أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2021
1906
التاريخ: 2-5-2021
1970
التاريخ: 19-4-2019
2292
التاريخ: 22-4-2021
1980
|
في مدة سبع السنوات التي انشغل جيشه العظيم فيها بفتح أوروبا الشرقية، كان أقطاي قاآن يقضي حياته في اللهو والشراب. ولما كان رجلاً قويم النفس وهادئاً، فقد عمل على تعمير البلاد والإحسان إلى الرعية وإصلاح ما حدث من تخريب في عهد أبيه، خاصة أن زمام الأمور كان في عهده في يد وزير حكيم كيلوچوت ساي وأن الجزء الأعظم من ممالكه في يد محمود يلواج وابنه الأمير مسعود بيك؛ فسرعان ما تحسنت الأوضاع واستراح الناس. عمل يلوچوت ساي ولو في فترة وزارته على الأقل على إنقاذ بلاده الأصلية الصين من خطر التقسيم كغنيمة بين خلفاء جنكيز. وقد تمكن من تحقيق ذلك واستطاع أن يضع الصين تحت إدارة منظمة وأن يحسن إدارة ممالك أقطاي قاآن بعون من الكتبة والعمال الفرس والأويغور والصينيين والتبت. فنظم الدخل والنفقات وأنشأ مدارس لتدريب شباب العمال في بكين (خان باليغ). وكان التتار الوحشيون ساخطين على تصرفاته وإصلاحاته وافلحوا ذات مرة في تأليب أقطاي قاآن عليه فسجنه، إلا أنه سرعان ما ندم على فعلته وأعاد زمام الأمور بين يديه كما كانت. ومع أن المغول حتى. ذلك العهد لم يكونوا يعرفون الاستقرار في مكان واحد وأن كلمة مغول كانت مرادفاً لجوب الصحاري والتخريب، فقد أولى أقطاي قاآن اهتماماً للعمارة والتعمير نتيجة لاختلاطه بأهل الحضارة من صينيين وأويغور وفرس، فأمر في سنة 631 هـ ببناء مدينة جديدة في مخيم أردو باليغ بشمال منغوليا وسفوح جبال قراقورم على أطلال إحدى المدن التي خربت في عهد سيطرة الأويغور وباسم أردو باليغ نفسه، واتخذ منها عاصمة له نظراً لقربها من جبال قراقورم؛ وقام كل من إخوته وأبنائه وأمرائه ببناء عمارة له في ذلك الموضع. قضى أقطاي قاآن مدة إقامته في منغوليا في التنقل بين المصايف والمشاتي واللهو والشراب بإفراط، وكان دائماً في حالة سكر، وهو ما أدى في النهاية إلى تقلب مزاجه ووفاته في السنة الثالثة عشرة من حكمه أي في سنة 639 هـ. وقد اشتهر أقطاي قاآن في مشرق الأرض بالكرم والشهامة والسخاء، وتداولت الألسن حكايات كثيرة عن جوده. كما عرف بعدله وحبه للرعية ورفقه بالمسلمين وحمايتهم خلافاً لأخيه جغتاي حتى قيل عنه إنه كان مسلماً في قلبه. (انظر طبقات ناصري، ص 382-387). منغوليا في سنة 644 هـ. وتعلل باتو بآلام في الساق وضعف المزاج فلم يحضر المجلس وأرسل أحد خوانين روسيا ويدعى ياروسلاف بدلاً منه إلا أن أبناء كل من جغتاي وجوجي وتولي وبني عمومة جيوك وسائر أمراء المغول وأعيانهم حضروا جميعاً. ومن البلاد البعيدة حضر المجلس كل من الأمير مسعود حاكم ما وراء النهر وحكام وعمال الخطا وخراسان والعراق ولرستان وفارس وأذربيجان وكرمان وكرجستان والموصل وحلب والجزيرة إما بأشخاصهم أو أوفدوا نواباً عنهم محملين بالهدايا. حتى الخليفة العباسي وعلاء الدين صاحب الموت سارعا بإيفاد رسول ونائب من باب الاحتياط والخوف. وكان من بين المسيحيين الذين حضروا هذا المجلس سنباد شقيق هيتون ملك ولاية كيليكيا الأرمني، وپلان كارين سفير البابا إينوسان الرابع. وهذان الأخيران اللذان سيرد فيما بعد الحديث عن تدخلهما في سياسة خوانين المغول دون كل منهما شرحاً لرحلته إلى منغوليا يعد من المصادر المهمة للتعرف على الأوضاع الجغرافية لممالك المغول وتاريخ ذلك العصر. وبعد أن حضر أمراء الممالك المحيطة وممثلوهم، استقر الحاضرون على اختيار جيوك لخلافة أقطاي كما أرادت توراكينا خاتون. وقد رفض في البداية، ولكنه وافق في النهاية بشرط أن يظل العرش من بعده في ذريته. وهلل أمراء المغول لقبول هذا الشرط وفكوا مناطقهم على عادة المغول ورفعوا قلانسهم وكؤوس الشراب وبدأ الناس في أداء فروض الطاعة أمام عرشه وتم تنصيب جيوك خان في منصب القاآن رسمياً. كان جيوك خان على عكس أبيه رجلا محارباً وفاتحاً ينصب اهتمامه على الفتوحات العسكرية، فكان أشبه بجده جنكيز خان منه بأبيه أقطاي. لذا فبمجرد أن استقر على عرش الخانية أمر الأمراء باحترام إلياسا الجنكيزية وألا يحرفوها أو يتصرفوا فيها، وأن يجهزوا الجيش لغزو الصين الجنوبية التي كانت تعرف باسم منزي وسائر الأقطار الإسلامية والإطاحة بباتو فوجـه سـبـتـاي بـهـادر الـقـائـد المعروف نحو الصين الجنوبية، وإيلتشيكتاي فاتح هرات إلى إيران بدلاً من بايجو؛ بينما اتجه هو أيضاً إلى الإقليم الخاضع لباتوا للإطاحة به. ولكن ما إن وصل إلى باليغ حتى وافته المنية في التاسع من ربيع الآخر سنة 647هـ بعد عام واحد على العرش. وكانت أمه توراكينا خاتون قد سبقته بعدة أشهر.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|