المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أخبار علي (عليه السلام) في غزوة بني النضير  
  
4894   05:12 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص112-113
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كانت في ربيع الأول سنة أربع من الهجرة ؛ وبنو النضير بطن من اليهود الذين كانوا بقرب المدينة وكان بينهم وبين النبي (صلى الله عليه واله) معاهدة ومهادنة فنقضوا العهد وأرادوا ان يلقوا على النبي (صلى الله عليه واله) صخرة وهو جالس بجانب جوار من بيوتهم فجاءه الوحي بذلك فأرسل إليهم أن اخرجوا من بلدي فلا تساكنوني وقد هممتم بالغدر واجلهم عشرا فقالوا نخرج فأرسل إليهم عبد الله بن أبي بن سلول لا تخرجوا ووعدهم النصرة فطمع رئيسهم حيي بن اخطب في ذلك ونهاه سلام بن مشكم رئيس آخر فلم يقبل فأعطى النبي (صلى الله عليه واله) رايته علي بن أبي طالب وسار إليهم فصلى العصر بفنائه وضرب قبته هناك .

قال المفيد في الإرشاد : لما توجه رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى بني النضير عمل على حصارهم فضرب قبته في اقصى بني حطمة من البطحاء فلما اقبل الليل رماه رجل من بني النضير بسهم فأصاب القبة فامر ان تحول قبته إلى السفح فلما اختلط الظلام فقدوا عليا فقال الناس يا رسول الله لا نرى عليا فقال رآه في بعض ما يصلح شأنكم فلم يلبث ان جاء برأس اليهودي الذي رمى النبي (صلى الله عليه واله) ويقال له عزور فطرحه بين يدي النبي (صلى الله عليه واله) فقال كيف صنعت فقال اني رأيت هذا الخبيث جريا شجاعا فكمنت له وقلت ما أحراه ان يخرج إذا اختلط الليل يطلب منا غرة فاقبل مصلتا بسيفه في تسعة نفر من اليهود فشددت عليه فقتلته وافلت أصحابه ولم يبرحوا قريبا فابعث معي نفرا فاني أرجو ان أظفر بهم فبعث معه عشرة فيهم أبو دجانة وسهل بن حنيف فادركوهم قبل ان يلجوا الحصن فقتلوهم وجاؤوا برؤوسهم إلى النبي (صلى الله عليه واله) فامر ان تطرح في بعض آبار بني حطمة وكان ذلك سبب فتح حصون بني النضير (اه).

وفي السيرة الحلبية وكان رجل منهم اسمه عزور أو غزول وكان راميا يبلغ نبله ما لا يبلغه غيره فوصل نبله تلك القبة فامر بها النبي (صلى الله عليه واله) فحولت وفقد علي قرب العشاء فقال الناس يا رسول الله ما نرى عليا فقال دعوه فإنه في بعض شأنكم فعن قليل جاء برأس غزول كمن له علي حين خرج يصلب غرة من المسلمين ومعه جماعة فشد عليه فقتله وفر من معه فأرسل رسول الله (صلى الله عليه واله) مع علي أبا دجانة وسهل بن حنيف في عشرة فادركوهم وقتلوهم وذكر بعضهم أن أولئك الجماعة كانوا عشرة وانهم اتوا برؤوسهم فطرحت في بعض الآبار قال وفي هذا رد على بعض الرافضة حيث ادعى أن عليا هو القاتل لأولئك العشرة (اه) ونقول لم يدع أحد من الشيعة الذين نبزهم لنصبه بالرافضة أن عليا هو القاتل لهم وقد سمعت كلام شيخ الشيعة ومقتداها في ارشاده وليس فيه شئ من ذلك وما الذي يدعو هذا البعض إلى دعوى غير صحيحة وتفوق علي في الشجاعة أمر فوق التواتر فلا يحتاج من يريد اثباته إلى الكذب وانما يحتاج إلى الكذب من يدعي شجاعة لمن لم يؤثر عنه أنه قتل أحدا في حرب من الحروب ثم أ لا يكفي في بلوغ علي أعلى درجات الشجاعة خروجه ليلا وحده لا يشعر به أحد لمقابلة عشرة من الشجعان اقدموا هذا الاقدام وقتله رئيسهم واحضاره رأسه وهزيمة التسعة واقدامه ثانيا مع عدة عليهم حتى قتلوهم وجاؤوا برؤوسهم ولولا مكانه ما اجترؤوا عليهم أ فلا يكفي هذا كله حتى يدعي أحد الشيعة أنه قتل العشرة وحده فيتبجح صاحب السيرة الحلبية بالرد عليه .

وفي ذلك يقول الحاج هاشم الكعبي شاعر أهل البيت :

وشللت عشرا فاقتنصت رئيسهم * وتركت تسعا للفرار عبيدا

ويقول المؤلف من قصيدة :

بيوم النضير الدين أصبح ناضرا * وأينع في دوح الهدى الورق النضر

تتبع عشرا في الظلام يشلهم * ومقدامهم اردى وقد هلك العشر

قال المفيد في الارشاد وفي تلك الليلة قتل كعب بن الأشرف واصطفى رسول الله (صلى الله عليه واله) أموال بني النضير وكانت أول صافية قسمها رسول الله (صلى الله عليه واله) بين المهاجرين الأولين وامر عليا (عليه السلام) فحاز ما لرسول الله (صلى الله عليه واله) منها فجعله صدقة وكان في يده مدة حياته ثم في يد أمير المؤمنين بعده وهو في يد ولد فاطمة حتى اليوم قال وفيما كان من أمر أمير المؤمنين في هذه الغزاة وقتله اليهودي ومجيئه إلى النبي (صلى الله عليه واله) برؤوس التسعة نفر يقول حسان بن ثابت :

لله اي كريهة أبليتها * ببني قريظة والنفوس تطلع

اردى رئيسهم وآب بتسعة * طورا يشلهم وطورا يدفع

وهذا صريح في أن ذلك أو مثله وقع مع بني قريظة وقيل فيه الشعر فكيف اورده في بني النضير ولعله لذلك اورد في البحار ببني نضير عوض ببني قريظة والله أعلم .

ثم تلا عزوة بني النضير غزوات أخرى غير مهمة كغزوة بدر الموعد وحمل لواء النبي (صلى الله عليه واله) فيها علي بن أبي طالب وغزوتي ذات الرقاع ودومة الجندل وغيرها ولم يذكر المؤرخون مع من كان لواؤه فيهما ولا بد أن يكون مع علي فقد صرح المؤرخون أنه لم يتخلف عنه في غزاة غير تبوك وانه صاحب لوائه في المواقف كلها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.