المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



التفسير الموضوعي عند المتقدمين  
  
1233   09:53 صباحاً   التاريخ: 2023-07-24
المؤلف : السيد مرتضى جمال الدين
الكتاب أو المصدر : الأصول المنهجية للتفسير الموضوعي
الجزء والصفحة : ص93-96
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / التفسير الموضوعي /

1- الأشباه والنظائر:

لاحظنا أن الإمام علياً(عليه السلام) والأئمة من بعده وبعض الصحابة كإبن عباس فتحوا باب هذا العلم كما رأينا في رسالة الإمام علي(عليه السلام)  في (المحكم والمتشابه) حيث أعطى أمثلة واضحة لمواضيع متعددة في القرآن (الوحي، الخلق، الفتنة، القضاء).

إذ يتابع هذه المفردات مع سياقاتها وكيف أنها تأتي بوجوه من المعاني مختلفة، فأخذ تلامذتهم التأليف في هذا المجال فنلاحظ أقدم كتاب أُلف كتاب مقاتل بن سليمان (ت 150هـ) فيه ما يقارب (183) مفردة ثم تبعهُ إسماعيل بن أحمد النيسابوري (ت 430هـ) وهو من العامة.

وكان لإبن الجوزي (ت  هـ) كتاباً في الأشباه والنظائر (الوجوه النواضر في الوجوه والنظائر) و(نزهة الأعين النواظر في علم الأشباه والنظائر)، كما ألف أبو بكر النقاش وابن فارس والإمام السيوطي والدامغاني وابن فارس[1]. وتعد الأِشباه والنظائر أساس انطلاق التفسير الموضوعي.

2- آيات الأحكام:

حرص الفقهاء بمختلف مذاهبهم على الإهتمام بهذا العلم لكن أكثرهم مشوا على المنهج التسلسلي الترتيبي للقرآن الكريم فلا يعد من التفسير الموضوعي وهم كل علماء السنة ومع ذلك ذكروه تحت حقل التفسير الموضوعي[2] وهو اشتباه إذ إن المنهجية المتبعة في آيات الأحكام لا تعدو عن مسارين أحدهما سار على النمط التسلسلي لآيات الأحكام حسب وجودها في المصحف وهذا خارج عن بحثنا ومسارٌ اتجه إتجاهاً موضوعياً في تفسيرهِ فيأخذ موضوع (الصلاة) ويجمع كل آياته ثم يعطي النتيجة وهكذا في باقي المواضيع وهم كل علماء الشيعة أولهم القطب الراوندي (ت 573 هـ) في فقه القرآن، والمقداد السيوري (ت 826هـ) في كنز العرفان وابن ميثم البحراني (ت 679هـ) في شرح الآيات الخمسمائة، والشيخ أحمد الجزائري (1151 هـ) في قلائد الدرر والمقدس الأردبيلي (ت 993 هـ) في زبدة البيان والفاضل الجواد الكاظمي (ت) في مسالك الأفهام في شرح الأحكام. وهم علماء الشيعة. والملاحظ في هذه المؤلفات:

1-إنهم اتبعوا منهج التفسير الموضوعي – ولو لم يسمون لهذا الاصطلاح.

2-إعتمدوا على منهج الإستقراء التام للقرآن من خلال تتبع موضوع البحث.

3-هناك عملية تصنيف دقيقة تماشت مع الأبواب الفقهية.

4-إلا إنهم لم يرسخو صورة متكاملة وواضحة للموضوع الواحد من خلال استنباط الحكم الشرعي من مجموعة الآيات ذات الموضوع المحدد من خلال إيجاد النسبة بين الآيات إلا نادراً.

3- (المثل، الجدل، القسم):

جاء القرآن الكريم على أساليب لغة العرب وأصول كلامهم فاحتج عليهم بما يعرفون لا بما ينكرون، ومن أساليب اللغة العربية (المثل، والجدل، والقسم) والأسلوب لغةً: طريقة المتكلم في كلامهِ، وفي الإصطلاح: هو الطريقة الكلامية ومما لاشك فيه أن القرآن الكريم جاء بأساليب (الجدل والقسم والمثل) ولكن السؤال، هل هذه الأساليب من التفسير الموضوعي؟

معظم الباحثين ذكروا هذه الأساليب ضمن نتاج التفسير الموضوعي ([3]). والذي دعاهم إلى ذلك أن كل أسلوب من الأساليب يجمعهُ جامع موضوعي ففي أسلوب المثل. يتمركز البحث حول كلمة (مثل ومشتقاتها)، وفي أسلوب القسم يتمركز البحث حول أدوات القسم (و، ب، ت)، وفي أسلوب الجدل يتمركز البحث حول كلمة (جدال)؟ وهذا صحيح. لكننا نرى أن الذين بحثوا في هذه المواضيع كان بحثهم بحثاً وصفياً إستقصائياً وراء الحصول على أساليب القرآن لا بحثاً وراء الحصول على نظرية قرآنية ولذلك نجد أن الأمثال وإن كانت تشترك في كلمة (مثل) ألا أنها مختلفة من حيث المضمون ولا ربط بينها فما العلاقة بين قوله تعالى:{كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً}، وبين قوله تعالى:{وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ}، {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّة} نعم يجمعهم موضوع المثل ولكن لا رابط موضوعي بينهم فهو أقرب إلى أسلوب القرآن من التفسير الموضوعي، وهكذا في الجدل القرآني فإن موضوع {وَ جادِلْهُمْ بِالَّتي‏ هِيَ أَحْسَن‏} يختلف عن موضوع  { فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَج‏} نعم يدخل الجدل في التفسير الموضوعي إذا أخذناهُ في عنوانه الكلي وصنفناهُ إلى فصول: آداب الجدل، أول من سن الجدل، الجدل مع الأنبياء الجدل مع أهل الكتاب، الجدل مع المؤمنين، الجدل مع المنافقين، الجدل في خلق السموات والأرض، الجدل في البعث والنشور[4].[5]  وهكذا القول في القسم القرآني والمثل.

فخلاصة القول (القسم والجدل والمثل) من الأساليب القرآنية لا من التفسير الموضوعي ولهذا بحثوها في (علوم القرآن) [6]. وهذا الخلط لعله ناجم عن عدم التمييز بين ما يُبحث حول شؤون القرآن (علوم القرآن) وما يُبحث من أجل إستنباط رؤية قرآنية في موضوع ما. [7]

4- المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ:

ذكر بعض الباحثين (المحكم والمتشابه) و(الناسخ والمنسوخ) من جذور التفسير الموضوعي [8]. ولكن الذين تناولوا هذا البحث منهم من مشى مع ترتيب القرآن ليرصد الآيات الناسخة والمنسوخة والمحكم والمتشابه ومنهم من مشى على نهج موضوعي كما فعلهُ النحاس (ت 338هـ) الذي أفرد للناسخ والمنسوخ كتاباً وقام بترتيبهِ ترتيباً موضوعياً.

لكن (المحكم والمتشابه) و(الناسخ والمنسوخ) من أساسيات علوم القرآن، وفي نظري أنها (علوم آلية قرآنية) تحكم التفاعل بين الآيات القرآنية ذات الموضوع الواحد فإننا نجد أن بين الآية المنسوخة والآية الناسخة موضوعاً رابطاً كما في آيات القبلة وآيات النهي عن شرب الخمر وهكذا، كذلك بين المحكم والمتشابه موضوع معين رابط. إذ لولاهُ لما حصل النسخ أو الإحكام. وفي النتيجة فإن هذه المصطلحات تدخل كآلية مهمة في إنتاج التفسير الموضوعي لا أنها بنفسها تفسيراً موضوعياً.


[1] السيوطي، الإتقان 2/103.

[2] السيد ثامر هاشم العميدي، مجلة قضايا إسلامية، العدد السابع 1420هـ- ص502.

[3] حكمت الخفاجي، التفسير الموضوعي ص30-36.

[4] ظ: حكمت الخفاجي، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ص34.

[5] (*) والجدل هو أسلوب له مواضيع متعددة في القرآن لو جمعت أسئلتهُ وردودهُ لكان تفسيراً موضوعياً متكاملاً.

[6] راجع السيوطي في الإتقان، النوع (66، 67،68) من أنواع علوم القرآن.

[7] محمد هادي معرفة، التفسير والمفسرون /2.

[8] ظ: مصطفى زيد، النسخ في القرآن 1/16، حكمت الخفاجي، التفسير الموضوعي /111.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .