أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-06
941
التاريخ: 6-6-2021
2234
التاريخ: 2023-07-08
920
التاريخ: 2023-07-19
910
|
رفض ياقوت الحموي (توفي 626 هـ / 1229 م) ما طرحه أصحاب القصص الخرافية والعجائبية من العرب والمسلمين حول ظاهرة المد والجزر، كما نبه إلى أنه ليس مؤمنًا بصدقها.
قال ياقوت الحموي: «وفي أخبار قصاص المسلمين أشياء عجيبة تضيق بها صدور العقلاء، أنا أحكي بعضها غير معتقد لصحتها رووا أن الله تعالى خلق الأرض تكفأ كما تكفأ السفينة، فبعث الله ملكًا حتى دخل تحت الأرض، فوضع الصخرة على عاتقه، ثم أخرج يديه: إحداهما بالمشرق، والأخرى بالمغرب، ثم قبض على الأرضين السبع فضبطها، فاستقرت، ولم يكن لقدمه قرار، فأهبط الله ثورًا من الجنة له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة، فجعل قرار قدمي الملك على سنامه، فلم تصل قدماه إليه، فبعث الله ياقوتة خضراء من الجنة، مسيرها كذا ألف عام، فوضعها على سنام الثور، فاستقرت عليها قدماه، وقرون الثور خارجة من أقطار الأرض، مشبكة تحت العرش، ومنخر الثور في ثقبين من تلك الصخرة تحت البحر، فهو يتنفس كل يوم نفسين، فإذا تنفس مد البحر وإذا ردَّه جزر.» 91
بعدها ذكر ياقوت قولًا للجاحظ «وقال الجاحظ: بالبصرة ثلاث أعجوبات ليست في غيرها من البلدان، منها: أن عدد المد والجزر في جميع الدهر شيء واحد فيقبل عند حاجتهم إليه ويرتد عند استغنائهم عنه، ثم لا يُبطئ عنها إلا بقدر هضمها واستمرائها وجمامها واستراحتها، لا يقتلها غطسا ولا غرقًا ولا يغبها ظماً ولا عطشًا، يجيء على حساب معلوم وتدبير منظوم وحدود ثابتة وعادة قائمة يزيدها القمر في امتلائه كما يزيدها في نقصانه فلا يخفى على أهل الغلات متى يتخلفون ومتى يذهبون ويرجعون بعد أن يعرفوا موضع القمر وكم مضى من الشهر، فهي آية وأعجوبة ومفخر وأحدوثة، لا يخافون المحل ولا يخشون الحطمة.» 92
وقد رد عليه ياقوت مؤكدًا صحة كلامه؛ لأنه تحقق من ذلك بنفسه، وشاهده معاينة. قلت أنا كلام الجاحظ هذا لا يفهمه إلا من شاهد الجزر والمد، وقد شاهدته في ثماني سفرات لي إلى البصرة ثم إلى كيش ذاهبًا وراجعًا، ويحتاج إلى بيان يعرفه من لم يشاهده، [وهو أن دجلة والفرات يختلطان قرب البصرة ويصيران نهرًا عظيمًا يجري من ناحية الشمال إلى ناحية الجنوب فهذا يُسمونه جزرًا، ثم يرجع من الجنوب إلى الشمال ويسمونه مدا، يفعل ذلك في كل يوم وليلة مرَّتين]، 93 فإذا جزر نقص نقصانا كثيرًا بينا بحيث لو قيس لكان الذي نقص مقدار ما يبقى وأكثر، وليست زيادته متناسبة بل يزيد في أول كل شهر، ووسطه أكثر من سائره وذاك أنه إذا انتهى في أول الشهر إلى غايته في الزيادة وسقى المواضع العالية والأراضي القاصية أخذ يمدُّ كل. وليلة أنقص من يوم اليوم الذي قبله وينتهي غاية نقص زيادته في آخر يوم من الأسبوع الأول من الشهر، ثم يمد في كل أكثر يوم من مده في اليوم الذي قبله حتى ينتهي غاية زيادة مده في نصف الشهر، ثم يأخذ في النقص إلى آخر الأسبوع ثم في الزيادة في آخر الشهر هكذا أبدًا لا يختلف ولا يخل بهذا القانون ولا يتغير عن هذا الاستمرار.» 95،94 وقوله «مرتين» إشارة إلى المد والجزر نصف النهاري.
__________________________________________
هوامش
(91) الحموي، ياقوت، معجم البلدان ج 1، دار صادر، بيروت، 1995 م، ص 23.
(92) المرجع السابق نفسه، ص 439.
(93) اقتبس هذه الفقرة الباكوي، عبد الرشيد، تلخيص الآثار في عجائب الأقطار مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس، رقم (2247 (Arabe، ص 65.
(94) اقتبس هذه الفقرة زكريا القزويني، في كتابه «عجائب البلدان»، مخطوطة مكتبة الدولة برلين، رقم (133 .(Diez A quart ص 171.
(95) الحموي، ياقوت، معجم البلدان، ج 1، ص 439.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|