تعطين الجوت والجلجل واستخراج الألياف والتسويق

عملية التعطين هي وضع سيقان نباتات الجوت بأنواعه في احواض ماء خام (غير مصفى) لغرض تغذية بعض البكتريا الموجودة في الماء على المادة البكتينية الرابطة للألياف الموجودة في القشرة وتحريرها فتصبح سهلة الفصل والاستخلاص. من الممكن اجراء عملية التعطين على السيقان مباشرة او بعد تقشير السيقان ثم تعطين القشور. وفي الحالة الثانية تكون الحاجة لأحواض التعطين اقل والمعطنة هي حوض ماء، وتكون اما طينية او كونكريتية. يعد لهذا الغرض وبمواصفات خاصة. وتستخدم البرك الكبيرة في عملية التعطين في الباكستان والهند ودول جنوب شرقي آسيا وبذلك تقل تكاليفها.

يتم تعطين الجوت المنشوري بعد اكتمال نضجه وتكون بذوره وفي هذه الحالة تكون السيقان جافة الا انه في حالة الجوت الهندي والجلجل فيتطلب تعطينها وسيقانها لا تزال خضراء. ويمكن تحديد موعد قطع وتعطين السيقان عندما يتكون في النبات الواحد حوالي عشرة ازهار وان عدم الالتزام بذلك سوف يؤدي الى صعوبة في فصل الالياف وتصبح غير قابلة للتصنيع، وتعتمد سرعة التعطين على درجة حرارة الماء في المعاطن ونوع وعدد البكتريا في الماء. وتحتاج هذه العملية من (8 - 10) أيام في حالة توفر الظروف الملائمة وتزداد الفترة كلما انخفضت درجة حرارة الماء عن 30 م حيث تسبب خمول أو بطيء في فعالية البكتريا. ولهذا السبب تجهز المعاطن بمسخنات كهربائية (اسلاك) لغرض الاستفادة منها خلال فترة الشتاء كما تحضر البكتريا الملائمة مختبريا وتضاف بأعداد مناسبة للمياه لتسريع وتحسين سير هذه العملية وتنتهي عملية التعطين حالما يصبح إزالة القشرة من السيقان سهلا.

وبعد الانتهاء من اجراء عملية التعطين تسلخ القشور وترتب على شكل حزم لغرض غسلها بالماء وازالة ما يعلق بها من بقايا الخشب والمواد الاخرى الموجودة في السيقان. تنشر الالياف تحت الشمس لغرض التجفيف بعدها تنقل الى آلات النفش وهي مراوح كبيرة تحرك حزم الالياف لغرض ازالة ما بقي من مواد عالقة وعندما تصبح الالياف جاهزة يعمل منها حزم كبيرة تلف وترتب على شكل بالات بعدها تكبس بمكابس معدة لهذا الغرض. ويتراوح وزن البالة من (150 - 200 كغم). بعدها تشحن البالات الى معامل صناعة الجوت لغرض غزلها وعمل الاكياس منها وغير ذلك.

قامت اجهزة وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي المختصة في العراق بمحاولات عديدة لغرض التوسع في زراعة هذه المحاصيل الا ان عمليات التقشير والتعطين واستخراج الالياف كانت العقبة في تحقيق ذلك ومن المتوقع النجاح في تحوير مكائن تقشير سيقان الكتان بحيث يصبح بإمكانها التقشير واستخراج الياف الجوت الهندي والجلجل بعملية واحدة ومن دون اللجوء الى تعطين القشور حيث تصبح الى حد ما قابلة للغزل والنسج مباشرة. ومن المؤمل التوصل الى نتائج ايجابية وفي حالة نجاح ذلك سوف يجري توسع كبير في زراعة هذه المحاصيل في مزرعة الجوت في العزيزية التابعة الى محافظة واسط وكذلك في مزارع الدولة الأخرى ولقد وصلت اول ماكنة الى مزرعة العزيزية في بداية سنة 1980.