خروج النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى الطائف وقبائل العرب. |
934
10:46 صباحاً
التاريخ: 2023-10-05
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-07
807
التاريخ: 2024-10-02
225
التاريخ: 2023-10-22
964
التاريخ: 2024-07-31
552
|
الخروج إلى الطائف:
حين اشتد ايذاء قريش للنبي (صلى الله عليه وآله) خرج متخفياً في مكة ومعه ابن عمه علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة، وقصد الطائف ليعرض نفسه على ساداتها من ثقيف، وكانوا ثلاثة إخوة: عبد ياليل، ومسعود بن عمرو، واخوهما حبيب بن عمرو، فدعاهم إلى نصرته والقيام معه على من خالفه.
فقال أحدهم: ما رد يمرطُ ثيابَ الكعبةِ إن كان اللهُ أرسلك! وقال آخر: أما وجَدَ الله من يرسلُهُ غيركَ؟!
وقال الثالث: والله لا أكلّمُكَ كلمةً أبدا: لئن كنت نبياً كما تقول، فأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام؛ ولئن كنت كاذباً على الله فما ينبغي لي أن أكلمك.
فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد يئس منهم، وقال لهم: إذا أبيتم، فاكتموا عليّ ذلك، وقد كره أن يبلغ قريشاً ذلك فيجرأون عليه.
وبقي صلّى الله عليه وآله في الطائف عشرة أيام يدعو أهلها للإِسلام فلم يسمعوا منهم، وأغروا به سفهائهم وعبيدهم حتى اجتمع عليه الناس وقذفوه بالحجارة.
فالتجأ إلى حائط ـ بستان ـ لِعُتبةَ وشيبة ابنا ربيعة ـ وكانا فيه ـ والدماء تسيل من ساقيه، فجلس في ظل شجرة وجعل يدعو بهذا الدعاء: "اللهم إنّي أشكو إليكَ ضَعفي وقِلّةَ حيلتي وهَواني على الناس يا أرحَم الراحمين أنت ربُّ المستضْعَفِينَ وربيّ إلى منْ تَكلُني إلى بعيدٍ يتجهمني أم إلى عَدوٍّ ملّكتَهُ أمري، إنْ لم يكن بكَ عليَّ غضبٌ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسعُ لي، أعوذ بنورِ وجهِكَ الذي أشرَقَتْ له الظلماتُ وصَلُحَ عليه أمرُ الدنيا والآخرة من أَنْ تُنزلَ فيَّ غضبَكَ أو يَحلّ عليّ سخطُك، لك العُتبى حتىٰ ترضى، ولا حولَ ولا قوّةَ إلا بك".
جعل يدعو بهذا الدعاء وابنا ربيعة ينظران إليه، فأشفقا عليه، وتحرّكت له رحِمَهُما، فدعوا غلاماً لهما نصرانيّاً اسمه: عدّاس، وقالا له: خذ قطفاً من هذا العنب واذهب به إلى ذلك الرجل. ففعل فلمّا وضعه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضع يده فيه وقال: بسم الله.
فقال عداس: والله إنّ هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة!
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): من أي البلاد أنت؟ وما دينك يا عداس؟
قال: أنا نصرانيّ من أهل نينوى!
فقال (صلى الله عليه وآله): أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متّى؟
فقال: وما يدريك ما يونس بن متّىٰ؟!
فقال (صلى الله عليه وآله): ذاك أخي، كان نبياً وأنا نبيٌّ!
فأكبَّ عداس على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورجليه يقبّلهما، هذا وابنا ربيعة ينظران إليه، ويقول أحدهما لصاحبه: أمّا غلامك فقد أفسده عليك.
ولمّا رجع إليهما عداس قالا له: ويحك يا عداس، ما الذي أعجبك من هذا الرجل حتى قبّلتَ رأسه وقَدَميهِ! احذر أن يصرفْكَ عن دِينِك.
فقال عداس: يا سيديَّ، ما في الأرض خيرٌ من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمرٍ لا يعلمه إلا نبي. وانصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) راجعاً إلى مكة بعد أن يئس من أهل الطائف وسادتهم، لكن أنباء رحلته هذه كانت قد تناهت الى قريش، فاستعدّوا لأذاه، لذلك فإنّه صلوات الله عليه قبل أن يدخل مكة أرسل إلى بعض ساداتها يطلب منهم أن يجيروه فامتنعوا عن إجارته إلا المُطْعِمُ بن عدي فإنّه قبل إجارته، وقال للرسول: نعم فليدخل! وأصبح المطعم وقد لبس سلاحه هو وبنوه وبنو أخيه، فدخل المسجد، فرآه ابو جهل وقال له: أمجيرٌ أنت، أم متابع؟
قال: بل مجير! فقال أبو جهل: قد أجرنا من أجرت.
عند ذلك مضى النبي (صلى الله عليه وآله) حتى دخل مكة، وجعل يتابع تبليغ رسالته في جوار المعطم بن عدي.
النبي (صلى الله عليه وآله) يعرض نفسه على القبائل:
وكان النبي صلّى الله عليه وآله يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب.
فأتى كندة في منازلهم وفيهم سيّدٌ لهم يقال له: مليح، فدعاهم إلى الله وعرض نفسه عليهم، فأبوا عليه!
ثم أتى قبيلة (كلب) إلى بطن منهم يقال لهم: بنو عبد الله، فدعاهم إلى الله وعرض نفسه عليهم، فأبوا عليه، ولم يقبلوا ما عرضه عليهم.
ثم أتى «بني عامر» فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه! فقال له رجل منهم:
أرأيت إن نحن تابعناك فأظهرك الله على من خالفك؛ أيكون لنا الأمر على من بعدك؟! فقال (صلى الله عليه وآله): الأمر إلى الله، يضعه حيث يشاء!
قال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا ظهرتَ كان الأمر لغيرنا!؟ لا حاجة لنا بأمرك. فلمّا صدر الناس عن الموسم، رجع بنو عامر إلى شيخ لهم مسن كانوا يحدّثونه بما يجري معهم في الموسم، فسألهم عمّا جرى لهم، فقالوا: جاءنا رجل من قريش، ثم أحد بني عبد المطلب يزعم أنّه نبي! يدعونا إلى أن نمنعه، ونقوم معه، ونخرج به الى بلادنا! حين سمع الشيخ ذلك، وضع يديه على رأسه، ثم قال: يا بني عامر؛ هل لها من تلافٍ، هل لذناباها من مطّلِبْ؟ والذي نفس فلانٍ بيده ما تقوّلها إسماعيليّ قط، وإنّها لحَق! فأين كان رأيكم عنكم؟ ثم أتى (صلى الله عليه وآله) بني حنيفة وعرض عليهم نفسه، فلم يكن أحد من العرب أقبح رداً عليه منهم. وفي هذه الفترة كان عمّه أبو لهب يسير خلفه ويصدّ الناس عنه (1).
____________________
(1) مقتضب من السيرة النبوية لابن هشام 2 / 50 إلى 52.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|