أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2022
2805
التاريخ: 21-5-2022
1371
التاريخ: 18-4-2022
1360
التاريخ: 20-4-2022
1500
|
فن الحديث الصحفي ووظائفه
ليس صحيحاً ما يقال من إن فن الحديث الصحفي من ابتكارات القرن العشرين، وابتداع هذا القرن وحده؛ فالذي نعرفه من تاريخ الصحافة بإنجلترا على سبيل المثال أن الصحفي الإنجليزي المشهور "ديفو Defoe " استطاع في القرن الثامن عشر أن يحصل على حديث صحفي من قاطع طريق اسمه: "جاك شبرد Shepherd J. "، وكان هذا قبيل تنفيذ الحكم عليه بالإعدام شنقاً ببضع دقائق.
بل إن الاستاذ "ولزلي" في كتابه Exploring Journalism" يرى أن حوار أفلاطون يعتبر نوعاً من الاحاديث، ذلك أن الاسئلة التي وجهت إلى سقراط حيناً، وإلى غيره من أصدقاء أفلاطون وتلاميذه حيناً آخر، كانت تحمل في طياتها صفات الحديث الصحفي، ومثل ذلك كثير من أخبار الادب العربي في قصور الخلفاء والامراء، حيث كان الحوار يدور بينهم في مسائل شتى، وموضوعات متباينة.
ولئن دلت هذه الآراء وأمثالها على شيء فإنما تدل على حقيقة واحدة فقط، وهي أن النفس البشرية منذ نشأتها ميلاً أصيلاً ونزوعاً شديداً إلى معرفة أحوال الغير، والوقوف على جميع أسرارهم كلما أمكن ذلك، وفي الاحاديث الخاصة من أي نوع كان، ما يشبع هذا الميل نفسه إشباعاً كبيراً.
ولهذا الفن، من فنون الصحافة، أهمية خاصة، فالأصل فيه، أن القارئ لا يمكنه أن يشاهد مكان الحادث الذي يهمه ليقف بنفسه على حقيقة الامر فيه، ومن ثم وجب على الصحافة أن تقوم له بذلك عن طريق مخبريها، فيذهب أحدهم إلى مكان الحادث، وتكون مهمته توجيه الاسئلة إلى شهود العيون، وبهذه الطريقة يقف القارئ على الحقيقة، على أنه ليس من الضروري في كل حالة أن تنشر الاحاديث الصحفية على شكل أسئلة وأجوبة، فربما كان في نشر المعاني نفس القيمة الخبرية التي للأسئلة والاجوبة.
وفي بيان أهمية الحديث الصحفي يقول الاستاذ "إميل لودفيج" ما يلي:
يعتبر الحديث الصحفي من ألمع الفنون الصحفية في الوقت الحاضر، ومن أكثرها استهواء للقارئ، وقد تظن أن الحديث الصحفي لا يزيد على كونه مجرد تسجيل لمناقشة، أو حوار دار بين طرفين، غير أن حقيقة الامر هي أن الحديث الصحفي أهم من ذلك، لأنه يتطلب قدراً كبيراً من المهارة والتفنن، ويحتاج إلى توفر صفات من نوع خاص في المخبر الصحفي.
والواقع أن الحديث الصحفي محبب إلى نفوس القراء، فكما أن يسر كل إنسان أن تتاح له فرصة التحدث إلى شخصية كبيرة لها مكانتها في الحياة العامة، فكذلك يرحب الناس عادة بالإطلاع على ما تصرح به مثل هذه الشخصيات لمندوب الصحيفة الذي يقوم بنقل هذه التصريحات إليهم.
وتزداد أهمية الحديث الصحفي تبعاً لأهمية صاحبه، ومدى شهرته، ولكن ليس معنى ذلك أن الحديث الصحفي لا يؤخذ إلا من المشهورين البارزين في المجتمع وحدهم، فقد تكون الاحداث المثيرة التي تقع لبعض المغمورين من الناس سبباً في الاهتمام الشديد بأحاديثهم وتصريحاتهم، وخاصة حين تكون مادة الحديث متصلة أشد الاتصال بموضوع من موضوعات الساعة.
فحين يتحدث المحضر "عثمان أبو الحسن حمودة" قاتل "وداد حمدي" أو تتحدث ابنتها "أشجان" إلى مندوب الصحيفة بعد وقوع الحادث، والإخبار عنه بالفعل، فإن هذه الاحاديث تستهوى الجمهور القارئ أكثر ما يستهويه حديث آخر عن استقالة "خروشوف" في روسيا، أو مجيء "تشومبي" من الكونغو إلى بلد من بلاد الشرق الاوسط. والخلاصة أن للحديث الصحفي بالمعنى الذي تقصد إليه الصحيفة ثلاث وظائف:
أولاها- أنه خير معين للصحيفة على كتابة القصص الإخبارية التي لا مكان لها في الواقع غير الصحف.
الثانية- أنه من أنجع الوسائل لعرض وجهات النظر، ومحاربة الشائعات الضارة بالمجتمع.
الثالثة- أنه من أنجح الوسائل كذلك لتعريف الجمهور بالشخصيات الممتازة. لذواتها؛ أو الشخصيات التي أضفت عليها الحوادث نوعاً من البروز المؤقت في المجتمع.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|