المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الأمام الكاظم خليفة ال محمد
15-05-2015
مركبات الآزو غير متجانسة الحلقة
2024-09-17
Black English as British dialect?
2024-01-23
التمييز بين القبض والاستيقاف
15-3-2016
Chromatid
21-12-2015
سوسة ساق العصفر
2-4-2018


الشاب والحرية  
  
1236   01:47 صباحاً   التاريخ: 2023-09-10
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص194ــ195
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال تعالى في محكم كتابه: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} [القيامة: 5].

الحرية وبلوغ الكمال :

تعتبر الحرية من أكبر النعم الإلهية وأرقى عناصر السعادة المادية والمعنوية للإنسان. وتعتبر الرغبة في الحرية والتحرر الموجودة بالفطرة في أعماق كل إنسان من أجمل الرغبات الطبيعية لدى هذا الإنسان.

ففي ظل الحرية يستطيع العقل أن يفكر جيداً ، وبقدر استطاعته يكون حجم إدراكه للحقائق. وفي ظل الحرية بمقدور الإنسان أن يبرز استعداداته المادية والمعنوية ويستثمرها ليصل بالتالي إلى الكمال الذي يليق به. وفي محيط تسوده الحرية يمكن إرضاء جميع الرغبات الغريزية والميول الطبيعية بالمقدار الصحيح الذي يجعل الحياة في نظر الإنسان جميلة ولذيذة.

وخلاصة القول إن جميع أبناء البشر بمختلف قومياتهم وشعوبهم ينشدون الحرية ويعشقونها وينبذون الأسر والقيود، وإذا ما فقدوا حريتهم يوماً فإنهم سيحاولون بكل ما في وسعهم استعادتها .

الحيوان والرغبة في الحرية :

ليس الإنسان وحده من يرغب في الحرية ويسعى إلى تحطيم القيود من أجل بلوغها، فهناك رغبة مماثلة تسيطر على عالم الحيوان. فعندما يوضع طائر طليق داخل قفص فإنه يفقد صوابه ولا يقر له قرار ، فيسيطر عليه الخوف والقلق ويتخبط يميناً ويساراً بشكل جنوني عله يستطيع أن يجد منفذاً يفر عبره لينقذ نفسه من الأسر ويستعيد حريته.

وبالرغم من أن الصياد قد وفر للطائر داخل القفص كافة مستلزمات العيش من ماء وطعام ، إلا أن الطائر لم يأبه لذلك وكأنه يريد أن يفهم الصياد بطريقته الخاصة أن لا قيمة للماء والطعام بدون حرية، ويواصل الطائر الحبيس مساعيه أملاً في استعادة حريته. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.