أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2015
2156
التاريخ: 10-11-2015
1631
التاريخ: 14-10-2015
2171
التاريخ: 4-11-2015
2423
|
البيروني
هو أبو الريحان محمد بن احمد البيروني، ولد في ايلول عام 973م بضاحية من ضواحي خوارزم. (1)
ويعتبره ابن أبي اصيبعة منسوبا الى بيرون (2) وهي مدينة في السند وتقع الان في مقاطعة باكستان الغربية.
ويشير ياقوت الرومي (3) انه لقب بالبيروني لان بيرون بالفارسية معناها (برا) أي (خارج البلد)، وذلك لان مقامه في خوارزم كان قليلا واهل خوارزم يسمون الغريب بهذا الاسم.(4)
وقد لقبه بعضهم بالخوارزمي (5) ولقب البيروني لغزارة علمه بالأستاذ وهو لقب معناه الدلالي كلقب ابن سينا من قبل بالشيخ الرئيس.
لم يعرف تاريخ وفاته بالضبط الا انه يرجح انه حدث حوالي 1048م وهناك من يحدده بالعام 1050(6). وكانت وفاته في غزنة.
ارتحل عن خوارزم الى كوركنج على اثر حادث مهم، ثم انتقل الى جرجان وهناك التحق بشمس المعالي قابوس من سلالة بني زياد.
ومن جرجان عاد الى كوركنج حيث اقام في بلاط أبو العباس المأمون ملك خوارزم ومن ثم في بلاط محمود الغازي، ونال لديهم حظوة كبيرة.
ولوقوع خوارزم بيد الغازي سبكتكين (7) اضطر البيروني الى الارتحال الى الهند وافغانستان واقام حوالي 15 سنة في جرجان. (8)
التقى ابن سينا في بلاط قابوس وكان بينهما رسائل وعلاقات متينة.
وكان البيروني من بين الاسرى العديدين الذين حملهم السلطان مع الغزنوي ويروي انه مكث في الهند أربعين سنة تعلم خلالها اللغة السنسكرتية وعددا من لغات الهند، كما درس الديانات والفلسفة الهندية بلغات أهلها.
كذلك درس الفلسفة اليونانية وشيئا من اللغتين العبرية والسريانية وفضلاً عن العربية والفارسية.
جاء على لسان المستشرق سيدو :
ان ابا الريحان اكتسب معلومات في محيطه ثم نزل بين الهنود حين احضره العزنوي فأخذ منهم الروايات المحفوظة لديهم قديمها وحديثها وافادهم من اكتشافات ابناء وطنه، والف ملخصات هندية وعربية.
وكان البيروني مشيرا وصديقا للغرنوي، استعد لإصلاح الاغلاط الباقية في حساب الروم والسند وما وراء النهر، والف قانون جغرافيا كان اساسا لأكثر الكوسمو غرافيات المشرقية.
لم يكتب البيروني كتابا خاصا في الكيمياء الا انه ضمنها في كتابيه (الصيدلة) و (الجماهر في معرفة الجواهر).
يتكلم البيروني في الكتاب الاول عن الأدوية والعقاقير التي عرفت قبله بالإضافة الى ما جاء به هو بنفسه.
كما تحدث عن النورة وعدد اسماءها في مختلف اللغات ويقول :
ان بعضهم يسميها الكاس وسميت بالنورة لأنها تنير البدن وتبيضه.
وتكلم البيروني عن النشادر ووصف طريقة تكوينه ولا سيما الطريقة التي ذكرها الهنود من انها تتكون من الدمن المتعفن. اذ ان المواد العضوية التي تحتوي على عنصر النيتروجين تنفسخ فيتولد غاز الأمونيا (غاز النشادر) نتيجة لذلك.
ثم يضيف البيروني حقيقة كيميائية أخرى لم يلتفت اليها احد قبله من الكيميائيين وذلك عندما وصف ذوبان النشادر في الماء بقوله :
"النشادر يبرد الماء وان جعل ماؤه في ثلج جمده"(9).
وشرح البيروني الفرق بين الاصباغ الثابتة التي تذوب في الماء وتلك التي لا تذوب فيه بل تذوب في المواد العضوية كالزيوت والنفط.
وقد ذكر البيروني تحت كلمة : وشه : وسمي عروق الصباغين وبالسنجرية (نيجوشك).
وهو عروض تلتف ولا تحمر الماء وان طبخ فيه وانما يحمر الزيت فيستعمل في القناديل.
وشرح البيروني طريقة لتحضير الزنجار (كاربونات النحاس القاعدية) وقال أنها تستمل دواء للعين.
كما ذكر طريقة للتمييز بين هذه المادة وكبريتات النحاس.
وقال : ان الأولى تتحول الى مادة حمراء داكنة عند تسخينها تسخينا شديدا. وبهذا فانه يشير الى ان كاربونات النحاس تتجزأ بالتسخين مكونة اوكسيد النحاس البني اللون وغاز ثاني اوكسيد الكربون.
اما كبريتات النحاس فلا تتجزأ تحت هذه الظروف بل تفقد ماء تبلورها جزئيا او كليا حسب درجة الحرارة التي تعرضت لها ولكنها تعود الى ما كانت عليه عند تعرضها للهواء وامتصاص بخار الماء الموجود في الجو فتستعيد لونها الأزرق المخضر.
ويتكلم عن الزئبق فيقول :
أما في كتاب (الجماهر في معرفة الجواهر) وفي القسم الذي افرده بالفلزات بعد ان شرح انواع الاحجار الكريمة يستهل الفلزات بالزئبق ويشير الى ظاهرة كيميائية لصنع كبريتيد الزئبق من تسخين الزئبق مع الكبريت فيقول :
ويشرح البيروني عملية الملغمة (11) فيصف الزئبق بأنه :
" غواص في الاجساد الذائبة بسهولة وفي الحديد بعسر كسار للذهب مفتت اياه بجرمه وبرائحته ان فاحت من النار وامرتها ريح على ذهب بعيد عنه".
ويشير البيروني الى ظاهرة من خواص الزئبق الا وهي التسمم فيقول :
"تفسد رائحته الصناع والصاغة وتؤدي بهم الى التهيج والتورم والفالج.
ويقول :
"ان جالينوس لم يعرف حال الزئبق ان كان معدنيا (12) او معمولا عمل الاسفيداج (الرصاص الأبيض، كاربونات الرصاص القاعدية) والمرتك (اوكسيد الرصاص).
وعن الكلام عن الذهب ذكر البيروني عن تعدينه وتصفيته وتنقيته عندما يكون ممزوجا مع التربة او في الاحجار الكبيرة.
وقد وصف طريقة استعمال واستخراج الذهب من التراب والحجر وصفا دقيقا.
وعن وزن الذهب (النوعي) يقول :
"متى وازى الذهب غيره في الوزن لم يساو حجمه".
اما الوزن النوعي للنحاس فيقول :
وزن النحاس عند قطب الذهب خمسة وأربعون ونصف وسدس.
وكان البيروني قد جعل الذهب مائة وجعل الاوزان النوعية للفلزات نسبة الى الذهب فاذا ما قسمنا الوزن النوعي للنحاس على الوزن النوعي للذهب وضربنا الحاصل في مائة جاء الوزن النوعي للنحاس مطابقا لما جاء به البيروني.
وهذا ما يجعل البيروني من أبرز علماء الفيزياء (الطبيعية).
وعرف البيروني ان الطبيعة تصنع الفلزات ومركباتها خير من الإنسان.
كما فند النظرية القائلة بتحويل المعادن البخسة الى ذهب وفضة ويقول :
"حتى يصير ذهبهم المرئي في المقام بأضغاث احلام".
ونقل البيروني عن الكندي بعض علمه عن الحديد واضاف عليه.
اما عن الكيميائيين فيقول :
ويزعم الكيميائيون انهم يلينون الحديد بالزرنيخ حتى يذاب – ويقصد بالذوبان هذا الانصهار- في سرعة ذوبان الرصاص وانه اذا صار كذلك صلب الرصاص وذهب بصريره".
ويذكر البيروني ان الروس استعملوا الحديد الشابرقان والنارماهن(13) حيث يصنع متن السيف من الشابرقان، اما الشطب في وسطها فيكون من النارماهن حيث تكون هذه الأنواع من السيوف اثبت على الضرب وأبعد عن الكسر.
وعن الكندي نقل البيروني إعادة تسخين الحديد مرارا بطرقه عندما يكون ساخنا ثم يبرده ويعيد تسخينه ثانية ويوالي طرقه عندما يكون ساخنا ثم يضيف اليه بعض المركبات ليحصل على الفولاذ الجيد الذي يصلح لصناعة السيوف.
كما شرح البيروني طريقة صنع الاسفيذاج وهو كربونات الرصاص القاعدية فيقول:
"ان الاسفيذاج يصنع من الرصاص وذلك بتعليق صفائحه في الخل ولفها في ثفل العنب (14) وحجمه بعد العصر.
ان الاسفيذاج يعلوه علو الزنجار على النحاس وينحت عنها.
اما المعمولات والممزوجات بالصنعة التي ذكرها البيروني فهي التي يقصد بها السبائك التي تصنع من معدنين او اكثر لتغيير صفات المعدنين المصوغة منها السبائك لتكون على هيئة تختلف عن مكوناتها.
وعن الشبه يقول :
" الشبه نحاس اصفر بإطعام التوتيا المدبر بالحلاوات وغيرها حتى اشبه بالذهب وسمي اشبها.
ويقول : ومما يستغرب في الشبه انه لا يحترق في الكبريت كما يحترق به سائر الفلزات ما خلا الذهب.
اما البتروي فقد اعتبره البيروني نحاسا كسرت حمرته بأسرب حيث يصهر الأخير مع النحاس وتستعمل هذه السبيكة في صنع الهواوين والطناجر.
اما عن القصدير والرصاص فيقول :
وليس بين الاسرب والنحاس مثل ما بين النحاس والرصاص المخلوط منهما اذا عرض على اللهيب وخاصة مع الدسم سال اسربه وبقي نحاسه.(15)
وقد كتب البيروني في العلوم الرياضية ابحاثا عديدة كما اشتهر في علم الطبيعة وعلم الميكانيكا والأيدروستاتيك وحسابا الوزن النوعي للأجسام وغالبية المواضيع الفيزيائية، كما اشتغل بالفلك وأوجد طريقة لحساب محيط الارض.
ترك البيروني ما يقارب من مائة وثمانين كتابا نشر هو مائة وثلاثة منها اما الباقي فنشره اصدقاؤه بعد وفاته.
وقد شملت مؤلفاته حقول التاريخ والجغرافيا والطب والصيدلة والكيمياء والفلسفة والرياضيات والطبيعيات (الفيزياء) وكافة العلوم الأخرى في الظواهر الجوية والآلات العلمية والذنبات والخوار.
كما انه حل العديد من المسائل الرياضية المعروفة باسمه والتي لاتحل بالمسطرة والبركار منها : قسم الزاوية الى ثلاثة أقسام متساوية وحساب قطر الارض وكان متعمقا في معرفة قانون تناسب الجيوب SUNUS وقد اشتغل بالجداول الرياضية للجيب TABLE DES SUNUS والظل TABLE TANGENTES DES بالاستناد الى الجداول التي كان وضعها أبو الوفاء البوزجاني.(16)
قال البيروني عن الترقيم :
ان صور الحروف وارقام الحساب تختلف باختلاف المحلات وان العرب اخذوا احسن ما عندهم.
فلقد كان عند الهنود اشكال عديدة للأرقم فهذب العرب بعضهما وكونوا من ذلك سلسلتين عرفت احداها بالأرقام الهندية واستعملت في غالبية الدول الإسلامية الشرقية.
وكتب البيروني في علم المثلثات وعرف قانون تناسب الجيوب. كما ذكرنا كما وضعنا بعض جداول الجيب والظل واشتهر كذلك في الطبيعة وعلم الميكانيكا و الايدروستكاتيكا. الوزن النوعي.
وذكر ان سرعة النور أعظم من سرعة الارض كثيرا. وقد نبه الى ان الارض تدور حول محورها ووضع نظرية لاستخراج محيط الارض.
اما اكتشافه طريقة تعيين الوزن النوعي poids spcifique فاستخدم لهذه الغاية وعاءا متجهاً مصبه الى تحت، وكان يزن الجسم في الهواء والماء، فيعرف بواسطة هذه العملية مقدار الماء المزاح، أي حجم الجسم.
ومن معرفته حجم الجسم ووزنه في الهواء يعرف وزنه النوعي اذ ان الوزن النوعي هو الناتج من قسمة وزن الجسم في الهواء على حجم هذا الجسم : D = p/v وقيل ان البيروني وجد الوزن النوعي لثمانية عشر عنصراً.
فضلا عن ذلك قام البيروني بدراسة نظرية وتطبيقية على ضغط السوائل وعلى توازنها كما شرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع من تحت الى فوق، وكيفية ارتفاع السوائل في الأوعية المتصلة الى مستوى واحد، على الرغم من اختلاف اشكال هذه الأوعية واحجامها.
________________________________________________
(1) دائرة المعارف الإسلامية – ج4- المجلد الرابع، ص397.
(2) عيون الأنباء في طبقات الأطباء، لابن أبي اصيبعة، ص459.
(3) معجم الادباء أو طبقات الادباء : ياقوت الرومي. ج6، ص308.
(4) موسوعة الحضارة العربية الإسلامية. د. عبدالرحمن بدوي. المجلد الاول، ص41.
(5) الاعلام. خير الدين الزركلي. ج6، ص205.
(6) دائرة المعارف الإسلامية. ج4، المجلد الرابع ص399.
(7) سبكتكين (ت387هـ/997م) قائد ساماني، صهر ألب تكين وخلفه، استقل في غزنة، جد الغزنويين.
(8) لأسباب سياسية من عام 995 وحتى عام 1010. وجرجان هذه تقع جنوب شرقي بحر قزوين.
(9) ان املاح الأمونيا هي من الأملاح القليلة المعروفة باقتصاص الحرارة عند ذوبانها بالماء ذلك يكون المحلول باردا.
(10) هذه الطريقة استعملها لافوازييه في نهاية القرن الثامن عشر في تحضير الأوكسجين ودراسة خواصه تقوض نظرية الفلوجستون وفتح باب علم الكيمياء الحديثة لذا سمي بابي الكيمياء الحديثة اذ يتحول اوكسيد الزئبق الاحمر عند تسخينه في الكور او في دورق الى زئبق يسيل كما ذكر البيروني إضافة الى غاز الأوكسجين الذي يتصاعد عند التجزؤ وهكذا تمكن لافوازييه من جمع الغاز واجراء التجارب عليه.
(11) ملغمة الذهب بالزئبق السائل بسهولة جدا كما ان الذهب يتأثر ببخار الزئبق كتأثره بسائله، أي ان الذهب يعاني الملقمة من بخار الزئبق أيضا . والمعروف ان الزئبق يذيب جميع المعادن باستثناء الحديد والبلاتين ليكون ملاغم.
(12) ذكر ابن مندوبه عن ماسوجويه انه معمول وقال غيرهم من الاسرب و يرد عليهم البيروني بان الزئبق ليس معمولا وابتدأ بذكر الفلزات بالزئبق.
(13) أي حديد الصلب والحديد المطاوع.
(14) ثفالة العنب وحجمه بعد العصر جعلها البيروني مصدراً لتحرير غاز ثاني اوكسيد الكربون كما يحتوي العنب على مواد دباغية وخاصة نواه.
(15) انظر موسوعة الحضارة العربية الإسلامية.
(16) أبو الوفاء البوزجاني : هو محمد بن يحيى بن اسماعيل بن العباسي أبو الوفاء البوزجاني الحاسب ولد في بوزجان سنة 940 وتوفي سنة 998. درس على يد عمه المعروف بابي عمرو المغازلي وخاله المعروف بابي عبدالله محمد بن عنبة. ولما بلغ من العمر العشرين انتقل الى بغداد حيث فاضت قريحته ولمع اسمه وظهر للناس انتاجه ورسائله وشروحه لمؤلفات اقليدس وديوفنث والخوارزمي.
حل هندسيا المعادلتين :
س4 = ح, س4 + ح س3 = ب.
ووضع حلولا أخرى تتعلق بالقطع المكافئ فكانت في أساس حساب التكامل والتفاضل. ووضع جدولا لحساب الجيب وكان دقيقا للغاية.
كما وضع بعض المعادلات التي تتعلق بجيب زاويتين والعلاقة بينهما. كما ظهرت عبقرية البوزجاني في فن الرسم فوضع كتابا عن عمل المسطرة والبركار والكوتيا.
وفي هذا الكتاب طرق خاصة ومبتكرة لكيفية الرسم واستعمال الآلات.
ومن بعض كتب أبي الوفاء :
كتاب ما يحتاج اليه العمال والكتاب من صناعة الحساب.
كتاب التعريفات.
كتاب فيما يحتاج اليه الصناع من أعمال الهندسة.
كتاب تفسير كتاب الخوارزمي في الجبر والمقابلة.
كتاب المدخل الى الاثماطيقي.
كتاب معرفة الدائرة من الفلك.
كتاب العمل بالجدول الستيني.
كتاب استخراج الاوتار.
كتاب الزيج الشامل.
كتاب المجسطي.
ان البوزجاني من المع علماء العروب ويعتبر من الذين مهدوا السبيل ايجاد الهندسة التحليلية والاعمال الجبرية العليا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|