المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

النظام الاستراتيجي
28-7-2016
تحين الفرص للتصوير
2-1-2022
القيود المكانية على ممارسة السلطة الدولية لوظائفها
6-4-2016
Wigner 6j-Symbol
16-4-2019
خنفساء السجاد السوداء Attagenus piceus
4-2-2016
العلاقات التشابكية والتغير الإستراتيجي في أساليب وأنماط الإدارة
2024-07-04


زفاف الزهراء إلى علي(عليه السلام)  
  
3426   03:56 مساءاً   التاريخ: 9-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص93
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته /

لما كان بعد نحو من شهر قال جعفر وعقيل لأخيهما علي أو عقيل وحده ألا تسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يدخل عليك أهلك قال الحياء يمنعني ، فاقسم عليه أن يقوم معه فقاما واعلما أم أيمن فدخلت إلى أم سلمة فأعلمتها وأعلمت نساء النبي (صلى الله عليه واله) فاجتمعن عنده وقلن فديناك بآبائنا وأمهاتنا إنا قد اجتمعنا لأمر لو كانت خديجة في الأحياء لقرت عينها ، قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى وقال : خديجة وأين مثل خديجة صدقتني حين كذبني الناس ووازرتني على دين الله وأعانتني عليه بمالها ، إن الله عز وجل امرنى أن ابشر خديجة ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب ، قالت أم سلمة فديناك بآبائنا وأمهاتنا انك لم تذكر من خديجة أمرا الا وقد كانت كذلك غير أنها قد مضت إلى ربها فهنأها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في جنته ، يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحب أن تدخل عليه زوجته قال حبا وكرامة ، فدعا بعلي فدخل وهو مطرق حياء وقمن أزواجه فدخلن البيت فقال أ تحب أن ادخل عليك زوجتك فقال وهو مطرق أجل فداك أبي وأمي فقال ادخلها عليك إن شاء الله ثم التفت إلى النساء وقال من ههنا فقالت أم سلمة انا أم سلمة وهذه زينب وفلانة وفلانة فامرهن أن يزين فاطمة ويطيبنها ويصلحن من شأنها في حجرة أم سلمة وان يفرشن لها بيتا كان قد هياه علي (عليه السلام) بالأجرة وكان بعيدا عن بيت النبي (صلى الله عليه واله) قليلا فلما بنى بها حوله إلى بيت قريب منه ففعلن النسوة ما امرهن وعلقن عليها من حليهن وطيبنها .

فانظر في هذا الخبر تجد أن أم سلمة كانت المقدمة في هذا الأمر فأم أيمن جاءت إليها ولم يذكر اسم امرأة غيرها وهي وحدها كانت المخاطبة للنبي (صلى الله عليه واله) في شأن خديجة والمثنية عليها والمسلية عنها بأسلوبها البديع الرقيق وهي التي خاطبته في شأن ادخال الزهراء على علي (عليه السلام) وتوسلت إليه بما يوجب الرقة والعطف من قولها أخوك وابن عمك في النسب ، ولما قال للنساء من هاهنا كانت هي المجيبة وكان اصلاح شأن الزهراء في حجرتها ودفع إليها ما بقي من المهر وقال أبقيه عندك .

وقارن بين هذا وبين قول بعض أمهات المؤمنين للنبي (صلى الله عليه واله) لما ذكر خديجة فأثنى عليها فتناولتها بالذم وقالت ما كانت الا عجوزا حمراء الشدقين وقد أبدلك الله خيرا منها ، فأخذتها الغيرة منها بعد وفاتها كما أخبرت عن نفسها ولم تدرك زمانها والغيرة تنطفي جمرتها بعد الوفاة عادة ، فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى اهتز مقدم شعره من الغضب وقال لا والله ما أبدلني الله خيرا منها الحديث ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب وكنى عن بعض ألفاظه بكذا وكذا والظاهر أن ذلك من الطابعين لا من ابن عبد البر ، وبما مر من فعل أم سلمة يبطل اعتذار البعض عن عداوة بعض أمهات المؤمنين لعلي بأنه زوج الزهراء التي هي بنت زوجها ، وعداوة المرأة لبنت زوجها من  طباع البشر ، وتسربت العداوة إلى زوج بنت زوجها ، فيا ليت شعري لم لم تكن هذه الطبيعة البشرية في أم سلمة ، أ لم تكن من البشر.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.