أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
4627
التاريخ: 17-12-2015
4709
التاريخ: 27-5-2022
1807
التاريخ: 26-10-2014
6130
|
سر تغيير العبارة في (إليه ترجعون) الآية 28 البقرة
قال تعالى : {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28].
إنه من جهة كون الموت السابق أمراً عدمياً، ولا يحتاج إلى المبدإ الفاعلي بشكل مباشر، فإنه لم يسند إلى الباري تعالى، إلاً أن العناصر المحورية الثلاثة التالية له؛ أي: الإحياء الأول، والإماتة الثانية، والإحياء الثالث، فقد اسندت إلى الله سبحانه؛ لأنها جميعاً أمور وجودية وهي بحاجة إلى المبدإ الفاعلي. لكن المهم هنا هو أن الرجوع (ثم إليه ترجعون) مع أنه أمر وجودي ومحتاج إلى المبدأ الفاعلي إلاً أنه لم يسند إلى الله عز وجل وإن مجرد كون الله مرجعاً لا يعد كافياً لتأمين المبدا الفاعلي: إذ من الممكن أن يتعلق رجوع الراجعين بإرادتهم هم أو بمبد! آخر.
قد يقال أحياناً في تبرير هذا التغيير في العبارة أن السر فيه هو رعاية فواصل الايات ومقاطعها، التي دونت في الآيات السابقة - على الاغلب - بصورة الجمع المذكر السالم. ومن اجل إثبات إسناد رجوع الناس إلى الله من الممكن القول: إذا لم تكن حياة موجود ما ومماته بيده هو ولا ببد غير الله، فإن رجوعه إلى الله أيضاً، والذي هو شأن من الشؤون الوجودية لهذا الموجود، يكون بإرادة إلهية حتما، كما أنه يستنبط من الآيتين {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] ، {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} [هود: 123] حيث إن رجوع الإنسان إلى الله يتم بإرادة إلهية؛ ذلك لأنه لما كانت أمور الكون أجمع، بالإضافة إلى وجود الإنسان بأسره، هي كلها في قبضة اله، فلابد أن رجوع الإنسان إلى الله، الذي هو من أشد مراحل هجرته حساسية، سوف يسند إلى الله تعالى. هذا بقطع النظر عن ان الفعل المشار إليه (ترجعون) جاء بصورة المبني للمجهول. وبناء على ما مر، فإن إسناد «الرجوع» إلى الناس أنفسهم هو غير مطروح من الأساس، وبما أن جميع الأشخاص سيرجعون إلى الله، فلن يكون أي من هؤلاء مرجعاً لغيره؛ لأنه سيرجع كما هو حال اقي الأشياء: (إليه يرجع الأمر كله)، إذن فما من شيء يكون مرجعاً لشيء؛ بمعنى، أن كافة الأشخاص والأشياء سترجع إليه جل شأنه بالإرجاع الإلهي.
بالطبع إن رجوع الراجعين الذي يتم بالإرجاع الإلهي، يكون تارة من دون واسطة، وتارة اخرى بالواسطة. من هنا، فإذا تم قبض أرواح البعض بواسطة ملك الموت، فلأن ملك قبض الأرواح هو منفذ لأمر الله تعالى، وهو يعمل بإذنه وإرادته، فإن إرجاعه يكون تحت تدبير الله عز وجل وإرجاعه.
تنويه: على الرغم من أن عنوان «الإعادة» قد اسند إلى الله بصراحة، وأنه من المحتمل أن يكون شاملاً للإرجاع أيضاً، إلا أن عنواني «الإعادة» و«الرجوع» يأتيان - أحيانا- معاً جنباً إلى جنب، الأمر الذي يوحي بالتعدد؛ كما في: {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [الروم: 11].
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|