أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-23
877
التاريخ: 2023-03-23
1236
التاريخ: 2023-03-23
1156
التاريخ: 2023-08-05
1012
|
في الخمسينيات (أي في بداية التفكير في تقنية النانو) تخيل عالم أمريكي اختراع طريقة؛ لوضع المعلومات الموجودة في مكتبة الكونجرس الأمريكي (أكبر مكتبة في العالم) على سن دبوس، ووقتها كان هذا الكلام محض خيال، واليوم وبعد ظهور تقنية النانو أوشك هذا الحلم الأمريكي أن يتحقق. وبدأ اهتمام الأمريكان بهذه التقنية ورصدوا لها مبالغ خيالية. وباستخدام النانو استطاع الجيش الأمريكي صنع بدلة للجنود تتناسب مع أي طقس فإذا كانوا في الصحراء تصيب النانو البدلة بالرطوبة، وإذا كانوا في مكان بارد تصيب النانو البدلة بالحرارة.
أما الدول العربية فقد اجتمعت وتحمّست وتكلمت عن تقنية النانو، ولكنها للأسف الشديد لم تفعل شيئاً ملموسًا على أرض الواقع، باستثناء بعضها. واليوم هناك فرصة ذهبية أمام الحكومات العربية؛ لامتلاك هذه التقنية، حيث إن لديها مقوماتها من موارد مالية، وعقول بشرية. وهذا يتطلب رصد ميزانيات للإنفاق على هذه التقنية، والتعاون المشترك فيما بينها والاستفادة من علاقاتها الطيبة بالدول التي بدأت فعلاً تتقدم في تقنية النانو، مثل الصين واليابان، وكوريا الجنوبية. ولا ننكر وجود عوائق لدى دول عربية كثيرة، وأكبر عائق يقف أمام تطور تقنية النانو في تلك الدول يكمن في الموارد المالية؛ لأنّ الأجهزة المستخدمة في النانو عالية التكاليف، كما أن ثمة عائقاً آخر لا يقل أهمية عن الموارد المالية، ألا وهو توفير البيئة العلمية القادرة على استقطاب العلماء المتميزين في هذا المجال.
وبمناسبة انعقاد الندوة الثالثة لآفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في العالم العربي في مدينة الرياض خلال الفترة التي ما بين 2421 صفر لعام 1425 هـ (2005 م)، وبتنظيم مشترك بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، فقد انتهزت (مجلة الكيمياء) وجود الأستاذ الدكتور سامي الشال أستاذ الكيمياء الفيزيائية بجامعة فرجينيا بالولايات المتحدة، وهو و أستاذ بحث متميز (eminent professor) في مجال تخصصه؛ ولذلك دعي؛ ليكون متحدثا رئيسًا في هذه الندوة، كما كان رئيسًا لجلسة المواد الجديدة في الندوة. ونظرا للمكانة العلمية الكبيرة والعالمية للدكتور سامي الشال في مجال تقنية المواد الجديدة (New-materials) والنانو تكنولوجي (Nanotechnology)، فقد سئل عن مستقبل العلوم والتقنية في العالم العربي بناء على الواقع العلمي الجديد فكانت إجابته على النحو التالي:
«العلماء العرب الموجودون في البلاد الغربية لهم إنجاز جيد في مجال البحث العلمي، كما أن نسبة العلماء العرب في أمريكا الذين لهم دور فعّال في البحث أكثر بكثير من نسبة الأجناس الأخرى، وهذا يدل على أن توفير الإمكانات والمناخ الملائم يؤدي إلى النجاح؛ لهذا يفترض أن يوجد دعم أكبر للبحث العلمي في العالم العربي، كما يجب على قطاع الصناعة والأعمال والاستثمار الإسهام في هذا المجال، وليس فقط؛ لدعم مستقبل البلد والشعوب، ولكن لأنّ هذا أمر له عائد مالي مربح. في التكنولوجيا الجديدة في الغرب نجد أن كثيراً منها يدعمها القطاع الخاص، بل حتى الشركات الصغرى، ومستثمرون بعضهم ليس لهم أي علاقة بالعلم، ولكنهم يتوقعون الحصول على عائد جيد».
وركز الدكتور الشال على أن العالم العربي، وخاصة دول الخليج العربي مهيأة؛ لإجراء أبحاث في تقنية النانو؛ لتوفر الإمكانات، وفرص جيدة للاستثمار، وفي الوقت نفسه وجود العلماء، وإلى حد ما الأجهزة العلمية. لكن المشكلة تكمن في رفع توعية المستثمرين والمجتمع كله، أن الاستثمار في العلوم والتقنية قد يكون له مردود مالي مجز. كما أوضح الدكتور الشال أن الدول الغربية استطاعت استقطاب القدرات العربية وسنجد أن عددًا كبيرًا من العلماء العرب المهاجرين (وعلى وجه الخصوص الباحثين الجدد) معظمهم عنده الاستعداد؛ للرجوع إلى بلدانهم الأصلية شريطة أن تتوفر لهم الظروف الموجودة نفسها في الغرب، أو مستوى قريب من ذلك. ومثال ذلك ما حصل في تجربة الصين، حيث كان لدى طالب صيني ممتاز جدا عقد عمل جيد في أمريكا، فاستطاعت الصين أن تستقطبه مرة أخرى عندما قدمت له عرضًا مماثلاً لعقد العمل يحصل في أمريكا، حيث حصل على كل التجهيزات المعملية والمال؛ ولهذا قرر الرجوع لذلك تحتاج الدول العربية إلى أسلوب الصين نفسه؛ لكي تستقطب أبناءها العاملين في حقل البحث العلمي في الدول الغربية، وهذا في الواقع استثمار كبير وجيد؛ لأنّ رجوع الباحث إلى بلده الأصلي سيساعد على تكوين فريق من الباحثين في مجال تخصصه. كما أنّ المشكلة تكمن في عدم توفير الدعم المادي اللازم للبحث في الدول العربية وهناك حالتان: إما أن يكون لديك عدد كبير من العلماء كما هو موجود في جمهورية مصر العربية ويكون هذا مصحوبا بقلة الإمكانات؛ ولذا لا يمكن الحصول على بحث تطبيقي جيد. وأما الحالة الثانية فتتمثل بالدول العربية الخليجية التي بها وفرة من الإمكانات البحثية، ولكن لديها ندرة في عدد الباحثين والعلماء؛ لذلك ينبغي التركيز على الكوادر العلمية الموجودة في الخارج؛ لاستقطابها، وتوفير المعامل العلمية الحديثة لها، ووضع خطط بعيدة المدى؛ للاستفادة منهم، وإلا أصبحت الأموال المستثمرة في تعليمهم ضائعة ومهدرة.
وللمقارنة نجد أن بلدان شرق آسيا، مثل: ماليزيا، وسنغافورة تقدمت كثيرا على الدول العربية؛ والسبب الأساس يرجع إلى توفيرهم الإمكانات، كما أصبح التركيز على البحث العلمي من أهم سياساتهم في الوضع الراهن (انتهى كلام الدكتور الشال). ولايزال حال العالم العربي من بحوث تقنيات النانو حال البحوث في المجالات الأخرى، إن لم يكن أسوأ من ذلك، إلا أنّ هناك اهتمامًا بعقد المؤتمرات التعليمية، إذ عقدت المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في دمشق في أكتوبر من عام 2002 م ندوة عن تقنيات «الميكرووالنانو»، وفي سبتمبر من عام 2003 م، كانت تقنيات النانو محور الأسبوع العلمي الأردني، وفي مايو من عام 2003 م، عقدت في لبنان ندوة كان هذا المجال أحد محاورها المهمة، وتحديات النانو العربي. ويعاني البحث العلمي في الوطن العربي من شح في الإنتاج، وضعف في مجالات أساسية، وشبه غياب في حقول متقدمة، مثل: المعلوماتية والبيولوجيا الجزئية مع انخفاض الإنفاق عليه، وانخفاض عدد المؤهلين للعمل فيه، فلا يزيد عدد العلماء والمهندسين العاملين في الدول العربية على 37 فردًا لكل مليون من السكان، وهو أقل بكثير من المعدل العالمي. وتواجه عملية ترويج نتائج البحث والتطوير صعوبات، وعقبات أساسية؛ بسبب ضعف الروابط بين مؤسسات البحث والتطوير وقطاعات المجتمع الإنتاجية، وغياب الدعم المؤسسي، وعدم توافر البيئة العلمية المواتية؛ لتنمية العلم وتشجيعه، وذلك على الرّغم من امتلاك العرب ثروة بشرية مهمة، وقادرة على حفز صحوة معرفية.
كما أدى اقتصار سياسات التصنيع العربية على مفهوم اقتناء وسائل الإنتاج، وعدم الاهتمام بالسيطرة على التقنيات وتوطينها إلى إضعاف فرص منافسة المؤسسات العربية عالميا؛ لأن استيراد البلدان العربية التقنية يحفز تنمية المعرفة في الدول المصدرة لها، في حين يخنقها على الصعيد المحلي. ومن ثَمَّ فإنّ معظم عمليات التصنيع والاقتناء التقني التي قام بها العرب خلال نصف القرن الماضي، لم تؤد إلى الفائدة المرجوة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|