أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014
5097
التاريخ: 22-12-2015
4709
التاريخ: 8-11-2014
7036
التاريخ: 2023-09-01
1127
|
اتحاد الإنسان مع العقيدة، والخلق، والعمل
قال تعالى : {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25].
كما يقول القرآن الكريم في أصحاب النار: «وقودها الناس» فإنه يقول أيضاً في أصحاب الجنة: إن صاحب الجنة هو روح الجنة وريحانها: { فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } [الواقعة: 88، 89]. وليس هناك من حاجة إلى التقدير والمجاز في الكلمة، وبالطبع إن هذا المعنى مؤيد بالبرهان العقلي؛ لأن الجنة هي لصاحب الجنة، والمقام هو لصاحب المقام. فصيرورة المرء روحاً وريحاناً هو وصف وهو تحت تصرف صاحبه. وكما أن العقيدة هي تحت تصرف صاحب العقيدة، فإن العمل والخلق هما تحت تصرف صاحبهما أيضاً وفي هذا المضمار فإن حديث: «أنا مدينة الحكمة وهي الجنة وأنت يا علي بابها»(1) هو مما يسترعي الاهتمام.
بناء على ذلك. كما أن الإنسان متحد مع العقيدة. فهو أيضأ متحد مع الخلق والعمل؛ إذ أن الموضوع والمحمول متحدان مع بعضهما في محور المحمول، وليس فقط في مقام ذات الموضوع؛ مثلا، عندما يقال:
«زياد مؤمن»، «زياد عادل»، «زياد مصل» فإن كلاً من المحمولات الثلاثة متحدة مصداقا مع زيد الذي هو الموضوع: وإن كان الأول متحدا معه في مرحلة العقيدة، والثاني في مرحلة الخلق، والثالث في مرحلة العمل، وهناك رابطة حقيقية في جميعها، وهذا الإسناد والربط هما على خلاف الروابط الاعتبارية، وإن تعيين مدار الاتحاد - كما تمت الإشارة إليه -يقع على عاتق المحمول، وليس الموضوع ليكون هناك ارتباط بين الموضوع والمحمول بالاعتبار.
بطبيعة الحال إذا لم يكن المرء محجوباً أو مشغولاً، فإنه سيدرك لذة أو ألم كل ما هو معتقد ومتخلق وعامل به في الدنيا. لقد كان التذاذ الأئمة (عليهم السلام) والخواص من تلامذتهم بعبادتهم من الشدة، بحيث أنهم ما كانوا يرغبون في انتهائها فكانوا يقولون: «لو لم يكن عمر الدنيا سوى ليلة واحدة لقضيناها كلها في السجود أو الركوع»(2) . هذا النمط من رفع الحجاب ليس ميسراً للكافرين في الدنيا، إلا أثناء قبض الروح، أما بالنسبة للمؤمنين، فإن رفع الحجاب ممكن لهم في الدنيا، وإذا لم يدرك البعض لذة العقائد الصحيحة، أو الأخلاق الحسنة، أو الأعمال الصالحة فهو جراء اشتغالهم المتواصل بالأمور الدنيوية. يقول الإمام السجاد (عليه السلام) : «وأن الراحل إليك قريب المسافة، وأنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك»(3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الأمالي للصدوق، ص317؛ وبحار الانوار، ج40، ص201.
2. راجع كتاب «شرح حالات اويس قرني"، (وهو بالفارسية).
3.مصباح المتهجد وسلاح المتعبد، ص525؛ ومفاتيح الجنان، دعاء أبي حمزة الثمالي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|