أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-13
370
التاريخ: 2024-05-22
750
التاريخ: 2024-06-06
728
التاريخ: 2024-02-10
1200
|
يوجد الذهب في الطبيعة منتشرا بكثرة على هيئة معدن، ولم يوجد قط في حالة نقية. بل يكون دائما محتويًا على كميات من الفضة أو النحاس، وأحيانًا نجد فيه آثار حديد، ومعادن أخرى. ويوجد الذهب في الطبيعة عادة في شكلين، إما في عروق غير منتظمة، في ثنايا صخور الكوارتس، أو في الرمال الغريانية، والحصا. وهذا ناتج من تفتت صخور تحتوي على مادة الذهب، قد حملها تيار ماء جف فيما بعد. وقد عثر على الذهب في هاتين الحالتين. ولما كان من السهل معرفة الذهب بلونه الأصفر البراق، وكذلك بسهولة استخراجه فقد عرفه المصري واستعمله منذ عصور سحيقة ترجع إلى ما قبل الأسرات. والذهب يوجد في مناطق شاسعة في مصر بين وادي النيل والبحر الأحمر، وبخاصة في الصحراء الشرقية جنوبًا من طريق قنا والقصير إلى حدود السودان. يضاف إلى ذلك أنه قد وجدت مناجم ذهب شمالي خط عرض قنا حتى دنقلة في السودان تقريبًا ومعظم هذه المناطق تقع في بلاد النوبة، وهي أثيوبيا القديمة التي ذكرها الكتاب الأقدمون، والجزء المصري الحالي منها هو بلاد النوبة السفلي، أي من أسوان (1) إلى وادي حلفا. أما القسم السوداني فهو بلاد النوبة العليا، أي من حلفا إلى مرو. ولم يعثر إلى الآن على ذهب في شبه جزيرة سيناء. وقد وجد أن عدد المناجم التي شغلت قديما في الكوارتس لاستخراج الذهب يبلغ عددها نحو المائة، والواقع أن المصريين كانوا من أمهر البحاثين عن هذا المعدن، إذ لم ً يوجد مكان يشعر بوجود الذهب فيه، إلا وجدنا المصريين قد سبقوا إليه، وقتلوه فحصا وتنقيبًا. وقد أحيت صناعة تعدين الذهب منذ مدة وجيزة، ولكنها أهملت ثانية لأسباب اقتصادية وقد ظن الأستاذ «بترى» (2) أن الذهب كان يجلب إلى مصر منذ الأسرة الأولى، وعزا ذلك لوجوده مخلوطا بالفضة. غري أنه نسي أن الذهب المصري كان يحتوي أحيانً على مقدار عظيم من الفضة طبيعيٍّا، وكذلك ذكر الأستاذ بترى أن الذهب يحتوي على مقدار من الإثمد منذ عهد الأسرة الثانية، وبذلك استنتج أنه لا بد أن جلب إلى مصر من ترنسلفانيا موطن الإثمد (3)، ولكن ذلك محض خطأ. والواقع أن الوثائق المصرية القديمة تخبرنا أن الذهب كان يجلب إلى مصر من أقاليم الجنوب في عهد الأسرة الثانية عشرة. على حين أنه ليس لدينا وثائق تدلنا على أنه كان يجلب إلى مصر من الشمال قبل الأسرة التاسعة عشرة. وقد كان يؤتى بهذا المعدن إلى مصر في الأسرة الثانية عشرة من قفط، وبلاد النوبة، وفي عهد الأسرة الثامنة عشرة من الأراضي العليا، وكاروي، وقفط، وكوش، وبنت، والأقاليم الجنوبية. وفي الأسرة التاسعة عشرة من أكيتا، وأرض «الإله»، وكاروي وبنت، وفي الأسرة العشرين من إدفو، وإيمو، وقفط، وبلاد الدهنج، وأراضي العبيد، وأميو، ومن الشمال في عهد الأسرة التاسعة عشرة من لوبيا، وفي الأسرة العشرين من آسيا، وفي الأسرة الثانية والعشرين من «خنت نفر» (4). وأقدم خريطة في العالم هي الموجودة الآن في متحف تورين، رسمت على ورق بردي. وقد ظهر عليها مواقع مناجم الذهب في الصحراء الشرقية، ويرجع تاريخها إلى عصر امللك «سيتي الأول» من الأسرة التاسعة عشرة. ولا نزاع في أن المصري منذ الدولة القديمة كان في متناوله مقدار عظيم من الذهب كما تدل على ذلك مخلفات الملكة «حتب حرس»، وبخاصة قبتها الذهبية، وكذلك ما وجد في بعض مقابر عظماء القوم، وقد زاد مقدار الذهب في عهد الدولة الحديثة كما يشاهد في مقبرة «توت عنخ آمون» إذ نجد أن وزن تابوته فقط ما يقرب من 110،5كيلوجرام من الذهب الخالص. وكان الذهب يصاغ بالطرق والسبك. وكذلك كانت تنقش صفائحه بالبارز والغائر، وتحلي صفائحه الرقيقة الأثاث، والتوابيت الخشبية، وغري ذلك ً من أدوات الزينة، وكذلك كان يذهب النحاس. هذا إلى أنه كان يصنع من الذهب سلوكا رفيعة لنظم العقود. ولوحظ أن الذهب كان يطرق إلى أوراق رقيقة، واستعملت للتذهيب وكذلك كان يلون الذهب ويلحم، وبالاختصار فإن معظم الصناعات الحديثة لصياغة الذهب كانت مستعملة عند قدماء المصريين، وقد شرح كل من «ويليمز وفرنييه» (5) تفاصيل طرق صناعة المجوهرات، وكذلك قاس الكيمائي «لوكاس» صفائح من الذهب يختلف سمكها ما بني 0,17 و0,54 من المليمتر، 0,09 من المليمتر وذكر «بتري» أن سمك الورقة كان غالبًا 5000 / 1 من البوصة أو 0,127 من المليمتر. وعندما كان يراد استعمال ورق الذهب في تزيين الشكل البارز في الخشب كانت توضع الصفائح مباشرة على الخشب المشغول ثم تثبت فيه بمسامير صغيرة من الذهب، ٍّ ولكن عندما كانت توضع أوراق رقيقة جدا ًعلى الخشب كان يغطى الخشب أولا بطبقة رقيقة من جبس خاص كان يلصق عليه الذهب بمادة مثبتة ربما كانت الغراء. وعندما كان يراد استعمال ورق أرق مما سبق، كانت توضع كذلك طبقة من الجص، غير أن نوع المادة المثبتة التي كانت توضع فوقها لم تعرف بعد بالضبط، وقد قال الأستاذ «لوري» (6) إنه لاحظ في حالة من تلك الحالات، أن المادة كانت بياض بيضة وكان كل من معدني النحاس والفضة يجليان أحيانًا بقشرة من الذهب، وكانت هذه القشرة توضع على النحاس بإحدى طريقتين، الأولى بطرق ورقة رقيقة من الذهب على النحاس، والثانية تثبيت ورقة الذهب على النحاس بمادة لاصقة ربما كانت الغراء، وقد عثر على أمثلة من النوع الأول، وهي أزرار استعملت كأختام من عهد الأسرة السادسة تقريبًا، وكذلك عثر على تعويذة تمثل الإله «تحوت» أما تذهيب الفضة فقد عثر على أمثلة منه في عهد الأسرة الثانية والعشرين(7). وقد لوحظ في الآثار التي عثر عليها من الذهب القديم أنها تكون على ألوان شتى، فنجد من بينها الأصفر الفاقع، والأصفر القاتم، والأحمر المختلف الألوان كاللون اللبني المائل إلى الحمرة، والطوبى الخفيف، والدموي، والأرجواني القاتم، ثم الأحمر القرنفلي. وكل هذه الألوان عرضية ما عدا الأخير إذ قد نتج من مزج الذهب الخالص بكمية بسيطة من الحديد. كما يقول بعض علماء الكيمياء. أما الذهب الأصفر القاقع فهو نضار خالص، أما الأصفر القاتم المبقع فيحتوي على نسب من معادن أخرى كالفضة والنحاس. أما الذهب الرمادي فيحتوي على نسبة كبرية من الفضة تغري لون مسطحه الخارجي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Stanley C. Dunn, On the Mineral deposits of the Anglo-
.Egyptian Sudan p. 13
(2) . Petrie, the Arts & Crafts of Ancient Egypt. (1910) p. 83
(3) Petrie, Descriptive Socilogy Anc. Egypt. P. 57
(4) Br. A. R. (1) 520, 521. & op. Cit II 263, 373, 502, 514, 522, 526, 774, 889, op. cit. III, 37, 116, 274, 285 286,. Op. cit IV, 30, 33, 34, 228, 409, .26, 770
(5) C. R. Williams, Gold and Silver Jewelry and Related Objects;
Vernier. (a) Biioux ET ouf-vreries dans Cat .Gen. du Muse du Caire. (b) Bijouterie ET la foaillerie Egyptienne dans Bull. De L’Inst. Franc. d’Arch. .Orient. Du Caire, II, 1907
(6) Laurie, Methods of testery minute quantities of material from
.pictures & Works of Art, in the Analyst, LVIII (1933) p. 468
(7). Vernier, op. cit. p. 240–1, 378–9 pl. LVIII-IV, LXXVII
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|