أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-15
1001
التاريخ: 2023-09-21
972
التاريخ: 2023-11-15
1108
التاريخ: 2023-09-23
1200
|
وكان الإمبراطور في بدء الأمر وجيهًا رومانيا كبيرًا خُوِّل سلطة عسكرية واسعة في ظروف حربية قاهرة، وكانت هذه السلطة أو هذه القيادة(1)تنتهي بانتهاء الحرب، وكان مجلس الشيوخ يقيم ــ في ظروف معينة ــ أكثر من قائد واحد في وقت واحد، ثم جاءت الإمبراطورية بطولها وعرضها وتعددت مشاكلها، فوكلت رومة القيادة إلى رجل واحد طوال عمره، وبقيت سيادة الدولة الرومانية تُظلُّ هذا الإمبراطور الفرد ومنها يستمد سلطته، وبقي هو ممثل الجمهورية(2) الأوحد، واستحق لقب أوغوسطوس؛ أي قديس؛ لأنه كان في نظر الرومانيين رمز إلهة رومة الحي(3)، ويرى بعض رجال الاختصاص أن سلطة الإمبراطور كانت في البدء سلطة عسكرية لأنها لم تطبق قبل عهد سبيتميوس سويروس إلا في خارج رومة وفي خارج إيطالية، ويرون أيضًا أن سائر الألقاب(4) التي حملها الأباطرة الأولون لم تزدهم سلطة أبدًا. وتقادمت المجالس القوميسية(5) في رومة وأصابها الهرم ، فانحصرت السلطة التشريعية بيد مجلس الشيوخ(6) وكذلك إدارة الدولة وفرض الضرائب فيها وجبايتها، ولو دام هذا الحصر لَصَح القول بأن الدولة الرومانية كانت أرستوقراطية يرأسها ديكتاتور عسكري، ولكن شيئًا من هذا لم يكن، فالإمبراطور كان منذ البدء قد شاطر مجلس الشيوخ السلطة في الولايات، فترتب عليه منذ بداية الإمبراطورية أن يكون لديه حكام وأن يفصل بين ماليته ومالية الدولة، ولما كانت القوة العسكرية بيده كان من الطبيعي جدا أن يتطاول على حُقُوق مجلس الشيوخ في نطاق سلطته وأن تتدرج الدولة الرومانية في سلم الملكية. وحاول الإمبراطور الروماني اللبناني سويروس ألكسندروس (222-235ب.م) الذي نشأ وترعرع في عرقة عكار أن يعيد إلى مجلس الشيوخ حقوقه المسلوبة، فشاور المجلس أعماله وطلب إليه انتقاء كبار الموظفين في رومة وفي الولايات وتقديم الأكفاء لجميع الوظائف الأخرى، ورقّى حكام الولايات إلى رتبة عضو في مجلس الشيوخ كي لا ينظر في أمرهم من كان دون هذه الرتبة. وبعبارة وجيزة حاول ألا يفعل شيئًا يعكر صفو العلاقات بينه وبين مجلس الشيوخ. وعني سويروس ألكسندروس بشئون الجيش، فراقب - عن كثب حركات الوحدات وأَمَّنَ العدل بينهم وأَقْطَعَهم الأرضَ عند الحدود وزَوَّدَهم بالمواشي والأرقاء لحراثتها وزرعها؛ شرط أن يدخلوا أبناءهم في الخدمة بعدهم، ولكنهم لم يرضوا عن المفاوضات التي أجراها مع القبائل الألمانية عبر الرين في السنة 235 وأخذوا عليه انقياده لوالدته، ففاوضوا مكسيميانوس مدرب الجيش وكانوا قد أحبوه لشجاعته وكرمه، وقتلوا الإمبراطور ووالدته، ونادوا بمكسيميانوس إمبراطورًا، فدخلت الإمبراطورية الرومانية في أزمة سياسية مخيفة كادت تمزقها تمزيقًا وتهوي بها إلى الحضيض، وانكشف ضعفها وتبين أن أوغوسطوس قيصر ذاك المصلح الكبير لم يوفق إلى طريقة قانونية لانتقاء الإمبراطور تنتقل بموجبها سلطته من سلف إلى خلف دونما خلل يقطع الاستمرار. وتبين أيضًا أن الجيش بعد أن انفصل عن الشعب الروماني وأصبح خليطًا مِن كُل مَنْ هَبَّ ودَبَّ بقي يمارس سلطة هائلة. انتقاء الإمبراطور بالاشتراك مع مجلس الشيوخ، وأن هذه السلطة أصبحت غاشمة بعد انحطاط الجيش.
.........................................
1- Imperium.
2- Respublica.
3- Dea Roma.
4- Pontifex Maximus, Princeps Senatus.
5- Camice.
6- .Senatus
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|