أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-21
961
التاريخ: 10-1-2023
1604
التاريخ: 2024-04-21
739
التاريخ: 2024-07-30
570
|
النعم الظاهرية والباطنية
ما يكون لذيذة ومتناسبة مع حواس الإنسان الظاهرية أو الباطنية وقواه الإدراكية أو الحركية يسمى "نعمة". والقرآن يعد جميع النعم من الله سبحانه: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53] ويقول بأنها فوق العد ال والإحصاء: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18]. ويقول أمير المؤمنين "لا يحصي نعماءه العادون" (1).
والنعم بعضها ظاهري وبعضها الآخر معنوي وباطني: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } [لقمان: 20] والنعمة المطلوبة في سورة الحمد طبقا للأدلة والشواهد القرآنية ليست نعمة ظاهرية، وإنما هي نعمة باطنية، وهي التي بالتنعم بها أصبح السالكون من أصحاب الصراط السوي والمستقيم، وراحوا يتحركون بسهولة على الصراط الذي هو أدق من الشعرة وأحد من السيف، لأن اجتياز مثل هذا الطريق ليس هنا على أحد دون تزوده بالنعمة الإلهية الباطنية.
وهذه الأدلة على نحو الاختصار ما یلي:
1. القرآن الكريم من جهة يعد النعم الظاهرية كالمال والبنين زينة الحياة الدنيا: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الكهف: 46] ومن جهة أخرى يحصر فائدتها ونفعها في الحياة الدنيا: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} [الشعراء: 88]. وبالجمع بين الآيتين يظهر أن زاد السلوك وعامل وصول السالكين نحو لقاء الحق هو النعم الإلهية الباطنية.
2. المتنعمون بالنعم الباطنية هم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون، وأغلب هؤلاء لم يتمتع بالنعم الظاهرية.
3. إن التمتع بالعم الظاهرية هو السبب في بعض الأحيان للوقوف في وجه المنعم عليهم، ومن هنا فقد أمسوا من جملة المغضوب عليهم ومن الضالين.
فالقرآن الكريم بعد السر في طغيان جماعة من الكفار هو تمتعهم بالأموال والبنين: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [القلم: 14، 15]. كذلك يقول للرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) : {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} [المزمل: 11]. ويقول أيضا: إن النعمة تؤدي بالإنسان إلى الإعراض والاستكبار: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ } [الإسراء: 83].
ومع أن بني اسرائيل قد أغدق الله عليهم نعمة كثيرة: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 40] ولكنهم أذلاء ومغضوب عليهم: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ } [آل عمران: 112]. وحول بعض المهلكين يقول: إنهم كانوا يمتلكون العم الوفيرة: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ } [الدخان: 24 - 27].
وعليه فإن النعم المادية التي ينشغل الإنسان بها، إما فتنة وابتلاء (وسيلة للاختبار) أو عذاب إلهي، وبالنتيجة فهي عقبة ومانع في طريق الوصول إلى الله، وليست عونا وزادا ووسيلة للسلوك إلى الله.
ويتضح من الشواهد السابقة أن المقصود من (أنعمت عليهم) هو النعم المعنوية والباطنية التي أعطيت للأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وبينها القرآن الكريم في مواضع عديدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. نهج البلاغة، الخطبة 1، المقطع 1.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|