المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



المقصود من الباب  
  
844   02:13 صباحاً   التاريخ: 2023-05-24
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص 629 - 631
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

يقول تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58].

إما أن يكون المقصود من الباب هو الباب الخاص لمعمورة أريحا، اعتماداً على أن المراد من القرية هو عمران أريحا، حيث  طبقاً لبعض الأخبار - فإن بني إسرائيل قد دخلوا هذه القرية في زمان موسى (1) وإما أن المراد منه هو باب القبة التي أقامها موسى في الصحراء للعبادة واعتبرها مقدسة (2)، وإما أحد أبواب بيت المقدس (باب الحطة) (3)، هذا بناء على أن الآية المذكورة تحكي قصة دخول بني إسرائيل إلى بيت المقدس بعد رحيل موسى إذ أنه طبقاً لتصريح بعض المفسرين (4) فإن بني إسرائيل لم يدخلوا بيت المقدس في زمان حياته.

تنويه: المقصود من الباب أي واحد من الأبواب الآنفة الذكر كان هو الباب المعروف ب "باب الحطة".

إن باب حطة، الذي هو باب الانحطاط والتواضع والخضوع، هو مشرع على الدوام في وجه سالكي طريق الحق وإن طالبيه قلة وإن الداخلين فيه واصلون. وقد نقل عن الجيلاني  الذي يتمتع بحرمة خاصة عند البعض - قوله:

أتيتُ الأبواب كلّها، فوجدت عليها الزحام، فأتيت من باب الذل والافتقار ، فوجدته خالياً، فدخلت منه، وقلت: هلموا (5).

دخول الباب بتواضع وشكر

الكلمة: {سجداً} هي جمع ساجد وحال للضمير الذي هو فاعل لهذا الفعل: {ادخلوا}؛ أي ادخلوا بخضوع و خشوع أو في حالة الانحناء (6)، أو إن المراد من السجدة هو أن يكون نفس دخولكم من أجل السجود والعبادة والاستغفار (7)، كما وقيل إنه لا يُراد من السجود وضع الجبهة على الأرض؛ إذ لا يتناسب مثل هذا السجود مع الحركة والدخول إلى القرية، بل يُراد منه هنا روح السجود الذي يمثل الخضوع والخشوع في مقابل الأمر الإلهي، مع استشعار عظمة الله وجلاله وملاحظة نعمه وإفضاله؛ ذلك الخضوع والخشوع والتوجه الذي يمكن أن يكون بمثابة سجدة شكر على النجاة من التحير والتيه لأربعين سنة في الصحراء، أو على التوفيق لدخول بيت المقدس بعدما حرموا من الدخول إليه في زمان موسى (8)، مع أنه لا يبعد أن يُراد من ظاهر الآية  لاسيما إذا لاحظنا سائر موارد استخدام كلمة السجود في القرآن الكريم هو ذلك السجود المعروف فيكون المقصود هو: يتحتم عليكم، عند بلوغكم باب القرية، أن تسجدوا وتعفّروا جباهكم بالتراب ثم ادخلوا؛ كما أنه إذا قيل: ادخلوا باب الحرم سجداً"؛ فهو يعني عندما تأتون عتبة باب الحرم فعليكم أن تسجدوا قبل الدخول فيه ولا منافاة لذلك مع الحركة والورود المتعارفين، إلا أن احتمال إرادة الخضوع والشكر من لفظة السجدة قوي.

تنويه: لقد طرحت في معنى السجدة المذكورة آراء تجمعها حالة التذلل والخضوع وما شابههما، لكن بعض المتأخرين احتملوا أن يكون المراد منها هو حالة الانخفاض والانحناء المتعمد للتجسس؛ وذلك لأن سجدة الشكر تكون في مقابل النعمة، ولم تكن نعمة الغنيمة وبركة النصر من نصيب اليهود - الذين ما كانوا يجرؤون على دخول القرية خوفاً من العمالقة - حتى يدخلوا شاكرين (9)، بيد أن شهادة السياق من ناحية وقرينة الآيات المشابهة من ناحية أخرى وتأييد الأحاديث من ناحية ثالثة توحي بأنه لم تكن للسجود المذكور صبغة التجسس بل كان شكراً لبعض آلاء الله التي إحداها النجاة من التيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. تفسير أبي السعود، ج 1، ص 127.

2. أصل نصب مثل هذه الخيمة من قبل موسى مذكور في آلاء الرحمن، ص192.

3. تفسير البحر المحيط، ج 1، ص 383.

4. آلاء الرحمن، ص 192؛ وتفسير أبي السعود، ج 1، ص 27

5. البحر المديد، ج 1، ص111.

6. الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص 383.

7. آلاء الرحمن، ص 193

8. راجع تفسير المنار، ج 1، ص 324؛ وتفسير أبي السعود، ج1، ص 127.

9. راجع تفسير التحرير والتنوير، ج 1، ص 498.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .