المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Count Guglielmo Libri Carucci dalla Sommaja
20-10-2016
من استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية في القانون وجود وزارة للعدل
26-6-2016
القول في التوبة
20/11/2022
Pullulan
22-10-2019
الإصرار : قصة الحزام الاسود
24-11-2020
حوض النبيّ (صلى الله عليه واله) وشفاعته
24-12-2015


مقتل حريث مولى معاوية  
  
4523   05:58 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص258-259
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان فارس معاوية الذي يعده لكل مبارز ولكل عظيم حريث مولاه وكان يلبس سلاح معاوية متشبها به فإذا قاتل قال الناس ذاك معاوية وإن معاوية دعاه فقال يا حريث اتق عليا وضع رمحك حيث شئت فقال له عمرو بن العاص انك لو كنت قرشيا لأحب معاوية أن تقتل عليا ولكن كره أن يكون لك حظها فان رأيت فرصة فاقحم وخرج علي أمام الخيل وحمل عليه حريث وكان شديدا ذا بأس فنادى يا علي هل لك في المبارزة فاقدم أبا حسن إذا شئت فاقبل علي وهو يقول :

أنا علي وابن عبد المطلب * نحن لعمر الله أولي بالكتب

منا النبي المصطفى غير كذب * أهل اللواء والمقام والحجب

نحن نصرناه على جل العرب * يا أيها العبد الغرير المنتدب

أثبت لنا يا أيها الكلب الكلب

ثم ضربه علي فقتله فجزع عليه معاوية جزعا شديدا وعاتب عمرا وقال معاوية :

حريث أ لم تعلم وجهلك ضائر * بان عليا للفوارس قاهر

وإن عليا لم يبارزه فارس * من الناس لا أقصدته الأظافر

امرتك أمرا حازما فعصيتني * فجدك إذ لم تقبل النصح عاثر

ودلاك عمرو والحوادث جمة * غرورا وما جرت عليك المقادر

وظن حريث أن عمرا نصيحه * وقد يهلك الإنسان من لا يحاذر

فلما قتل علي حريثا برز عمرو بن حصين السكسكي فنادى يا أبا حسن هلم إلى المبارزة وحمل على علي (عليه السلام) فبادره إليه سعيد بن قيس الهمداني ففلق صلبه فقال علي (عليه السلام) في ذلك اليوم :

دعوت فلباني من القوم عصبة * فوارس من همدان غير لئام

فوارس من همدان ليسوا بعزل * غداة الوغى من شاكر وشبام

وكل رديني وعضب تخاله * إذا اختلف الأقوام شعل ضرام

لهمدان أخلاق ودين يزينهم * وبأس إذا لاقوا وجد خصام

وجد وصدق في الحروب ونجدة * وقول إذا قالوا بغير اثام

متى تأتهم في دارهم تستضيفهم * تبت ناعما في خدمة وطعام

جزى الله همدان الجنان فإنها * سمام العدى في كل يوم سمام

فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلوا بسلام

وخرج رجل من عك يسأل المبارزة فخرج إليه قيس بن فهدان الكندي فطعن العكي فقتله فقال قيس :

لقد علمت عك بصفين اننا * إذا ما نلاقي الخيل نطعنها شزرا

ونحمل رايات القتال بحقها * ونوردها بيضا ونصدرها حمرا

وحمل عبد الله بن الطفيل البكائي على صفوف أهل الشام فلما

انصرف حمل عليه رجل من بني تميم يقال له قيس بن فهد الحنظلي اليربوعي وهو ممن لحق بمعاوية من أهل العراق فوضع الرمح بين كتفي عبد الله فاعترضه يزيد بن معاوية البكائي ابن عم عبد الله بن الطفيل فوضع الرمح بين كتفي التميمي وقال والله لئن طعنته لأطعننك قال عليك عهد الله لئن رفعت السنان عن ظهر صاحبك لترفعنه عني قال نعم لك العهد والميثاق بذلك فرفع السنان عن عبد الله بن الطفيل ورفع يزيد الرمح عن التميمي فوقف التميمي فقال من أنت قال أحد بني عامر قال جعلني الله فداكم أينما لقيناكم وجدناكم كراما والله إني لآخر أحد عشر رجلا من بني تميم قتلتموهم اليوم فلما تراجع الناس عن صفين عتب يزيد على عبد الله بن الطفيل في بعض ما يعتب الرجل على ابن عمه فقال يزيد :

أ لم ترني حاميت عنك مناصحا * بصفين إذ خلاك كل حميم

ونهنهت عنك الحنظلي وقد اتى * على سابح ذي ميعة وهزيم

واقتتل الناس قتالا شديدا فعبئت لطئ جموع أهل الشام فجاءهم حمزة بن مالك فقال من أنتم لله أبوكم فقال عبد الله بن خليفة الطائي نحن طئ السهل وطئ الجبل الممنوع بالنحل ونحن حماة الجبلين ما بين العذيب إلى العين نحن طئ الرماح وطئ البطاح وفرسان الصباح فقال له بخ بخ ما أحسن ثناءك على قومك ؛ ثم إن النخع قاتلوا قتالا شديدا فأصيب منهم جماعة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.