المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تفسير سُورة يُونس  
  
1836   02:54 صباحاً   التاريخ: 2023-10-30
المؤلف : تحقيق : د. اقبال وافي نجم
الكتاب أو المصدر : تفسير ابن حجام
الجزء والصفحة : ص111-119
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

قوله تعالى : { وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } ([1]) .

يعني : لو عجَّل اللهُ لهم بالشرِّ ، استعجالهم الخير لأنفسهم ، لقُضي إليهم أجلهم ([2]) .

قوله : { ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ} ([3]) .

قالت قريش لرسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ائتنا بقرآنٍ غيرِ هذا ، فهَذا شيءٌ هو ذا يَتعَلَّمَه مِن اليهود والنَّصارى ، فقال تعالى : { مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ} ([4]) الآية ([5]) .

قوله : { قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ } ([6]) .

أي : لا يعلمُ أن معه شريكاً كما يزعمون ، ومعنى بما لا يعلم ، أي : ليس في السَّماوات والأرض له شريكٌ ، كما يزعمون .

وعن الأصبغ بن نُباتة ([7]) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)قوله : { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ }([8]) قال (عليه السلام):

( فَليَفرَح شِيعَتُنَا ، هُوَ خَيرٌ مِمَا أُعطُوا أَعدَائنَا مِن الذَّهَبِ وَالفِضَّة  ) ([9]) .

قوله : { رِيحٌ عَاصِفٌ} ([10]) .

وهي التي تجيءُ مِن كُلِّ جانبٍ .

قوله [ 88 ] : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ([11]) .

قال : النَّظر الى وجهِ اللهِ تعَالى ([12]) .

أقول : في هذا الكلام نظرٌ ، فإنَّه تعالى لا يُرَى في الدُّنيا والآخرة ، إجماعاً مِن الشِّيعة والمعتزلة والحكماء ، وقد قامت الدَّلائل والبراهين النَّاطقة على ذلك .

قوله : { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم} ([13]) .

يعني : مَن بَغى أهلَكَ نفسه .

ورُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام)أنَّه قال حين بُويعَ لَهُ : ( يَا أيُّهَا النَّاس ، إنَّ أوَّلَ مَن بَغَى عَلَى وَجهِ الأَرضِ عناق بِنتِ آدَم ، خَلَقَ اللهُ لَهَا عِشرِينَ إصبِعَاً ، لِكُلِّ إصبَعٍ مِنهَا ظُفرَانِ طَويِلَانِ كَالمِنجَلَينِ ، وَكَانَ مَوضِعُهَا فِي الأرضِ قَدرَ جَرَيبٍ .

فَلَمَّا بَغَت ، خَلَقَ اللهُ لَهَا أسَدَاً كَالفِيلِ وَذَنبَاً كَالبَعِيرِ وَنَسرَاً كَالِحمَارِ ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي الخَلقِ الأَوَّلِ ، فَسَلَّطَهٌم عَلَيهَا فَقَتَلُوهَا  .

ألا وقد أهلَكَ ([14]) اللهُ فِرعَونَ وَهَامَان ، وَخَسَفَ بِقَارُونَ ([15])  كَانَ لِي حَقٌّ جَازَهُ دُونِي مَن لَم يَكُن مِثلِي وَلَم أكُن أُشرِكُهُ فِيهِ ، وَلَا تَوبَة لَهُ إلَّا بِكِتَابٍ مُنزَلٍ وَبِرَسُولٍ مُرسَلٍ،وأنَّى لَهُ بِالرِّسَالَة بَعدَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه واله وسلم )([16]).

وَأنَّى يَتوبُ ؛ وَهوَ فِي بَرزَخِ القِيَامَةِ ، غَرَّتهُ الأَمَانِي ، وَغَرَّهُ بِاللهِ الغَرورَ ، قَد أشفَا عَلَى جُرفٍ هَارٍ فَانهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، وَاللهُ لَا يَهدِيَ القَومَ الظَّالِمين .

أَلَا كَأنِّي بِبَلِيَتِكُم قَد عَادَت كَيَومِ بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ (صلى الله عليه واله وسلم)أَمَا وَاللهِ لَتُبَلبَلُنَّ [ 89 ] بَلبَلَةً ، وَلَتُغَربَلُنَّ غَربَلَةً ، حَتَّى يَعُودَ أسفَلُكُم أعلَاكُم ، وَأعلَاكُم أسفَلَكُم .

أَمَا وَاللهِ ، لَيَسبِقُنَّ قَومٌ كَانُوا قَصَرُوا ، وَليَقصُرُنَّ قَومٌ كَانُوا سَبَقُوا ، أمَا وَاللهِ ، مَا كَذِبتُ وَلَا كُذِّبتُ مُنذُ عَقِلتُ ، وَلَقَد نُبِئتُ بِهَذَا الأمرِ ، وَهَذَا المَقَامِ .

ألَا إنَّ الخَطَايَا مَطَايَا شُمسٌ ([17]) حَمَلَ عَلَيهَا أَهلُهَا ، فَتَقَحَّمَت بِهِمُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، هُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ، ألَا وَإنَّ التَّقوَى مَطَايَا ذُلُل ، حَمَلَ عَلَيهَا أهلُهَا ، فَسَارَت بِهُم تَأَوُّدَاً ، حَتَّى أَتَوا ظِلَّاً ظَلِيلَاً ، جَنَّاتٍ مُفَتَّحَةً لَهُم أَبوَابَهَا ، فَوَجَدُوا رِيِحَهَا وَطِيبَهَا ، وَقِيلَ لَهُم : ادخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ، وَهَنِيئَاً لِأَهلِ الرَّحمَةِ جَنَّتَهُم وَتَعسَاً لِأَهلِ النَّار مَثوَاهُم فِي نَارِ جَهَنَّم .

أيُّهَا النَّاس ، لَئِن أُمِرَ البَاطِلُ فَقَدِيمَاً فَعَل ، وَلَئِن قَلَّ الحَقُّ فَلَرُبَّمَا وَلعَلَّ ، وَلَقَلَّمَا أدبَرَ شَيءٌ فَأقبَلَ ، وَلَئِن رَدَّ اللهُ عَلَيكُم حَقَّكُم إنَّكُم أن تَكُونُوا فِي فَتَرَة .

وَلَقَد كَانَت عَلَيَّ أُمُورٌ مِنكُم مَضَت ، مِلتُم عَلَيَّ فِيهَا مَيلَةً وَاحِدَةً ، كُنتُم عِنْدِيَ فِيهَا غَيرَ مَحمُودِي الرَّأي ، وَلَو شَاءَ اللهُ أن أقُولَ لَقُلتُ ، عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ .

سَبَقَ الرَّجُلَانِ ، وَقَامَ الثَّالِثُ كَالغُرَابِ ، هَمُّهُ بَطنَهُ ، وَيحَهُ لَو قَصَّ جَنَاحَاهُ ، وَقَطَعَ رَأسَهُ كَانَ خَيرَاً لَهُ ([18]) .

ثَلَاثَةٌ ، وَاثنَانِ ، خَمسَةٌ [ 90 ] لَيسَ لَهُم سَادِسٌ ؛ مَلَكٌ يَطِيرُ بِجَنَاحَيهِ ، وَنَبِيٌّ أخَذَ اللهُ بِيَدِهِ ، وَسَاعٍ مُجتَهِدٌ ، وَطَالِبٌ يَرجُو ، وَمُقِيمٌ فِي النَّارِ .

اليَمِينُ وَالشَّمَالِ مضلَّةٌ ، وَوَسَطُ الطَّرِيقُ المَنهَجُ الوَاضِحُ ، عَلَيهِ مَا بَينَ الكِتَاب ، وَالسُّنَّة ، وَآثَارُ النُّبوَّةِ .

هَلَكَ مَنْ ادَّعَى ، وَخَابَ مَن افتَرَى ، إنَّ اللهَ أدَّبَ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّوطِ ، وَالَحبسِ ، وَالسَّيفِ ، فَلَيسَ لِأَحَدٍ عِندَ إمَامِ الُهدَى هَوَادَة ،  فَاستَتِرُوا بِبِيُوتِكُم ، وَأصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم ، وَالتَّوبَةُ مِنْ وَرِائِكُم ، مَن أبدَى صَفحَتَهُ لِلحَقِّ هَلَكَ ) ([19]) .

قوله : { وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ }([20]) .

يعني : أمير المؤمنين (عليه السلام)إمامٌ هو .

{ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ }([21]) .

أي : إمام ([22]) .

قوله : { وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ }([23]) .

( قيل لرسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)قيلَ له : وَمَا يَغنِيهُم إسرَارُ النَّدَامَةِ وَهُم فِي النَّارِ ؟ قال : يَكرَهُونَ شَمَاتَةِ الأَعدَاءِ ) ([24]) .

قوله : { لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا }([25]) .

قال : ( البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا ؛ الرُّؤيا الحَسَنَة ، يَرَاهَا المُؤمِنَ ، وَفِي الآخِرَةِ ، قال : عِندَ الَموتِ ) ([26]) .

قوله : { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ }([27]) .

أمرَ اللهُ البحرَ فقذَفَ بفرعون ؛ لأنَّ بني إسرائيل قالوا : لم يغرَق فرعون ، فلفظَ به البحر الى السَّاحل ، حتَّى رأوه ميِّتاً ([28]) .

قوله : { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ }([29]) .

يعني : [ 90 ] خَيَّرنَا .

وأما قوله : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ }([30]) الآية .

لمَّا أُسرِيَ بِرَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)وَأوحَى اللهُ إلَيهِ فِي عَليٍّ (عليه السلام)مَا أَوحَى مِن شَرَفِهِ وَعِظَمِهِ ، وَرَدَ إلَى البَيتِ المَعمُورِ ، جَمَعَ لَهُ النَّبِييِّنَ ، وَصَلُّوا خَلفَهُ عَرَضَ فِي قَلبِ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)مِن عِظَمِ مَا أُوحِيَ إلَيهِ فِي عَليٍّ (عليه السلام)شَكَّ ([31]) .

فَأنزَلَ اللهُ عَلَيهِ : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ }فِي عَليٍّ : { فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ }([32]) يَعنِي :

( الأَنبِيَاءُ الَّذِينَ صَلَّى بِهم ، أي : كَانَت الأَنبِيَاء قَبلَكَ مِثلَ مَا أنزَلنَاهُ فِي كِتَابِكَ مِن فَضلِهِ ) ([33]) .

قوله : { فَلَوْلاَ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ }([34]) الآية .

قال العالِم (عليه السلام): ( إنَّهُ لَم يَرُدّ اللهُ العَذَابَ إلَّا عَن قَومِ يُونُس ؛ وَكَانَ يُونُس يَدعُوهُم الَى الإِيمَانِ فَلَا يُؤمِنُونَ ، فَهَمَّ أن يَدعو عَلَيهِم .

وَكَانَ فِيهم رَجُلٌ عَابِدٌ ، وَرَجُلٌ عَالِمٌ اسمُهُ رُوبِيل ([35]) وَكَانَ العَابِدُ يَأمُرهُ بِالدُّعَاءِ عَلَيهِم ، وَكَانَ العَالِمُ يَنهَاهُ ، وَيَقُولُ لَا تَدعُ عَلَى قَومِكَ ، اللهُ يَستَجِيبُ لَكَ وَلَا يُرِيدُ هَلَاكَ عِبَادِهِ ، فَقَبِلَ قَولَ العَابِدِ ، وَلَم يَقبَل قَولَ العَالِمِ .

فَدَعَا اللهَ عَلَيهِم ، فَأوحَى إلَيهِ أن يَأتِيَهم العَذَابَ فِي سَنَةِ كَذَا ، وَشَهرِ كَذَا ، وَيَومِ كَذَا ، فَلَمَّا قَرُبَ ذَلِكَ ، خَرَجَ [ 92 ] يُونَس مِن بَينِهِم مَعَ العَابِد ، وَبَقِيَ العَالِم فِيهُم .

فَلَمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومَ ، وَأَطَلَّ العَذَابُ ، قَالَ العَالِمُ لَهُم : يَا قَوم ، افزَعُوا الَى اللهِ ، لَعَلَّهُ يَرحَمُكُم ، وَيَرُدُّ العَذَابَ عَنكُم ، قَالوا وَكَيفَ نَصنَعُ ؟ قَالَ : أُخرُجُوا الَى المَغَارَةِ ([36]) وَفَرِّقُوا بَينَ النِّسَاءِ وَأولَادَهَا ، وَبَينَ الحَيوَانَاتِ وَأوَلَادَهَا ، وضُجُّوا الَى اللهِ صَجَّةً وَاحِدَة ، فَلَعَلَّ الله أن يَصرِفَ عَنكُم العَذَاب ، فَخَرَجُوا ، وَفَعلَ ([37]) مَا أَمَرَهُم ، فَرَحِمَهُم اللهُ ، وَصَرَفَ عَنهُمُ العَذَابَ .

وَأقبَلَ يُونُس لِيَنظُرَ كَيفَ أَهلَكَهُم الله ، فَرَأى الزَّرِاعِينَ يَزرَعُون ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ قَومُ يُونُسَ ؟ فَقَالُوا : إنَّ يُونُسَ دَعَا عَلَيهِم ، فَاستَجَابَ اللهُ دَعوَتَهُ ، وَوَعَدَهُم أن يَأتِيهُم العَذَاب يَومَ كَذَا ، فَلمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ الوَقت خَرَجَ يُونُس مِن بَينهِم ، وَنَزلَ العَذَاب ، حتَّى رَأوهُ ، فَاجتَمَعُوا وأنُّوا وَتَضَرَّعُوا الَى الله وَبَاؤوا ، فَصُرِفَ عَنهُم العَذَاب ، وَهَرَعُوا يَطلِبوُنَ يُونُس لِيُؤمِنُوا بِهِ .

فَغَضِبَ يُونُس ، وَمَرَّ عَلَى وَجهِهِ ، حتَّى انتَهَى الَى سَاحِلِ البَحرِ ، فَرَأى سَفِينَةً قَد رَسَخَت ([38]) وَأرَادُوا  أن يَدفَعُوهَا ، فَسَألَهُم يُونُس أن يَحمِلُوه فَحَمَلُوه .

فَلمَّا أن تَوَسَطُوا فِي البَحرِ بَعَثَ اللهُ حُوتَاً عَظِيمَاً ، فَحَبَسَ السَّفِينَة     [ 93 ] فَنَظَرَ الَى يُونُس فَفَزِعَ مِنهُ وَصَارَ  الَى مُؤَخَرِ السَّفِينَةِ ، فَدَارَ الحُوتُ ، وَفَتَحَ فَاهُ ، فَخَرَجَ أَهلُ السَّفِينَةِ ، وَقَالُوا : فِينَا عَاصٍ ، فَاستَهَمُوا ، فَخَرَجَ عَلَى يُونُس سَهمٌ فَأخرَجُوه ، وَالتَقَمَهُ الحُوت ، وَمَرَّ بِهِ فِي المَاءِ .

فرُوي في الخبر : أنَّه مَرَّ بِه تَحتَ الأرضِ حتَّى لَحِقَ بِقَارُون .

وَكَانَ يُونُس يُسَبِّحُ اللهَ وَيُقَدِّسُ فِي بَطنِ الحُوتِ وَيَستَغفِرَ ، فَسَمِعَ قَارُونُ صَوتَهُ ، فَقَالَ : مَن أنتَ ؟ قَالَ : أنَا المُذنِبُ الخَاطِئُ يُونُس ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ الشَّدِيدُ الغَضَبِ ([39]) مُوسَى بِن عِمرَان ؟ .

قَالَ : هَلَكَ ، قال : مَا فَعَلَ الرَّؤوفُ الرَّحِيم بِقَومِه هَارُونَ ؟ قَالَ : هَلَكَ ، قَالَ : فَمَا فَعَلَت كلثُوم ([40]) بِنتُ عُمرَانَ الَّتِي كَانَت قَد سُمِّيَت لِي ؟ قَالَ : هَلَكَت ، مَا بَقِيَ مِن آلِ عُمرَان أَحَدٌ .

        قَالَ قَارُونُ : وَا أسَفَا عَلَى آلِ عِمرَان ، قَالَ : فَشَكَرَ اللهُ لَهُ ذَلِكَ ، فَأمَرَ المَلَك المُوَكَّل أن يَرفَعَ عَنهُ العَذَابَ أيَّامَ الدُّنيَا .

فَلمَّا رَأى يُونُس ذَلِكَ ، نَادَى فِي الظُّلُمَاتِ : أن لَا إلَهَ إلَّا أنتَ سُبحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمينَ ، فَاستَجَابَ اللهُ لَهُ وَأمرَ الحُوتَ فَلَفَظَت بِهِ عَلَى السَّاحِلِ ، وَقَد ذَهَبَ جِلدَهُ وَلَحمِهِ ، فَأنبَتَ اللهُ عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِين ، وَهيَ الدَّبَا [ 94 ] فَأظَلَّتهُ مِن الشَّمسِ ، فَسَكَنَ .

ثُمَّ أَمَرَ اللهُ فَنُحَّت عَنهُ ، وَوَقَعَت الشَّمسُ عَلَيهِ فَجُرِحَ ([41]) فَأَوحَى اللهُ إلَيهِ : يَا يُونُس ، لِمَ لَمْ تَرحَم مَائَة ألفٍ أو يَزِيدُونَ ، وَأنتَ تُجرَحُ مِن ألمِ الشَّمسِ ؟ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، عَفوَكَ عَفوَكَ ، فَرَدَّ اللهُ عَلَيهِ بَدَنَهُ، فَخَرَجَ الَى قَومِه ، فَآمَنُوا بِهِ ) ([42]) .

 


[1] يونس : 11 .

[2] تفسير القمي : 1/309 .

[3] يونس : 11 .

[4] يونس : 11 .

[5] تفسير القمي : 1/309 .

[6] يونس : 18 .

[7]من خواص أمير المؤمنين    (عليه السلام) عمَّر بعده وروى عنه ، ينظر ترجمته في : الرجال ، النجاشي : 8 ( 5 ) ، الفهرست ، الشيخ الطوسي : 85 ( 119 ) ، خلاصة الأقوال، العلامة الحلي : 57 ( 9 ) .

[8] يونس : 58 .

[9] تفسير العياشي : 2/124 ح 28 ، وفيه : ( أعطي عدونا ) وهو الصحيح.

[10] يونس : 22 .

[11] يونس : 26 .

[12] تفسير القمي : 1/311 .

[13] يونس : 23 .

[14] في المصدر : ( قتل ) .

[15] في المصدر بعد هذا : ( وإنما هذا مثل لأعدائه الذين غصبوا حقه فأهلكهم الله ، ثم قال علي    (عليه السلام) على إثر هذا المثل الذي ضربه وقد كان .... ) .

[16] الى هنا أوردت المصادر خطبة أمير المؤمنين(عليه السلام) هذه ، ونقلت بعض المصادر الأخرى بقية الخطبة ، نهج البلاغة : 1/46 خ 16 .

[17] في المصادر : ( خيل شمس ) والشُمسُ : الدابة والفرس ، تشمُسُ شُمُوساً : شردت وجمحت ومنعت ظهرها ، لسان العرب ، ابن منظور ، مادة ( شمس ) 7/193 . 

[18] في بحارالأنوار ، المجلسي بعد هذه العبارة : ( شغل من الجنة والنار أمامه ، ساعٍ مجتهد ، وطالب يرجو ، ومقصر في النار ... ) 32/15 .

[19] الكافي ، الكليني : 8/67 ح 23 ، تفسير القمي : 2/134 ، بتفاوت يسير .

[20] يونس : 53 .

[21] يونس : 53 .

[22] تفسير القمي : 2/92 ، بتفاوت يسير .

[23] يونس : 54 .

[24] تفسير القمي : 2/204 ، عن الإمام الصادق    (عليه السلام) .

[25] يونس : 64 .

[26] تفسير القمي : 1/314 .

[27] يونس : 92 .

[28] تفسير القمي : 1/316 ، بتفاوت .

[29] يونس : 93 .

[30] يونس : 94 .

[31] في المصادر : ( عرض في نفسه ) وهو الصحيح لأن الشك لا يرد على قلب الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)لعصمته .

[32] يونس : 94 .

[33] تفسير العياشي : 2/128 ح 43 ، تفسير القمي : 1/316 ، عن الإمام الصادق    (عليه السلام) بتفاوت يسير .

[34] يونس : 98 .

[35] في المصدر : (وكان اسم أحدهما مليخا الآخر اسمه روبيل ) .

[36] في المصدر : (المفازة ) .

[37] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( وفعلوا ) .

[38] في المصدر : (شحنت ) .

[39] في المصدر : (الشديد الغضب لله ) .

[40] في المصدر : (كلثم ) .

[41] في المصدر : (فجزع ) .

[42] تفسير القمي : 1/317 ، بتفاوت ، عن الإمام الصادق    (عليه السلام) .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .