أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-09
5736
التاريخ: 2023-12-19
1185
التاريخ: 2024-09-21
227
التاريخ: 2024-10-02
226
|
لقد كان المسلمون الأوائل يراقبون عن كثب، سلوك الخليفة، وتحركاته وتصرفاته، سواء في ذلك ما تعلق به شخصياً، من حسن السيرة، وإحقاق الحق والحكم بين الناس بالعدل، أو ما يتعلق بالمسلمين بشكل عام، كالمساواة في العطاء ـ إلا ما أمر الله ـ وحُسنِ اختيار الولاة من أهل الكفاءة والدين والعدالة وما الى ذلك. وهذا هو الذي أعطى الخلافة هيبتها، وضمن لها الاستمرار فترة ما.
فكان المسلمون لا يألون جهدا في تقويم ما اعوج ومالَ عن خط الاسلام، قدر الإمكان، فكانوا يستنكرون التصرفات الشاذة، ويعلنون احتجاجهم عليها، بل ربما استعملوا العنف حين لا تنفع الكلمة، كما جرى بين أبي بكر وعمر بشأن خالد بن الوليد حين قتل ـ هذا الاخير ـ مالك بن نويرة، ودخل بامرأته ليلة مقتله. فقد احتج عمر على ابقاء خالد في قيادة الجيش، وحين رأى أن أبا بكر يعتذر عنه، بأنّه «ما أول من تأوَّل فأخطأ» نهض اليه عمر بنفسه، ـ وكان خالد قد دخل المسجد، وقد غرز في عمامته أسهما ـ فنزعها عمر وحطمها، ثم قال له «قتلت إمرأ مسلما، ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك» (1).
وقد أفسح أبو بكر المجال أمام الصحابة، في الفاته، وتنبيهه على أخطائه، وذلك، حين قال في خطبته بعد السقيفة: "وَليتُ أمركم ولست بخيركم، فاذا أحسنت فأعينوني، واذ أسأت فقَوِّمُوني، إنّ لي شيطاناً يعتريني، فإيّاي وايّاكم إذا غضبت.. الخ" (2).
وجاء عهد عمر بن الخطاب، وتولّى زمام الامور بعد أبي بكر ـ بوصيّة وعهد منه ـ وذلك: أنّه حين مرض أبو بكر مرض الموت، أحضر عثمان بن عفان، فقال له:
اكتب، بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهده أبو بكر بن أبي قحافة الى المسلمين، ثم أغمي عليه، فكتب عثمان: أمّا بعد فانّي قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، ولم آلكم خيرا، ثم أفاق أبو بكر، فقال: اقرأ علي، فقرأ عليه، فكبّر أبو بكر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن مِتّ في غشيتي..» (3).
وسار عمر بسيرة صاحبه، إلا أنّه كان كثير الفتيا، وكثير الخطأ، على حد تعبير ابن أبي الحديد، قال: «وكان عمر يفتي كثيرا بالحكم ثم ينقضه ويفتي بخلافه، قضى في (مسألة) الجد مع الاخوة قضايا كثيرة مختلفة، ثم خاف من الحكم في هذه المسألة..»(4).
إلا أنّ وجود الإمام علي (عليه السلام) في المدينة ـ آنذاك ـ كان يساعد الخليفة، وكل المسلمين على حل ما يستعصي لديهم من الامور المتعلقة بالحكم أو الفتيا، فكان المسلمون يرجعون اليه في ذلك، ويأخذون منه، فكان سيد الميدان في هذا المضمار، والمرجع الوحيد الذي لا ينازعه أحد من المسلمين.
وأصرح ما يدل على ذلك، قول عمر بن الخطاب، في أكثر من مناسبة:
"كاد يهلك ابن الخطاب، لولا علي بن أبي طالب".
وقوله: "أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم أبا الحسن".
وقوله: "الله أعلمُ حيث يجعلُ رسالته".
وقوله: "اللهمّ لا تنزل بي شديدة، إلا وأبو الحسن الى جنبي" (5).
لقد كان علي (عليه السلام) والمخلصون من الصحابة، يبدون النصيحة، ولا يألون جهداً في ذلك، وهذا هو الذي ضمن للخلافة هيبتها في تلك الفترة. فمن الواضح أنّ هيبة الخلافة في عهد عمر، بلغت الى حد انّ الدرّة (السوط) كانت أمضى من السيف في حل الخصومات، حتى قيل: درَّة عمر أهيبْ من سيف الحجّاج .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكامل 2 / 359 .
(2) شرح النهج 6 / 20.
(3) الكامل 2 / 425.
(4) شرح النهج 1 / 181.
(5) راجع الغدير 6 / 103 إلى 106 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|