أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
2539
التاريخ: 2023-06-10
1122
التاريخ: 2023-09-24
932
التاريخ: 2023-08-07
936
|
يقول تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58].
إما أن يكون المقصود من الباب هو الباب الخاص لمعمورة أريحا، اعتماداً على أن المراد من القرية هو عمران أريحا، حيث طبقاً لبعض الأخبار - فإن بني إسرائيل قد دخلوا هذه القرية في زمان موسى (1) وإما أن المراد منه هو باب القبة التي أقامها موسى في الصحراء للعبادة واعتبرها مقدسة (2)، وإما أحد أبواب بيت المقدس (باب الحطة) (3)، هذا بناء على أن الآية المذكورة تحكي قصة دخول بني إسرائيل إلى بيت المقدس بعد رحيل موسى إذ أنه طبقاً لتصريح بعض المفسرين (4) فإن بني إسرائيل لم يدخلوا بيت المقدس في زمان حياته.
تنويه: المقصود من الباب أي واحد من الأبواب الآنفة الذكر كان هو الباب المعروف ب "باب الحطة".
إن باب حطة، الذي هو باب الانحطاط والتواضع والخضوع، هو مشرع على الدوام في وجه سالكي طريق الحق وإن طالبيه قلة وإن الداخلين فيه واصلون. وقد نقل عن الجيلاني الذي يتمتع بحرمة خاصة عند البعض - قوله:
أتيتُ الأبواب كلّها، فوجدت عليها الزحام، فأتيت من باب الذل والافتقار ، فوجدته خالياً، فدخلت منه، وقلت: هلموا (5).
دخول الباب بتواضع وشكر
الكلمة: {سجداً} هي جمع ساجد وحال للضمير الذي هو فاعل لهذا الفعل: {ادخلوا}؛ أي ادخلوا بخضوع و خشوع أو في حالة الانحناء (6)، أو إن المراد من السجدة هو أن يكون نفس دخولكم من أجل السجود والعبادة والاستغفار (7)، كما وقيل إنه لا يُراد من السجود وضع الجبهة على الأرض؛ إذ لا يتناسب مثل هذا السجود مع الحركة والدخول إلى القرية، بل يُراد منه هنا روح السجود الذي يمثل الخضوع والخشوع في مقابل الأمر الإلهي، مع استشعار عظمة الله وجلاله وملاحظة نعمه وإفضاله؛ ذلك الخضوع والخشوع والتوجه الذي يمكن أن يكون بمثابة سجدة شكر على النجاة من التحير والتيه لأربعين سنة في الصحراء، أو على التوفيق لدخول بيت المقدس بعدما حرموا من الدخول إليه في زمان موسى (8)، مع أنه لا يبعد أن يُراد من ظاهر الآية لاسيما إذا لاحظنا سائر موارد استخدام كلمة السجود في القرآن الكريم هو ذلك السجود المعروف فيكون المقصود هو: يتحتم عليكم، عند بلوغكم باب القرية، أن تسجدوا وتعفّروا جباهكم بالتراب ثم ادخلوا؛ كما أنه إذا قيل: ادخلوا باب الحرم سجداً"؛ فهو يعني عندما تأتون عتبة باب الحرم فعليكم أن تسجدوا قبل الدخول فيه ولا منافاة لذلك مع الحركة والورود المتعارفين، إلا أن احتمال إرادة الخضوع والشكر من لفظة السجدة قوي.
تنويه: لقد طرحت في معنى السجدة المذكورة آراء تجمعها حالة التذلل والخضوع وما شابههما، لكن بعض المتأخرين احتملوا أن يكون المراد منها هو حالة الانخفاض والانحناء المتعمد للتجسس؛ وذلك لأن سجدة الشكر تكون في مقابل النعمة، ولم تكن نعمة الغنيمة وبركة النصر من نصيب اليهود - الذين ما كانوا يجرؤون على دخول القرية خوفاً من العمالقة - حتى يدخلوا شاكرين (9)، بيد أن شهادة السياق من ناحية وقرينة الآيات المشابهة من ناحية أخرى وتأييد الأحاديث من ناحية ثالثة توحي بأنه لم تكن للسجود المذكور صبغة التجسس بل كان شكراً لبعض آلاء الله التي إحداها النجاة من التيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. تفسير أبي السعود، ج 1، ص 127.
2. أصل نصب مثل هذه الخيمة من قبل موسى مذكور في آلاء الرحمن، ص192.
3. تفسير البحر المحيط، ج 1، ص 383.
4. آلاء الرحمن، ص 192؛ وتفسير أبي السعود، ج 1، ص 27
5. البحر المديد، ج 1، ص111.
6. الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص 383.
7. آلاء الرحمن، ص 193
8. راجع تفسير المنار، ج 1، ص 324؛ وتفسير أبي السعود، ج1، ص 127.
9. راجع تفسير التحرير والتنوير، ج 1، ص 498.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|