المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تسميات الإعلام الجديد
2023-04-12
مساحة الأهوار
17-12-2020
Wilson Quotient
20-9-2020
لقاء الإنسان بالله
2023-05-19
تحديد مصادر البيانات السكانية - تعداد السكان - (أهداف التعداد)
2023-03-30
حكم استنابة رجلين في حجة الاسلام ومنذورة أو تطوّع في عام.
28-4-2016


خبر فدك وميراث رسول الله  
  
3446   06:07 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص458-459
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

جاء في معجم البلدان فدك بالتحريك وآخره كاف قرية بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة فيها عين فوارة ونخل كثير أفاءها الله على رسوله (صلى الله عليه وآله) في سنة سبع صلحا (اه) .

والأرض التي تفتح صلحا منها ما يسلم أهلها وتكون أرضهم لهم ومنها ما يصالحون على أن تكون الأرض أو بعضها للنبي (صلى الله عليه وآله)  فهذا ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فيكون خالصا للنبي (صلى الله عليه وآله) .

إن النبي (صلى الله عليه وآله) ارسل إلى فدك سرية مع علي (عليه السلام) لما علم أن أهلها يريدون معاونة أهل خيبر عليه وذلك قبل فتح خيبر فهرب أهل فدك وغنم علي من نعمهم وأموالهم ولكنها لم تفتح يومئذ وإنما كان اثر هذه السرية انهم خافوا وأحجموا عن مساعدة أهل خيبر ثم لما فتحت خيبر خاف أهل فدك وأرسلوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وصالحوه .

وقد روى المحدثون وأهل السير والآثار منهم محمد بن إسحاق صاحب المغازي إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما فرع من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك فبعثوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصالحوه على النصف من فدك قال وكانت  فدك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) خالصة له لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وأبقاهم فيها فكان يزارعهم ويساقيهم على النصف فلما توفي النبي (صلى الله عليه وآله) طلبت فاطمة ميراثها من رسول الله فروى أبو بكر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة وبه احتج الأصوليون من أهل السنة على أن خبر الواحد حجة قالوا رواه أبو بكر وقبله الصحابة فكان إجماعا ثم إن فاطمة طلبت نحلتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالت إنه نحلها فدكا فطلب منها البينة فشهد لها علي وأم أيمن فقال قد علمت يا بنت رسول الله انه لا يجوز إلا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين .

قال ابن أبي الحديد : وسألت علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد فقلت له أ كانت فاطمة صادقة قال نعم قلت فلِم لم يدفع إليها أبو بكر فدكا وهي عنده صادقة فتبسم ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته قال لو أعطاها اليوم فدكا بمجرد دعواها لجاءت إليه غدا وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته من مقامه ولم يمكنه الاعتذار والمدافعة بشئ لأنه يكون قد أسجل على نفسه بأنها صادقة فيما تدعي كائنا ما كان من غير حاجة إلى بينة قال وهذا كلام صحيح وإن كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل (اه) ولم تذعن فاطمة لرواية أبي بكر وبقيت مصرة على طلبها الميراث والنحلة .

روى البخاري في صحيحه في باب فرض الخمس عن عائشة فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) مما أفاء الله عليه فقال لها إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لا نورث ما تركناه صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى عليها ذلك الحديث ورواه البخاري في صحيحه أيضا في كتاب المغازي في غزوة خيبر مثله إلى أن قال : فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها (الحديث) وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن عروة بن الزبير ان عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) أخبرته ان فاطمة بنت رسول الله سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لا نورث ما تركناه صدقة فغضبت فاطمة وعاشت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)  ستة أشهر.

وروى البخاري في باب قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا نورث ما تركناه صدقة باسناده عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة ان فاطمة والعباس آتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما حينئذ يطلبان ارضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لا نورث ما تركناه صدقة انما يأكل آل محمد من هذا المال قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت وهكذا رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق عن معمر ثم رواه أحمد عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة إن فاطمة سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ميراثها مما ترك مما أفاء الله عليه فقال لها : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لا نورث ما تركناه صدقة فغضبت فاطمة وهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت قال وعاشت فاطمة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستة أشهر وذكر تمام الحديث هكذا قال الإمام أحمد نقله ابن كثير في تاريخه ، كذلك علي قد ظهر منه عدم الاذعان لهذه الرواية فإنه قال في بعض خطبه بلى : كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين ونعم الحكم الله .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.