أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/11/2022
947
التاريخ: 23-9-2020
1657
التاريخ: 20/10/2022
1391
التاريخ: 2023-05-16
2733
|
طبيعة الخبر الخارجي
سبق لنا أن تعرضنا لتعريف الخبر من حيث هو، سواء أكان هذا الخبر محلياً أم خارجياً، وسواء أكان هذا الخبر سياسياً أم غير سياسي، وقلنا عن الخبر إنه الشيء الجديد الذي يهتم به القراء فور صدور الصحيفة.
والحق أننا لا نجد صعوبة ما في تعريف الخبر الداخلي، فكل ما يقع في مصر أو في الجمهورية العربية المتحدة هو خبر داخلي أو محلي، وكل ما يتعلق بمصر أو بالجمهورية العربية المتحدة من الحوادث أو الاخبار التي تقع في الخارج هو أيضاً خبر داخلي أو محلي.
فإذا صح ذلك وهو صحيح بأغلبية الآراء فإن الاخبار الخارجية هي أخبار ما يقع في خارج مصر أو خارج الجمهورية العربية، وهي الاخبار التي يكون مصدرها الخارج في جميع الاحوال، وهي الاخبار التي تحتل الصفحة الثانية من أكثر الصحف المصرية في الوقت الحاضر. ومن الامثلة عليها:
- بريطانيا تتجاهل قرار الامم المتحدة لحل مشكلة قبرص.
- اليونان تبلغ الامم المتحدة استياءها من خطة بريطانيا.
- خمس هزات أرضية في ثماني ساعات تحدث خسائر فادحة.
- بطلة عالمية في الرقص يحكم عليها القدر بألا ترقص أبداً.
- مليون عامل يبدأون الإضراب في بريطانيا.
- أمريكا تزود بريطانيا بصواريخ ذرية.
- زعيمة شيوعية تفر من فينا.
- رئيس وزراء روسيا يجتمع بالسفير البريطاني.
تلك إذن أخبار خارجية: منها ما وقع في لندن، ومنها ما وقع في أثينا، ومنها ما وقع في فينا، ومنها ما وقع في موسكو، وهي أخبار تشترك جميعها في صفتين أساسيتين:
اولاهما- أنها أخبار تصف أحداثا وقعت في بلاد أجنبية تقع خارج حدود الجمهورية العربية المتحدة.
والثانية- أنها جاءت إلينا من مصادر خارجية.
وهنا يصح لنا أن نسأل:
هل يفهم من هذا أن كل ما يقع خارج حدود الجمهورية العربية المتحدة يعتبر أخباراً خارجية، ومكانه من الجريدة هو صفحة الاخبار الخارجية؟ أو بعبارة أخرى:
ما القول في أخبار السودان، وأخبار الدول العربية الشقيقة؟ أتعتبر أخباراً خارجية؟.
لقد أجمع المسؤولون عن الصحف المصرية على إجابة واحدة عن مثل هذه الاسئلة، وهذه الإجابة التي أجمعوا عليها هي النظر إلى أخبار السودان والاقطار الشقيقة، بل الشرق الاوسط كله على أنها أخبار داخلية وليست خارجية بحال من الاحوال.
ونحن نعلم أن الاستاذ مصطفى أمين رئيس تحرير أخبار اليوم على وجه التمثيل يقسم الاخبار إلى قسمين:
الاول- هو الاخبار الداخلية، وهي أخبار مصر والجمهورية العربية المتحدة، والسودان والعالم العربي والشرق الاوسط.
والثاني- هو الاخبار الخارجية، وهي أخبار بقية العالم:
وصحيفة (اخبار اليوم) تعتبر نفسها صحيفة الشرق الاوسط، وليست صحيفة محلية بالمعنى الضيق، فتنظر مثلا إلى سياسة أمريكا تجاه اندونيسيا على أنها مسألة داخلية، في حين أنها تنظر إلى النزاع بين أمريكا والصين الشعبية على أنه مسألة خارجية.
ولهذا رأينا في الصفة الاساسية الاولى من صفات الخبر الخارجي، أنه خبر يصف أحداثاً وقعت في بلاد أجنبية خارج حدود الجمهورية العربية المتحدة.
أما الصفة الاساسية الثانية من صفات الخبر الخارجي، وهي أن هذا الخبر آت إلينا من مصادر أجنبية، فاعتراضنا عليها: أنه ليس كل ما يأتي من مصادر خارجية يكون خبراً خارجياً؛ إذ المعلوم أن هناك أخباراً خارجية تتصل بمصر أو بالجمهورية العربية المتحدة ونشاطها في المجال الدولي، ومثل هذه الاخبار لابد أن ننظر إليها على أنها داخلية محلية، ولا يجوز لنا أن ننظر إليها نظرة أخرى.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإننا نرى أن بعض الاخبار الخارجية تأتي من مصادر مصرية: فقد يحدث مثلا أن تستقي صحيفة مصرية بعض أخبارها الخارجية من بعض الدبلوماسيين الاجانب الموجودين في البلاد المصرية، وقد يحدث مثلا أن تكون مصر مسرحا لنشاط دبلوماسي أجنبي من نوع خاص، وعلى هذا فإن أخبار هذا النشاط الدبلوماسي، أو الاخبار المستقاة من دبلوماسيين غير مصريين يقيمون في البلاد المصرية.
لا يمكن بحال من الاحوال أن ينظر إليها على أنها أخبار محلية داخلية، ولكنها من غير شك أخبار خارجية، )وإن أبدت الصحف المحلية اهتماماً خاصاً بمثل هذه الاخبار(، لا لشيء إلا لأنها تقع على مرأى ومسمع من القارئ المصري أو القارئ العربي.
والذي نخرج به من مناقشة هذه المسائل، أنه ليس كل ما يقع في خارج حدودنا خبراً خارجي وليس كل ما يأتي من خارج حدودنا خبراً من هذا النوع أيضاً، إنما الاخبار الخارجية هي الاخبار التي تصف أحداثاً تقع في الخارج، ويكون مصدرها الخارج، ولا تكون مصر أو الجمهورية العربية طرفاً فيها بحال ما، ولا تكون لها صلة بالعالم العربي، بل بالشرق الاوسط كله في نظر بعضهم كما رأينا.
وبعبارة أخرى: يمكن تحديد الاخبار الخارجية بأنها الاخبار التي تصف النشاط السياسي وغير السياسي مما يقع في الدول الاجنبية خارج حدود الجمهورية العربية المتحدة أو النشاط الاجنبي الذي يقع في داخل حدود هذه الجمهورية، ولا تكون مصر أو سوريا أو أي جزء من أجزاء هذا العالم العربي طرفاً فيه بحال ما، ويكون مصدر هذه الاخبار خارجياً في الاعم الاغلب، ومحلياً في حالات قليلة الوقوع.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|