التربة كما ورد سابقاً أحد مكونات البيئة الأساسيّة . هي مع الماء والهواء، ولا تقل أهمية عنهما بالنسبة للكائن الحي، لأنها تؤمن له أكثر المصادر الغذائيّة. لهذا فإن دراسة تلوث البيئة تعتمد على نفس الركائز الأساسية التي تعرفنا عليها في دراسة تلوث الماء والهواء وبسبب عملية توزيع الماء على سطح اليابسة ونفوذ الغازات والهواء إلى داخلها، فإنها تجسد الأطوار الثلاثة في نفس الوقت، أي الأرض والماء والهواء.

تتلوث التربة بالمواد المختلفة كما تتلوث البيئة الهوائية والمائية، كما أنها تتلوث أيضاً بالمخلفات الصناعية التي لا تقذف بالأنهار أو البحيرات أو البحار بل ترمى على غالباً ما تكون من المخلفات الصلبة الناتجة عن الصناعة النفطية وصناعة التربة، وهي الأسمدة، وصناعة الصلب والحديد.

إن أهم مصادر تلوث التربة ترد من الأسمدة المستخدمة في تنشيط حياة النباتات عندما يكون استخدامها مخالفاً للقواعد والنظم المنصوص عليها عالمياً ومن المبيدات المستخدمة في الزراعة، كما تتلوث أيضاً بالمواد المشعة الناتجة عن مختلف المصادر. يضاف إلى مصادر تلوث التربة المتقدم ذكرها ما يرد إليها من تلوث الهواء المحيط بعد هطول الأمطار، حيث ينحل قسم كبير من الغازات المتبعثرة في الجو في ماء المطر فيسقط إلى الأرض ناقلاً مكونات التلوث. كما أن ري المزروعات بماء ملوث يسمح بنقل الملوثات المترافقة الماء ، والتي تشكل خطراً على التربة. مع ومن خلال دراسة تلوث التربة يبدو واضحاً، تأثير التلوث على النبات الذي لا تظهر آثاره حالاً بل يظهر على فترات طويلة من الزمن تبدو أولاً بضعف عام في نمو النباتات والأشجار والغابات وتنتهي بموتها، وينتج عن ذلك ما يسمى بالتغير المفاجئ لا سيما عند تلوث التربة بالمبيدات الكيميائية، وقد تنتقل المبيدات الكيميائية إلى ماء الأنهار والبحيرات المجاورة فتؤدي إلى تلوث الماء والقضاء على الثروة الحيوانية.