أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015
1596
التاريخ: 24-04-2015
2225
التاريخ: 2023-07-24
2444
التاريخ: 26-04-2015
1272
|
نعني بالاتجاه التجزيئي : المنهج الذي يتناول المفسر القرآن الكريم ضمن اطاره آية فآية، وفقا لتسلسل تدوين الآيات في المصحف الشريف.
والمفسر في إطار هذا المنهج، يسير مع المصحف ويفسر قطعاته تدريجا على ضوء ما يؤمن به من أدوات ووسائل للتفسير من الظهور، أو المأثور من الاحاديث، أو بلحاظ الآيات الاخرى التي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم، بالقدر الذي يلقي ضوءا على مدلول القطعة القرآنية التي يراد تفسيرها، مع أخذ السياق الذي وقعت تلك القطعة ضمنه بعين الاعتبار في كل تلك الحالات.
ونحن حينما نتحدث عن التفسير التجزيئي، نقدمه في أوسع وأكمل صوره التي انتهى إليها. حيث نجد التفسير التجزيئي تدرّج تاريخيا إلى أن وصل بهذه الطريقة التجزيئية إلى مستوى الاستيعاب الشامل للقرآن الكريم.
وكان قد بدأ في عصر الصحابة التابعين، على مستوى شرح تجزيئي لبعض الآيات القرآنية وتفسير لمفرداتها، وكلما امتد الزمن، ازدادت الحاجة إلى تفسير المزيد من الآيات، إلى أن انتهى إلى الصورة التي قدم فيها ابن ماجة والطبري وغيرهما، ممن كتب في التفسير في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع. وكانت تمثل أوسع صورة للمنهج التجزيئي في التفسير.
فالمنهج التجزيئي في التفسير، حيث إنه كان يستهدف فهم مدلول «اللّه»، وحيث ان فهم مدلول «اللّه» كان في البداية متيسرا لعدد كبير من الناس، ثم بدأ اللفظ يتعقد من حيث المعنى بمرور الزمن، وازدياد الفاصل، وتراكم القدرات والتجارب، وتطور الاحداث والاوضاع.
من هنا توسع التفسير التجزيئي، تبعا لما اعترض النص القرآني من غموض وشك في تحديد مفهوم «اللّه»، حتى تكامل في الطريقة التي نراها في موسوعات التفسير، حيث ان المفسر يبدأ من الآية الاولى من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، فيفسر القرآن آية آية، لان الكثير من الآيات بمرور الزمن، أصبح معناها ومدلولها اللفظي بحاجة إلى إبراز أو تجربة أو تأكيد ونحو ذلك، هذا هو التفسير التجزيئي.
طبعا نحن لا نعني بالتجزيئية لمثل هذا المنهج التفسيري، أن المفسر يقطع نظره عن سائر الآيات ولا يستعين بها في فهم الآية المطروحة للبحث ، بل انه قد يستعين بآيات أخرى في هذا المجال ، كما يستعين بالاحاديث والروايات ، ولكن هذه الاستعانة تتم بقصد الكشف عن المدلول اللفظي الذي تحمله الآية المطروحة للبحث ، فالهدف في كل خطوة من هذا التفسير، فهم مدلول الآية التي يواجهها المفسر بكل الوسائل الممكنة ، أي أن الهدف «هدف تجزيئي»، لأنه يقف دائما عند حدود فهم هذا الجزء أو ذاك من النص القرآني، ولا يتجاوز ذلك غالبا، وحصيلة تفسير تجزيئي للقرآن الكريم كله، تساوي على أفضل تقدير، مجموعة مدلولات القرآن الكريم ملحوظة بنظر تجزيئية أيضا، أي أننا سوف نحصل على عدد كبير من المعارف والمدلولات القرآنية، ولكن في حالة تناثر وتراكم عددي، دون أن نكتشف أوجه الارتباط، والتركيب العضوي لهذه المجاميع من الافكار، ودون أن نحدد في نهاية المطاف ، نظرية قرآنية لكل مجال من مجالات الحياة، فهناك تراكم عددي للمعلومات، الا أن من الممكن على اساس مجموع ما بين هذه المعلومات من الروابط والعلاقات ان نستخلص نظرية قرآنية مستوعبة لمختلف المجالات والمواضيع ، مع ان ذلك اساسا غير مستهدف بالذات في منهج التفسير التجزيئي وإن تحقق احيانا بشكل عرضي.
وقد أدت حالة التناثر ونزعة الاتجاه التجزيئي ، إلى ظهور التناقضات المذهبية العديدة في الحياة الاسلامية، إذ كان يكفي أن يجد هذا المفسر او ذاك ، آية تبرر مذهبه لكي يعلن عنه ويجمع حوله الانصار والاشياع، كما وقع في كثير من المسائل الكلامية، كمسألة الجبر والتفويض مثلا.
بينما كان بالإمكان تفادي كثير من هذه التناقضات ، لو أن المفسر التجزيئي خطا خطوة أخرى ، ولم يقتصر على هذا التجميع العددي ، كما نرى ذلك في الاتجاه الثاني.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|