِيَّبهُ (صلى الله عليه واله وسلم) بِمَا يَكُونُ بَعدَهُ مِن إدِّعَاءِ القَوم الخِلَافَةَ ، فَأخبَرَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) أميرَ المُؤمِنينَ (عليه السلام) بَذَلِكَ ، وَانتَهَى إلَينَا ذَلِكَ مِن أمِيرِ المُؤمِنِينَ (عليه السلام) فَنَحنُ أُولُو النُّهَى ؛ انتَهَى عِلمُ ذَلِكَ كُلِّهُ إلَينَا ) .

ويُؤيِّده ما رواه محمّد بن العبَّاس ([31]) عن : أحمد بن إدريس ([32]) عن عبد الله بن محمّد بن عيسى ([33]) عن الحسن بن محبوب ([34]) عن عليّ ابن رئاب ([35]) عن عمَّار بن مروان ([36]) قالَ : سَألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزَّ وجلَّ : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى } قال :

( وَاللهِ ، نَحنُ أُولُو النُّهَى ) قلتُ : وَمَا مَعنَى : نَحنُ أُولُو النُّهى ؟ قال : ( مَا أخبَرَ اللهُ جَلَّ اسمُه [ 140 ] رَسُولَهُ (صلى الله عليه واله وسلم) بِمَا يَكُونُ بَعدَهُ مِن إدِّعَاءِ الخِلَافَةِ وَالقِيَامِ بِهَا بَعدَهُ ، وَمِن بَعدِهُمَا بَنُو أُمَيَّة .

قَالَ فَأخبَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) عَلِيَّاً (عليه السلام) فَكَانَ ذَلِكَ كَمَا أخبَرَ اللهُ رَسُولَهُ (صلى الله عليه واله وسلم) وَكَمَا أخبرَ رَسُولُهُ (صلى الله عليه واله وسلم) عَلِيَّاً (عليه السلام) وَكَمَا انتَهَى إلَينَا مِن عَليٍّ  (عليه السلام) فِيمَا يَكُونُ مِن بَعدِهِ مِن الُملكِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ وَغَيرِهِم .

فَهَذِهِ الآيَاتُ الَّتي ذَكَرَهَا اللهُ فِي الكِتَابِ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى } فَنَحنُ أُولو النُّهَى ؛ الَّذِينَ انتَهَى إلَينِا عِلمُ هَذَا كُلِّهِ ، فَصَبرنَا لأمرِ اللهِ ، فَنَحنُ قُوَّام اللهِ عَلى خَلقِهِ ، وَخُزَّانُه عَلَى دِينِهِ ، نَخزُنُه وَنَستُره ، وَنَكتَتِمُ بِه عَدَونَا ، كَمَا اكتَتَمَ بِهِ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) حتَّى أذِنَ لّهُ فِي الِهجرَةِ وَجِهَادِ المُشرِكِينَ .

فَنَحنُ عَلَى مِنهَاجِ رَسُول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) حتَّى يَأذَن اللهُ لَنَا بِإظهَارِ دِينِهِ بِالسَّيفِ ، وَنَدعُو النَّاسَ إلَيهِ ، فَنَضرِبَهُم عَلَيهِ عَودَاً ، كَمَا ضَرَبَهُم رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) بِدءَاً ) ([37]) .

قوله تعالى : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } ([38]) .

تأويله : قال أبو عليّ الطَّبرسيّ ( رحمه الله ) قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) : ( ثُمَّ اهتَدَى الَى وُلَايَتِنَا ([39]) وَلو إنَّ رَجُلَاً عَبدَ اللهَ عُمرَه مَا بَينَ الرُّكنِ وَالمَقَامِ ، ثُمَّ مَاتَ ، وَلَم يَجِيء بِولَايَتِنَا ، إلَّا كَبَّهُ اللهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجهِه ) ([40]) .

رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده [ 141 ] وأورده العيَّاشي في تفسيره مِن عدَّة طُرق ([41]) .

عن محمّد بن سُليمان ([42]) بالإسناد عن داود بن كثير الرَّقي ([43]) قال : دخلتُ على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلتُ له : جُعِلتُ فِدَاكَ ، قوله تبارك وتعالى : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } فما هذا الاهتداء بعدَ التَّوبة والإيمان والعَملَ الصَّالح ؟ فقال :

( مَعرِفَةُ الأئمَّة ، واللهِ إمَامٌ بَعدَ إمَام ) ([44]) .

ورَوى عليّ بن إبراهيم ، عن ابيه ، عن ابن أبي عُمير ([45]) عن عمر ابن أذينة  ([46])  عن الفُضيل ([47]) عن زُرارة ([48]) عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى :  {ثُمَّ اهْتَدَى } قال :

( اهتَدَى إلَينَا ) ([49]) .

وقال محمّد بن العبَّاس : حدَّثنا عليّ بن العبَّاس البجلي ([50]) قال : حدَّثنا عبَّاد بن يعقوب ([51]) عن عليّ بن هاشم ([52]) عن جابر بن الحر ([53]) عن جابر الجُعفي ([54]) عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } قال :

( الَى وُلَايَتِنَا ) ([55]) .

قال أيضاً : أخبرنا الحسين بن عامر ([56]) عن محمد بن الحسين ([57]) عن محمّد بن سنان ([58]) عن عمَّار بن مروان ([59]) عن المنخل ([60]) عن جابر ([61]) عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول اللهِ عزَّ وجلَّ : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } قال :

( الَى ولَايَةِ أمِيرِ الُمؤمِنينَ (عليه السلام)  ) ([62]) [ 142 ] .

وقوله تعالى : {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ } ([63]) .

تأويله رواه محمّد بن العباس : حدَّثنا محمّد بن همَّام بن سهل ([64]) عن محمّد بن إسماعيل العلويِّ ([65]) عن عيسى بن داود ([66]) عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن بيه c قال :

( سَألتُ أبي عَن قَولِ الله عزَّ وجلَّ : {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ } قَالَ : الدَّاعِي أميرُ المُؤمِنينَ (عليه السلام) ) ([67]) .

وهذا مِما يدلُّ على الرَّجعةِ ، واللهُ أعلم .

ثُمَّ قال تعالى : {وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً } ([68]) .

تأويله رواه عليّ بن إبراهيم ( رحمه الله ) ([69]) عن أبيه ، عن الحسن ابن محبوب ([70]) عن أبي محمّد الوابشي ([71]) عن أبي الورد ([72]) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :

( إذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ ، جَمَعَ اللهُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ مِنَ الأوَلِينَ وَالآخرِينَ ([73]) وَهُم عُرَاة حُفَاة فَيُوقَفونَ فِي المَحشَرِ حتَّى يَعرَقُوا عَرقَاً شَدِيدَاً ، وَتَشتَدُّ أنفَاسُهُم ، فَيَمكُثونَ فِي ذَلِكَ مِقدَارَ خَمسِينَ عَامَاً ، وَهوَ قولُ اللهِ عزَّ وَجَلَّ : {وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً }  .

ثُمَّ يُناَدِي مُنَادٍ مِن تِلقَاءِ العَرشِ : أينَ النَّبيُّ الأُميُّ ؟ فَيَقٌولُ النَّاس : قَد أسمَعتَ فَسَمِّهِ بِاسمِهِ ، قَالَ : فَيُنَادِي : أينَ نَبِيُّ الرَّحمَةِ ، محمَّد بِن عَبدِ اللهِ ؟ قَالَ : فَيَتَقَدَّمُ رَسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) [ 143 ] أمَامَ النَّاسِ كُلِّهُم ، حتَّى يَنتَهِي الَى حَوضٍ طُولَهُ مَا بَينَ إيلَة الَى صَفَا ([74]) .

ثُمَّ يُنَادَى صَاحِبُكُم ـ يَعنِي أميرَ المُؤمِنينَ (عليه السلام) ـ  فَيَتَقَدَّمُ أمَامَ النَّاسِ ، فَيَقِفُ مَعَهُ ، ثُمَّ يُؤذَنُ لِلنَّاسِ ، فَيَمُرُّونَ بَينَ وَارِدٍ لِلحَوضِ ، وَبَينَ مَصرُوفٍ عَنهُ .

فَإذَا رَأى رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) مَن يَنصَرِفُ عَنهُ مِن مُحِبِينَا بَكَى ، وَقَالَ : يَا رَبّ ، شِيعَةُ عَليٍّ ، فَيَبعَثُ اللهُ إلَيهِ مَلَكَاً ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا يُبكِيكَ يَا مُحمَّد ؟ فَيَقُولُ : أبكِي لِلنَّاسِ ([75]) مِن شِيعَةِ عَليٍّ ؛ أرَاهُم قَد صُرِفُوا تِلقَاءَ أصحَابِ النَّارِ ، وَمُنِعُوا وُرودَ الحَوضِ .

قَالَ : فَيَقُولُ لَهُ المَلَكُ : إنَّ اللهَ يَقُولُ : قَد وَهَبتُهُم لَكَ يَا مُحَمَّد ، وَصَفَحتُ لَكَ عَن ذُنوبِهُم ، وَألحَقتُهُم بِكَ وَبِمَن كَانُوا يَتَوَلَّون بِه ، وَجَعَلتُهُم فِي زُمرَتِكَ ، وَأورَدُّتهُم حَوضَكَ .

قَالَ أبو جَعفر (عليه السلام) : فَكَم مِن بَاكِيَةٍ يَومَئِذٍ وَبَاكٍ ، فَلَم يَبقَ أحَدٌ كَانَ يَتَولَّانَا وَيُحِبُّنَا وَيَتَبرَأُ مِن عَدُوِّنَا إلَّا كَانَ فِي حِزبِنَا وَمَعَنَا وَوَرَدَ حَوضَنَا ) . ([76])

وقوله تعالى : {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } الى قوله تعالى : {هَضْماً } ([77]) .

تأويله : قال محمّد بن إسماعيل العلويّ ([78]) : عن عيسى بن داود ([79]) عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ( صلوات اللهُ عليهم [ 144 ] أجمعين ) قال: ( سَمِعتُ أبي يَقُولُ وَرَجُلٌ يَسألُهُ عَن قَولِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } قَالَ : لَا تُنَالُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ يَومَ القِيَامَةِ إلَّا مَن أُذِنَ لَهُ بِطَاعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَرَضِيَ لَهُ قَولَاً وَعَمَلاً فِيهِم ، فَحَيَا عَلَى مَوَدَّتِهِم ، وَمَاتَ عَلَيهَا ، فَرَضِيَ اللهُ قَولَهُ وَعَمَلَهُ.

ثُمَّ قَالَ : {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} ([80]) آلَ محمَد ، كذا نَزَلَت .

ثُمَّ قالَ : {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً } ([81]) قَالَ : مُؤمِنٌ بِمَحَبَّةِ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَمُبغِضٌ لِعَدُوِّهِم ) ([82]) .

وقوله تعالى : {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } ([83])  .

تأويله روى الشَّيخ محمّد بن يعقوب ( رحمه الله ) ([84]) عن أحمد بن محمّد ([85]) عن عليّ بن الحكم ([86]) عن مُفضَّل بن صالح ([87]) عن جابر ([88]) عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزَّ وجلَّ : {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } قال :

( عَهِدَ إلَيهِ في مُحمَّدٍ وَالأئمَّة مِن بَعدِه فَتَرَكَ ، وَلَم يَكُن لَهُ عَزمٌ ، إنَّهُم هَكَذَا ، وَإنَّمَّا سُمِّيَ أولُو العَزمِ أولُوا العَزم ؛ لأنَّه عَهِدَ إلَيهِم في مُحمَّدٍ (صلى الله عليه واله وسلم) وَالأوصِيَاء مِن بَعدِهِ ـ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِم أجمَعِين ـ وَفي المَهدِيِّ (عليه السلام) وَسِيرَتِهِ ، فَأجمَعَ عَزمُهم عَلى أنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، وَالإقرَارُ بِهِ ) ([89])  [145] .

أيضا : عن الحسين بن محمّد ([90]) عن مُعلَّى بن محمّد ([91]) عن جعفر ابن محمّد بن عبد الله ([92]) عن محمّد بن عيسى القُمِّي ([93]) عن محمّد بن سليمان ([94]) عن عبد الله بن سنان ([95]) عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عزَّ وجلَّ : {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ } :

( كَلِمَاتٌ في مُحَمَّدٍ ، وَعليّ ، والحسن ، والحسين ، والأئمَّة (عليهم السلام) مِن ذُرِّيَتهُم {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } هَكَذَا وَاللهِ نَزَلَت عَلَى مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه واله وسلم)) ([96]) .

ويُؤيده ما رواه الشَّيخ المفيد ( رحمه الله ) بإسناده : عن رجاله الى حمران بن أعين ([97]) عن ابي جعفر (عليه السلام) قال :

( أخَذَ اللهُ الِميثَاقَ عَلى النَّبِييِّنَ ، فَقَالَ : ألَستُ بِرَبِكُم ؟ قَالُوا : بَلى ، وَإنَّ هَذَا محمَّد رَسُولِي ، وَإنَّ عَلِيَّاً أمِير المُؤمِنينَ (عليه السلام) ، قَالُوا : بَلَى ، وَثَبُتَت لَهُم النُّبوَّة .

ثُمَّ أخَذَ الِميثَاقَ عَلَى أُوِلي العَزمِ : إنِّي رَبُكُم ، وَمحمَّداً رَسُولِي ، وَعَليَّاً أميرَ المُؤمِنِينَ ، وَالأوصِيَاءَ مِن بَعدِهِ وُلَاةَ أمرِي ، وَخُزَّانَ عِلمِي .

وَإنَّ المَهدِي أنتَصِرُ بِهِ لِدِينِي ، وَأُظهِرُ بِهِ دَولَتِي ، وَأنتَقِمُ بِهِ مِن أعدَائي ، وَأُعبَدُ بِهِ طَوعَاً وَكُرهَاً ، قَالُوا : أقرَرنَا يَا رَبَّنَا وَشَهِدنَا .

وَلَم يَجحَد آدَمُ وَلَم يَقر فَثَبَتَتَ العَزِيمَةُ لِهؤلَاءِ الخَمسَةِ فِي المَهدِي ، وَلَم يَكُن لِآدَم عَزِيمَةٌ عَلَى الإقرَارِ ، وَهوَ قُولُ اللهِ تَعَالَى [ 146 ] : {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } ([98])  .

وقوله تعالى : {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } ([99])  .

تأويله : الى قوله : {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} ([100]) قال محمّد بن العبَّاس : حدَّثنا محمّد بن همَّام ([101]) عن محمّد بن إسماعيل العلويّ ([102]) عن عيسى بن داود النَّجار ([103]) عن أبي الحسن ، موسى بن جعفر (عليه السلام) قال :

( إنَّه سَألَ أبَاهُ عَن قَولِ اللهِ عزَّ وَجلَّ : {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } ([104]) قال : قالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) :

يَا ايُّهَا النَّاس ، اتَبِعُوا هُدَى الله تَهتَدوا وتَرشَدوا ، وَهوَ هُدَايَ ، وَهُدَايَ هُدَىَ عَليّ بن ابي طالب ، فَمَن اتَبَعَ هُدَاهُ فِي حَيَاتِي وَبَعدَ مَوتِي فَقَد اتَبعَ هُدَايَ ، وَمَن اتَبَعَ هُدَايَ فَقَد اتَبَعَ هُدَى الله {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى  وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً  وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى  قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً  قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى  وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ } ([105]) في عَدَاءِ آلِ محمَّد {وَلَم يُؤمِن بِرَبِّه وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى } ([106]) .

 ثُمَّ قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ : {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى}  ([107]) .

[ 147 ] وَهٌم الأئمَّة مِن آلِ محمّد  (عليهم السلام) ([108]) وما كان في القرآن مثلها ([109]) .

ويقول الله عزَّ وجلَّ : {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى }  ([110]) .

: ( فَأصبِر يَا محمَّد نَفسَكَ وَذُرِيَّتكَ عَلَى مَا يَقُولُونَ : {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا }  ([111]) . 

ومعنى قوله : وَمَا كَانَ مِثلُهَا في القُرآنِ ؛ أي : مثل : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى}  ([112]) وكلَّما يَجيءُ في القرآن مِن ذِكرِ أُولي النُّهَى الأئمَّة (عليهم السلام) وقد تقدَّم تاويلُ ذلك في هذه السُّورة ، ومعنى هذا التأويل :

ما رَوى الشَّيخ محمّد بن يعقوب ( رحمه الله ) عن الحسين بن محمَّد ([113]) عن مُعلَّى بن محمَّد ([114]) عن السيَّاري ([115]) عن عليّ بن عبد الله ([116])  قال : سُئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قول اللهِ عزَّ وجلَّ : {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}  ([117])  قال :

( مَن قَالَ بِالأئمَّة ، وَاتَبعَ أمرَهُم ، وَلَم يَخُن طَاعَتهُم ، فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشقَى ) ([118]) .

أيضا : عن محمّد بن يحيى ([119]) عن سلمة بن الخطَّاب ([120]) عن الحسين بن عبد الرَّحمن ([121]) عن عليّ بن أبي حمزة ([122]) عن أبي بصير ([123]) عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزَّ وجلَّ : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}  ([124])  [ 148 ] قال :

( يَعنِي بِولَايَةِ أمِيرِ المُؤمِنينَ (عليه السلام) قال : قلت : {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}  ([125])  قال : أعمَى البَصر فِي الآخِرَةِ ، أعمَى القَلب فِي الدُّنيَا عَن وُلَايَةِ أمِيرِ المُؤمِنينَ ، وَهوَ مُتَحَيِّرٌ فِي الآخِرَةِ ، يَقُولَ : {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً  قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }([126]) يَعنِي تَركتُهَا ، وَكَذَلِكَ اليّومَ تُترَك فِي النَّارِ كَمَا تَرَكتَ الأئمَّة ، وَلَم تُطِع أمرَهُم ، وَلَم تَسمَع قَولَهُم .

وقال : قلتُ : {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ} ([127]) قال : مَن أسرَفَ فِي عَدَاوَةِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ ، وَاتَبَعَ غَيرَهُ ، وَتَرَكَ وُلَايَتَهُ وَوِلَايَةَ الأئمَّة مُعَانَدَةً ، وَلَم يَتَّبِع آثَارَهُم ، وَلَم يَتَولَّهُم ) ([128]) .

ومعنى قوله : {أَتَتْكَ آيَاتُنَا} ([129]) {وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ} ([130]) إنَّ الآيات هُم الأئمَّة الوُلاة (عليهم افضل الصَّلوات وأكمل التَّحيَّات) ([131]) .

وقوله تعالى : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } ([132]) .

تأويله : قال محمّد بن العبَّاس : حدَّثنا عبد العزيز بن يحيى ([133]) عن محمّد بن عبد الرَّحمن بن سلام ([134]) عن عبد الله بن عيسى بن مصقلة القُميّ ([135]) عن زرارة بن أعين ([136]) عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن أبيه عليّ بن الحسين (عليه السلام) في قول الله عز وجل {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } قال :

[ 149 ] قال : ( نَزَلَت فِي عَليٍّ ، وَقَالَ : وَالحَسَن وَالحُسَين (عليهم السلام)  كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) يَأتِي بَابَ فَاطِمَةَ كُلَّ سَحَرةٍ ، فَيَقولُ : السَّلَامُ عَلَيكُم أهلَ البَيتِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه ، الصَّلَاةَ يَرحَمَكُم الله :  {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}  ([137]) ) ([138]) .

قوله تعالى : {قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى}  ([139]) .

 تأويله : قال عليّ بن إبراهيم ( رحمه الله ) ([140]) روى النَّضر بن سُويد ([141]) عن القاسم بن سُليمان ([142]) عن جابر ([143]) عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزَّ وجلَّ : {قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ } الى قوله : {وَمَنِ اهْتَدَى}  قال :

( الَى وِلَايَتِنَا ) ([144]) .

قال محمّد بن العبَّاس : حدَّثنا عليّ بن عبد الله بن راشد  ([145])  عن إبراهيم بن محمّد الثَّقفي ([146]) عن إبراهيم بن محمّد بن ميمون ([147]) عن عبد الكريم بن يعقوب ([148]) عن جابر ([149]) قال : سُئل محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام) عن قول اللهِ عزَّ وجلَّ : {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى } قال :

( اهتَدَى الَى وِلَايَتِنَا ) ([150]) .

وقال أيضاً : حدَّثنا عليّ بن عبد الله ([151]) عن إبراهيم بن محمّد ([152]) عن إسماعيل بن بشَّار ([153]) عن عليّ بن جعفر الحضرمي ([154]) عن جابر عن ابي جعفر ([155]) [ 150 ] في قوله : {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى } قال :

( عَليٌّ صَاحِبُ السِّرِاطِ السَّويّ ، وَمَن اهتَدَى ؛ أي : الَى وِلَايَتِنَا أهل البَيتِ ) ([156]) .

وقال أيضاً : حدَّثنا محمّد بن همَّام ([157]) عن محمّد بن
إسماعيل العلوي ([158]) عن عيسى بن داود النَّجار ([159]) عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال :

( سَأَلتُ أبي عَن قَولِ اللهِ عزَّ وَجلَّ : {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى } قَالَ :

السِّرَاطُ السَّوَيُّ : هُوَ القَائمُ ، وَالهُدَى : مَن اهتَدَى الَى طَاعَتِهِ ، وَمِثلُهَا فِي كِتَابِ اللهِ عزَّ وَجَلَّ : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } ([160]) قَالَ الَى وِلَايَتِنَا ) ([161]) .

 

 

 

 


[1] ما بين المعقوفتين إضافة من المصدر اقتضاها السياق .

[2] طه : 1 ـ 2 .

[3] تفسير القمي : 2/58 بتفاوت واختلاف .

[4] طه : 25 ـ 35 .

[5] وهو المؤلف نفسه ، المعروف بابن الحجام .

[6] لم نعثر له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر .

[7] الرواجني ، عامي المذهب ، له كتب وروايات ، ينظر : الفهرست ، الطوسي : 192 ( 540 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 380 ( 1 ) ، الرجال ، ابن داود : 252 ( 256 ) .

[8] علي بن هاشم بن البريد ، أبو الحسن ، الزبيدي الخزاز ، من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) كوفي ، بنظر : الرجال ، الطوسي : 244 ( 3384 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 3/309 ( 2724 ) ، معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي : 13/243 ( 8580 ) .

[9] عمرو بن الحارث بن قدامة ، من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 77 ( 104 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 3/328 ( 3786 ) ، طرائف المقال ، البروجردي : 2/101 ( 7615 ) .

[10] أبو محمد ،  القبي الكوفي ، من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 256 ( 3624 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 3/371 ( 3691 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/642 .

[11] لم يرد اسمه في كتب الرجال ، وورد في أسند بعض كتبنا ، كما في غيبة الطوسي :184 ح 23 .

[12] من الصحابيات ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 53 ( 38 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 5/305 ( 6542 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 2/445 .

[13] وهو جبل بمكة ، معجم ما استعجم ، البكري : 1/335 .

[14] تفسير فرات الكوفي : 256 ح 347 ، الدر المنثور ، السيوطي : 4/295 ، وهو من الأحاديث المشهورة ،روته جل المصادر من الطرفين عن أسماء .

[15] لم نعثر على ذلك في حلية الأولياء لابي نعيم ، وهي عن ابن عباس في مناقب ابن شهرآشوب : 2/256 .

[16] طه : 25 ـ 26 .

[17] طه : 29 .

[18] طه : 29 .

[19] ينظر : مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب : 2/32 .

[20] طه : 31 .

[21] طه : 32 .

[22] الفضل بن شاذان بن الخليل ، أبو محمد الأزدي ، روى عن الاباقر والرضا (عليها السلام) فقيه متكلم جليل ، صنف أكثر من مئة وثمانين كتاباً ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 306 ( 840 ) ، الفهرست ، الطوسي : 197 ( 563 ) .

[23] من السابقين الذين رجعوا الى امير المؤمنين (عليه السلام) ينظر : جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/119 ، طرائف المقال ، البروجردي : 2/75 ( 3716 ) .

[24] الأمالي ، الشيخ الطوسي : 640 ح 1335 ، تفسير القمي :2/335 ، بتفاوت.

[25] بحار الأنوار ، المجلسي : 53/59 ح 44 .

[26] الأمالي ، الشيخ الطوسي : 205 ح 352 .

[27] سعيد بن عبد الرحمن ، وقيل : سعيد بن عبد الله ، الأعرج ، روى عن الامام الصادق (عليه السلام) له أصل ، ينظر : معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 90 (365 ) ، طرائف المقال ، البروجردي : 1/473 ( 4175 ) ، معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي : 9/110 ( 5109 ) .

[28] سليمان بن خالد بن دهقان بن نافلة ، أبو الربيع الهلالي ، قارئ ، فقيه ، وجيه ، روى عن الامام الصادق (عليه السلام) والباقر (عليه السلام) ينظر : الرجال ، النجاشي : 183              ( 484) ، الرجال ، الطوسي : 216 ( 2838 ) ، الرجال ، ابن داود : 248           ( 221 ) .

[29] طه : 54 .

[30] تفسير القمي : 2/61 .

[31] وهو المؤلف نفسه .

[32] أحمد بن إدريس بن أحمد ، أبو علي الأشعري ، فقيه ، ثقة ، كثير الحديث والرواية ، صحيحها ، له كتاب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 92 ( 228 ) ، الفهرست ، الطوسي : 71 ( 81 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 65 (14) .

[33] الملقب ببنان ، لم يذكر بجرح ولا تعديل ، ينظر : نقد الرجال ، التفريشي : 1/303 ( 809 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/131 .

[34] الحسن بن محبوب ، السراد ن ويقال : الزراد ، أبو علي ، روى عن الكاظم والرضا (عليها السلام) مولىً ، ثقة ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 334 ( 4978 ) ،  معالم العلماء، ابن شهرآشوب : 69 ( 182 ) ، الرجال ، ابن داود : 77 ( 454 ) .

[35] أبو الحسن ، روى عن الامام الصادق (عليه السلام) طحان ، كوفي ، ثقة ، جليل القدر ، له كتب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 250 ( 657 ) ، الفهرست ، الطوسي : 151 ( 375 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 176 ( 13 ) .

[36] مولى بني ثوبان ، روى عن الامام الصادق (عليه السلام) ثقة ، له كتاب ، ينظر : الرجال ، النجاشي  : 291 ( 780 ) ، الرجال ، الطوسي : 252 ( 3536 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 122 ( 600 ) .

[37] بصائر الدرجات ، الصفار : 538 ح 51 ، تفسير القمي : 2/61 .

[38] طه : 82 .

[39] في المصدر : ( ثم اهتدى الى ولايتنا أهل البيت ) .

[40] مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 7/45 .

[41] هذا الكلام للطبرسي ، ولم نعثر عليه عند الحاكم والعياشي .

[42] محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين ، الزراري ، ثقة ، عين ، له كتب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 347 ( 937 ) ، الرجال ، ابن داود : 173 ( 1392 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 2/120 .

[43] أبو خالد ، من الغلاة ، ضعيف جداً ، وثقه الطوسي ، له كتاب ، روى عن الامام الكاظم (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، النجاشي  : 156 ( 410 ) ، الرجال ، الطوسي : 336 ( 5003 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي :  140(  1) .

[44] فضائل الشيعة ، الصدوق : 26 ح 22 .

[45] محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى ، أبو أحمد ، بغدادي ، روى عن الكاظم والرضا (عليها السلام) عظيم المنزلة ، جليل القدر عند الخاص والعام ، له كتب ، ينظر : الرجال ن النجاشي : 326 ( 887 ) ، الفهرست ، الطوسي : 218 ( 617 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 137 ( 682 ) .

[46] عمر بن محمد بن عبد الرحمن ، من أصحاب الصادق والكاظم (عليها السلام) ثقه ، له كتاب ، الرجال ، الطوسي : 254 ( 3573 ) ، التحرير الطاووسي ، العاملي : 417 ( 297 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 3/362 ( 3930 ) .

[47] الفضيل بن يسار النهدي ، أبو القاسم ، روى عن الباقر والصادق (عليها السلام) له كتاب، ينظر : الرجال ، النجاشي : 309 ( 846 ) ، إيضاح الاشتباه ، العلامة الحلي : 253 ( 517 ) ، الرجال ، ابن داود : 152 ( 1205 ) .

[48] زرارة بن أعين بن سنسن ، ابو الحسن الشيباني ، من أصحاب الصادق (عليه السلام) شيخ الأصحاب في زمانه ، قارئ ، فقيه ، متكلم ، شاعر أديب ، له كتاب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 175 ( 463 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 89 ( 354) ، الرجال ، ابن داود : 96 ( 629 ) .

[49] مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب : 3/273 .

[50] لم نعثر على ذكره في كتب الرجال ، الا انه وقع في إسناد كثير من الروايات في كتبنا المعروفة .

[51] الرواجني ، عامي المذهب ، له كتب ، ينظر : الفهرست ، الطوسي : 192         ( 540 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 380 ( 1 ) ، الرجال ، ابن داود : 252 ( 256 ) .

[52] مضت ترجمته .

[53] لم يرد في كتب رجالنا ، ووقع في إسناد بعض الروايات في كتبنا الروائية ، وهو مذكور في : الجرح والتعديل ، الرازي : 2/501 ( 2061 ) ، ميزان الاعتدال ، الذهبي : 1/377 ( 1411 ) ، لسان الميزان ن ابن حجر : 2/86 ( 351 ) .

[54] جابر بن يزيد الجعفي ، أبو عبد الله ، لقى الامام الباقر والصادق (عليها السلام) له كتب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 128 ( 332 ) ، الرجال ، الطوسي : 129 ( 1316) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 68 ( 178 ) .

[55] شواهد التنزيل ، الحاكم الحسكاني : 1/491 ح 518 .

[56] غير مذكور في كتبنا الرجالية ، ينظر : مستدركات علم رجال والحديث ، النمازي : 3/141 ( 4410 ) .

[57] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، أبو جعفر الزيات ، جليل ، ثقة ، كثير الرواية، له كتب ، حسن التصانيف ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 334 ( 879 ) ، الرجال ، الطوسي : 378 ( 5615 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 136 ( 671 ) .

[58] أبو جعفر الزاهري ، مُصنِّف ، له كتب ، مُختلف في شأنه ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 328 ( 888 ) ، الفهرست ، الطوسي : 206 ( 591 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 394 ( 17 ) .

[59] مولى بني ثوبان ، له كتاب ، روى عن الامام الصادق (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 252 ( 3536 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 122 ( 600 ) ، الرجال ، ابن داود : 143 ( 1102 ) .

[60] المنخل بن جميل ، بياع الجواري ، يروي عن الصادق (عليه السلام) ، له كتاب ، ينظر : معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 159 ( 837 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 411 ( 10 ) .

[61] مضت ترجمته .

[62] تفسير القمي : 2/111 .

[63] طه : 108 .

[64] الإسكافي ، شيخ الأصحاب ومتقدمهم ، عظيم المنزلة ، كثير الحديث ، له كتب، ينظر : الرجال ، النجاشي : 379 ( 1032 ) ، الفهرست ، الطوسي : 217 ( 612 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 136 ( 677 ) .

[65] ابن موسى بن جعفر (عليه السلام) أسن شيخ من ولد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بالعراق ، ينظر ترجمته في : طرائف المقال ، البروجردي : 1/252 ( 1614 ) ، معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي : 16/101 ( 10269 ) .

[66] النجار ، كوفيّ ، من الأصحاب ، قليل الرواية ، له كتاب ، روى عن الامام الكاظم (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 294 ( 797 ) ، الرجال ، ابن داود : 149 ( 1167 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 3/389 ( 4037 ) .

[67] فضائل الشيعة ، الصدوق : 26 ح 22 ، تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 315 .

[68] طه : 108 .

[69] علي بن إبراهيم بن هاشم ، ابو الحسن القمي ، ثبت ، مُعتمد ، سمع كثيراً ، كثير التصنيف ، له كتب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 260 ( 680 ) ، الفهرست ، الطوسي : 152 ( 380 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 187 ( 45 ) .

[70] مضت ترجمته .

[71] عبد الله بن سعيد ، كوفيٌّ ، من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) ينظر : الرجال ، الطوسي : 325 ( 4871 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 415 ، منتهى المقال ، المازندراني : 7/249 ( 3801 ) .

[72] من أصحاب الامام الباقر (عليه السلام) ينظر : الرجال ، البرقي : 14 ، الرجال ، الطوسي : 150 ( 1667 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 5/235 ( 6219 ) .

[73] عبارة : ( من الاولين والاخرين غير موجودة في المصدر ) .

[74] في المصدر : ( صنعاء ) .

[75] في المصدر : ( لأناس ) .

[76] تفسير القمي : 2/64 بتفاوت .

[77] طه : 109 ـ 112 .

[78] مضت ترجمته .

[79] مضت ترجمته .

[80] طه : 111 .

[81] طه : 112 .

[82] تفسير القمي : 2/65 بتفاوت يسير .

[83] طه : 115 .

[84] وهو الشيخ الكليني صاحب الكافي المعروف .

[85] أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد ، السبيعي الهمداني ، محدث ، جليل ، حافظ ، كوفي ، ثقة ، له كتب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 94 ( 233 ) ، الرجال ، الطوسي : 409 ( 5949 ) ، الرجال ، ابن داود : 229 ( 39 ) .

[86] علي بن الحكم بن الزبير ، أبو الحسن الضرير ، له كتاب ، كوفي ، جليل القدر ، ينظر : الرجال : النجاشي : 274 ( 718 ) ، الفهرست ، الطوسي : 151 ( 376 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 97 ( 423 ) .

[87] أبو جميلة ، الأسدي ، النخاس ، روى عن الصادق والكاظم (عليها السلام) ينظر : الرجال، الطوسي : 307 ( 4541 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 407 ( 2 ) ، معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي : 19/311 ( 12607 ) .

[88] مضت ترجمته .

[89] الكافي ، الكليني : 1/416 ح 22 ، بصائر الدرجات ، الصفار : 90 ح 1 .

[90] مشترك بن كثير من الرواة ، ينظر : معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي : 7/75 ( 3609 ) .

[91] معلى بن محمد ، البصري ، أبو الحسن ، له كتب ، مضطرب الحديث ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 418 ( 1117 ) ، الفهرست ، الطوسي : 247 ( 734 ) ، الرجال ، ابن داود : 190 ( 1580 ) .

[92] ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، روى عن ابيه ، لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) ، ينظر : جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/157 ، معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي : 5/83 ( 2279 ) .

[93] يروي عن الامام الرضا (عليه السلام) له روايات في كتبنا ، ينظر : معجم رجال الحديث ، الخوئي : 18/128 ( 11542 ) .

[94] مضت ترجمته .

[95] ابن طريف ، كان خازنا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد ، ثقة ، كوفي ، جليل لا يطعن عليه ، روع عن الامام الصادق والكاظم (عليها السلام) له كتب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 214 ( 558 ) ، الفهرست ، الطوسي : 166 ( 433 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 107 ( 487 ) .

[96] الكافي ، الكليني : 1/416 ح 23 ، بصائر الدرجات ، الصفار : 91 ح 4 .

[97] أبو الحسن الشيباني ، تابعي ، روى عن الامام الباقر والصادق  (عليها السلام) ، من حوارييهما ، له كتاب ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 132 ( 1362 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 134 ( 5 ) ، الرجال ، ابن داود : 85 ( 528 ) .

[98] الكافي ن الكليني : 1/416 ح 22 ، تفسير القمي : 2/65 ، باختلاف .

[99] طه : 123 .

[100] طه : 130 .

[101] مضت ترجمته .

[102] مضت ترجمته .

[103] مضت ترجمته .

[104] طه : 123.

[105] طه : 123 ـ 127 .

[106] طه : 127 .

[107] طه : 128 .

[108] ينظر : بصائر الدرجات ، الصفار : 538 ح 51 .

[109] تأويل الآيات الظاهرة : 1/320 ح 19 ، عنه البرهان في تفسير القرآن ، البحراني : 3/784 ح 7066 .

[110] طه : 129 .

[111] طه : 130 .

[112] طه : 128 .

[113] مضت ترجمته .

[114] مضت ترجمته .

[115] أحمد بن محمد السياري ، البصري ، الكاتب ، كثير المراسيل ، له كتل ، روى عن الامام الهادي والعسكري (عليها السلام)  ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 384 ( 5650 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/67 ، معجم رجال الحديث ، السيد الخوشي : 3/71 ( 874 ) .

[116] علي بن عبد الله بن غالب ، أبو الحسن ، الأسدي ، الكوفي ، ثقة ، صدوق ، له كتاب ، روى عن الامام الصادق (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 275 ( 722 )، الرجال ، الطوسي : 245 ( 3404 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 104         ( 472 ) .

[117] طه : 128 .

[118] الكافي ، الكليني : 1/414 ح 10 ، بصائر الدرجات ، الصفار : 34 ح 2 .

[119] أبو جعفر ، وقع في إسناد أكثر من خمسة الآف رواية ، ينظر : معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي : 19/9 ( 12005 ) .

[120] أبو الفضل ، البرواستاني ، له عدة كتب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 187        ( 498 ) ، الفهرست ، الطوسي : 140 ( 334 ) ، الرجال ،ابن داود :298 ( 2) .

[121] كوفي ، من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، ابن داود : 81         ( 485 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 2/33 ( 1300 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/206 .

[122] البطائني ، أبو الحسن ، كوفي ، روى عن الكاظم والصادق (عليها السلام) له عدة كتب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 249 ( 656 ) ، الرجال ، الطوسي : 245 ( 3402 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 362 ( 1 ) .

[123] يطلق على يحيى بن القاسم وليث بن البختري ، ينظر : الكنى والألقاب ، القمي : 1/20 .

[124] طه : 124 .

[125] طه : 125 .

[126] طه : 127 .

[127] طه : 127 .

[128] الكافي ، الكليني : 1/435 ح 92 ، عنه بحار الأنوار ، المجلسي : 24/348 ح 60 .

[129] طه : 125 ـ 126 .

[130] طه : 127 .

[131] الكافي ، الكليني : 1/435 ح 92 ، عنه بحار الأنوار ، المجلسي : 24/348 ح 60 .

[132] طه : 132 .

[133] ابن أحمد بن عيسى الجلودي ، أبو أحمد ، شيخ البصرة وأخباريها ، من أصحاب الباقر (عليه السلام) له كتب ، ينظر : الفهرست ، الطوسي : 191 ( 535 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 115 ( 547 ) ، الرجال ، ابن داود : 129 ( 962 ) .

[134] ينظر ترجمته في : جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/52 .

[135] لم نعثر له على ترجمة في مصادرنا .

[136] مضت ترجمته .

[137] الأحزاب : 33 .

[138] بحار الأنوار ، المجلسي : 25/220 ح 19 .

[139] طه : 135 .

[140] مضت ترجمته .

[141] من أصحاب الامام الكاظم (عليه السلام) له كتاب ، ثقة ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 345 ( 5147 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 161 ( 850 ) ، خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 284 ( 1 ) .

[142] بغدادي ، له كتاب ، روى عن الامام الصادق (عليه السلام) ينظر : الرجال ، النجاشي : 314 ( 858 ) ، الرجال ، الطوسي : 273 ( 3943 ) ، الرجال ، ابن داود : 153 ( 1213 ) .

[143] جابر بن يزيد الجعفي ، مضت ترجمته .

[144] بحار الأنوار ، المجلسي : 24/159 ح 32  .

[145] الأصفهاني ، لم يرد في مصادرنا ، ووقع في إسناد كثير من رواياتنا ، ينظر : مستدركات علم رجال الحديث ، النمازي : 5/403 .

[146] إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم ، كوفي ، انتقل الى أصفهان ، له كتب ومصنفات ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 16 ( 19 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/31 ، طرائف المقال ، البروجردي : 1/222 ( 1340 ) .

[147] لم يذكر في مصادرنا ، وهو في إسناد بعض رواياتنا ، ينظر : منتهى المقال ، المازندراني :1/201 ( 77 ) ، مستدركات علم رجال الحديث ، النمازي : 1/202 ( 486 ) ، الجرح والتعديل ، الرازي : 2/128 ( 400 ) ، الثقات ، ابن حبان : 8/74 .

[148] الجعفي لم يرد في مصادرنا ، ووقع في إسناد كثير من رواياتنا ، ينظر : مستدركات علم رجال الحديث ، النمازي : 4/460 ( 7974 ) .

[149] جابر بن يزيد الجعفي ، مضت ترجمته .

[150] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 317 .

[151] مضت ترجمته .

[152] مضت ترجمته .

[153] لم نعثر له على ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر .

[154] لم يرد له ذكر في مصادرنا الرجالية ، ينظر : مستدركات علم رجال الحديث ، النمازي : 5/317 (9762 ) .

[155] جابر بن يزيد الجعفي ، مضت ترجمته .

[156] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 317 .

[157] مضت ترجمته .

[158] مضت ترجمته .

[159] مضت ترجمته .

[160] طه : 82 .

[161] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 317 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .