أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-09
950
التاريخ: 2023-06-05
943
التاريخ: 2023-09-10
818
التاريخ: 25-2-2022
2826
|
كان اسم كوبرنيكوس الحقيقي، الذي كان في الوقت نفسه اسم والده تاجر النحاس، نيكلاس كوبرنيك. ولد في مدينة تورون الواقعة على أحد الأنهار في التاسع عشر من فبراير عام 1473. ما الفائدة التي من الممكن أن تعود علينا من تلك المعلومات؟ وبأي كسوف أو خسوف يمكننا ربطها؟ وما علاقتنا نحن بأمه النبيلة السيليسية أو بأسلافه الآخرين؟
استنادًا إلى رسم تخطيطي عُثر عليه في القرن التالي تشبه تورون نجمة محطمة تركت نقاطها الثماني دون أن يلحقها أذى، وحافتها غير المكتملة تواجه نهر فيستولا. وفي هذا الصدد نادرًا ما تختلف تورون عن الكون القديم بعد أن توقف كوبرنيكوس عن التعامل معه.
يخبرنا أحد مؤرخي القرن الثالث عشر أن المدينة كانت في الأصل حصنًا بني حول جذع شجرة بلوط عظيمة على يد سيد المدينة هيرمان بالك. كانت الفيضانات المستمرة لنهر فيستولا تتطلب إعادة تغيير المكان. وهنا أيضًا، يمكننا رسم حكاية عن كون قديم، إن رغبنا في ذلك. ولكن لم نشقُ على أنفسنا؟ إذا أطلنا النظر إلى المنزل ذي الجدران العالية، الذي هو بمنزلة لبنة عظيمة في جدار منازل أخرى، حيث ولد، ما الذي يمكننا أن نكتشفه؟ لو أننا فوجئنا به أمامنا الآن، ما الذي نود أن نعرفه منه؟ وما عساه أن يخبرنا به؟ يقول برونوفسكي من جديد: «عندما كانت الشكوك تخالجه، كان يفضّل البقاء صامتًا، ولم يكن يقول شيئًا لا يؤمن به.» فما الذي «يؤمن» به؟
لا نجد دليلًا على أنه صار قسًا مكلفا في يوم من الأيام، ومع ذلك فإنه بفضل عمه ذي النفوذ عمل كاهنًا بالكنيسة الكاثوليكية منذ أن بلغ الثانية والعشرين من العمر. ولم يتمكن والده تاجر النحاس من تقديم يد العون له؛ إذ إنه توفي في ذات العام الذي طبعت فيه أخيرًا الجداول الألفونسية؛ وكان كوبرنيكوس حينئذ في العاشرة من عمره. هذه التفصيلة تتوافق مع الانبهار الذي شكلته عن شخصية بطلي ذي الروح المعتزلة المنعزلة.
كان راتبه مريحًا ومضمونًا حتى الوفاة، غير أنه كان مكلفا بالفصل في القضايا القانونية التي تنشب بين المزارعين، وبتحصيل الإيجارات، وبالتفتيش على مزارع الكنيسة، إلى غير ذلك. لا يمكننا أن نكون على يقين من حجم وقت الفراغ الذي كان يمتلكه كي يُجري فيه دراساته الفلكية. في عام 1625، رأى الباحث سترافولسكي أنه من الملائم أن يترك لنا هذا التقييم لشخصية الرجل:
كان مشهورًا عنه في مجال الطب أنه خليفة أسكليبيوس ... وهو ما يجب أن نفسره بأنه كان على علم ببعض العلاجات البسيطة، وأنه أعدها بنفسه، واستخدمها في سعادة، موزعاً إياها بين الفقراء، الذين كادوا يعبدونه وكأنه أشبه بإله.
لو كان سترافولسكي صادقًا فيما رواه، إذن فالبرج والعصا المدرجة ولوحات الرسوم الهندسية لا بد أنها كانت تحولات عارضة للغاية؛ ولكننا كالعادة، لا نعلم يقينًا.
حوالي عام 1491، شرع كوبرنيكوس ابن الثمانية عشر عاما، الذي صار وقتذاك طالبًا في جامعة ياجيلونيان، في دراسة القانون أو علم الفلك، أو ربما درس الفلك مع القانون. (التجمعات البلُّورية الكثيفة للأسقف المرتفعة والأبراج حادة الارتفاع في كراكوف تحيا داخل سور متعدد الأبراج والبوابات؛ وجسر ضيق يفضي بعد عبوره النهر إلى جزيرة أصغر مساحة تدعى كاسيميرس، تتعلق جسورها فوق حركة البيئة المائية من حولها وكأنها أرجل عنكبوت؛ تلك هي الطريقة التي صُوِّر بها تخطيط معاصر لهذا البرج المكون من نجمين. وفي الفناء الحجري الذي يمثل البحر تبزغ جزيرة طرقها محاطة بمبان قوسية الشكل، يعلوها صليب الكاتدرائية: جامعة ياجيلونيان.) من المرجح للغاية أنه عند تلك المرحلة من حياته اشترى أو أهديت له طبعة ثانية من الجداول الألفونسية (البندقية، 1492). وعلى النقيض من أسلوبه المعتاد، يطلب أن تلحق صفحات بيضاء بنسخته، ربما لكي يتمكن من تحديثها بالجداول الألفونسية المحدثة.
كان معروفًا عنه قراءته لكتاب ساكروبوسكو «حول الأفلاك» وكتاب «النظرية الجديدة في حركة الكواكب» لبورباخ، وهو بحث بطلمي آخر. و«يُعتقد» أنه كان يحضر محاضرات فويتشك كريبا عن بطليموس، التي لا بد أنها كانت تعرض كتاب «المجسطي» على هيئة سلسلة من الحقائق المؤكدة التي تقترب في صدقها من النصوص المقدسة ذاتها.
في عام 1494، بدأ في استكشاف الأصقاع الأجنبية في عالمنا الأرضي، متبعًا المسار المقبول كشاب بولندي متعلم. فحضر تحديدًا محاضرات في جامعة بولونيا (التي يعد تخطيطها المدني أقل ضخامة من الناحية المعمارية من كراكوف، غير أنها مع ذلك محاطة بأسوار وذات أفنية)، وهنا درس كلا من القانون وعلم التنجيم. من نافلة القول، أن ذلك الميدان الأخير في حاجة إلى أن يجري مريدوه عمليات رصد كوكبي تفصيلية. وهكذا سرعان ما عاد إلى العالم السماوي، موضع تركيزه الحقيقي. كان معلمه يُدعى دومينيكو ماريا دي نوفارا، رصد معه الخسوف القمري الذي حدث فوق «نجم الدبران في برج الثور» عام 1497. واكتشف أن تزيح القمر خلال ذلك الحدث يأبى الإذعان لتنبؤات بطليموس.
في هذه الأثناء كان يدرس اللغة الإغريقية، ليقرأ كتاب «المجسطي» الأصلي. رسالة الدكتوراه التي تقدَّم بها في فيرارا، ورحلاته الأخرى جيئة وذهابًا، ماذا يعني كل هذا بالنسبة لنا؟ لقد كُتب أنه في ذلك التوقيت تقريبًا بدأ كوبرنيكوس لأول مرة في التفكير مليا في فكرة فيثاغورس عن الكون الذي تُمثَّل الشمس مركزًا له، لكن لماذا لم تكن البداية في وقت مبكر عن هذا؟ يمكننا أن نجول في عقله مثلما تمكّن هو من رؤية قرص كوكب عطارد، غير أنه يبدو من المرجح أنه في مجالات بحثه هذه، أصبح معرضًا لأهواء دعاة الأفلاطونية الجديدة، الذين بشروا بأن الكون الأرسطي المحدود من شأنه أن يحد من كمال الرب (تذكر أن كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» يدعو إلى الكمال، الذي اقتبسنا بالفعل أجزاءً منه كمثال على علم الفلك الوارد في النص المقدس : «في مركز كل شيء تستقر الشمس؛ إذ من ذا الذي يرغب في وضع ذلك المصباح المنير لمعبد شديد البهاء في موضع آخر أو أفضل من ذلك الموضع الذي منه يمكنه إضاءة كل ما حوله في آن واحد؟») مع أن كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» لن يقحم نفسه أبدًا فيما وراء كرة النجوم الثابتة، فإن تلك الغريزة الأفلاطونية الجديدة المتجهة نحو الخارج ربما كانت لديها النزعة الكوبرنيكية تجاه عدم مركزية الأرض. هل وجب علينا أن نعتبره أفلاطونيًا مجددًا، مثلما دعاه كون؟ يجيب محرره روزن ساخطًا: «هذه التقسيمات تركن إلى قصبة مهشمة تتزلج فوق وحل زلق، في الوقت الذي تتجاهل التصاق كوبرنيكوس الوطيد بجوهر الأرسطية الصلب.» حسنًا، حسنًا على كل. من ذا الذي يعرف كوبرنيكوس؟
عام 1500 ألقى محاضرات في الرياضيات في روما. أي شيء آخر من المحتمل أن يكون قد صنعه هناك؟ كم تتخيل من وقت كان لديه كي يتردد على الغواني أو يزور الآثار؟ في كتابه «عن دورات الأجرام السماوية» يربط بين التفاصيل الفنية المختلفة لحالة كسوف مرصودة بواسطة بطليموس منذ ردح طويل من الزمن، ثم يعلق قائلا: «أجرينا بعمليات رصد متأنية لكسوف آخر حدث فوق روما، في سنة 1500 ميلاديا، عقب اليوم التاسع من شهر نوفمبر، بعد منتصف الليل بساعتين، وقد حدث في فجر اليوم الثامن قبل منتصف نوفمبر.» إذن فهو يطارد غرامه في روما.
عام 1503 عاد إلى كراكوف ليعمل أمينًا وطبيبًا لدى عمه. ونعلم أنه منذ ذلك الحين وصاعدًا «عاش حياة منعزلة كرَّس فيها جهده لعدة وظائف.»
عام 1504 أو نحو ذلك العام، رصد حالة اقتران للكواكب الخمسة جميعها والشمس والقمر في برج السرطان؛ وكانت مواضعها تبدو بعيدة عما كانت ترى الجداول الألفونسية.
نحو عام 1506، بدأ بحثه في رياضيات نظامه التي تمثل الشمس مركزه.
وفي فترة ما بين عامي 1508 و1514 ألف كتابه «الشرح المختصر»، الذي رأى فيه من بين آراء أخرى ربما ستُعَدُّ لاحقًا من قبيل الهرطقة:
(1) «لا يوجد مركز واحد لجميع الأفلاك أو المدارات السماوية.»
(3) «جميع الأفلاك الكروية تحيط بالشمس ... بحيث إن مركز الكون قريب من الشمس.»
(6) «ما يبدو لنا حركات للشمس ليس بسبب حركتها هي، بل نتيجة لحركة الأرض وفلكنا، الذي ندور معه حول الشمس.»
فيما يختص بالهرطقة، ربما تجدر الإشارة إلى أنه بفضل حساسية ملوك بولندا في القرن السادس عشر تجاه مستشاريهم البروتستانت، الذين كانوا يحظرون كثيرًا المذابح الطائفية التي كانت تحدث في بلدان أوروبية أخرى، لقبت بولندا باسم «فردوس المهرطقين».
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|