أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
5359
التاريخ: 3-08-2015
5954
التاريخ: 3-08-2015
3908
التاريخ: 3-08-2015
6978
|
استمر أصحاب العقول المنحرفة والأيادي السّيئة في محاولات تشويه القضية المهدوية واستغلال البسطاء من الناس للتربّع على كراسي العرش والرئاسة .
فقاموا باستغلال الأحاديث المتعلقة بالمهدّي الموعود وتحريفها .
ولم تتوقف الدعوات المهدوية الكاذبة في زمن ولادة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وغيبتيه الصغرى والكبرى بل استمر الأمر إلى هذا الزمن .
وبعد استعراضنا لما تقدّم من ادعاءات سابقة على عصر ولادة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف نعرض للقارئ الكريم بعضا من هذه النماذج التي استطعنا التوصّل لمعرفتها :
1 - عبيد اللّه المهدي الّذي كتب فيه القرماني : وقد عرّف نفسه بأنّه ابن حسن بن علي ابن محمد بن علي بن موسى الرضا - أي ابن الإمام الحسن العسكري عليه السّلام ، الإمام الحادي عشر لدى الشيعة .
وقد خرج سنة 297 ه من أفريقيا باعتباره المهدي ، وأسّس الدولة الفاطمية التي انقرضت بعد 270 سنة .
وهو الّذي بنى مدينة المهديّة في أحد سواحل تونس ، والتي يرفع فيها اليوم علم فرنسا[1].
2 - محمد بن عبد اللّه بن تومرت العلوي الحسني المعروف بالمهدي الهرغي ، وهو من قبيلة المصامدة التي كانت تسكن جبال الأطلس في المغرب : خرج سنة 497 باعتباره المهدي ، وأسّس دولة « الموحّدين » . واستطاع أن يسيطر على إسبانيا[2].
3 - الناصر لدين اللّه من الخلفاء العباسيين ، ولد حوالي سنة 550 ه ، مدحه ابن التعاويذي في البيتين التاليين باعتباره المهدي المنتظر :
أنت الإمام المهدي ليس لنا * إمام حق سواك ينتظر
تبدو لأبصارنا خلافا لمن * يزعم أن الإمام منتظر[3]
4 - رجل كان يدعى عبّاس الفاطمي ، خرج في غمازة في أواخر القرن السابع بين سنة 690 و 700 ، وادّعى أنّه الفاطمي المنتظر ، وقد مال إليه جمع غفير من أهالي غمازة ، وقتل في نهاية الأمر[4].
5 - رجل اشتهر بالتويزري ، نسبة إلى تويزر من نحل الصوفية ، خرج من رباط ماسه وادّعى أنّه المهدي الفاطميّ ، مال إليه عدد كبير من أهالي سوس وغيرها ، وعلا صيته إلى أن خاف منه كبار المصامدة فقتلوه .
حدثت هذه القضيّة في أوائل القرن الثامن ، في عهد السلطان يوسف بن يعقوب[5].
6 - إسحاق السبتي الزوي : الّذي خرج في عهد السلطان العثماني محمد الرابع سنة 986 ه مدّعيا المهدوية ، وكان تركيا ومن أهالي مير[6].
7 - رجل خرج سنة 1219 ه في مصر مدّعيا المهدوية ، وهو من مواليد طرابلس ، وسرعان ما اشتبك في الحرب ضدّ جيش قادم من فرنسا حيث قتل مع عدد من أنصاره[7].
8 - محمد أحمد : الّذي خرج سنة 1260 ه من السودان ، وهو من قبيلة الدناقلة ، ولد في جزيرة « نبت » مقابل « دنقلا » أو في « حنك » حسب قول البعض[8].
9 - رجل اجتمع حوله الناس في رباط عبادة حيث دعا إلى مهدويّة نفسه باعتباره الفاطمي المنتظر ، وكان من سلالة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[9].
10 - أحمد بن أحمد الكيّال الّذي دعا الناس أوّلا إلى إمامته ثم خرج مدّعيا المهدوية وأسّس فرقة الكيالية[10].
11 - محمد مهدي السنوسي ابن الشيخ محمد السنوسي : الذي خرج من بلاد المغرب في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي وقد قال قبيل موته إنّه ليس المهدي المنتظر بل إن المهدي سيأتي بعدئذ ، وهو بذلك قد نفى المهدوية عن نفسه ، ولعلّه كان يقصد بقيام المهدي بعد حين خروج ابنه[11].
12 - الميرزا غلام أحمد القادياني : خرج في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي سنة 1826 من البنجاب بالهند ، وحارب جماعة السيخ هناك باعتباره نبيّا ، وأسّس فرقة القاديانية التي لا يزال لها أتباع في الهند[12] « 1 » .
13 - السيّد أحمد بن محمد الباريلي « ويسمّى بالمهدي الوهّابي أيضا ، ولد سنة 1224 في مدينة « بريلي » من مدن الهند ، كان وهّابيا حيث قام بنشر هذا المذهب في الهند خلال النصف الأوّل من القرن الثالث عشر ، وعرّف نفسه باعتباره من أحفاد الإمام الحسن بن علي ( ثاني أئمّة الشيعة ) وأعلن الحرب ضدّ الهندوس والسيخ في بنجاب الهند ، وقد انهزم في هذه الحرب وقتل ، ولكنّه استطاع بدعوته أن يمهّد الطريق لخروج أحمد القادياني - المذكور آنفا - ويسهّل عليه النفوذ في أفكار الناس[13] « 2 » .
14 - علي محمد الشيرازي المعروف بالباب ، ابن الميرزا رضا البزّاز الشيرازي :
ولد في شيراز سنة 1235 من امرأة تدعى خديجة ، ولم يكن له نصيب من العلم والأدب ما عدا اللغة الفارسية التي درسها في شيراز عند معلم كان يدعى « شيخنا » ، كما درس شيئا من النحو والصرف فقط ، وكان يهتم بالارتياض وأداء الأعمال الشاقّة من أجل تسخير الجن والروحانيات ، وقد أقام برهة في ميناء بوشهر وأصيب هناك بانسداد الدماغ وضعف العقل ، فسافر من بوشهر إلى كربلاء ، وانضم إلى أعوان الشيخ أحمد الأحسائي وصاحب السيّد كاظم الرشتي وهو من تلامذة الأحسائي ومروّجيه والذي كانت له مهارة في تبليغ الأباطيل والخرافات[14] « 3 » ، وبعد موت الأحسائي والسيّد كاظم الرشتي ، التحق بتلميذ آخر للأحسائي وهو الحاجّ كريم ( خان )
( مؤسّس فرقة الشيخية الضالّة ومبتدع لقب الركن الرابع ) ، وادّعى الشيرازي في البداية أنّه باب هذا الرجل وخليفة الخليفة ، ولمّا ارتفع صيته بعض الشيء واشتهر قليلا بين الناس زعم أنّه باب المهدي المنتظر .
ثم استقل في دعواه معرّفا نفسه بأنّه المهدي ، ولمّا رأى كثرة الحمقاء حوله فقد اجتمع له عدد كبير من أناس أكثر منه جهالة وحماقة ، عندئذ ادّعى النبوّة واختلق عبارات جوفاء ، عارية من المفهوم وبعيدة عن أدب المحاورة والمنطق السليم ، فكانت أقواله خير دليل على قلّة عقله وبلاهة أتباعه ، وفي النهاية اشتدّ به الجنون فطمع في الألوهية وجاء كتابه « البيان » خير شاهد على كفره المحض .
والجدير بالذكر إن سياسة الأجانب اقتضت الدفاع عنه بما كان لهم من النفوذ في السلطة داخل إيران فعمدوا إلى تأييده ونشر مفاسده ، وصرف الأموال للتبليغ له والصدّ لمن حاول التهاجم عليه ، ممّا دعاه إلى تحليل أي حرام شاء ، واعطاء الحريّة في ارتكاب أنواع الموبقات والتصرّفات غير المشروعة ، فاستمال بذلك جمعا من سفلة الناس وجهّالهم .
أمّا علماء الدين في ذلك الزمن فقد شاهدوا منه في بداية الأمر أعمالا جنونية دعتهم إلى التريّث في إصدار حكم قتله ، إلّا أن لهيب فتنته ابتدأ يتصاعد وينتشر فاضطرّ العلماء إلى الحكم بقتله دفعا منهم لشرّه وصونا للناس من السقوط في نار فتنته وانحرافاته . كما أفتوا بكفر أتباعه البهائيّين ونجاستهم وحرمة الزواج منهم . ومن جهة أخرى كانت فتنته تهديدا للعرش الملكي فتم تنفيذ الحكم فيه شنقا ، وبعد إعدامه علم أنّه كان من مدّعي المهدويّة الدجّالين ، وأن عملاء روسيا هم الذين شجّعوه على خلق أكاذيبه وساعدوه عليها .
ولّما اتّضح فساد أمره استغلّه الإنجليز لمآربهم ، وانته أمره إلى انحراف الملايين من المسلمين الضعاف الإيمان وانقلابهم كفّارا بعد ما كانوا شيعة مسلمين .
وعلى رغم سقوط الشاه - والذي كان عونا للبهائية - وقيام الجمهوريّة الإسلامية وإبادة الحكم الملكي الذي كان البهائيّون يستغلّونه لأغراضهم وعلى رغم منعهم من حرية العمل وعدم الاعتراف بهم رسميّا ، إلا أنه - وبكل أسف - لا تزال هذه الفرقة الباطلة تبثّ سمومها بين الجهلاء لتلقيهم في براثن الكفر .
15 - مهدي السنغال : ظهر في السنغال سنة ( 1828 م ) رجل ادّعى أنه المهدي المنتظر ، ورفع راية الثورة على الحكم القائم إلّا أنه فشل ، وقتل .
16 - مهدي الصومال : إدّعى محمّد بن عبد اللّه أنه الإمام المنتظر وكان ذلك في سنة ( 1899 م ) وكان له نفوذ واسع في قبيلته ( أوجادين ) وقد حارب البريطانيين والإيطاليين والأحباش ما يقرب من عشرين عاما ، حتى توفي سنة ( 1920 م ) .
17 - مهدي تهامة : ظهر في تهامة في اليمن حوالي سنة ( 1159 م ) وادّعى أنّه الإمام المنتظر الذي بشّر به الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وتبعه فريق من الأعراب .
وقد استطاع القضاء على دولة الحمدانيين في ( صنعاء ) ، وعلى الدولة النجاحية في ( زبيد ) ، وأعقبه حفيده عبد النبي سنة ( 1162 م ) ، وأزال دولته توران شاه من قبل صلاح الدين الأيوبي .
وهذه الأسماء هي أهم وأبرز الدعوات التي شكّلت في تحركاتها تاريخا يدّون ويكتب في سجل الادعاءات المهدوية المزيّفة والباطلة ، ويمكن للباحث العثور على أسماء أخرى أغفلنا ذكرها في هذا الكتاب .
[1] مقدمة ابن خلدون ، ج 2 ، ص 829 .
[2] « تاريخ أبي الفداء » ، ج 2 ، ص 232 ، « مجلة الهلال » السنة الرابعة العدد 17 ص 643 ، « مقدمة ابن خلدون » ج 2 - 709 .
[3] « المهدية في الإسلام » ، ص 48 .
[4] « مقدمة ابن خلدون » ، ج 2 ، ص 819 . « مجلة الهلال » السنة الرابعة العدد 17 ص 643 .
[5] « مقدمة ابن خلدون » ، ج 2 ، ص 818 .
[6] ترجمة رسالة « الدار المستترة » لمحسن جهانسوز .
[7] المصدر نفسه .
[8] « مجلة الهلال » السنة الرابعة ، العدد 17 ص 644 ، والسنة السابعة العدد 6 .
[9] « مقدمة ابن خلدون » ، ج 2 - 818 .
[10] « الملل والنحل » للشهرستاني 1 - 160 .
[11] « الهلال » السنة الرابعة ، العدد 17 ص 644 .
[12] « الهلال » السنة الرابعة ، العدد 17 ص 642 ، « ظاهرة الغيبة ودعوى السفارة » ، ص 300 ، ج 370 ، « المهدية في الإسلام » ص 270 ، « مفتاح باب الأبواب » ، ص 77 .
[13] دائرة المعارف الإسلامية ، ج 1 ، ص 496 ، ج 497 ، « المهدية في الإسلام » ص 268 ، « مفتاح باب الأبواب » ، ص 69 .
[14] من أجل الاطلاع على هوية السيد كاظم الرشتي ودوره في نشر فرقة البهائية ، راجع كتاب « ظاهرة الغيبة ودعوى السفارة » للميرزا حسن آل عصفور البحريني ، ص 247 ، ج 300 ، طبعة قم .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|