أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-09-2014
5353
التاريخ: 25-09-2014
5416
التاريخ: 28-09-2014
5458
التاريخ: 25-09-2014
12917
|
المراد من الرجوع إلى الله
قال تعالى : {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28].
المراد من الرجوع إلى الله
إن الذي يخال الموجودات منحصرة في المادة والمادي، أو الذي إذا أقر بوجود موجود مجرد في عالم الوجود، فإنه لا يقول بأدنى سهم من التجرد للإنسان، ويرى أن جميع شؤون الإنسان الوجودية مادية، فإنه يستنتج من عنوان رجوع الإنسان إلى الله كون الله (معاذ الله) جسما؛ وذلك لأن رجوع الموجود المادي إلى شيء سوف لن يكون إلا رجوعاً مكانياً. عندما يرجع الشيء في مكان معين، فإن مرجعه سوف يكون موجوداً مكانياً أيضاً. إذن فمرجع الإنسان هو الله المتمكن؛ أي الذي له جسم. وقد ضعف الفخر الرازي هذا الاستدلال الباطل بالكيفية التالية:
والمراد انهم إلى حكمه يرجعون؛ لأنه تعالى يبعث من في القبور ويجمعهم في المحشر، وذلك هو الرجوع إلى الله تعالى، وإنما وصف بذلك لأنه رجوع إلى حيث لا يتولى الحكم غيره (1).
لابد من التنبه هنا، إلى أنه وإن لم يكن الحاكم والأمير يوم القيامة سوى الله، إلاً أن رجوع الإنسان إلى الله ليس رجوعاً لبدنه وحسب، بل إن روحه المجردة راجعة هي أيضا، وإن رجوع الروح هو رجوع أمر مجرد، ورجوع الموجود المجرد سوف يكون على نحو التجرد، وليس بصورة التجسم، وقد اشير إلى أصل هذا المبحث في التوضيح الإجمالي للآية الأخيرة من سورة الفجر الذي تمت الإشارة إليه آنفاً.
بالطبع إن التجرد المحض، حتى من الحد والعد، مختص بالله عز وجل، وإلا فإن التجرد من المادة محرز بواسطة العقل والنقل. هذا وإن كان البعض يفسق القائلين بتجرد النفس(2). إن منشأ مثل هذه النسبة الباطلة هو إما قصور في تصور مبادئ تجرد الروح، وإما ذهول عن لوازم الأيات والروايات المعتبرة التي تستلزم - تماما - تجرد الروح عن المادة والطبيعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1. التفسير الكبير، مج 1 ،ج 2، ص166.
2. نقلا عن بيان السعادة في مقامات العبادة، ج 1، ص70.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|