المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في دلوك الشمس ووقت الزوال
2024-11-02
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02



مجيء الهادي (عليه السلام) من المدينة إلى سامراء  
  
4286   06:16 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص582-584
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

قال المفيد في الارشاد : كان سبب شخوص أبي الحسن  (عليه السلام)  إلى سر من رأى أن عبد الله بن محمد كان يتولى الحرب والصلاة بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) فسعى بأبي الحسن  (عليه السلام)  إلى المتوكل وكان يقصده بالأذى . وقال المسعودي في إثبات الوصية ان بريحة العباسي صاحب الصلاة بالحرمين كتب إلى المتوكل إن كان لك في الحرمين حاجة فاخرج علي بن محمد منها فإنه قد دعا الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير؛ وتابع بريحة الكتب في هذا المعنى .

وقال سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص قال علماء السير : إنما اشخصه المتوكل من المدينة إلى بغداد لأن المتوكل كان يبغض عليا وذريته فبلغه مقام علي الهادي بالمدينة وميل الناس إليه فخاف منه ، فدعا يحيى بن هرثمة وقال اذهب إلى المدينة وانظر في حاله وأشخصه إلينا قال يحيى فذهبت إلى المدينة فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما ما سمع الناس بمثله خوفا على علي وقامت ربما كانت محرفة من النساخ وكان أصلها ضربة بالتشديد والضاد المعجمة وقد تكرر ذكرها في الدنيا على ساق لأنه كان محسنا إليهم ملازما للمسجد ولم يكن عنده ميل إلى الدنيا فجعلت أسكنهم واحلف لهم إني لم أؤمر فيه بمكروه وإنه لا باس عليه ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم فعظم في عيني وتوليت خدمته بنفسي وأحسنت عشرته.

قال المفيد : وبلغ أبا الحسن  (عليه السلام)  سعاية عبد الله بن محمد به فكتب إلى المتوكل يذكر تحامل عبد الله بن محمد عليه وكذبه فيما سعى به فتقدم المتوكل بإجابته عن كتابه ودعائه فيه إلى حضور العسكر على جميل من الفعل والقول فخرجت نسخة الكتاب وهي : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فان أمير المؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقك مؤثر من الأمور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم ويثبت عزك وعزهم ويدخل الأمن عليك وعليهم يبتغي بذلك رضى ربه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب والصلاة بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك وعند ما قرفك به ونسبك إليه من الامر الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك في ترك محاولته وانك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمره بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى امرك ورأيك والتقرب إلى الله والى أمير المؤمنين بذلك وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب احداث العهد بك والنظر إليك فان نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير إذا شئت كيف شئت وإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحيلك ويسيرون بسيرك فالامر في ذلك إليك وقد تقدمنا إليه بطاعتك فاستخر الله حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من اخوانه وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منك منزلة ولا أحمد له اثرة ولا هو لهم انظر ولا عليهم أشفق وبهم أبر ولا هو إليهم أسكن منه إليك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته . وكتب إبراهيم بن العباس في شهر جمادي الآخرة من سنة 243 .

فلما وصل الكتاب إلى أبي الحسن  (عليه السلام)  تجهز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمة .

قال المسعودي : واتبعه بريحة مشيعا فلما صار في بعض الطريق قال له بريحة قد علمت وقوفك على اني كنت السبب في حملك وعلي حلف بايمان مغلظة لئن شكوتني إلى أمير المؤمنين أو أحد من خاصته لأجمرن نخلك ولأقتلن مواليك ولأغورن عيون ضيعتك ولأفعلن ولأصنعن ، فقال له أبو الحسن إن أقرب عرضي إياك على الله البارحة ما كنت لأعرضك عليه ثم أشكوك إلى غيره من خلقه فانكب إليه بريحة وضرع إليه واستعفاه فقال قد عفوت عنك . وسار حتى وصل بغداد .

قال المسعودي فخرج إسحاق بن إبراهيم وجملة القواد فتلقوه .

قال سبط ابن الجوزي قال يحيى لما قدمت به بغداد بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري وكان واليا على بغداد فقال لي يا يحيى إن هذا الرجل قد ولده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والمتوكل من تعلم فان حرضته عليه قتله وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خصمك يوم القيامة فقلت له والله ما وقفت منه إلا على كل أمر جميل ثم سرت إلى سر من رأى فبدأت بوصيف التركي فأخبرته بوصوله فقال والله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك فعجبت كيف وافق قوله قول إسحاق فلما دخلت على المتوكل سألني عنه فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته واني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف وكتب العلم وان أهل المدينة خافوا عليه فأكرمه المتوكل وأحسن جائزته . قال المسعودي : لما خرج الهادي إلى سر من رأى تلقاه جملة أصحاب المتوكل حتى دخل عليه فأعظمه وأكرمه ثم انصرف عنه إلى دار قد أعدت له .

قال المفيد : خرج معه يحيى بن هرثمة حتى وصل إلى سر من رأى فلما وصل إليها تقدم المتوكل بان يحجب عنه في يومه منزل في خان يعرف بخان الصعاليك وأقام يومه ثم تقدم المتوكل بافراد دار له فانتقل إليها ؛ وأقام أبو الحسن  (عليه السلام)  مدة مقامه بسر من رأى مكرما في ظاهر حاله ، فجهد المتوكل في إيقاع حيلة به فلا يتمكن من ذلك (اه) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.