أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-28
724
التاريخ: 2023-08-29
973
التاريخ: 2-6-2016
5818
التاريخ: 2023-06-05
729
|
صرنا نفهم الآن أن الحركات الصحيحة لكل كوكب لا تتشكل فحسب عن طريق لاتراكزه، وإنما أيضًا عن طريق انحرافه عن المسار الكسوفي، ناهيك عن زاوية ميل خط استوائه على مستواه المداري. إن كوكب بلوتو، الذي يشنُّ عن القاعدة في العديد والعديد من النواحي الأخرى، يفخر بأن زاوية ميله مقدارها (28’ 122°، في حين أن زاوية ميل الزهرة أكبر حتى منه: 18’ 177°. إن بلوتو يمتلك أعلى زاوية انحراف (8’ 17°)، يليه عطارد بما يزيد قليلا على 7°. لو أنها كانت جميعًا لديها زاوية الميل الاستوائي لعطارد وزاوية انحراف الأرض – صفر بالضبط! – فكم كان سيصبح هذا متماشيا مع أرسطو، بل قل كم كان سيصبح متماشيًا مع النص المقدس! ولكن من الأفضل أن نمضي قدما نحو كوننا غير المتمركز.
فيما يتعلق بنوع اللاتراكزية التي لدينا، وهو تحديدًا الانحراف عن الدائرة، من المؤكد أن كوبرنيكوس أوضح وجهة نظره جلية – غير مسموح بالانحراف! – إذ إنه يعالج الحيود بنوع آخر من اللاتراكزية: دائرة بعيدة عن المركز. هل كان لزاما عليه أن يستخدم دائرة لامتراكزة لدائرة لامتراكزة أخرى، أم دائرة لامتراكزة تحمل فلك تدوير؟ إن أيا من الأمرين يبدو مضللا جدًّا لبطلنا. ها هو يكتب في أسى قائلًا: «من خلال هذه الحركة المركبة، لا يتحرك الكوكب على هيئة دائرة تامة الاستدارة بما يتفق مع نظرية الرياضيين القدماء، وإنما في منحنى مختلف على نحو لا تدركه الحواس.» لا يهم. «سوف نبين من عمليات الرصد أن تلك الافتراضات الجدلية كافية لتفسير الظواهر.»
إنه ينقذ عطارد من الموازن، وأقصد «من التعرض للأذى والإساءة» مغلفا إياه بدائرة لامتراكزة حول دائرة لامتراكزة أخرى بدلًا من ذلك الموازن البغيض. «عندما جرى اشتقاق الرقم بهذه الطريقة، أخذت كل تلك الأشياء ترتيبها الصحيح على الخط المستقيم «أ حـ جـ هـ د و ك ط ل ب».» في هذه الأثناء يحدِّد لعطارد فترة زمنية مقدارها 88 يومًا، وهي في الحقيقة لا تبعد كثيرًا عن القيمة التي توصلنا نحن إليها، ومقدارها 87.969 يومًا.
وماذا بعد؟ «إذن بواسطة الجداول المستنتجة على أيدينا بهذه الطريقة سوف نحسب دون أي مشقة مواضع النجوم السيارة الخمسة فوق خطوط الطول.» إن ضم الحركات الأرضية إلى محيط رؤيته وفهمه يجعله إلى هذه الدرجة أقرب لما يمكن أن نسميه الحقيقة المطلقة؛ ربما كان هذا التوافق مع الواقع هو ما سمح له بإنقاذ أفلاك التدوير التي توصل إليها بطليموس، على الأقل بالنسبة للكواكب الخارجية في المجموعة الشمسية، عن طريق ترجمتها إلى أفلاك دائرية حول متوسط موضع الشمس (أما بالنسبة للدوائر اللامتراكزة لتلك الكواكب، فإنها تصير متوسطات أفلاك طولية حول متوسط موضع الشمس).
إنه يطبق هندسته المتمركزة حول الأرض على موقع زحل في صفحات كثيرة (بعدها بقرون، انبهر إلى حدٍّ ما أحد المتخصصين بحساب كوبرنيكوس «العبقري، حتى وإن لم يكن موفقًا، لدوائر عرض الكواكب المبنية على مركزية الشمس ومركزية الأرض»). إن الصورة الفلكية لزحل هي لرجل عجوز، كثيرًا ما يرتدي السواد ويمسك بمنجل أو شيء معقوف الطرف. وأرى أن هذا المفهوم له علاقة بالطول الهائل للسنة الزحلية. فمن ناحية بعد الكوكب عن الشمس واهبة الحياة، يعد هذا الوصف دقيقًا على المستوى الشاعري؛ فزحل يسبح بعيدًا في الظلام البارد، لكنه مع ذلك ليس بنفس البعد السحيق الذي يتسم به كوكب بلوتو، الذي نربط اسمه وظلامه بالموت.
بعد جمع كوبرنيكوس لبيانات بطليموس، يشير إلى أنه ذات يوم من أيام عام 1514، أصبح زحل على استقامة واحدة مع النجوم الواقعة عند جبهة برج العقرب. وبعد أن يضع التزيح ومتوسط الموضع الشمسي والدائرة اللامتراكزة «أ ب جـ»، ونسبة المثلثات في ترتيبها الصحيح، يبدأ في حساب أعلى وأدنى مسافتين عن زحل. ويفعل الشيء نفسه بالنسبة للمشتري، مضيفًا: «كل تلك الأشياء في انتظام تام مع افتراضنا تحرك الأرض وانتظامها المطلق» في الحركة. ثم يجلس وحيدًا في فرومبورك، في حين تروح الكواكب وتجيء من أعلاه متابعة دورانها صوب الشرق.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|