أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-20
590
التاريخ: 2023-05-24
892
التاريخ: 12-10-2014
2468
التاريخ: 2023-05-29
1042
|
حياة ألمنافقين الفاقدة للنور
الإنسان في عالم الطبيعة هو مسافر متجه إلى لقاء عطف الله أو قهره، وإذا كان سيره وسفره هذا من دون نور يضيء له دربه، فلن ينتهي به سفرة إلى الجمال والعطف الإلهيين، وان المنافق، الذي هو كافر في لباطن، ليس له نور من ذاته كي يستطيع به طي طريق عطف الله ورأفته، ولا هو منتفع من النور الإلهي، الذي هو {نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] ، .ليس له مصدر آخر لتأمين النور: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } [النور: 40]. إذن، فهو يعيش في ظلمات، وإذا ما هيأ نوراً ليضىء به دربه طفاه الله على الفور، فهو متحير باستمرار.
إن مثل المنافقين كمثل الذي أوقد ناراً ليضيء بنورها ما حوله، بيد .... الله يطفنها ويسلبه فرصة السير في الطريق. فالله عز وجل يطفئ النار .... أوقدها المنافقون، ويكلهم إلى أنفسهم في ظلمات حالكة. إلاً أن كال المنافقين لأنفسهم لا يعني خروجهم من دائرة ربوبية الله سبحانه وتعالى؛ لأن خروج الموجود الإمكاني من ربوية الله هو بمعنى ترك الإمكان، والالتحاق بالوجوب. والحال أنه محال أن يتجرد موجود، هو عين الفقر والربط المحض، من ثوب الإمكان ويرتدي جلباب الوجوب.
من هذا المنطلق كذلك، فإنه ليس المراد من الدعاء المبارك للنبي الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) «اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدأ)(1)، أو الدعاء: «ولا تكلنا إلى غيرك، ولا تمنعنا من خيرك»(2) أن هناك في عالم الوجود سنداً ومعتمداً غير الله عز وجل، بل هو بمعنى أنه: إلهي! لا تحرمنا من لطفك ورحمتك الخاصين. لأنك إن تركتنا وغرائزنا، ولم تفتح عقولنا وفطرتنا بالوحي فإننا ساقطون لا محالة.
وبناء على ما تقدم، فإن المراد من ترك المنافقين في الظلمات: (تركهم في ...) هو حرمانهم من الفيض الإلهي الخاص، كما أن الآية الشريفة: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67] هي بمعنى أن الله يحرم المنافقين من لطفه الخاص حتى كأنهم قد القوا في زاوية النسيان، وليس بمعنى أن الله سبحانه ينسى؛ ذلك لأنه تعالى علم محض، ولا سبيل للنسيان إلى حريمه الطاهر: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } [مريم: 64] . بالطبع إن العلم المحيط المطلق لله في مثل هذه الحالات من الترك هو محفوظ أيضاً. إن جملة {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} [البقرة: 17] هي منسجمة مع جملة {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 15] في الآيات السابقة ومؤيدة لها، وهي تظهر أن النسيان الإلهي هو بمعنى الترك العمدي والاختياري، وليس بمعنى السهو القهري.
ــــــــــــــــــــــــــ
1. تفسير القمي، ج 2، ح 49 ؛وبحار الانوار، ج 14، ص 384.
2. إقبال الأعمال، ص146؛ وبحار الأنوار، ج95، ص393.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|