أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-03
817
التاريخ: 1-6-2016
6627
التاريخ: 2023-08-29
874
التاريخ: 2023-09-14
860
|
من الأمثلة المثيرة للسخط على تلك الفكرة الأخيرة – وهو ما يشكل جزءًا رئيسيا من المبرر الذي يجعلني أصطحبك في جولة خلال تلك الموجزات سريعًا قدر استطاعتي – ذلك المتعلق بالأسلوب الذي يحاول كوبرنيكوس به الوصول إلى النقطة التي يود طرحها. إننا معتادون في أيامنا هذه على العرض الواضح المباشر للمعلومات. ويسعى كوبرنيكوس لرسم طريقه عبر الكون، غير أنه لم يكن يعنون أشكاله التوضيحية إلا بالحروف الأبجدية، وكانت مفاتيحها مطمورة دون ترتيب في الفقرات مع عبارات مبهمة أقل أهمية نثرت فوقها كالغبار، حتى إننا كي نفهم رسمًا تخطيطيًّا ما نضطر في بعض الأحيان لخوض نضال في أنحاء الفقرة المصاحبة ست مرات. ولعل هذا هو السبب وراء أن يحظى كوبرنيكوس بالإشادة التالية من واحد من بني جلدته: «لقد عرف كيف يشرح الأسباب الخفية للظواهر على أساس من مبادئ جديرة بالإعجاب.»
وعندما يغفل الرسم التوضيحي، غالبًا ما تصير الحال أسوأ. تأمل مثلًا مناقشته لمبادرة نجم «السنبلة». في محاولة منه لمعاونة القارئ، يربط كوبرنيكوس بين الطريقة التي غير بها هذا النجم ذو اللون الأبيض المشوب بالزرقة – الذي صنفه المنجمون على أنه نجم «تناسلي ومتقلب» يقع على خط الاستواء السماوي في برج العذراء – موقعه على مدى قرون منذ وفاة الإسكندر الأكبر. إن أشكاله عبارة عن رموز كثيرة جدا تصيبك بالجنون من ثمار التفاح والبرتقال. وهو يشير في بعض الأحيان لتغيرات تطرأ على الاستطالة الزاوية لنجم السنبلة؛ وفي أحيان أخرى يعطينا خط طول النجم ودائرة عرضه. لا عليك. «من ثم فإنه في سنة 1525 ميلاديا، وفي العام الذي أعقب السنة الكبيسة في التقويم الروماني، وبعد 1849 سنة مصرية من وفاة الإسكندر الأكبر، نحن» ويُقصد بالطبع كوبرنيكوس، «كنا نسجِّل مشاهداتنا لنجم السنبلة الذي يذكر اسمه كثيرًا، عند فراونبورج، في بروسيا.» وجدنا أن ميله الزاوي قد تغير بمقدار أربع دقائق قوسية منذ مشاهدة بطلنا السابقة قبل عشرة أعوام؛ وتغير بعده عن برج العذراء بمقدار سبع دقائق قوسية خلال ذات الفترة الزمنية. ويكاد لا يكون هناك أهمية تذكر، على ما يبدو، لهذا الأمر (تذكَّر عبارته «لو أنني تمكنت من إجراء حساباتي بحيث تتفق نتائجها مع الحقيقة في نطاق خطأ لا يزيد على عشر درجات، لوجب علي أن أطير فرحًا مثلما فعل فيثاغورس»). إذن دعونا نتفكر في فاصل زمني أطول: عندما رصد بطليموس نجم السنبلة، كان الميل الزاوي للنجم لا يزيد على نصف درجة إذا ما قورن بميل زاوي مقداره 40’ º8 عام 1525.
الآن وبعد أن أبلغنا بكل هذا، كيف نحسب معدل مبادرة السنبلة؟ إن حسّي السليم يطرح علي ما يلي: اطرح قيمة الميل الزاوي لبطليموس من قيمة كوبرنيكوس، ثم اقسم الفارق على 1423، وهو عدد السنين التي مرَّت بين واقعتي الرصد. سوف تحصل على الناتج؛ وهو 0.0057. هذا يمثل نحو نصف درجة في القرن الواحد. هل فهمت مقصد كوبرنيكوس؟ من الواضح أنني لم أفهم؛ إذ إنه يستنتج أن الاعتدالات والانقلابات تحركت شرقًا بنحو درجة واحدة لكل قرن من الزمان في عصر بطليموس، ودرجة واحدة لكل واحد وسبعين عاما بعدها.
آه، الآن تذكرت من السياق أنه من المفترض على المرء أن يستخدم الجداول الواردة بالكتاب الثاني لتحويل الميل الزاوي إلى خط طول المسار الكسوفي؛ «إذ إنه خلال 266 عاما مرت بين هيبارخوس وبطليموس، تحرّك النجم الباسيليقي المنتمي لبرج الأسد من الانقلاب الصيفي بمقدار درجتين وثلثي درجة، بحيث إنه هنا أيضًا، بأخذ الزمن بعين الاعتبار عند المقارنة، وجدت حالة مبادرة نجمية مقدارها درجة واحدة لكل 100 عام.» كالمعتاد كان بطليموس أكثر وضوحًا.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|