أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-08
460
التاريخ: 2023-10-23
931
التاريخ: 2023-10-21
827
التاريخ: 2024-02-09
829
|
ولم يحصر يوستنيانوس أعماله التحصينية في منطقة البلقان؛ فإنه أنشأ في أفريقيا — كما سبق أن أشرنا — ليموسًا جديدًا، وأنفق أموالًا طائلة للغاية نفسها في آسية الصغرى وسورية وشرق الأردن. وكانت حُدُودُ الإمبراطورية في الشرق تنبسط من البحر الأسود حتى البحر الأحمر فتؤلف خطًّا طُولُهُ ألفا كيلومتر، ولم يسبق لرومة في الشرق أن شيَّدت في عصرٍ مِنْ عُصُورها ليموسًا متصلًا على نحوِ ما فعلت في الشمال بين الرين والدانوب، أو في الجنوب في أفريقيا الشمالية؛ ذلك بأن جبال آسية الصغرى الشرقية وبادية الشام شكلت حاجزًا طبيعيًّا موافقًا يُمكنُ الانتفاعُ به في الحرب والدفاع، ومن هنا اكتفت رومة في هذه المناطق بإنشاء قِلاعٍ موزعةٍ في مواقعَ معينةٍ تحمي بها الطرق الرئيسية والجسور والممرات الطبيعية، وما إلى ذلك، فأصبح حَدُّها الشرقيُّ «منطقة مراقبة» على حد تعبير ليون هومو أكثر منه ليموسًا أو إطارًا مانعًا (1) . وكانت هذه المنطقة — ذات الحصون — تبدأ عند طرابزون فتتجه جنوبًا حتى مجرى الفُرات الأعلى، فمصب الخابور، فحدود البادية حتى العقبة، وكان خط الدفاع الممتد نحوًا من ثمانمائة كيلومتر بين قرقيسية Circesium عند مصب الخابور وبين العقبة يَتَأَلَّفُ مِنْ طريقٍ مُعَبَّدَة مُوازية للحدود محمية الجانبين، ولا سيما عند مَفَارِقِ الطرق بعدد كبير من الأبراج، وكانت تدمر ودمشق والبتراء تدخل بقلاعها وحصونها والطرق الموصلة إليها في هذا الخط من الدفاع. وتدل أعمال التنقيب التي أُجريت في شرق الأردن بعد الحرب العالمية الأُولى أن الطريق العسكريَّ الروماني الذي كان يمر بشرق الأردن كان يصلُ بصرى بمادبا والبتراء، فالعقبة، وأن رومة قد أقامت على جانبَي هذا الطريق أبراجًا محصنةً، يبعد الواحد منها عن الآخر ثلاثين كيلومترًا، وأنها أنشأتْ قِلَاعًا لحماية موارد المياه إلى شرقي هذا الطريق في القسطل واللجون، وغيرهما (2). وجاءَ يوستنيانوس يؤمِّن «سلمًا وطمأنينةً» لشعبه، و«يزيل كل ما كان يُشَجِّع البرابرة على الغزو والنهب»، فاهتم بحُصُون أرضروم وكيثاريزون ومرتيروبوليس وآمد وقسطنطينة ودارا، وكانت دارا هذه تقعُ بين نصيبين وماردين وتُدعى «حصن الإمبراطورية الرومانية»، وأظهر يوستنيانوس اهتمامًا مماثلًا بخطٍّ من الحصون جاء وراء هذه الحصون الأمامية: ستالة وكولونية ونيكوبوليس وسبسطية وملاطية Miletene ثم أورفة وحرَّان وكلينيكوم، ثم سورية على الفُرَات وهيرابوليس «منبج» وزقمة فأنطاكية (3).
.............................................
1- Home, L., Emp. Romain, 203
2- Abel, F. M., Hist. de la Palestine, II, 55–57
3- Diehl, Ch., Just. Govt. in the East. Cam. Med. Hist., II, 32–34
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|