أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-09-2014
2370
التاريخ: 17-4-2016
1840
التاريخ: 13-11-2015
2001
التاريخ: 23-11-2014
2099
|
وبعد جهد بالغ اكتشفوا جيولوجياً القمر، أي مكونات قشره القمر، ثم أرادوا أن يعرفوا باطن القمر، فبعثوا بالمختبرات الفضائية إلى سطح القمر لإحداث تفجيرات «زلازل اصطناعية» وجعل موجات هذه الهزات تمر بباطن القمر فاكتشفوا أنّ مكونات القمر هي نفس مكونات الأرض، وأنّ القمر كان كتلة مثقلة ملتهبة ثم بردت، وأنّ باطن القمر لا يزال مشتعلاً.
والنتيجة التي خلصت اليها هذه الأبحاث القيمة أن القمر كان مشتعلاً مضيئاً ثم خمد وانطفأ، ومعنى ذلك أنّ القمر كان يبعث بضوئه إلى الأرض والى ما حولـه من الكواكب.
إذن حينذاك كان القمر مشتعلاً مضيئاً، وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة من سورة الاسراء بكل دقة ووضوح، وهي قولـه تعالى:
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً}([1])
فالآية الكريمة تشير إلى آيتين وهما آية الليل وآية النهار، وهذا أحد تفسيرات الآية لدى المفسرين فآية الليل هي القمر وآية النهار هي الشمس، فمحونا آية الليل وهي القمر أي طمسنا نورها بما جعلنا فيها من السواد.
عن ابن عبّاس {وجعلنا آية النهار} يعني الشمس {مبصرة} أي نيرة مضيئة([2]).
«وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عبّاس رضي الله عنهما في قولـه {وجعلنا الليل والنهار آيتين} قال: كان القمر يضيء كما تضيء الشمس، والقمر آية الليل والشمس آية النهار {فمحونا آية الليل} قال: السواد الذي في القمر...
وأخرج ابن عساكر عن علي بن زيد (رضي الله عنه) قال: سأل ابن الكوا عليّاً (عليه السّلام) عن السواد الذي في القمر، قال: «هو قول الله تعالى، فمحونا آية الليل»([3]).
فالقمر إذن كان مضيئاً كالشمس ثم خمد وانطفأ أي أنّه طمس، فذهب ضوؤه، والحقيقة أنّه برد ظاهره أي قشرته وبقي باطنه مشتعلاً.
والدليل على أنّ القمر كان مشتعلاً ثم انطفأ هو السواد الذي نراه الآن كما يشير إلى ذلك الامام علي (عليه السّلام) في بعض الروايات، ثم إنّ السواد هو ظل الجبال البركانية التي على ظهر القمر، والبركان دليل على أنّ باطن القمر مشتعل، واشتعال باطن القمر، يدل على أنّ ظاهره كان مشتعلاً أيضاً ثم برد، واشتعاله دليل على أنّه كان مضيئاً كالشمس.
وهذا ما تشير إليه احدى الروايات عن ابن عبّاس رضي الله عنهما عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال: «إنّ الله خلق شمسين من نور عرشه، فأمّا ما كان في سابق علمه أنّه يدعها شمساً، فإنّه خلقها مثل الدنيا على قدرها ما بين مشارقها ومغاربها، وأمّا ما كان في سابق علمه أنّه يطمسها ويجعلها قمراً، فإنّه خلقها دون الشمس في العظم، ولكن إنّما يرى صغرها لشدة ارتفاع السماء وبعدها عن الأرض»([4]).
لاحظ هذه الرواية الشريفة فإنّها تشير إلى عدة حقائق، منها أنّ القمر كان مضيئاً مثل الشمس وهذا لا شك أوّل انفصاله عن الأرض التي كانت هي الاُخرى ملتهبة أيضاً لأنّها منفصلة عن الشمس التي لازالت ملتهبة في حين بردت الأرض وبرد القمر، وسطح القمر مليء بالفوهات البركانية الخامدة، التي تدل على أنّ سطح القمر كان فعّالاً بالبراكين ثم خمدت.
ومما تشير إليه الرواية أنّ حجم القمر بحجم الأرض [ما بين مشارقها ومغاربها] ولو أخذنا مساحة اليابسة على الأرض لوجدناها 21 بالمائة من مساحة الأرض تقريباً أي أن مساحة اليابسة من المشرق إلى المغرب تساوي خمس مساحة الكرة الأرضية تقريباً، ولو أخذنا حجم القمر نسبة إلى حجم الأرض لوجدناه يساوي خمس حجم الأرض.
فمن علّم ذلك الأُمّي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) علم الفضاء وأحجام الكواكب وما مرّ على القمر من مراحل، إنّه من لدن عليم خبير.
أمّا على التفسير الثاني الذي يشير إلى أن آية الليل هي ظلامه، وقولـه تعالى: {فمحونا آية الليل} أي طمسنا الليل، أي اشتد ظلام الليل، وهذا معناه: أنّ الليل لم يكن مظلماً بهذا القدر، بل كان فيه ضوء فمحونا ذلك الضوء وجعلناه أكثر ظلاماً، {وجعلنا آية النهار مبصرة} وهذا التفسير ينسجم مع أمرين:
الأمر الأوّل: أنّ القمر كان مضيئاً فطمس وذهب ضوؤه فأصبح الليل أشد ظلاماً بعد أن كان فيه الضوء.
الأمر الثاني: ما يؤكده العلماء حيث يقولون إنّ ليل الأرض كان مليئاً بالأشعة والتوهج نتيجة للشهب والنيازك [فمحونا آية الليل] أي ذهب ذلك الضوء الذي كان في الليل شديداً وضعف، وذلك لاستقرار الكواكب وبرودتها بعد انفصالها عن الشمس فقلت الشهب والنيازك ولم تكن بعد برد الكواكب بتلك الفاعلية والشدة، فذهب ذلك الضوء الذي كانت تسببه تلك الشهب والنيازك فتحيل فيه الليل نهاراً.
فالآية الكريمة تحتمل كلا المعنيين بل لعلها تجمعهما وتزيد عليهما بما لا نعلمه، لأنّ اللفظ القرآني يجمع أحياناً معاني عدة في لفظ واحد، لأنّه من خالق الكون وخالق اللفظ من عالم السر والعلن.
([1] ) سورة الإسراء: 12.
([2] ) مجمع البيان: 2/104.
([3] ) الدر المنثور للسيوطي: 40/166-167.
([4] ) الدر المنثور للسيوطي: 166.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|