المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



علاج التكبر  
  
1190   08:04 صباحاً   التاريخ: 2023-07-16
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص148ــ149
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : من تكبر على الناس ذل(1).

وقال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): لا ينظر الله إلى رجل يجر إزاره بطراً(2).

يعتبر التكبر أيضاً من الصفات الذميمة التي من كانت به ذل. ويرى علماء النفس أن علاج هذا المرض يكمن في الإستفادة من غريزة عزة النفس . إلا أن الإسلام قد جمع بين قدرة الغريزة وقوة الإيمان في علاج هذا المرض ، وأكد أن التكبر يعود على الإنسان بالذل في الدنيا والآخرة .

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : من لم ينزه نفسه عن دنائة المطامع فقد أذل نفسه وهو في الأخرة أذل واخزى(3) .

ويتضح من خلال هذه الأحاديث والروايات وغيرها الكثير الكثير مدى اعتماد الإسلام على القوة الغريزية والقدرة الإيمانية معاً ضمن برنامجه التربوي ، وتأكيده على الإستفادة من هاتين القوتين في مكافحة مساوئ الأخلاق والعادات الذميمة الضارة.

صعوبة المكافحة:

ولا يخفى أن نبذ العادات الذميمة ومكافحتها من وجهة نظر الدين والعلم أمر ليس باليسير. فالذي يستطيع التغلب على عاداته وطبائعه الذميمة وتغيير شخصيته المريضة، هو ذلك الإنسان الذي لا يخشى المشاكل والعقبات ولا يصاب باليأس إن هو فشل مرة أو عدة مرات .

ومع الأخذ بنظر الاعتبار أن العادة هي طبع ثان للإنسان ، فإن مكافحتها يحاتاج إلى شيء من الثبات والاستدامة . والشاب الذي يجدّ كثيراً لإصلاح ملكاته الأخلاقية، ويثابر من أجل تحقيق هدفه، لا شك أن النجاح سيكون حليفه.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : من استدام قزع الباب ولج ولج(4).

السعادة في المجاهدة:

وعنه (عليه السلام) : من اجهد نفسه في صلاحها سعد(5).

(إذا كنا نبحث عن القدرة علينا أولاً أن نختار هدفاً لنا ثم نرسم طريقنا إليه ، وعلينا أن لا نحيد عن ذلك الهدف مهما حصل. وينبغي علينا أن نمضي حتى النهاية في الطريق الذي سنرسمه لأنفسنا ، فكل فشل من شأنه أن يحبط من عزيمتنا ، وقد يزيد كل نجاح من قدرتنا. إن تنفيذ اي عمل يستوجب عملاً جديداً ، والنجاحات الصغيرة تمنحنا قدرة ونشاطا وتزيدنا ثقة بتحقيق نجاحات كبيرة ، وبالعمل تخلق الإرادة» .

«أما الذي يأخذ جانب الحيطة والتردد في أي عمل ينوي القيام به، فإنه سيبقى يراوح في مكانه. كن ممن لا يفرحون عند تحقيق أي نجاح محدود ، ويمكنك إذا ما حققت نجاحاً كبيراً أن تحتفل اليوم وتعود غداً إلى العمل ثانية لتبحث عن عمل أكثر خطورة وتتحمل مسؤولية أكبر».

«وقد تفشل، أو حتى تهلك، ولكن اعلم أن اليوم الذي تموت فيه هو أحقر من ان يجعلك تضحي بسلوكك ومعتقداتك ، أما إذا لم تهلك فإن هذه المخاطر ستشد من عزمك وستدنيك من هدفك وستأخذ بيدك نحو التسامي والرقي»(6).

____________________________

(1) تحف العقول ، ص 88.

(2) مجموعة ورام 1 ، ص 199.

(3) غرر الحكم،  ص690.

(4 و5) غرر الحكم، ص 718 و644 .

(6) مباهج الفلسفة، ص 222. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.