أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-30
569
التاريخ: 14/9/2022
1452
التاريخ: 2024-11-19
94
التاريخ: 2023-09-10
1073
|
بعد سبعة عشر شهراً من الهجرة، أراد النبي (صلى الله عليه وآله) أن يتتبّع أخبار قريش، ويتحسّس تنقلاتها، ويرصد تحرّكاتها في المنطقة، فدعا عبد الله بن جحش، وأمره أن يوافيه مع الصباح بكامل سلاحه .قال: فوافيت الصبح وعليّ سيفي، وقوسي، وجعبتي، ومعي درقتي، فصلّى النبي (صلى الله عليه وآله) الصبح بالناس، ثم انصرف فوجدني قد سبقته واقفاً عند باب داره ومعي نفر من قريش .فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبيّ بن كعب، فدخل عليه، فأمره أن يكتب كتاباً .ثم دعاني (صلى الله عليه وآله) فأعطاني صحيفةً من أديم خولانيّ فقال: قد استعملتك على هؤلاء النفر، فامضي حتى إذا سرت ليلتين، فانشر كتابي، ثم امضي لما فيه .قلت: يا رسول الله، أيّ ناحية أسير؟ فقال: اسلك النجديّة، تؤم رُكيّة (بئر). فانطلق عبد الله، حتى إذا صار ببئر ضمرة نشر الكتاب فإذا فيه: سر حتى تأتي بطن نخلة على اسم الله وبركاته، ولا تكرهنَّ أحداً من أصحابك على المسير معك، وامضِ لأمري فيمن تبعك حتى تأتي «بطن نخلة، فترصَّدْ بها عِيرَ قريش. فقرأ عبد الله الكتاب على أصحابه، ثم قال: لست مستكرهاً منكم أحداً، فمن كان يريد الشهادة، فليمضِ لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أراد الرجعة، فمن الآن! فقالوا جميعاً: نحن سامعون ومطيعون لله ولرسوله ولك، فسر على بركة الله حيث شئت. فسار حتى جاء نخلة، فوجد عيراً لقريش فيها عمرو بن الحضرميّ والحكم بن كيسان، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، ونوفل بن عبد الله وهم من بني مخزوم. وكان ذلك اليوم مشتبها في أنّه آخر يوم من رجب، أو اول يوم من شعبان. ورجب من الأشهر الحرم، فقال قائل: لا ندري أمن الشهر الحرام هذا اليوم، أم لا؟ وقائل يقول: إن اخّرتم عنهم هذا اليوم، دخلوا في الحَرم ـ حرم مكة ـ وإن أصبتموهم، ففي الشهر الحرام.
هذا، مع أنّ النبي صلوات الله عليه لم يأمرهم بالقتال، وانّما أمرهم بمراقبة تحرّكاتهم. وكان رأي واقد بن عبد الله، وعكاشة بن محصن مقاتلتهم، وأخيراً غلبَ رأيهم على رأي من سواهم، فشجُعَ القوم، فقاتلوهم. فخرج واقد بن عبد الله يقدم القوم، قد أنبض قوسه وفوّق بسهمه ـ وكان لا يخطىء رميته ـ فرمى عمرو بن الحضرميّ بسهم، فقتله. وأسِرَ عثمان بن عبد الله، وحكم بن كيسان، وأفلت نوفل بن عبد الله. واستاق المسلمون العِير ـ وكانت تحمل خمراً وزبيباً وجلوداً ـ إلى رسول الله فوقّفها ولم يأخذ منها شيئاً. وقال لهم: ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام، أمّا الأسيران، فحبسهما عنده؛ لأن اثنين من المسلمين كانا قد ضلّا وتأخّرا عن أصحابهم، فظنّ الناس أنّ قريشاً قد حبستهما أو قتلتهما. وأرسلت قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله) في فداء أصحابهم، فقال (صلى الله عليه وآله): لن نفديهما حتى يقدما صاحبانا.
وكان المقداد رضي الله عنه هو الذي قد أسر الحكم بن كيسان، وأنقذه من القتل، وذلك كما يحدّثنا هو فيقول: أراد أمير الجيش أن يضرب عنقه، فقلت: دعه نقدم به على رسول الله. فقدمنا به على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعوه إلى الإِسلام، فأطال رسول الله كلامه. فقال عمر بن الخطاب: تكلّم هذا يا رسول الله؟ والله لا يسلم هذا آخر الأبد! دعني أضرب عنقه، ويقدم الى أمّه الهاوية! فجعل النبي (صلى الله عليه وآله) لا يقبل على عمر. قال الحكم: وما الإِسلام؟ فقال (صلى الله عليه وآله): تعبد الله وحده لا شريك له، وتشهد أنّ محمداً عبده ورسوله. قال: قد أسلمت. فالتفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أصحابه، فقال: لو أطعتكم فيه آنفاً فقتلته دخل النار. قال عمر: فما هو إلا أن رأيته قد أسلم، وأخذني ما تقدّم وتأخّر وقلت: كيف أرد على النبي (صلى الله عليه وآله) أمراً هو أعلم به منّي، ثم أقول: إنّما أردت بذلك النصيحة لله ولرسوله. قال عمر: فأسلم والله، فحسُن إسلامه، وجاهد في الله حتى قتل شهيداً يوم بئر معونة، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) راضٍ عنه(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المغازي: 15.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|