المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاعلام
عدد المواضيع في هذا القسم 6918 موضوعاً
اساسيات الاعلام
السمعية والمرئية
الصحافة
العلاقات العامة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

مكانة الزيتون في العالم
2024-01-05
خاتمة المقال الافتتاحي
4-7-2019
العوامل المؤدية إلى نجاح الأكاروسات في البقاء Factors Affecting the Acari Existence
13-5-2021
معايير لاختيار الدهانات
2023-05-28
مصرف زكاة الفطرة
22-9-2016
الميرزا محمد باقر الجوهري الهروي
26-1-2018


المقال القصصي  
  
1829   05:59 مساءً   التاريخ: 2023-06-04
المؤلف : د. عبد اللطيف حمزة
الكتاب أو المصدر : المدخل في فن التحرير الصحفي
الجزء والصفحة : ص 196-200
القسم : الاعلام / الصحافة / المقال الصحفي /

المقال القصصي

لا نعلم كاتباً مصرياً بلغ في هذا اللون من ألوان المقال الادبي ما بلغ الاديب الصحفي المعروف بالمازني "1889-1949".

ولا تكاد العربية تعلم كاتباً جم التواضع، خفيف الروح في الكتابة، لاصقاً بالأرض في التفكير، كما كان هذا الكاتب القدير.

ظهر تواضعه الجم في اللغة التي كان يكتب بها المقال، وفي طريقة عرضه على القراء، ولقد جمعت مقالاته في كتب، منها على سبيل المثال:

حصاد الهشيم، وخيوط العنكبوت، وصندوق الدنيا، وفي الطريق، وقبض الريح، ومن النافذة، وع الماشي.. الخ.

وانظر إليه يقول في كلمة الإهداء التي جاءت في صدر كتابه "صندوق الدنيا" :

"إلى التي منها معدني، وإليها المآل.. إلى أمنا الارض"!!

وقد اشتهر المازني بكتابة الاقصوصة، وإن سبقه إليها، وجرى معه في ميدانها كثيرون من أمثال: محمود تيمور، وجبران خليل جبران، وإسماعيل أدهم، وغيرهم.

إلا أن أحداً من هؤلاء لم يرزق موهبة المازني في عذوبة الكلام، وحلاوة الفكاهة، وشعبية العبارة؛ مع المحافظة التامة في الوقت نفسه على عربيتها.

والمازني أكثر الكتاب المحدثين حديثاً عن نفسه، وعن بيئته، وعن صلته بأهله، وبالناس، ومع هذا يقول عنه توفيق الحكيم:

"الويل كل الويل لمن يؤرخ للمازني، فإن الكذب هبة من هباته. ذلك أن قدرة المازني في الخيال، والاختراع، واختلاط حقه بباطله قد أسدلت حجاباً كثيفاً على وجهه الحقيقي(1).

ورد المازني على مقال توفيق الحكيم، مفسراً هذا الكذب بأنه "الصدق الفني" حيث قال:

"وليسر الصدق عندي وأحسب الاستاذ توفيق الحكيم مثلي أن يروي الكاتب  قصة وقعت كلها بجملتها وتفصيلها بلا نقص ولا زيادة، فما لهذا قيمة، ولا هو الادب الجدير بهذا الاسم، وإنما المعول في الصدق والكذب على طريقة العرض، وأسلوب التناول، والإخلاص في التعبير والتصوير. ولا وزن لكون القصة مما وقع للكاتب، أو لسواه، أو مما تخيل، وقد يأخذ الكاتب بعض الوقائع فيضيف إليه، أو ينقص منه، ويبني قصته مما جرب وعرف وتخيل أيضا، ولا مفر من هذا المزج بين الحقيقة والخيال، وكما أن لكل مخلوق أنجالاً وأجداداً، كذلك كل فكرة أو خالجه، أو خيال، وسنة الحياة واحدة في خلق الحيوان، وخلق الفكرة أو الإحساس، أو الخيال، وهذه السنة هي التوليد (2).

ومعنى ذلك باختصار أن الواقعية عند الفنان هي الحياة التي حوله مضافة إليها شخصية هذا الفنان نفسه، أو هي الحياة كما تعكسها مرآة هذا الفنان بالشكل الذي يراه، فلا ينبغي أن ننتظر من الكاتب الواقعي أن يجعل نفسه آلة لا تحس، ولا تشعر، أو أن يصور لنا الحياة تصويراً فوتوغرافياً، كما لا ينبغي لنا أن ننتظر منه ألا يقص علينا غير ما وقع بالفعل، فليس هذا هو المقصود بالواقعية في الادب، وحسبنا منه إذن أن يقنعنا بأن هذه الحوادث التي قصها علينا ممكنة الوقوع، وأن هذه الشخصيات التي تحدث عنها من الجائز أن توجد في الحياة.

ومهما يكن من شيء فقد اتفق النقاد على أن المازني في "الاقصوصة" أعظم أصالة منه في "القصة"، والاولى هي التي تعنينا في هذا المجال، وهي التي امتلأت بها الصحف المصرية في فترة من الزمان، وهي ما أطلقنا عليه اسم "المقال القصصي" .

وقد أشرنا إلى أهم الكتب التي جمعت فيها مقالات المازني القصصية، وبحسبنا هنا أن نضرب المثل عليها بأقصوصته التي نشرت بكتاب "صندوق الدنيا" (3) ، وعنوانها: حلاق القرية

وفيها يقول:

وقعت لي هذه الحادثة في الريف منذ سنوات عديدة قبل أن تتغلغل المدنية إلى أقصى قراه، وكنت أنا الجاني على نفسي فيها، فقد عرض عليّ مضيفي أن استعمل موساه فأبيت، وقلت مادام أن للقرية حلاقاً فعليّ به، فحذرني مضيفي، وأنذرني ووعظني.. ولكني ركبت رأسي، وأصررت أن يجيء الحلاق، فجاء بعد بضع ساعات يحمل ما ظننته في أول الامر "مخلاة شعير"  وسلم وقعد، وشرع يحييني ويحادثني حتى شككت في أمره، واعتقدت أن الحلاق شخص آخر، وأن هذا الجالس أمامي ليس سوى "طلائعه"، ولما عيل صبري سألته عن حلاقة القرية فابتسم ومشط لحيته بكفه، وأنبأني أن الحلاق "محسوبي" يعني نفسه، فلعنته في سري، وسألته: متى ينوي أن يحلق لي لحيتي، أم لابد أن يضرب الرمل والحصى أولاً؟ ويحسب الطالع قبل أن يباشر العمل؟ فلم يفهم ما أقول، وأولاني صدغاً كث الشعر، وقال "هيه"، فظننته أصم، وصحت به  "أ. ر. يد. أن. أ. ح . ل . ق" .  فسره صياحي جداً، وضحك كثيراً، وأقبل على "مخلاته" فأخرج منها مقصا كبيراً، فدنوت من أذنه وسألته:

هل في القرية فيل؟ فقال:

فيل- لماذا؟  

فأشرت إلى المقص، فضحك وقال:

هذا مقص حمير ولا مؤاخذة.

فقلت: ولماذا تجيئني بمقص حمير؟ أحماراً تراني؟

ويظهر أن معاشرة الحمير بلدت إحساسه، فإنه لم يعتذر لي، ولا عبأ بسؤالي شيئاً، ثم أخرج "موسى" من طراز المقص، و"مكنة" من هذا القبيل أيضاً، فعجبت له: لماذا يجئ إليّ بكل أدوات الحمير؟ وسألته عن ذلك فقال: إن الله مع الصابرين، وبعد أن أفرغ مخلاته كلها انتقى أصغر الادوات حجماً، وأصغرها هو أكبر ما رأيت في حياتي، ثم أقبل

عليّ وقال: تفضّل.

قلت: ماذا تعني؟ قال أجلس على الارض.

قلت:  ولماذا بالله؟ قال ألا تريد أن تحلق؟

قلت: ألا يمكن أن أحلق وأنا قاعد على الكرسي؟

قال: وأنا؟ قلت في سري: وأنت تذهب إلى جهنم وبئس المصير! وهبطت إلى الارض كما أمر، ففتح موسى كالمبرد، فقلت: إن وجهي ليس حديداً يا هذا. قال: لا تخف إن شاء الله، ولكني خفت بإذن الله!

ولا سيما حين شرع يقول: بسم الله، الله أكبر: كأنما كنت خروفاً، وبصق في كفه، ثم شحذ الموسى على بطن راحته، ثم جذب رأسي، فذعرت ونفرت ووليت هارباً إلى أقصى الغرفة، فقال لي: ماذا؟ قلت: ماذا؟ أتريد أن تحلق لي بمبرد، ومن غير صابون؟ قال: ماذا يخيفك؟ قلت: يخيفني؟، لقد دعوتك لتحلق لي لحيتي، لا لترد لي شعرها، قال: يا أفندي لا تخف، ثم قرأ من الكتاب الكريم: "فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشري" إلى آخر الآية الشريفة، وأظنه أراد أن يرقيني بها. فيالها من حلاقة لا تكون إلا برقية!

وأسلمت أمري لله، وعدت فقعدت أمامه، فنهض على ركبتيه، وتناول رأسي بين كفيه، وأمال صدغي إليه، ثم وضع ركبته على فخذي، ولف ذراعه حول عنقي، فصار فمي مدفوناً في صدره، فصحت أو على الاصح جاهدت أريد الصياح لعل أحداً يسمعني  فينجدني، غير أن طيات ثوبه كانت في فميم، أما رائحة الثوب فبحسب القارئ أن يعلم أنها أفقدتني الوعي.

ولا أطيل على القارئ، فقد أهوى الرجل بموساه على وجهي، فسلخ قطعة من جلدي، فردني الالم إلى الحياة، وآتاني القوة الكافية للصراخ على الرغم من الكمامة، ووثبت أريد الباب، ولكنه كان على كبر سنة أسرع مني، وما يدريني لعله كان يتوقع ذلك، وعسى أن تكون المرانة قد علمته أن يكون يقظاً لأمثال هذه المحاورات، فردني بقوة ساعده، فتشهدت، وتذكرت قول المتنبي:

 

واذا لم يكن من الموت بد            فمن العجز ان تموت جباناً

 

كلا! سأسدل الستار على هذا المنظر الذي يقف له جلدي على الرغم من كر السنين الطويلة، ثم جاء هذا السفاح بطشت يغرق فيه كبش، ووضعه تحت ذقني، وصب ماءه على وجهي، وفي صدري، وعلى ظهري، ليغسل الدم الذكي الذي أراقه، وأخرج من "مخلاته" منشفة هي "بممسحة" الارض أشبه، فاعتذرت وأخرجت منديلي، وسبقته إلى وجهي، فهي معركة لا يزال بجلدي منها ندوب وآثار.

"انتهى المقال"

فهذا نموذج كامل من المقال القصصي الذي قلنا إنه لون من ألوان المقال الادبي في الفترة ما بين عام 1922 ، وعام 1942 ، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على سيطرة الادب على الصحافة، أو المقال على الخبر في تلك الفترة التي نشير إليها.

وفي هذا النموذج وأمثاله من مئات المقالات التي كتبها المازني ترى كيف أن أتفه الحوادث في نظر الناس يصلح أن يكون مادة أدبية رائعة تروق جميع الناس متى تناولها كاتب قدير يحيلها إلى مادة جديرة بالنشر في صحيفة!

واسمع إلى المازني نفسه حيث يقول:

"كذلك أنا، أنا زوج الحياة الذي لا يستريح من تكاليفها، أقوم من النوم لأكتب وآكل وأنا أفكر فيما أكتب؛ فألتهم لقمة، وأخط سطراً أو بعض سطر، وأنام، وأحلم أني اهتديت إلى موضوع، وأفتح عيني فإذا بي قد نسيته، فأبتسم، وأذكر ذاك رأي في منامه أن رجلا جاءه، فنقده تسعة وتسعين جنيهاً، فأبى إلا أن تكون مائة، فلما انتسخ الحلم، ورأى كفه فارغة عاد فأطبق جفونه، وبسط راحته، وقال:  "رضينا فهات ما معك" .

____________________

 (1) أدب المازني، للسيدة نعمات فؤاد ص 44 نقلاً عن مجلة الثقافة 11/4/1939

(2) مجلة الثقافة بتاريخ 16 / 5 / 1929

(3) صندوق الدنيا، للمازني، ص 71 ، ط: دار الترقي للطبع والنشر بالقاهرة سنة 1929 م.

 




تتمثل في دراسة الجماهير والتعرف عليهم وعلى أفكارهم وآرائهم واتجاهاتهم نحو المنظمة أو الإدارة التي تتعامل معهم، ومن ثم نقل هذه الأفكار والآراء والمبادئ والاتجاهات إلى الإدارة ليصبح ذلك مستنداً لديها في تعديل سياستها وبرامجها بشكل يتناسب مع تلك الآراء والاتجاهات الجماهيرية، وهذا ما يجعلنا نقول بأن العلاقات العامة تقوم على تبادل الآراء وعرض الحقائق وتحليل الاتجاهات للرأي العام.


حرفة تقوم على جمع الأخبار و تحليلها و تحقيق مصداقيتها و تقديمها للجمهور، غالبا ما تكون هذه الأخبار ذات علاقة بما استجد من الأحداث سواء على الساحة السياسية أو المحلية أو الثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية و غيرها.فالصحافة قديمة قدم الأزمنة بل يرجع تاريخها الى زمن الدولة البابلية، حيث كانوا قد استخدموا كاتبا لتسجيل أهم ما استجد من الأحداث اليومية لتتعرف الناس عليها .و في روما قد كانت القوانين و قرارات مجلس الشيوخ لعقود الأحكام القضائية و الأحداث ذات الأهمية التي تحدث فوق أراضي الإمبراطورية تسجل لتصل إلى الشعب ليطلع عليها .و في عام 1465م بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة، و عندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دورية أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي و كان ذلك في بدايات القرن السادس عشر، وفي القرن السابع عشر و الثامن عشر أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوربا و أمريكا و أصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها و قد كانت الثورة الفرنسية حافزا لظهور الصحافة، كما كانت لندن مهداً لذلك.

يعد التلفزيون واحدا من أهم اختراعات القرن العشرين؛ إذ بدأت أولى التجارب على إرسال الصور الثابتة باللونين الاسود والابيض عن بعد في منتصف القرن التاسع عشر، وتطور هذا الاختراع حتى استطاع الألماني (دي كورن) من اختراع الفوتوتلغرافيا عام 1905,، وجاء بعده الفرنسي ( ادوارد بلين ) الذي طور الاختراع الاول واطلق عليه اسم البيلنوغراف عام 1907, واستمرت هذه التجارب بالتطور مستخدمة وسائل ميكانيكية اولاً ثم كهربائية ، حتى توصل كل من الانكليزي( جون بيارد) والامريكي ( س. ف. جنكيس) إلى وسيلة ارسال تستعمل فيها اسطوانة دورانية مثقوبة عام 1923.ويرتبط اختراع وظهور التلفزيون باسم العالم البريطاني ( جون بيرد) الذي استطاع عام 1924 من نقل صورة باهتة لصليب صغير عن طريق اجهزته التجريبية إلى شاشة صغيرة معلقة على الحائط.. وبعد ذلك بثلاث سنوات بدا هذا العالم تجاربه على التلفزيون الملون ، كما اجريت عدة تجارب لنقل الصور سلكياً ، نجح من خلالها الباحثون من ارسال صورة تلفزيونية عبر دائرة مغلقة من واشنطن إلى نيويورك عام 1927 ( ).وقد تكللت التجارب التي اجريت خلال الثلاثينات من القرن العشرين بالنجاح ، حتى بدأ مركز اليكساندر بلاس البريطاني بالبث التلفزيوني لمدة ساعتين يومياً عام 1936.