المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تطور علم الأرض  
  
1809   11:59 صباحاً   التاريخ: 2023-06-06
المؤلف : الدكتور ميشيل كامل عطالله
الكتاب أو المصدر : اساسيات الجيولوجيا
الجزء والصفحة : ص 32 – 37 الفصل الاول
القسم : الهندسة المدنية / هندسة الجيوتكنك /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-25 1129
التاريخ: 2023-02-25 1849
التاريخ: 2023-06-06 1130
التاريخ: 14-1-2023 1360

5-1 مقدمة تاريخية؛ تطور علم الأرض

لقد نظر الإنسان بتعجب إلى سطح الأرض وأحياناً برعب ولا سيما عندما كان مهدداً بالبراكين والزلازل الهزات الأرضية)، وتعود محاولاته لشرح وجود الأرض وطبيعتها إلى تأريخ أقدم المعتقدات الدينية التي آمن بها، كما أن البعض من تفسيراته لم تخل من الخرافات يتناول هذا المدخل الموجز تطور علم الأرض عبر شريحة من الاستنتاجات والأفكار التي اقترحها الإنسان عبر العصور الماضية كمـا وردت في تأريخ الأمم التي واكبت النهضة العلمية، وهذه الأمم هي: الإغريق والرومان والعرب والشعوب الأوروبية منذ عصر النهضة في القرن الخامس عشر الميلادي وحتى نهاية القرن العشرين الميلادي. ويؤمل من دراسة هذه المقدمة التأريخية تطوير اتجاه الفرد نحو تقدير العلم والمنجزات العلمية عند الشعوب والأمم، ومحاكاة جهود العلماء وطرقهم العلمية.

1- تطور الجيولوجيا عند اليونان (الإغريق)

إن الإغريق هم الرواد الأوائل من بين الأمم في إرساء النظريات الجيولوجية الواضحة التي عالجت بعض المظاهر الجيولوجية لكوكب الأرض وسطحه، ومن بعض إنجازات علماء وفلاسفة الإغريق ما يلي:

اعتقد العالم طاليس (636ق.م - 546ق.م) بأن الأرض عبارة عن قرص مسطح تحيطه المياه، ومن خلال ملاحظاته ومشاهداته لترسبات الأنهار عند مصباتها استنتج أن الماء مصدر جميع المواد على سطح الأرض. وقد اعتقد أن حركة المياه هي سبب الهزات الأرضية.

وأما العالم كسيمندر (610ق.م - 547ق.م)، فقد اعتقد أن شكل الأرض مثل الإسطوانة، واعتقد أيضاً بأن الإنسان وباقي الحيوانات قد تطورت من الأسماك و توصل من مشاهداته إلى أن الهواء وهو مصدر جميع المواد؛ والعالم كسيمندر أول من اقترح خارطة للعالم المعروف في عهده.

واستنتج العالم زينوفينس (540ق.م - 510ق.م) بأن البحار واليابسة كانتا مندمجتين معاً في فترة من فترات تطور الارض وقد توصل إلى استنتاجاته من دراسة الأحافير واعتقاده بأن أصلها بحري

وبصدد دراسة شكل الأرض، فقد اعتقد كل من فيثاغورس (582 - 500 ق.م) وأفلاطون (427-347ق.م) أنها تأخذ الشكل الكروي بالإستناد إلى المبدأ القائل بأن أكمل الأشكال الهندسية، وأكثرها صلابة هي الكرة.

وفيما بعد أثبت أرسطو (380-332ق.م) كروية الأرض، وقد تأتى له ذلك من خلال مشاهداته لظل الأرض المستدير على القمر أثناء ظاهرة خسوف القمر، وأيضاً من خلال مشاهداته لتحرك الأفق وظهور نجوم جديدة كلما تحركنا نحو الشمال أو الجنوب. والجدير بالذكر أن أرسطو قد استخدم منهجية استنباطية علمية تقوم علــى التأمل أوصلته إلى الكثير من النظريات العلمية في مجال العلوم والجيولوجيا.

واعتقد ديمقريطس (357460ق.م) بأن الأرض والأجرام السماوية تكونت نتيجة لتجمع ذرات معاً في الكون.

وعموماً، فقد توصل علماء اليونان بأن سطح الأرض في حالة تغير بصورة مستمرة نتيجة لكثير من العمليات الداخلية التي تحدث داخلها مثل الزلازل، وعزوا تكون الزلازل إلى وجود رياح شديدة تحدث داخل الأرض ثم تنطلق خارجها محدثة الزلازل، وبالتالي تقود إلى تكوين مرتفعات ومنخفضات على سطح الأرض.

2 تطور الجيولوجيا عند الرومان (27 ق.م - 935م)

تميز الرومان باهتمامهم بالمنهجية الواقعية وابتعادهم عن النظرة الفلسفية التأملية في معالجة الظواهر الطبيعية كما تبناها الإغريق اليونان) وكان النشاط العلمي عند الرومان واهتمامهم بتفسير الظواهر الطبيعية أقل من نشاط الإغريق. ومن أشهر علمائهم العالم بليني (Pliny) في القرن الأول بعد الميلاد، فقد وضع عدداً كبيراً من الكتب في مجال العلوم الطبيعية حدد منها ثلاثة تحدث فيها عن المعادن. وأما العالم سترابو الروماني فقد كتب عن الهزات الأرضية، وأكد أن جبل فيزوف المعروف في إيطاليا أصله من تراكمات بركانية.

3 الجيولوجيا في الفكر العربي

كانت دراسة الجيولوجيا عند اليونان تعتمد على منهجية التأمل والمناقشة العقلية الاستنباطية، وقد توصلوا باستخدام هذه المنهجية إلى الفكر والنظريات الجيولوجية. وعندما جاء علماء العرب، اقتبسوا منهم الكثير من هذه النظريات وطوروا منهجية علمية خاصة بهم تقوم على أساس تفسير الظواهر الطبيعية والجيولوجية والبحث العلمي.

وظهر من العلماء العرب الكثيرون ممن برزوا في مجالات العلوم الطبيعية المختلفة بصورة عامة، وفي ميدان الجيولوجيا بصورة خاصة، ومن أشهرهم إخوان الصفاء والعالم ابن سينا، والبيروني، والقزويني، وغيرهم.

اشتهرت جماعة إخوان الصفا (941-982م) في البصرة بأنها قد أرسـت الكثير من الأفكار والنظريات الجيولوجية ذات الاتجاه الحديث، ومن أبرزها ما يلي:

1- أشاروا إلى السطح التحاتي الذي يشاهد أحياناً ع عند سطح الأرض في المناطق التي تحدث فيها عملية الحت (التعرية).

2 - تناولوا في كتاباتهم ظاهرة تطور البحيرات وعمليات النقل التي تقوم بها الرياح والأنهار.

3 أشاروا إلى عمليات التجوية وعواملها التي تحدث تغييرات على سطح القشرة الأرضية.

4- يعتبر إخوان الصفا من الرواد الذين أرسوا فكرة تقسيم الجبال بحسب تكوينها الصخري، وكان لهذه الفكرة أثر في تحديد مجرى الفكر في أوروبا، وكما أشاروا في تقسيمهم للجبال إلى الصخور المتحولة والنارية التي تكون الجبال.

ويعتبر ابن سينا (980-1037م) من العلماء الذين أسسوا الجيولوجيا في الفكر العربي، وتعتبر الأفكار التي نادى بها أساساً بنيت عليه المعرفة الجيولوجية في عصر النهضة عند الأمم الأوربية في العصور اللاحقة ومن أشهر أفكاره ومنجزاته ما يلي:

1- وضع نظريات تفسر تكوين الجبال والأحجار والمعادن، فقد تحدث في كتاباته عن الصخور الرملية وتكونها من أصل مائي، وكتب عن تكون الحجارة من النار ويقصد بها الصخور النارية.

وبذلك فهو أول عالم اعتقد بأن أصل الصخور هو من الماء أو النار، وأما عن تكون الجبال فقد أكد في مشاهداته أنها تتكون من طبقات متعددة وقد عزى ذلك إلى الأطيان التي تراكمت وكونت تلك الجبال على صورة طبقات.

ومن المحتمل أن تكون هذه الأفكار قد شكلت أساساً ساعد العالم الإنجليزي وليم سميت في وضع قانون تعاقب الطبقات، وسنشرح عنه في ه في القسم الأخير من هذه المقدمة التاريخية.

2- كتب في الزلازل وأفكاره لا تختلف عن الآراء الحديثة.

3- قسم الجبال تبعاً لطريقة تكونها، وقد ميز بين نوعين من الجبال وهما:

أ- جبال تكونت نتيجة حركات رافعة مثل تلك الحركات التي ترافق حدوث الزلازل.

ب- جبال تكونت بفعل المياه الجارية وأثر الرياح.

4- شرح ابن سينا في مؤلفاته طبقية الصخور الرسوبية وتكوين سطوح فاصلة بينها.

ويرى علماء الجيولوجيا الغربيون أن آراء وأفكار ونظريات ابن سينا في ميدان الجيولوجيا تجعله بحق مؤسس علم الجيولوجيا عند العرب

وأما أبو الريحان البيروني (973-1062م): فقد بحث في شكل الأرض وتمكن من قياس محيط الأرض وحسب نصف قطرها باستخدام معادلة رياضية تسمى معادلة البيروني، وكتب في علم الطبقات وعلم الحفريات وعلم المعادن.

وفي القرن الثالث عشر الميلادي نبغ العالم الجيولوجي العربي محمد بن زكريا القزويني، ومن أشهر كتاباته وآرائه ما كتبه عن الزلازل والمياه الجوفية في كتابه (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات).

وهناك عدد آخر من علماء الجيولوجيا العرب من أمثال الرازي والكندي والادريسي، وعمر العالم ولهم كتابات في موضوعات مختلفة في ميدان الجيولوجيا فتناولوا موضوع الحركات الأرضية والترسيب الذي ساعد في تكوين القشرة الأرضية ولهم نظريات في تكون الينابيع والمياه الجوفية لا يتسع المجال هنا لشرحها.

4 تطور الجيولوجيا عند الشعوب الأوروبية

يعالج هذا الموضوع العديد من المكتشفات والأفكار والنظريات في ميدان الجيولوجيا خلال الفترة الواقعة بين القرن الخامس عشر والقرن العشرين الميلاديين ومن أشهر المنجزات ما يلي:

كان الاعتقاد السائد قبل القرن الخامس عشر الميلادي أن الأحافير (المستحاثات) هي من صنع الشياطين أو تكونت بتأثير الشياطين. لكن العالم والفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي (1452-1519م) وضح بجلاء أصلها وقد عزا ذلك الي تكوينها العضوي، وبهذا فقد فتح آفاقاً جديدة ساعدت في توضيح أصل ونشأة الأحافير البحرية، وبأن أصلها عضوي كباقي أنواع الأحافير المدفونة في باطن القشرة الأرضية اليابسة، مما سهل أمام علماء الجيولوجيا عملية تفسير وجودها.

وأما العالم نيقولا كوبرنيكس (1473 - 1543م) فقد اقترح نظرية تنص أن الشمس لا الأرض هي مركز الكون المعروف في ذلك الوقت، وبذلك خالف كوبرنيكس الاعتقاد السائد بأن الأرض لا الشمس هي مركز الكون .

وقد اكتشف العالم الايطالي جاليليو (1564 - 1642م) حركة الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق.

ويصنف محمد يوسف حسن وزملاؤه (1990م) تطور المنجزات الجيولوجية منذ مطلع القرن السابع عشر الميلادي وحتى القرن العشرين الميلادي إلى ثلاث مراحل، وهي كما يلي:

المرحلة الأولى تأسيس الفكر الجيولوجي الحديث خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين

تعود معظم إنجازات تطور الفكر الجيولوجي في هذه المرحلة إلى إنجازات بعض العلماء، ومن أشهرهم نيقولا ستينو وجيوفاني أردوينو في إيطاليا، والعالم إبراهام فيرنر في ألمانيا، والعالم جيمس هتن في بريطانيا.

اقترح العالم نيقولا ستينو (1686-1638م) نظرية تفسر تكون الجبال، وقد صنف الجبال حسب طريقة تكونها إلى ثلاثة أنواع، وهي التالية:

1 - جبال تتكون نتيجة لحركات رفع وإنهيار للطبقات الأرضية الداخلية أي نتيجة تصدع هذه الطبقات وتعرف هذه الجبال بأنها جبال التصدع.

2 جبال تتكون من البراكين .

3- جبال تتكون من تأثير عمليات التعرية والترسيب.

ومن انجازات ستينو أيضاً ما قدمه في مجال تفسير قانون تعاقب الطبقات، وقد اعتقد أن الطبقات القديمة في تتابع طبقي، ولا يتأثر منها بالحركات الأرضية الطبقات السفلى)، واستخدم ستينو هذا التفسير في توضيح أسباب تكون جبال التصدع المشار إليه في تصنيف الجبال.

وإنجازات العالم جيوفاني أردوينو (1714 - 1795م) تركزت حول تقسيم الجبال إلى أربعة أنواع حسب أنواع الصخور المكونة لها، وهي : كما يلي:

1- الجبال الأولية، وهي جبال تحتوي معادن وتخلو من الأحافير وتعتبر أقدم أنواع الجبال حسب طبيعة الصخور المكونة لها.

2- الجبال الثانوية، وهي جبال تتكون من صخور طبقية صلبة وتحتوي على أحافير بحرية كثيرة وهي تلي الجبال الأولية بالقدم.

3- الجبال الثالثية، وهي جبال تتكون من رسوبيات غير متحجرة وتحتوي على أحافير بحرية.

4- رسوبيات وفتات صخري ومواد ترابية متجمعة فوق أنواع الصخور الثلاثة سابقة الذكر.

وتأتي أهمية إنجاز أردوينو السابق في كونه أساساً ساعد العلماء فيما بعد على إرساء الأحقاب الجيولوجية الأربع في سلم الزمن الجيولوجي العمود الجيولوجي).

وفي القرن الثامن عشر الميلادي، نبغ العالم الألماني إبراهام فيرنر (1750-1817م) ومن أشهر إنجازاته تصنيف الصخور إلى خمسة أنواع. أكد فيرنر على ربط نوع الصخور بتاريخ تكوينها، وبذلك يكون قد دعى إلى ترتيب الصخور ترتيباً زمنياً حسب نوعها ويكون قد خالف أردونيو بذلك والذي صنفها إلى أربعة أنواع، وينسب إلى فيرنر تأسيس مدرسة جيولوجية اشتهرت باسم المدرسة النبتونية (نبتون هو إله البحار عند الإغريق)، وحسب اعتقاد أتباع هذه المدرسة أن معظم الصخور أصلها من البحار، هذا وقد تبنى فيرنر وأتباعه فرضية جيولوجية خاصة بتفسير تكون طبقات القشرة الأرضية عرفت باسم الفرضية البحرية، وتنص على ما يلي: الماء هو المصدر الوحيد لبناء الطبقات المتعاقبة المكونة للقشرة الأرضية).

ولم يصادف النجاح لهذه الفرضية لأنها لم تقدم تفسيراً قوياً يوضح قانون تعاقب الطبقات.

وفي المدرسة الإنجليزية ومن ميدان الجيولوجيا ، فقد برز العالم جيمس هتن (1797-1726م). أمضى هتن معظم وقته في الرحلات فقد تجول في معظم مقاطعات اسكتلندا وإنكلترا، مما ساعده في التوصل إلى معظم إنجازاته في ميدان الجيولوجيا ومنها ما يلي :

1- وضع فرضية سماها بالفرضية الباطنية أو النارية أو البلوتونية نسبة إلى بلوتو إله النار عند الإغريق)، وتنص كما يلي: الماء والنار عاملان لعبا دوراً بارزاً في تكوين التعاقب الجيولوجي لطبقات القشرة الأرضية ، وبذلك فقد عارض هتن وأتباعه مدرسة فيرنر في تفسير سبب تكون الطبقات التي يتشكل منها سطح القشرة الأرضية.

ب- أرسى مبدأ أو فرضية الوتيرة الواحدة، ويتلخص بأن كل التغيرات الماضية على سطح القشرة الأرضية هي نتائج لنفس القوانين الطبيعية السائدة الآن) أي أن العوامل التي تؤثر على سطح القشرة الأرضية في الوقت الحاضر هي نفسها التي أثرت عليه في الأزمنة الجيولوجية الغابرة.

ويعبر عن هذه الفرضية كما يلي: (الحاضر مفتاح الماضي)، وهذه الفرضية ساعدت فيما بعد في وضع أسس الجيولوجيا الحديثة.

ج - رأى هنن أن معظم الصخور هي من أصل ناري مثل تلك الصخور الناتجة من البراكين، ثم تتعرض للتفتت بتأثير عوامل التعرية والنقل والترسيب وبذلك يتكون نوع من الصخور هو الصخور الرسوبية.

المرحلة الثانية: ظهور الجيولوجيا الحديثة في القرن التاسع عشر الميلادي

يعتبر القرن التاسع عشر الميلادي بحق بأنه عصر ظهور الجيولوجيا الحديثة، ويعتبر وضع العمود الجيولوجي أو سلم الزمن الجيولوجي (سجل الأرض من أهم إنجازات هذه المرحلة، ويعتبر العمود الجيولوجي بأنه طريقة يتم فيها تقدير الزمن الجيولوجي، ويقدم إطاراً زمنياً نسبياً لترتيب الأحداث الجيولوجية التي أثرت في تاريخ القشرة الأرضية، ويساعد هذا الإطار على استنتاج الظروف التي أدت إلى تكوين الصخور والتراكيب الجيولوجية المختلفة المكونة للقشرة الأرضية. وقد تكاثفت استنتاجات علماء جيولوجيين كثيرين في سبيل التوصل لهذا العمود الجيولوجي ومنهم ما يلي:

1- جهود علماء الجيولوجيا قبل القرن التاسع عشر الميلادي

لقد صنف أردونيو الجبال تبعاً لتكوينها الصخري إلى أربعة أنواع ثم تبعه فيرنر فطور هذا التصنيف بترتيب صخور القشرة الأرضية ترتيباً زمنياً حسب نوعها، لكنه لم يتمكن من فهم العلاقة بين نوع الصخور وتأريخ تكوينها . كما أن لفرضية الوتيرة الواحدة التي وضعها هتن دوراً كبيراً في تفسير الأحداث التي ساعدت على إرساء العمود الجيولوجي.

2- إنجازات علماء الجيولوجيا خلال القرن التاسع عشر الميلادي

أـ جورج كوفييه (1769-1832م): يعتبر مؤسس علم تصنيف الفقاريات والأحافير الفقارية، وقد وضع نظرية الكوارث، وتنص على ما يلي: (خلال فترات مختلفة من عصر الأرض حدثت تغيرات على سطحها بصورة مفاجئة مثل الأعاصير والفيضانات، وقد أدت هذه التغيرات إلى انقراض نوع من الحياة ونشوء حياة جديدة).

ب والعالم جان لامارك (1744-1829م) مؤسس علم الأحافير اللافقارية، فقد اعتقد أن بقايا الكائنات الحية المنقرضة توجد في طبقات صخرية معينة داخل باطن القشرة الأرضية، وقد وضع نظرية في التطور العضوي أشار فيها إلى أن هناك تغييرات تحدث في صورة تدريجية بالكائنات الحية مع مرور الزمن كما بينها السجل الأحفوري لهذه الكائنات .

ج - العالم الانجليزي وليم سميث (1769 1839م)، ومن أهم إنجازاته استخدام الأحافير لمعرفة طبقات الأرض والربط بينها على مسافات طويلة في طبقات الصخور في باطن الأرض، وقد وجد أن أية طبقة من تلك الصخور لهـا نـوع خاص من الأحافير تعد دليلاً على تلك الطبقة الصخرية دون الحاجة للدراسة التفصيلية للطبقة، وساعد هذا على وضع قانون سماه قانون تعاقب مجموعة الحيوانات والنباتات، وبذلك يعتبر سميث بأنه مؤسس علم الطبقات، ومن أشهر إنجازاته نشره لأول خارطة جيولوجية عام 1816م)، تصف التكوينات الجيولوجية لمدينة لندن في بريطانيا. وقد وصف فيها التراكيب الجيولوجية وصور الأحافير المميزة لكل تكوين منها، وبذلك فتح سميث أمام علماء الجيولوجيا التوصل لفكرة تقسيم التتابعات الطبقية الجيولوجية تقسيماً زمنياً نسبياً أو تقريبياً وتوصلوا من خلال مشاهداتهم الميدانية وبتطبيق قانون تعاقب الطبقات إلى النظم الجيولوجية، وتبين لهم أنه يمكن تقسيم صخور القشرة الأرضية الي نظم أو مجموعات كل نظام أو مجموعة يمثل صخوراً تكونت في فترة زمنية محددة من تأريخ الأرض.

وقام الجيولوجيون، فيما بعد، بترتيب صخور القشرة الأرضية التي تحتوي على احافير بصورة عمود يسمى العمود الجيولوجي على خمسة عشر نظاماً موزعة في اربع أحقاب وهي التالية :

 

الشكل 1-1 سلم الزمن الجيولوجي وتاريخ نشأته

 

أ- حقب الحياة القديمة (الحقب الأول).

ب- حقب الحياة المتوسطة (الحقب الثاني).

ج- حقب الحياة الحديثة وتشمل على الحقب الثالث والحقب الرابع .

ويوضح الشكل (1-1) جدولاً يظهر الأحقاب الأربع والنظم التي تتشكل منها ووصف الأسماء الحيوانات والنباتات فيها.

ويلاحظ أن ترتيب النظم يبدأ من أسفل إلى أعلى حسب عمرها النسبي؛ فأسفل النظم أقدمها وأعلاها أحدثها.

وعموماً يمكن اعتبار سلم الزمن الجيولوجي بأنه السجل الصخري للأرض الذي يبرز ويوضح تاريخها الطويل، ويشتمل على معلومات توضح التغييرات السريعة والبطيئة التي حدثت عليها، وتفيدنا في دراسة تاريخ الأرض، وتحديد الأزمنة الجيولوجية التي مرت بها.

المرحلة الثالثة: الإنجازات في ميدان الجيولوجيا خلال القرن العشرين الميلادي

يلخص محمد حسن يوسف وزملاؤه (1990م) هذه الإنجازات كما يلي:

1- تطور التكنولوجيا والوسائل التي ساعدت في اكتشاف المعادن في باطن الأرض: ومن أهمها اكتشاف الأشعة السينية من قبل العالم الألماني رونتجن (1890م)، وقد أمكن استخدام هذه الأشعة في دراسة بلورات المعادن والتعرف على تركيبها الداخلي وكان من نتيجة ذلك الكشف عن مكونات المعادن والتعرف على أسرار تكونها وكيفية نشأتها، مما دفع إلى الأمام عملية استخراجها والتنقيب عنها.

2- تقدير العمر المطلق للصخور: استخدم علماء الجيولوجيا فكرة النشاط الإشعاعي للعناصر المشعة في تقدير العمر المطلق للصخور. من المعروف أنه يوجد ضمن طبقات الصخور نظائر مشعة مثل اليورانيوم المشع والبوتاسيوم المشع وهذه تطلق إشعاعات نووية نتيجة تحللها، ون دراسة فترة نصف الحياة (العمر ) لمثل هذه النظائر المشعة ومن حسابات كمية المعادن المتوافرة مشعة ومستقرة، واستخدام جداول خاصة أمكن تحديد العمر المطلق للصخر. وقد تبين أن أقدم الصخور يعود تأريخها إلى ما يزيد عن أربعة بلايين عام، وكان من شأن هذه الدراسات أنها أسهمت في تحويل الزمن الجيولوجي النسبي في سلم الزمن الجيولوجي إلى زمن أو تأريخ مطلق.

 3- دراسة أعماق القشرة الأرضية قامت محاولات برزت على صورة أعمال حفر لسطح القشرة الأرضية بهدف دراسة التراكيب الجيولوجية فيها والبحث والتنقيب عن المعادن داخلها، وقد بدأ أول مشاريع الحفر في الولايات المتحدة الأمريكية عام (1957م)، عندما بوشر العمل بمشروع عرف بمشروع موهول تم فيه حفر حفرة عميقة في قاع المحيط الهادي في مكان كان سمك القشرة فيه أقل ما يمكن)، ثم توقف المشروع بعدها نتيجة ارتفاع المخصصات المالية اللازمة لتنفيذه، وفيما بعد ذلك نفذت مشاريع حفر متعددة في أنحاء مختلفة من سطح القشرة الأرضية أسفل قاع المحيطات فيها، وكان من نتائجها إرساء نظرية تصف تكون القارات والمحيطات سميت نظرية تكتونية الألواح (أي بناء القشرة الأرضية، وتصف هذه النظرية حركة الألواح الصخرية المكونة لسطحها والتي تؤدي إلى بناء هذه القشرة وتبعاً لنظرية تكتونية الألواح، فإن القشرة الأرضية تتكون من ألواح صخرية ضخمة تبلغ أطوالها أحياناً أطوال بعض القارات والمحيطات الكبيرة وهذه الألواح الصخرية في حالة حركة مستمرة تقود إلى بناء تضاريس جديدة وهدم بعض التضاريس على سطح القشرة الأرضية.

4- نتائج الدراسات الفضائية: يعتقد من خلال هذه الدراسات أن لأصل الأرض وتاريخها علاقة بتاريخ وأصل ونشأة كواكب المجموعة الشمسية والأجرام الأخرى فيها مما سيؤدي في نهاية الأمر إلى الكشف عن هذا التاريخ.